اعتبر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أن المعارضة السورية وصلت إلى المباراة النهائية في معركتها مع النظام، وتوقع أن تنتهي المباراة بانتصار المعارضة.

وفي طريق عودته من فيينا حيث شارك في ملتقى الحضارات، تحدث اردوغان إلى الصحافيين المرافقين له في الطائرة قائلا انه «توجد مساع لتشكيل حكومة معارضة، وهذا يعني أن المعارضة وصلت إلى مرحلة الفينال (النهائي)، ونتوقع أن تخرج المعارضة منتصرة من هذا الفينال».

ورأى اردوغان أن الرئيس السوري بشار الأسد حاول التعاون مع «حزب العمال الكردستاني» في سوريا، لكن هدفه بقي في إطار المحاولة. وقال ان شمال سوريا خرج من سيطرة الأسد وهذا يجب ألا ينعكس رخاوة في الموقف التركي لأنه «إذا كانت السيطرة لحزب الاتحاد الوطني الديموقراطي المؤيد لحزب العمال الكردستاني فإننا أمام وضع مختلف كليا».

وأعرب اردوغان عما يشبه الندم لعدم موافقة البرلمان التركي، في الأول من آذار العام 2003، للمشاركة في غزو العراق. وقال «لو تمت الموافقة على المشاركة لكانت تركيا الآن في شمال العراق، ولَكُنا شركاء في اتخاذ القرارات هناك. ليس بالضرورة أن نتواجد هناك عسكريا».

وفي حوار مطول مع صحيفة «يني شفق» جال وزير الخارجية احمد داود اوغلو في التاريخ والجغرافيا والماضي والحاضر والأوضاع السياسية.

وقال انه «يقال ان سوريا مختلفة عن بلدان الربيع العربي الأخرى، لكن الواقع أن هناك موجة تغيير لا يمكن استثناء سوريا منها، وما حصل في ميدان التحرير في القاهرة يحصل الآن في سوريا. فكما كان في مصر ميدان تحرير وفي ليبيا بنغازي وفي تونس ثورة الياسمين، في سوريا هناك حمص وحلب». وأضاف ان «أحداث العام 1982 في سوريا لا يمكن أخذها معيارا، حيث كانت حينها أحداثا منعزلة خارج أي سياق إقليمي، بينما اليوم هناك تغيير شامل في المنطقة ولا يمكن استثناء سوريا منه».

وفسّر داود اوغلو طول الأزمة في سوريا «كنتيجة لنظرية شاعت في بعض الدوائر في تركيا وبعض الأوساط والدول في العالم الإسلامي بأن ما يجري هناك هو مؤامرة. كما يعود الأمر لتراخي المجتمع الدولي وعدم ممارسة ضغوط على النظام السوري». وقال ان «دولا، مثل روسيا والصين، ساندت النظام وروسيا لم ترغب في أن تكرر ما تعتبره خطأ في ليبيا. هذا كان سوء طالع للشعب السوري الذي يدفع ثمن تخلي المجتمع الدولي عنه».

وأضاف ان «60 -70 في المئة من الأراضي السورية خارج سيطرة النظام»، معتبرا أن «المجتمع الدولي لم يمارس ضغوطا على النظام حتى من اجل المساعدات الإنسانية». وتابع ان «تصوير الأسد على انه رجل يقاوم الضغوط هو تصور خاطئ جدا، لأنه في الأساس لا توجد أية ضغوط عليه. فلا الأمم المتحدة أصدرت قرارا ولا المقاطعات الدولية قد طبقت. الذي يقاوم في الأساس هو الشعب السوري».

واعتبر داود اوغلو أن «الأسد أخرج حلب من حساباته. لا أعرف إذا كان يريد فصل دمشق عن حلب، بل انه اخرج كل سوريا من حساباته من اجل مصالح زمرة صغيرة تحيط به».

وقال ان «إيران لم تشعر بالحاجة إلى البحث عن حل في بداية الأزمة السورية، وان الأسد سيحل المشكلة، ولم تأخذ دعوتنا إلى حل الأزمة بصورة جدية، وكانت حجتها الوحيدة لعدم الحل أن النظام مقاوم لإسرائيل. وهذا اكبر اهانة للشعب السوري. هل الذين في حلب وحماه وحمص هم عملاء إسرائيل؟ هل مقتل 70 ألفا هو باسم دولة ثانية؟ عن أي خط مقاومة يتحدثون، وهم يقصفون الجوامع في رمضان؟ فليعد كل واحد إلى ضميره. إننا نقوم بما هو صحيح».

وقال داود اوغلو ان تركيا تسعى للتقدم في الداخل والاندماج مع خارج حدودها وخصوصا في شمال العراق وشمال سوريا من دون أن يعني ذلك تغيير الحدود. وأضاف ان «خصوصية تركيا أنها قوة قديمة وعريقة تعود للنهوض من جديد مغلقة مرحلة ضعف، وهذا يتطلب ما نقوم به، أي أن نكون فاعلين في البلقان والشرق الأوسط والقوقاز والآن في أميركا اللاتينية وأفريقيا».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-01
  • 9015
  • من الأرشيف

أردوغـان وداود أوغـلـو يهـاجمـان الأســد:المعارضـة الســوريـة تلعـب فـي «النهائـي»

اعتبر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أن المعارضة السورية وصلت إلى المباراة النهائية في معركتها مع النظام، وتوقع أن تنتهي المباراة بانتصار المعارضة. وفي طريق عودته من فيينا حيث شارك في ملتقى الحضارات، تحدث اردوغان إلى الصحافيين المرافقين له في الطائرة قائلا انه «توجد مساع لتشكيل حكومة معارضة، وهذا يعني أن المعارضة وصلت إلى مرحلة الفينال (النهائي)، ونتوقع أن تخرج المعارضة منتصرة من هذا الفينال». ورأى اردوغان أن الرئيس السوري بشار الأسد حاول التعاون مع «حزب العمال الكردستاني» في سوريا، لكن هدفه بقي في إطار المحاولة. وقال ان شمال سوريا خرج من سيطرة الأسد وهذا يجب ألا ينعكس رخاوة في الموقف التركي لأنه «إذا كانت السيطرة لحزب الاتحاد الوطني الديموقراطي المؤيد لحزب العمال الكردستاني فإننا أمام وضع مختلف كليا». وأعرب اردوغان عما يشبه الندم لعدم موافقة البرلمان التركي، في الأول من آذار العام 2003، للمشاركة في غزو العراق. وقال «لو تمت الموافقة على المشاركة لكانت تركيا الآن في شمال العراق، ولَكُنا شركاء في اتخاذ القرارات هناك. ليس بالضرورة أن نتواجد هناك عسكريا». وفي حوار مطول مع صحيفة «يني شفق» جال وزير الخارجية احمد داود اوغلو في التاريخ والجغرافيا والماضي والحاضر والأوضاع السياسية. وقال انه «يقال ان سوريا مختلفة عن بلدان الربيع العربي الأخرى، لكن الواقع أن هناك موجة تغيير لا يمكن استثناء سوريا منها، وما حصل في ميدان التحرير في القاهرة يحصل الآن في سوريا. فكما كان في مصر ميدان تحرير وفي ليبيا بنغازي وفي تونس ثورة الياسمين، في سوريا هناك حمص وحلب». وأضاف ان «أحداث العام 1982 في سوريا لا يمكن أخذها معيارا، حيث كانت حينها أحداثا منعزلة خارج أي سياق إقليمي، بينما اليوم هناك تغيير شامل في المنطقة ولا يمكن استثناء سوريا منه». وفسّر داود اوغلو طول الأزمة في سوريا «كنتيجة لنظرية شاعت في بعض الدوائر في تركيا وبعض الأوساط والدول في العالم الإسلامي بأن ما يجري هناك هو مؤامرة. كما يعود الأمر لتراخي المجتمع الدولي وعدم ممارسة ضغوط على النظام السوري». وقال ان «دولا، مثل روسيا والصين، ساندت النظام وروسيا لم ترغب في أن تكرر ما تعتبره خطأ في ليبيا. هذا كان سوء طالع للشعب السوري الذي يدفع ثمن تخلي المجتمع الدولي عنه». وأضاف ان «60 -70 في المئة من الأراضي السورية خارج سيطرة النظام»، معتبرا أن «المجتمع الدولي لم يمارس ضغوطا على النظام حتى من اجل المساعدات الإنسانية». وتابع ان «تصوير الأسد على انه رجل يقاوم الضغوط هو تصور خاطئ جدا، لأنه في الأساس لا توجد أية ضغوط عليه. فلا الأمم المتحدة أصدرت قرارا ولا المقاطعات الدولية قد طبقت. الذي يقاوم في الأساس هو الشعب السوري». واعتبر داود اوغلو أن «الأسد أخرج حلب من حساباته. لا أعرف إذا كان يريد فصل دمشق عن حلب، بل انه اخرج كل سوريا من حساباته من اجل مصالح زمرة صغيرة تحيط به». وقال ان «إيران لم تشعر بالحاجة إلى البحث عن حل في بداية الأزمة السورية، وان الأسد سيحل المشكلة، ولم تأخذ دعوتنا إلى حل الأزمة بصورة جدية، وكانت حجتها الوحيدة لعدم الحل أن النظام مقاوم لإسرائيل. وهذا اكبر اهانة للشعب السوري. هل الذين في حلب وحماه وحمص هم عملاء إسرائيل؟ هل مقتل 70 ألفا هو باسم دولة ثانية؟ عن أي خط مقاومة يتحدثون، وهم يقصفون الجوامع في رمضان؟ فليعد كل واحد إلى ضميره. إننا نقوم بما هو صحيح». وقال داود اوغلو ان تركيا تسعى للتقدم في الداخل والاندماج مع خارج حدودها وخصوصا في شمال العراق وشمال سوريا من دون أن يعني ذلك تغيير الحدود. وأضاف ان «خصوصية تركيا أنها قوة قديمة وعريقة تعود للنهوض من جديد مغلقة مرحلة ضعف، وهذا يتطلب ما نقوم به، أي أن نكون فاعلين في البلقان والشرق الأوسط والقوقاز والآن في أميركا اللاتينية وأفريقيا».    

المصدر : محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة