أكدت الصحفية التشيكية "تيريزا سبينتسيروفا" موفدة "الجريدة الأدبية" في رسالة من دمشق أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري وبعد أن حدد الهدف من جولته الخارجية الأولى بأنها للاستماع لم يلتزم كثيرا بقوله هذا حيث انبرى إلى إطلاق التصريحات والأحكام في برلين معطيا الحق للمجموعات المسلحة في سورية بالحصول على الدعم الذي قال بأنه "غير فتاك" من قبل الإدارة الأمريكية العازمة على السعي إلى تغيير الحكومة في سورية .

وأضافت سبينتسيروفا إن كيري حاول الدفاع عن موقفه هذا بزعمه أن الحكومة السورية ترفض التفاوض على الحل السياسي لافتة إلى غرابة هذا التهجم على الحكومة السورية لأنه جاء بعد يوم واحد فقط من عرضها على المسلحين التفاوض وهو الاقتراح الذي رفضه هؤلاء ورغم ذلك عمد كيري إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية زاعما أن هذا العرض حسب رأيه لا يمكن أخذه على محمل الجد .

ولفتت الصحفية إلى أنه وباختصار فإن عرض دمشق للحوار قوض ما كان قد أعده كيري لخطابه البرليني .. غير أنه لم يكن هناك أحد بالقرب منه كي يعيد صياغة هذا الخطاب بالسرعة الكافية ولذلك توجب عليه الطبخ على ما هو معد مسبقا .

وأشارت سبينتسيروفا إلى أن كيري لم يتمكن من تحويل موقفه خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف وربما يعود ذلك إلى أنه قال في برلين بأن الولايات المتحدة تفكر وبشكل جوهري بتوسيع تعريف ما يدعى "المساعدات غير القاتلة للمسلحين في سورية" ما يعني انه يمكن وبشكل جدي قد انضم إلى هذا التصنيف قيام الأمريكيين بالتدريب العسكري المباشر وتقديم العربات المدرعة وذاك يأتي جنبا إلى جنب مع إمدادات السلاح التي ترسلها السعودية وقطر ولاسيما إلى من يدعون أنفسهم بالجهاديين في سورية وقد اشترى السعوديون الدفعة الأخيرة من الأسلحة من كرواتيا وتعود هذه الأسلحة لحقبة الحروب البلقانية .

وقالت الصحفية إن تفاصيل المساعدات الأمريكية للمسلحين على الأرجح يتم التفاوض عليها وراء الستار خلال ما يطلق عليه مسمى مؤتمر " أصدقاء سورية " في روما مشيرة إلى أن هناك سوابق سيئة السمعة وأثبتت فشلها لتجربة ما يسمى " مساعدة الشعب" وذلك في العراق وليبيا حيث في كلا الحالتين كان الأمر يتعلق فقط بالإطاحة بحكومة الأمر الذي أدى لاحقا إلى خلق اضطرابات وفوضى عارمة وتقسيم العراق جراء الغزو الأمريكي لهذا البلد وخلق مجموعات متطرفة تنفذ الهجمات الإرهابية التي تقتل مئات العراقيين شهريا أما استمرار وجود شيء اسمه ليبيا فيمكن التشكيك به بنجاح .

واضافت إن الرأي الرسمي في دمشق يؤكد أن الهدف الحقيقي "لإشاعة الديمقراطية المسلحة" هو السعي إلى نقل الصراع الإقليمي من المستوى الإسرائيلي العربي إلى المستوى العربي الداخلي.. الأمر الذي يمكن تحقيقه بسهولة ولاسيما عن طريق تحطيم الدول ومن ثم فليستمر العرب في التصارع بينهم حتى الثمالة .

ولفتت إلى إن إمدادات السلاح التي تخدم هذا الهدف الغربي شيء ومسالة لمن تقدم هذه الأسلحة شيء آخر ولاسيما التفريق بين العدد الكبير من المجموعات المسلحة التي تقاد بأيديولوجيا متطرفة وبين سياسات مجموعات أخرى تقوم على الحسابات والدوافع الربحية مشيرة إلى تكشف معلومات تشير إلى حرب خفية في شمال سورية بين المجموعات المسلحة المختلفة لما يدعى "الجيش الحر" والمجموعات التي تتبنى فلسفة القاعدة .

وأشارت سبينتسيروفا إلى أنها لاحظت الناس في دمشق يتوجهون صباحا إلى أعمالهم والموظفين الذين يرتدون الأطقم المكوية رغم كل شيء الأمر الذي يعني أن الدولة والناس على الأقل في دمشق يسعون إلى العمل وكأن لا شيء يحدث .

وقالت الصحفية "إن استطلاعات فرنسية وبريطانية للرأي أظهرت أنه في حال إجراء انتخابات فان الرئيس بشار الأسد سيحصل على أكثر من نصف أصوات الناخبين على الأقل الأمر الذي يعتبر السبب الحقيقي لاشتراط ما يدعى بالمعارضة بترك الرئاسة فوراً وعدم موافقتها على المشاركة في الحوار المعروض عليها ومن ثم التقدم بهدوء إلى الانتخابات لمعرفتها المؤكدة بأنه سيفوز".

وقالت الكاتبة " لا أتقن البحث عن هذه الاستطلاعات غير أن المؤكد في الأمر هو أن شعبية الرئيس الأسد وخاصة في دمشق غير قابلة للتشكيك وغير مصطنعة .

وختمت سبينتسيروفا بالقول "عندما سألت يوما المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون الذي اشتهر بدفاعه عن السلام ووحدة سورية والذي قتلت المجموعات المسلحة نجله الشاب كيف بالإمكان ايقاف الجهاد في سورية أجاب باختصار .. يكفي أن يأمر بذلك الغرب والولايات المتحدة السعودية وقطر وفي اليوم التالي ستنتهي الأمور ".

  • فريق ماسة
  • 2013-02-28
  • 8844
  • من الأرشيف

صحيفة تشيكية:لم يكن أحد قرب كيري ليعيد له صياغة خطابه في برلين.. فتورط وتجاهل دعوة الحكومة معارضيها للحوار

أكدت الصحفية التشيكية "تيريزا سبينتسيروفا" موفدة "الجريدة الأدبية" في رسالة من دمشق أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري وبعد أن حدد الهدف من جولته الخارجية الأولى بأنها للاستماع لم يلتزم كثيرا بقوله هذا حيث انبرى إلى إطلاق التصريحات والأحكام في برلين معطيا الحق للمجموعات المسلحة في سورية بالحصول على الدعم الذي قال بأنه "غير فتاك" من قبل الإدارة الأمريكية العازمة على السعي إلى تغيير الحكومة في سورية . وأضافت سبينتسيروفا إن كيري حاول الدفاع عن موقفه هذا بزعمه أن الحكومة السورية ترفض التفاوض على الحل السياسي لافتة إلى غرابة هذا التهجم على الحكومة السورية لأنه جاء بعد يوم واحد فقط من عرضها على المسلحين التفاوض وهو الاقتراح الذي رفضه هؤلاء ورغم ذلك عمد كيري إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية زاعما أن هذا العرض حسب رأيه لا يمكن أخذه على محمل الجد . ولفتت الصحفية إلى أنه وباختصار فإن عرض دمشق للحوار قوض ما كان قد أعده كيري لخطابه البرليني .. غير أنه لم يكن هناك أحد بالقرب منه كي يعيد صياغة هذا الخطاب بالسرعة الكافية ولذلك توجب عليه الطبخ على ما هو معد مسبقا . وأشارت سبينتسيروفا إلى أن كيري لم يتمكن من تحويل موقفه خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف وربما يعود ذلك إلى أنه قال في برلين بأن الولايات المتحدة تفكر وبشكل جوهري بتوسيع تعريف ما يدعى "المساعدات غير القاتلة للمسلحين في سورية" ما يعني انه يمكن وبشكل جدي قد انضم إلى هذا التصنيف قيام الأمريكيين بالتدريب العسكري المباشر وتقديم العربات المدرعة وذاك يأتي جنبا إلى جنب مع إمدادات السلاح التي ترسلها السعودية وقطر ولاسيما إلى من يدعون أنفسهم بالجهاديين في سورية وقد اشترى السعوديون الدفعة الأخيرة من الأسلحة من كرواتيا وتعود هذه الأسلحة لحقبة الحروب البلقانية . وقالت الصحفية إن تفاصيل المساعدات الأمريكية للمسلحين على الأرجح يتم التفاوض عليها وراء الستار خلال ما يطلق عليه مسمى مؤتمر " أصدقاء سورية " في روما مشيرة إلى أن هناك سوابق سيئة السمعة وأثبتت فشلها لتجربة ما يسمى " مساعدة الشعب" وذلك في العراق وليبيا حيث في كلا الحالتين كان الأمر يتعلق فقط بالإطاحة بحكومة الأمر الذي أدى لاحقا إلى خلق اضطرابات وفوضى عارمة وتقسيم العراق جراء الغزو الأمريكي لهذا البلد وخلق مجموعات متطرفة تنفذ الهجمات الإرهابية التي تقتل مئات العراقيين شهريا أما استمرار وجود شيء اسمه ليبيا فيمكن التشكيك به بنجاح . واضافت إن الرأي الرسمي في دمشق يؤكد أن الهدف الحقيقي "لإشاعة الديمقراطية المسلحة" هو السعي إلى نقل الصراع الإقليمي من المستوى الإسرائيلي العربي إلى المستوى العربي الداخلي.. الأمر الذي يمكن تحقيقه بسهولة ولاسيما عن طريق تحطيم الدول ومن ثم فليستمر العرب في التصارع بينهم حتى الثمالة . ولفتت إلى إن إمدادات السلاح التي تخدم هذا الهدف الغربي شيء ومسالة لمن تقدم هذه الأسلحة شيء آخر ولاسيما التفريق بين العدد الكبير من المجموعات المسلحة التي تقاد بأيديولوجيا متطرفة وبين سياسات مجموعات أخرى تقوم على الحسابات والدوافع الربحية مشيرة إلى تكشف معلومات تشير إلى حرب خفية في شمال سورية بين المجموعات المسلحة المختلفة لما يدعى "الجيش الحر" والمجموعات التي تتبنى فلسفة القاعدة . وأشارت سبينتسيروفا إلى أنها لاحظت الناس في دمشق يتوجهون صباحا إلى أعمالهم والموظفين الذين يرتدون الأطقم المكوية رغم كل شيء الأمر الذي يعني أن الدولة والناس على الأقل في دمشق يسعون إلى العمل وكأن لا شيء يحدث . وقالت الصحفية "إن استطلاعات فرنسية وبريطانية للرأي أظهرت أنه في حال إجراء انتخابات فان الرئيس بشار الأسد سيحصل على أكثر من نصف أصوات الناخبين على الأقل الأمر الذي يعتبر السبب الحقيقي لاشتراط ما يدعى بالمعارضة بترك الرئاسة فوراً وعدم موافقتها على المشاركة في الحوار المعروض عليها ومن ثم التقدم بهدوء إلى الانتخابات لمعرفتها المؤكدة بأنه سيفوز". وقالت الكاتبة " لا أتقن البحث عن هذه الاستطلاعات غير أن المؤكد في الأمر هو أن شعبية الرئيس الأسد وخاصة في دمشق غير قابلة للتشكيك وغير مصطنعة . وختمت سبينتسيروفا بالقول "عندما سألت يوما المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون الذي اشتهر بدفاعه عن السلام ووحدة سورية والذي قتلت المجموعات المسلحة نجله الشاب كيف بالإمكان ايقاف الجهاد في سورية أجاب باختصار .. يكفي أن يأمر بذلك الغرب والولايات المتحدة السعودية وقطر وفي اليوم التالي ستنتهي الأمور ".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة