دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
من أجل هذا جاء. فقط وحصريا من أجل هذا جاء. اكثر من يومين استمرت زيارة الرئيس اوباما في بلاد اسرائيل. وقد تضمنت القبة الحديدية والوثائق السليبة والتكنولوجيا العليا. وهي ستتضمن قبر هرتسل وقبر رابين ويد واسم (مؤسسة الكارثة والبطولة). منذ بدايتها وحتى نهايتها كانت مليئة بشمعون بيرس، وببنيامين نتنياهو، وبعناق امريكي اسرائيلي لم يكن له مثيل. ولكن في النهاية، فان الخمسين ساعة من الزيارة الرئاسية لم تكن الا كي تمهد التربة للثماني عشرة دقيقة التي تحدث فيها براك اوباما امس عن السلام. السلام ضروري قال رئيس الولايات المتحدة للاسرائيليين والسلام عادل والسلام ممكن.
احدى القصائد الاجمل التي أعرفها هي قصيدة اسرائيل بنكاس 'حين كان الحب هنا في زيارة رسمية'. زيارة اوباما الى اسرائيل في اذار 2013 كانت زيارة ملكية للحب. الرجل القوي في العالم جاء للدولة الاكثر تهديدا في العالم كي يعدها بالحب. في كل لحظة ولحظة أغدق عليها الحب. في كل خطاب وفي كل بادرة بث لنا الحب. ولكن في نهاية المطاف، وجه الضيف الملكي كل هذا الحب الى قول لاذع برقة. لا يمكنكم ان تواصلوا العيش كمحتلين، باراك اوباما قال لنا أمس. لا يمكنكم ان تواصلوا كونكم قلعة مستوطنين. استيقظوا، ايها الاسرائيليون. ارتبطوا بكل ما هو ايجابي فيكم وسامٍ فيكم واخرجوا من شللكم وثوروا ضد زعمائكم وصمموا بايديكم مستقبلكم.
في هذا المكان وعد أمس بان يكون خطاب اوباما خطاب أساس. هكذا كان. الخطاب العظيم في مباني الامة يخجل كل واحد وواحد من السياسيين القدامى والسياسيين الجدد الذين تنافسوا هنا في الانتخابات الاخيرة.
دعوة الصحوة التي اطلقت امس في القدس تخجل تلك النخبة الاسرائيلية التي قررت مؤخرا شن الحرب على بني براك بدلا من وقف المستوطنات. العظمة التي قدمها براك اوباما امامنا تخجل الزعامة الاسرائيلية الوطنية التي لا تتجرأ على مواجهة الوضع الاسرائيلي كما يواجهه الرئيس الامريكي.
ولكن ما حصل أمس لم يكن فقط تجسيدا للعدم السياسي المحلي. ما حصل امس ينطوي على وعد منضبط للمستقبل. يوجد أمل جيد في أن يغير خطاب اوباما في القدس قواعد اللعبة المحلية. وهو سيلزم واشنطن بالزام القدس في أن تصمم جدول أعمال سياسيا حقيقيا. وسيلزم جون كيري بالمبادرة الى خطوات تضعضع حكومة المستوطنين التي قامت لتوها. وسيعطي أملا لامكانية أن في السنوات القريبة لن نعنى فقط بمطاردة الطلاب الدينيين المناهضين للصهيونية بل بانقاذ الصهيونية.
لا يمكن تجاهل حقيقة أن في خطاب اوباما كان ايضا بعض السذاجة. فالرئيس العاشق لم يوضح بعد كيف تجسر الفجوة بين القيم الديمقراطية للولايات المتحدة واسرائيل وبين قيم الشرق الاوسط الاسلامي. الرئيس الواعد لا يزال لم يثبت بعد بان السلام الذي يعد به هو بالفعل سلام قابل للتحقق. ولكن براك اوباما اشار امس الى الاتجاه، أرانا الطريق وفتح فتحة أمل. الان الواجب هو علينا للخروج الى الرحلة.
المصدر :
هآرتس / آري شبيط
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة