حذر العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام خلال خطبة صلاة الجمعة من المسجد الأموي الكبير بدمشق اليوم كل من خالف أمر الله سبحانه وتعالى واتجه في طريق البغي والطغيان وقتل الأبرياء واغتصاب النساء من عقاب أكده الله مراراً وتكراراً في محكم تبيانه وقال: "إن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة عنه في أرضه يقيم فيها المجتمع الإنساني حسب موازين العدل التي شاءها سبحانه وعلمه أنه لا يستطيع النهوض بالمهام التي كلفه بها إلا حين تتحقق له الأجهزة والوسائل ولتحقيق هذه الوظيفة أكرمه بمدارك العقل وما يتفرع عنها من العلم والمعرفة والإبداع ومتعه بالقدرة وبسط يده على كثير من الممتلكات والأموال ومتعه بالقدرة على اتخاذ القرار وحرره من أسر قانون الغرائز".

البوطي أكد أن هناك أناساً في بلادنا يدمرون ويقتلون ويحرقون وكأنهم يشنون حرباً على المخلوق والخالق خلافاً لما أراده الله سبحانه وتعالى الذي ميز الإنسان عن سائر المخلوقات واستخلفه على الأرض يبنيها بالعلم والجهد والعقل.

البوطي أوضح أن العلم والقدرة والإرادة المطلقة هي من صفات الربوبية وإنما أكرم الله سبحانه وتعالى عبده بظلال من هذه الصفات ليسخرها في النهوض بعمارة الأرض على النحو الذي أمره وأراده وأنزل عن طريق رسله وأنبيائه بيانا يلجم الإنسان ويحجزه عن استعمال هذه الأجهزة من حدها المهلك الضار الذي يؤدي إلى الدمار والإفساد.

ولفت البوطي إلى أن من أصغى السمع من الناس إلى هذا البيان الإلهي وعمر الأرض وطبق العدالة سيشهد ثمرة عمله أما الفئة الأخرى التي لم تصن هذه المزايا وامتطت أعلى درجات بركان البغي والطغيان والأحقاد الخفية فسيأتي يوم يعاقبهم الله فيه على فجورهم ولابد أن يحيق بهم قضاء الله وقدره وسننه النافذة.

وقارن البوطي بين نقيضين في تصرفات الإنسان وعمله في سائر جنبات الأرض.. أولهما آثار الدمار ومظاهر الحرق والقتل والإفساد التي تتم على يد الإنسان نفسه.. وثانيهما مظاهر البناء والعمران واخضرار الجنان وتألق الحضارة المدنية الإنسانية والتي تتم أيضاً بيد الإنسان موضحاً أن الله سبحانه كرم الإنسان وفضله على سائر خلقه وكلفه بعمارة الأرض حضارياً ومادياً.. متسائلاً.. كيف يمكن للإنسان أن يستنبت غراس السلام وفي الوقت ذاته يدمر ويفسد ويقتل ويحرق.

البوطي دعا كل من أخطأ وضاع عن صراط الله عز وجل إلى العودة إلى جادة الصواب وترك أعمالهم البشعة من القتل والتخريب والتدمير والاغتصاب مناشدا المخطئين والتائهين الذين حملوا السلاح بعد ضلال الاصطلاح مع الله سبحانه وترك الأسلحة والعودة عن الغي وعما حرمه الله ونشر الخير والصلاح بين الناس مستشهدا بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين".

وتساءل البوطي.. أليس ما يفعله هؤلاء الضالون هو حرباً مفتوحة على الله سبحانه معلنة أو مخفية.. ألم يقرأ من يعلن رفع لواء الجهاد قول الله سبحانه "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيماً".

وتضرع البوطي إلى الله قائلاً: "اللهم طهر بلدنا المبارك من كل من يريد سوءاً بدينه أو دنياه.. وكف أيدي الطغاة والبغاة والمارقين عن العباد الأبرياء الآمنين.. واقطع سبيل الطغاة الذين يرسلون حمم الموت إلى أرضنا المباركة ومن فيها.. انتصر يا الله لعبادك المظلومين من الظالمين".

  • فريق ماسة
  • 2013-02-28
  • 11048
  • من الأرشيف

البوطي يدعو كل من أخطأ وضاع عن صراط الله عز وجل إلى العودة إلى جادة الصواب

حذر العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام خلال خطبة صلاة الجمعة من المسجد الأموي الكبير بدمشق اليوم كل من خالف أمر الله سبحانه وتعالى واتجه في طريق البغي والطغيان وقتل الأبرياء واغتصاب النساء من عقاب أكده الله مراراً وتكراراً في محكم تبيانه وقال: "إن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة عنه في أرضه يقيم فيها المجتمع الإنساني حسب موازين العدل التي شاءها سبحانه وعلمه أنه لا يستطيع النهوض بالمهام التي كلفه بها إلا حين تتحقق له الأجهزة والوسائل ولتحقيق هذه الوظيفة أكرمه بمدارك العقل وما يتفرع عنها من العلم والمعرفة والإبداع ومتعه بالقدرة وبسط يده على كثير من الممتلكات والأموال ومتعه بالقدرة على اتخاذ القرار وحرره من أسر قانون الغرائز". البوطي أكد أن هناك أناساً في بلادنا يدمرون ويقتلون ويحرقون وكأنهم يشنون حرباً على المخلوق والخالق خلافاً لما أراده الله سبحانه وتعالى الذي ميز الإنسان عن سائر المخلوقات واستخلفه على الأرض يبنيها بالعلم والجهد والعقل. البوطي أوضح أن العلم والقدرة والإرادة المطلقة هي من صفات الربوبية وإنما أكرم الله سبحانه وتعالى عبده بظلال من هذه الصفات ليسخرها في النهوض بعمارة الأرض على النحو الذي أمره وأراده وأنزل عن طريق رسله وأنبيائه بيانا يلجم الإنسان ويحجزه عن استعمال هذه الأجهزة من حدها المهلك الضار الذي يؤدي إلى الدمار والإفساد. ولفت البوطي إلى أن من أصغى السمع من الناس إلى هذا البيان الإلهي وعمر الأرض وطبق العدالة سيشهد ثمرة عمله أما الفئة الأخرى التي لم تصن هذه المزايا وامتطت أعلى درجات بركان البغي والطغيان والأحقاد الخفية فسيأتي يوم يعاقبهم الله فيه على فجورهم ولابد أن يحيق بهم قضاء الله وقدره وسننه النافذة. وقارن البوطي بين نقيضين في تصرفات الإنسان وعمله في سائر جنبات الأرض.. أولهما آثار الدمار ومظاهر الحرق والقتل والإفساد التي تتم على يد الإنسان نفسه.. وثانيهما مظاهر البناء والعمران واخضرار الجنان وتألق الحضارة المدنية الإنسانية والتي تتم أيضاً بيد الإنسان موضحاً أن الله سبحانه كرم الإنسان وفضله على سائر خلقه وكلفه بعمارة الأرض حضارياً ومادياً.. متسائلاً.. كيف يمكن للإنسان أن يستنبت غراس السلام وفي الوقت ذاته يدمر ويفسد ويقتل ويحرق. البوطي دعا كل من أخطأ وضاع عن صراط الله عز وجل إلى العودة إلى جادة الصواب وترك أعمالهم البشعة من القتل والتخريب والتدمير والاغتصاب مناشدا المخطئين والتائهين الذين حملوا السلاح بعد ضلال الاصطلاح مع الله سبحانه وترك الأسلحة والعودة عن الغي وعما حرمه الله ونشر الخير والصلاح بين الناس مستشهدا بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين". وتساءل البوطي.. أليس ما يفعله هؤلاء الضالون هو حرباً مفتوحة على الله سبحانه معلنة أو مخفية.. ألم يقرأ من يعلن رفع لواء الجهاد قول الله سبحانه "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيماً". وتضرع البوطي إلى الله قائلاً: "اللهم طهر بلدنا المبارك من كل من يريد سوءاً بدينه أو دنياه.. وكف أيدي الطغاة والبغاة والمارقين عن العباد الأبرياء الآمنين.. واقطع سبيل الطغاة الذين يرسلون حمم الموت إلى أرضنا المباركة ومن فيها.. انتصر يا الله لعبادك المظلومين من الظالمين".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة