دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كان يسكن الشهيد عماد مغنيّة على مسافة نصف كليومتر من مكان الاجتماع حيث التقى بمندوب حركة حماس، ورئيس حركة الجهاد الإسلامي وضابط ربما إيراني لبحث التنسيق بين هذه القوى في مواجهة إسرائيل.
معروف أن الشهيد عماد مغنيّة هو مهندس العلاقة السورية – الإيرانية، وهو الذي تابع تفصيلياً مع الشهيد آصف شوكت كيفية إيصال الصواريخ وترتيب الأمور من أجل إعداد لبنان للدفاع عن نفسه في حرب إسرائيلية ضده.
يملك الشهيد عماد مغنيّة سيارة باجيرو، وليس معه مرافق، وهو كان طلب من السلطات السورية أن لا تعطيه حماية له، بل هو يؤمن حمايته، وكان عنده أشخاص لحمايته، في الشقة التي يسكن فيها في منطقة كفرسوسة حيث مراكز الأمن وحيث أن المنطقة أكثر أماناً.
مشى الشهيد عماد مغنيّة على الرصيف، ثم قاد سيارته مسافة كلم تقريباً أو اقل، ليصل أمام المبنى السري حيث سيحصل اجتماع.
دائماً هنالك اختراق، اجتماع رئيس الجهاد الإسلامي مع الشهيد عماد مغنيّة، مع مندوب حركة حماس ومع ضابط إيراني كان اجتماعاً سرياً لم يعرف احد فيه، وكان سر بين خمسة أشخاص، فكيف تم معرفة مكان الاجتماع، وأي ساعة سيحصل.
هنا السؤال الذي يقودنا إلى أن شهيد حركة حماس في دبي، قتله عناصر موساد، بعدما جاء 9 منهم من خارج البلاد بجوازات سفر مزوّرة ودخلوا الى دبي وخرجوا منها، لكن صور جوازاتهم كانت محفوظة، إضافة إلى أن عنصر الموساد الذي أفرجت عنه بلغاريا وذهب إلى ألمانيا قرر السفر إلى استراليا. فقامت إسرائيل بمناورة وأعادته إلى إسرائيل، بعدما انفضح سر الموساد وعما فعله في دبي، فقتلته الموساد وأعلنت انه انتحر.
في مفهوم علم المخابرات، ان شخصاً انتحر من المخابرات، يعني انه تم قتله، هكذا كان وضع عميل الموساد الذي اشترك في قتل الشهيد محمد مذبوح.
أوقف سيارته "الشهيد عماد مغنية" قبالة مبنى الشقة، وكان وحده وأغلق السيارة بمفتاحه، وكانت سندة الرأس وراء رأسه التي يرتاح عليها أحياناً ويلقي رأسه عليها. الشارع مليء بالسيارات، والحركة هناك لا تتوقف. تم استعمال أجهزة الكترونية لمراقبة حركة الشهيد عماد مغنيّة أثناء وجوده في الاجتماع، كي لا يفاجئهم ويخرج، لذلك كان هنالك مجموعة من 6 أشخاص معهم أجهزة الكترونية ترصد الأصوات، وتعرف ماذا يجري التكلم في الداخل، ومنها اثنتان يكتب عليهم خط لايزر، فإذا وضعوا جهاز التنصّت مع قطعة اللايزر باتجاه النافذة أو أي باب زجاج، فإنهم يسمعون الحديث الذي يدور في الداخل.
الموساد يريد قطع أي علاقة بين إيران وحماس، لذلك قرر قتل الشهيد عماد مغنيّة ليكون عبرة لحزب الله في تنسيقه مع إيران.
انتهى الاجتماع وكان أول الذين نزلوا هو الشهيد عماد مغنيّة، لكن ما الذي حصل قبل ذلك؟
أوصى الموساد على مسند المقعد في سيارة باجيرو من ذات اللون التي يستعملها الشهيد عماد مغنيّة مع العمل عليها كي تكون مستعملة، فجرى إجراء هذا العمل بواسطة معمل خاص في إسرائيل.
الذين كانوا يسمعون الحديث من وراء أشعة اللايزر، أبلغوا أن الشهيد عماد مغنيّة سيخرج بعد قليل، ولأن الشهيد عماد مغنيّة لا يثق إلا بنفسه ومجموعة محددة، رفض الحراسة السورية ورفض الحراسات وكان يتكل على أمنه. ومعروف عنه انه لا يهاب الموت لكنه حذر جداً وطوال 25 سنة لم تستطع لا أميركا ولا إسرائيل النيل منه. وكان مقاتلاً على الجبهات، ويزور المقاتلين دائماً.
توقفت سيارة على مسافة 50 متر من سيارة الشهيد عماد مغنيّة، ونزل شخص معه مفتاح يفتح كل الأبواب، ففتح الباب، وأخرج سندة الرأس عن الكرسي ووضع السندة التي أنشأتها وصنعتها حركة الموساد. وداخل مسند الرقبة كان مليئاً بالمتفجرات وله خط يمكن تفجيره عن بُعد 100 متر، فانتظر اثنان نزول الشهيد عماد مغنيّة من الشقة وأعطوا إشارة الكترونية أن الهدف هو على الطريق. فوصل الشهيد عماد مغنيّة إلى سيارته، وتطلع حولها ورأى أن كل الأمور طبيعية، فتح الباب وما إن جلس وأدار المحرّك حتى ضغط على زر التفجير عميل الموساد المكلّف بقيادة فريق الموساد لاغتيال الشهيد عماد مغنيّة.
تم نقل جثة الشهيد عماد مغنيّة إلى المستشفى، ولم يكن أحد يعرف لمن هذه الجثة، فوجهه ورأسه لم يبقَ منهم إلا قطع متناثرة، إضافة إلى أنه في جيوب الشهيد عماد مغنيّة لا يوجد لا بطاقة ولا أي ورقة تدل عليه. لكن عندما حصل الانفجار، طلبت المخابرات السورية وتدخلت في الموضوع، وعلمت أن هذه السيارة يستعملها الشهيد عماد مغنيّة، مع العلم انه كان يستعمل كل مرة سيارة، ولا يقود سيارة لمدة يومين.
عندما ضغط عميل الموساد على الزرّ، ضغط على كبسة أخرى وهي إعطاء ضوء اخضر في غرفة الموساد أن العملية قد تمت ونجحت، فأبلغت إسرائيل أميركا أن الشهيد عماد مغنيّة قُتل. ونجحت العملية التي نفذها الموساد الإسرائيلي.
أين هم عملاء الموساد الآن في سورية، لا احد يعرف إذا كانوا ذهبوا أم بقوا، لكن رفع سندة الرأس بهذه السرعة، ووضع أخرى محلها، هو أمر مختلف جربها ضابط في الموساد بمستوى هام مئة مرة في إسرائيل قبل أن يقرروا تنفيذها في دمشق.
أما وفق صحيفة “يديعوت احرونوت” فان يائيل شيربونسكي هو الذي اخترع فكرة المقعد، وهو رأى أن الطريق الوحيد لقتل الشهيد عماد مغنيّة بشكل نهائي دون ترك آثار هو وضع مسند للرقبة ينفجر ويحطّم الجمجمة والرأس.
هكذا غاب الشهيد عماد مغنيّة، وهكذا نجح الموساد في عمليته ونال قائد فريق الموساد الذي نفذ المهمة رتبة إضافية مع كل عناصره.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة