كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن وكالة الاستخبارات المركزية سي أي ايه تدرب المجموعات الإرهابية المسلحة في معسكرات أقيمت في دول مجاورة لسورية وتزودها بالمعلومات الاستخباراتية مشيرة إلى بروز تحول خطر في النهج الأمريكي فيما يتعلق بسورية وهو التوجه إلى دعم ميليشيات تصفها بـ "العلمانية" بذريعة صد "ازدهار تنظيم القاعدة المتنامي".

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته اليوم مستندة إلى عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي اي ايه تعمل حاليا على توسيع دورها في الأزمة في سورية من أجل دعم المعارضة المسلحة في حربها ضد الدولة السورية مشيرة إلى أن الـ "سي اي ايه" تزود بعض المقاتلين المعارضين بمعلومات استخباراتية تستخدم ضد القوات السورية الحكومية.

وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تستخدم الأقمار الصناعية وأنظمة المراقبة الأخرى لجمع المعلومات الاستخبارية عن القوات السورية وحركة الطائرات ومستودعات الأسلحة وكذلك تستخدم صفائف رادار قوية في تركيا لتعقب الصواريخ البالستية السورية يمكنها تحديد مواقع الإطلاق.

وأضافت الصحيفة أن وكالة "سي اي ايه" أرسلت عددا من عملائها إلى تركيا في خطوة تستهدف انتقاء الجهات التي يجب أن تصل إليها شحنات الأسلحة التي توردها دول خليجية إلى داخل سورية مبينة حسب مصادرها أن الولايات المتحدة تعتمد أيضا على "وكالات التجسس الإسرائيلية والأردنية التي تملك شبكات تجسس واسعة داخل سورية".

وتنقل الصحيفة عن أحد قادة المعارضة المسلحة قوله:"إن وكالة سي أي ايه كانت تعمل مع بريطانيا وفرنسا والمخابرات الأردنية لتدريب "المتمردين" على استخدام مختلف أنواع الأسلحة مشيرة إلى أن الدور الموسع لـ "سي اي ايه" يأتي بموازاة جهود وكالات الاستخبارات الغربية الأخرى لدعم المعارضة المسلحة عبر تدريب عناصرها على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والقتال في المدن والتشويش على عمل الأجهزة السورية".

وفي هذا الصدد يقول مسؤول غربي كبير إن وكالات الاستخبارات تقوم بتدريب المتمردين على القتال في المدن وكيفية استخدام الأسلحة المضادة للدبابات "بشكل صحيح" ضد القوات الحكومية السورية وكذلك تعليمهم التكتيكات المضادة للمساعدة في منع اختراقهم.

وفي وقت لا تنفي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولا تؤكد أي دور لها في توفير التدريب أوالمعلومات لمقاتلي المعارضة السورية لفتت الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى أن خطوة الـ "سي اي ايه" تعكس تغييرا في نهج الإدارة الأمريكية لكن الدعم الأمريكي الجديد المقدم لـ "المتمردين" لايغير قرار الولايات المتحدة بعدم القيام بعمل عسكري مباشر.

وقالت الصحيفة إن توسع أعمال الوكالة بتقديم المعلومات الاستخبارية لـ "المتمردين السوريين" لايزال أمرا سريا حيث أن الولايات المتحدة تمتلك مجموعة من القدارات الاستخباراتية في المنطقة وخاصة على هامش الأزمة في سورية إلا أن مسؤولين حاليين وسابقين ذكروا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية حصلت على الضوء الأخضر من البيت الأبيض العام الماضي للبحث عن سبل لتقديم دعم محدود للمسلحين لكن منحدر المتابعة كان بطيئا ويرجع ذلك "جزئيا" لصعوبة تحديد "شركاء موثوق بهم" بين المعارضة السورية للعمل مع الولايات المتحدة.

وبينما يعتبر مسؤولون أن توفير معلومات استخبارية لوحدات صغيرة من "المتمردين" يتم فحصها من قبل "سي اي ايه" يمثل زيادة في تورط الولايات المتحدة في الأزمة تنقل الصحيفة عن مسؤولي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة قولهم إن خطوة الاستخبارات الامريكية تأتي نظرا لـ "تعميق علاقات "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة مع قيادة هذا التنظيم الإرهابي المركزية في باكستان" وذلك في محاولة لتبرير التدخل الأمريكي وتسويق ذريعة "محاربة الإرهاب" و"تنظيم القاعدة" وهذه المرة في سورية.

وفي هذا الصدد قال مسؤولون أمريكيون أن هناك اتصالات بين نشطاء من "جبهة النصرة" وتنظيم القاعدة في العراق وقيادة القاعدة المركزية في باكستان لافتين إلى تزايد أعداد المقاتلين المنتمين إلى القاعدة الذين يغاردون باكستان للقتال إلى جانب "جبهة النصرة" في سورية.

كما أشار مصدر مطلع إلى أن العلاقات بعمليات تنظيم القاعدة المركزي أصبحت في غاية الأهمية حيث أثارت جدلا بين المسؤولين الأمريكيين لمكافحة الإرهاب فيما إذا كان ينبغي الآن اعتبار "جبهة النصرة" تابعة لتنظيم القاعدة في الأصل أو نتيجة له في العراق كما تنظر إليها الولايات المتحدة.

من جهة ثانية أشارت الصحيفة إلى أن التحول في الدور الأمريكي يعكس "تزايد المخاوف الإسرائيلية من قدرة محدودة للولايات المتحدة في صوغ النتيجة في سورية" و من أن "تردد الولايات المتحدة في التدخل بشكل اكبر سيحد من نفوذ واشنطن في سورية ما بعد النظام الحالي" حسب قولها مشيرة في هذا الصدد إلى أن مسؤولين إسرائيليين ضغطوا خلال الأشهر الأخيرة على نظرائهم الأوروبيين والأمريكيين بشكل سري لتعزيز ما يسمونها "القوى العلمانية" في سورية نتيجة مخاوفهم من أن "جبهة النصرة" ستصبح أكثر ترسخا كلما طال أمد الأزمة.
  • فريق ماسة
  • 2013-03-22
  • 7619
  • من الأرشيف

صحيفة أمريكية تكشف عن معسكرات تدريب للمجموعات المسلحة في سورية تشرف عليها المخابرات الأمريكية

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن وكالة الاستخبارات المركزية سي أي ايه تدرب المجموعات الإرهابية المسلحة في معسكرات أقيمت في دول مجاورة لسورية وتزودها بالمعلومات الاستخباراتية مشيرة إلى بروز تحول خطر في النهج الأمريكي فيما يتعلق بسورية وهو التوجه إلى دعم ميليشيات تصفها بـ "العلمانية" بذريعة صد "ازدهار تنظيم القاعدة المتنامي". وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته اليوم مستندة إلى عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي اي ايه تعمل حاليا على توسيع دورها في الأزمة في سورية من أجل دعم المعارضة المسلحة في حربها ضد الدولة السورية مشيرة إلى أن الـ "سي اي ايه" تزود بعض المقاتلين المعارضين بمعلومات استخباراتية تستخدم ضد القوات السورية الحكومية. وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تستخدم الأقمار الصناعية وأنظمة المراقبة الأخرى لجمع المعلومات الاستخبارية عن القوات السورية وحركة الطائرات ومستودعات الأسلحة وكذلك تستخدم صفائف رادار قوية في تركيا لتعقب الصواريخ البالستية السورية يمكنها تحديد مواقع الإطلاق. وأضافت الصحيفة أن وكالة "سي اي ايه" أرسلت عددا من عملائها إلى تركيا في خطوة تستهدف انتقاء الجهات التي يجب أن تصل إليها شحنات الأسلحة التي توردها دول خليجية إلى داخل سورية مبينة حسب مصادرها أن الولايات المتحدة تعتمد أيضا على "وكالات التجسس الإسرائيلية والأردنية التي تملك شبكات تجسس واسعة داخل سورية". وتنقل الصحيفة عن أحد قادة المعارضة المسلحة قوله:"إن وكالة سي أي ايه كانت تعمل مع بريطانيا وفرنسا والمخابرات الأردنية لتدريب "المتمردين" على استخدام مختلف أنواع الأسلحة مشيرة إلى أن الدور الموسع لـ "سي اي ايه" يأتي بموازاة جهود وكالات الاستخبارات الغربية الأخرى لدعم المعارضة المسلحة عبر تدريب عناصرها على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والقتال في المدن والتشويش على عمل الأجهزة السورية". وفي هذا الصدد يقول مسؤول غربي كبير إن وكالات الاستخبارات تقوم بتدريب المتمردين على القتال في المدن وكيفية استخدام الأسلحة المضادة للدبابات "بشكل صحيح" ضد القوات الحكومية السورية وكذلك تعليمهم التكتيكات المضادة للمساعدة في منع اختراقهم. وفي وقت لا تنفي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولا تؤكد أي دور لها في توفير التدريب أوالمعلومات لمقاتلي المعارضة السورية لفتت الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى أن خطوة الـ "سي اي ايه" تعكس تغييرا في نهج الإدارة الأمريكية لكن الدعم الأمريكي الجديد المقدم لـ "المتمردين" لايغير قرار الولايات المتحدة بعدم القيام بعمل عسكري مباشر. وقالت الصحيفة إن توسع أعمال الوكالة بتقديم المعلومات الاستخبارية لـ "المتمردين السوريين" لايزال أمرا سريا حيث أن الولايات المتحدة تمتلك مجموعة من القدارات الاستخباراتية في المنطقة وخاصة على هامش الأزمة في سورية إلا أن مسؤولين حاليين وسابقين ذكروا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية حصلت على الضوء الأخضر من البيت الأبيض العام الماضي للبحث عن سبل لتقديم دعم محدود للمسلحين لكن منحدر المتابعة كان بطيئا ويرجع ذلك "جزئيا" لصعوبة تحديد "شركاء موثوق بهم" بين المعارضة السورية للعمل مع الولايات المتحدة. وبينما يعتبر مسؤولون أن توفير معلومات استخبارية لوحدات صغيرة من "المتمردين" يتم فحصها من قبل "سي اي ايه" يمثل زيادة في تورط الولايات المتحدة في الأزمة تنقل الصحيفة عن مسؤولي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة قولهم إن خطوة الاستخبارات الامريكية تأتي نظرا لـ "تعميق علاقات "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة مع قيادة هذا التنظيم الإرهابي المركزية في باكستان" وذلك في محاولة لتبرير التدخل الأمريكي وتسويق ذريعة "محاربة الإرهاب" و"تنظيم القاعدة" وهذه المرة في سورية. وفي هذا الصدد قال مسؤولون أمريكيون أن هناك اتصالات بين نشطاء من "جبهة النصرة" وتنظيم القاعدة في العراق وقيادة القاعدة المركزية في باكستان لافتين إلى تزايد أعداد المقاتلين المنتمين إلى القاعدة الذين يغاردون باكستان للقتال إلى جانب "جبهة النصرة" في سورية. كما أشار مصدر مطلع إلى أن العلاقات بعمليات تنظيم القاعدة المركزي أصبحت في غاية الأهمية حيث أثارت جدلا بين المسؤولين الأمريكيين لمكافحة الإرهاب فيما إذا كان ينبغي الآن اعتبار "جبهة النصرة" تابعة لتنظيم القاعدة في الأصل أو نتيجة له في العراق كما تنظر إليها الولايات المتحدة. من جهة ثانية أشارت الصحيفة إلى أن التحول في الدور الأمريكي يعكس "تزايد المخاوف الإسرائيلية من قدرة محدودة للولايات المتحدة في صوغ النتيجة في سورية" و من أن "تردد الولايات المتحدة في التدخل بشكل اكبر سيحد من نفوذ واشنطن في سورية ما بعد النظام الحالي" حسب قولها مشيرة في هذا الصدد إلى أن مسؤولين إسرائيليين ضغطوا خلال الأشهر الأخيرة على نظرائهم الأوروبيين والأمريكيين بشكل سري لتعزيز ما يسمونها "القوى العلمانية" في سورية نتيجة مخاوفهم من أن "جبهة النصرة" ستصبح أكثر ترسخا كلما طال أمد الأزمة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة