تكاد الصحف التركية الصادرة أمس تتشابه في عناوينها الرئيسية حول رسالة رئيس «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في عيد النوروز. وكانت عبارة «وداعاً للسلاح» القاسم المشترك بين أكثر من صحيفة. أما عنوان صحيفة «راديكال» فكان لافتاً، حيث كتبت باللغة الكردية «بيجي تركيا» (تعيش تركيا)، أما صحيفة «طرف» فعنونت «انه ربيع تركيا». أما اللافت أكثر، فكان كلمة الرجل الثاني في الحزب والموجود في جبال قنديل مراد قره يلان إلى أكراد سورية، حيث حيا «ثورتهم السورية المحقة».

وكتب محمد تيزكان في صحيفة «ميللييت» أن جنوب شرق تركيا دخل مرحلة من الهدوء، وإذا سارت الأمور كما يجب فإن «حزب العمال الكردستاني» سيسقط من أولويات الاهتمام في تركيا. وأضاف انه من المفترض أن يتلو الإعلان بدء انسحاب المقاتلين الأكراد إلى جبال قنديل في شمالي العراق. وستستمر العملية حوالي ثلاثة أشهر، ومن الممكن حتى نهاية الصيف. ولكن تيزكان أوضح أن محاولات تخريب العملية قائمة كحصول صدامات أو تفجير ألغام، وفي كلا الطرفين من يريد فعلاً عرقلتها. إلا أن السؤال المركزي هو أي دور للبرلمان في المرحلة المقبلة؟ وهنا يجيب الكاتب أنه من المرجح أن يملأ الفراغ المقبل لجنة من الحكماء فيما سيكون دور البرلمان بعد انتهاء الانسحاب الكامل للمقاتلين الأكراد.

ويرى الكاتب جان دوندار أن المناخ الشعبي في ديار بكر كان مناخ انتصار للأكراد وهزيمة لسياسة الإنكار. وقد اختصرها أوجلان بما معناه «لقد دفعنا ثمنا باهظاً وانتصرنا وكسبنا هويتنا. وحان وقت الانسحاب إلى خارج الحدود». ورأى دوندار أن جوهر نظرة أوجلان الآن هي «السياسة الديموقراطية» التي كررها 14 مرة، بينما مرت كلمة سلاح أربع مرات فقط.

وفي صحيفة «حرييت»، كتب طه آقيول أنه برغم إشارات أوجلان المتكررة للأتراك والأكراد كي يتوجهوا إلى الشرق الأوسط فإن غالبية الأكراد يفضلون أن يكونوا في تركيا موحدة مرجعيتها الغرب وقيمه على أن يكون الشرق الأوسط مرجعيتها.

بدوره، اتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان السياسيين الأكراد بتخريب المحادثات لعدم وضعهم الأعلام التركية خلال احتفال عيد النوروز في ديار بكر أمس الأول حيث قرئت رسالة أوجلان.

وخلال لقائه نواب حزب «العدالة والتنمية»، قال أردوغان «نحن في طور عملية حساسة جداً... إن غياب الأعلام التركية في ديار بكر كان محاولة استفزازية مصمّمة لتخريب العملية». ورداً على سؤال إن كان ينوي تحقيق المتفق عليه العام الحالي، قال أردوغان «هذا هو هدفنا، بذلك سيكون العام 2014 عام الانتخابات وسط أجواء صحية».

وعلى صعيد آخر، ما لفت أيضاً الكلمة التي وجهها مراد قره يلان من جبال قنديل إلى أكراد سورية لمناسبة الاحتفال بعيد «النوروز» في ساحة مدينة القامشلي.

وحيا قره يلان أكراد سورية وثورتهم التي اعتبرها مهمة جدا في نجاح كل كردستان. وقال «إن ثورة غرب كردستان قامت بدور تاريخي في حرية كردستان»، مضيفاً أن «ثورة غرب كردستان لم تكن مهمة فقط لكم بل لكل كردستان. إنها ثورة سورية من أجل سورية حرة. وثورتكم تشكل أساساً للأخوة العربية الكردية في سورية».

وخاطب قره يلان أكراد سورية، قائلاً «لستم وحدكم. نحن خلفكم ليس ذلك فقط بل إلى جانبكم، وكل الأكراد إلى جانبكم، وقضيتكم قضية حق. وطريقكم هو الطريق الصحيح. وسوف تنجحون وسيكون النصر لكم». واعتبر قره يلان أن أوجلان بكلمته بدأ مرحلة جديدة ومهمة، ولكنه أشار إلى أن «حزب العمال الكردستاني» مستعد كما للحرب كذلك للسلم. واعتبر أن العام 2013 سيكون عام الحرب أو السلام.

ويعكس كلام قره يلان العديد من الاحتمالات، التي شاعت مؤخراً، حول أن التسوية بين أنقرة وأكرادها ستنعكس على الوضع الكردي في سورية لجهة تحالف أكراد سورية مع المعارضة السورية. وهذا فعلاً ما ترجم على الأرض في الآونة الأخيرة من صدام مع قوات النظام في أكثر من مكان، فضلاً عن استخدام الصحف الموالية لـ«حزب العمال الكردستاني» عبارات قاسية بحق النظام السوري والرئيس بشار الأسد، وما قد يتركه ذلك من آثار على التوازنات في سورية والشرق الأوسط.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-22
  • 9267
  • من الأرشيف

قره يلان لأكراد سورية: نحن معكم وستنتصرون!

تكاد الصحف التركية الصادرة أمس تتشابه في عناوينها الرئيسية حول رسالة رئيس «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في عيد النوروز. وكانت عبارة «وداعاً للسلاح» القاسم المشترك بين أكثر من صحيفة. أما عنوان صحيفة «راديكال» فكان لافتاً، حيث كتبت باللغة الكردية «بيجي تركيا» (تعيش تركيا)، أما صحيفة «طرف» فعنونت «انه ربيع تركيا». أما اللافت أكثر، فكان كلمة الرجل الثاني في الحزب والموجود في جبال قنديل مراد قره يلان إلى أكراد سورية، حيث حيا «ثورتهم السورية المحقة». وكتب محمد تيزكان في صحيفة «ميللييت» أن جنوب شرق تركيا دخل مرحلة من الهدوء، وإذا سارت الأمور كما يجب فإن «حزب العمال الكردستاني» سيسقط من أولويات الاهتمام في تركيا. وأضاف انه من المفترض أن يتلو الإعلان بدء انسحاب المقاتلين الأكراد إلى جبال قنديل في شمالي العراق. وستستمر العملية حوالي ثلاثة أشهر، ومن الممكن حتى نهاية الصيف. ولكن تيزكان أوضح أن محاولات تخريب العملية قائمة كحصول صدامات أو تفجير ألغام، وفي كلا الطرفين من يريد فعلاً عرقلتها. إلا أن السؤال المركزي هو أي دور للبرلمان في المرحلة المقبلة؟ وهنا يجيب الكاتب أنه من المرجح أن يملأ الفراغ المقبل لجنة من الحكماء فيما سيكون دور البرلمان بعد انتهاء الانسحاب الكامل للمقاتلين الأكراد. ويرى الكاتب جان دوندار أن المناخ الشعبي في ديار بكر كان مناخ انتصار للأكراد وهزيمة لسياسة الإنكار. وقد اختصرها أوجلان بما معناه «لقد دفعنا ثمنا باهظاً وانتصرنا وكسبنا هويتنا. وحان وقت الانسحاب إلى خارج الحدود». ورأى دوندار أن جوهر نظرة أوجلان الآن هي «السياسة الديموقراطية» التي كررها 14 مرة، بينما مرت كلمة سلاح أربع مرات فقط. وفي صحيفة «حرييت»، كتب طه آقيول أنه برغم إشارات أوجلان المتكررة للأتراك والأكراد كي يتوجهوا إلى الشرق الأوسط فإن غالبية الأكراد يفضلون أن يكونوا في تركيا موحدة مرجعيتها الغرب وقيمه على أن يكون الشرق الأوسط مرجعيتها. بدوره، اتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان السياسيين الأكراد بتخريب المحادثات لعدم وضعهم الأعلام التركية خلال احتفال عيد النوروز في ديار بكر أمس الأول حيث قرئت رسالة أوجلان. وخلال لقائه نواب حزب «العدالة والتنمية»، قال أردوغان «نحن في طور عملية حساسة جداً... إن غياب الأعلام التركية في ديار بكر كان محاولة استفزازية مصمّمة لتخريب العملية». ورداً على سؤال إن كان ينوي تحقيق المتفق عليه العام الحالي، قال أردوغان «هذا هو هدفنا، بذلك سيكون العام 2014 عام الانتخابات وسط أجواء صحية». وعلى صعيد آخر، ما لفت أيضاً الكلمة التي وجهها مراد قره يلان من جبال قنديل إلى أكراد سورية لمناسبة الاحتفال بعيد «النوروز» في ساحة مدينة القامشلي. وحيا قره يلان أكراد سورية وثورتهم التي اعتبرها مهمة جدا في نجاح كل كردستان. وقال «إن ثورة غرب كردستان قامت بدور تاريخي في حرية كردستان»، مضيفاً أن «ثورة غرب كردستان لم تكن مهمة فقط لكم بل لكل كردستان. إنها ثورة سورية من أجل سورية حرة. وثورتكم تشكل أساساً للأخوة العربية الكردية في سورية». وخاطب قره يلان أكراد سورية، قائلاً «لستم وحدكم. نحن خلفكم ليس ذلك فقط بل إلى جانبكم، وكل الأكراد إلى جانبكم، وقضيتكم قضية حق. وطريقكم هو الطريق الصحيح. وسوف تنجحون وسيكون النصر لكم». واعتبر قره يلان أن أوجلان بكلمته بدأ مرحلة جديدة ومهمة، ولكنه أشار إلى أن «حزب العمال الكردستاني» مستعد كما للحرب كذلك للسلم. واعتبر أن العام 2013 سيكون عام الحرب أو السلام. ويعكس كلام قره يلان العديد من الاحتمالات، التي شاعت مؤخراً، حول أن التسوية بين أنقرة وأكرادها ستنعكس على الوضع الكردي في سورية لجهة تحالف أكراد سورية مع المعارضة السورية. وهذا فعلاً ما ترجم على الأرض في الآونة الأخيرة من صدام مع قوات النظام في أكثر من مكان، فضلاً عن استخدام الصحف الموالية لـ«حزب العمال الكردستاني» عبارات قاسية بحق النظام السوري والرئيس بشار الأسد، وما قد يتركه ذلك من آثار على التوازنات في سورية والشرق الأوسط.

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة