رأس العين، تلك المدينة الرابضة على ضفاف نهر الخابور منذ الآف السنين، والتي يطلق عليها سورية الصغرى، لتنوع سكانها ومكوناتها عبر الهجرات المتتالية إلى أرض الجزيرة السورية.

ومن يعرف رأس العين يعرف شارع الكنائس، شارع الحرية كما هو مسجل في السجلات الحكومية، والذي أطلق عليه شارع الكنائس لوجود ثلاث كنائس فيه وهي كنيسة السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس.

هو الشارع الرئيسي في المدينة وقلبها النابض، ويضم أقدم البيوت فيها، وأغلب سكانه من الأخوة المسيحيين والشيشان.

الأهم في كل ماتقدم من حديث صورة الأب باولو، مسؤول دير مار موسى الحبشي سابقاً، والذي ترك سورية احتجاجاً على "تصرفات النظام "كما يقول، وأصبح من الناشطين في الدفاع عن الشعب السوري.

الأب باولو زار أمس شارع الكنائس، كيف ولماذا هنا يكمن السؤال، فقبله كان ميشيل كيلو عضو ائتلاف  الدوحة في زيارة للمدينة وعقد اتفاقية صلح بين القوات الكردية ومليشيا الجيش الحر.

إن قلنا أن زيارة ميشيل كيلو سياسية بحته وأن حضوره للمدينة بضيافة جبهة النصرة التي رعت الإتفاقية وهي الضامن لها فهذا ربما يمر في بند ما، لكن أن يكون الأب باولو في ضيافة جبهة النصرة التي تسيطر على المدينة حالياً  هنا تكمن الغرابة.

هل جاء ليتفقد إرث عيسى المسيح المنهوب في رأس العين، وهل جاء ليرمم صورة مريم العذراء عليها السلام التي أحرقها المسلحون في الإشتباكات؟، أم جاء ليقول لهم نحن خارج اللعبة ونريد أن نكون صفاً واحداً ؟

هل انتدب نفسه ممثلاً عن المسيحيين في رأس العين وأين هو منهم وهل يعرف ماحصل لهم في الأشهر الثلاثة الماضية، وبما أن زيارته جاءت تحت عنوان السلم الأهلي والعيش المشترك ، كيف ترتبت الأمور وفوقها مليون اشارة استفهام .

 

أي متابع للشأن السوري يعرف ماذا تقول جبهة النصرة عن المسيحين والفيديوهات كثيرة، وحارات حمص اكبر شاهد على ماحصل لهم .

ربما جاء الأب باولو ليعتذر باسم المسيحيين عن تهجيرهم من بيوتهم، وسرقتها ونهبها، وليبدأ بالدفاع عن المسيحيين في الحسكة المهددين من قبل المسلحين.

عذراً أيها الأب الفاضل زيارتك مشبوهة وكلامك غير منطقي لكن حتى تمر الأيام ونعرف ماذا يخبئ في جعبته وكيف هي الارتباطات مع الجماعات السلفية والمجلس العسكري وائتلاف الدوحة  وكيف تدار الأمور في هذه البقعة الجميلة سابقاً من سورية ستتضح الصورة.

وللعلم فإن الحواجز حتى تاريخ اليوم ٢٣ - ٢ - ٢٠١٣ أصبحت مشتركة بين القوات الكردية وجبهة النصرة.
  • فريق ماسة
  • 2013-02-24
  • 15019
  • من الأرشيف

الأب باولو في رأس العين.. ضيفٌ على جبهة النصرة

 رأس العين، تلك المدينة الرابضة على ضفاف نهر الخابور منذ الآف السنين، والتي يطلق عليها سورية الصغرى، لتنوع سكانها ومكوناتها عبر الهجرات المتتالية إلى أرض الجزيرة السورية. ومن يعرف رأس العين يعرف شارع الكنائس، شارع الحرية كما هو مسجل في السجلات الحكومية، والذي أطلق عليه شارع الكنائس لوجود ثلاث كنائس فيه وهي كنيسة السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس. هو الشارع الرئيسي في المدينة وقلبها النابض، ويضم أقدم البيوت فيها، وأغلب سكانه من الأخوة المسيحيين والشيشان. الأهم في كل ماتقدم من حديث صورة الأب باولو، مسؤول دير مار موسى الحبشي سابقاً، والذي ترك سورية احتجاجاً على "تصرفات النظام "كما يقول، وأصبح من الناشطين في الدفاع عن الشعب السوري. الأب باولو زار أمس شارع الكنائس، كيف ولماذا هنا يكمن السؤال، فقبله كان ميشيل كيلو عضو ائتلاف  الدوحة في زيارة للمدينة وعقد اتفاقية صلح بين القوات الكردية ومليشيا الجيش الحر. إن قلنا أن زيارة ميشيل كيلو سياسية بحته وأن حضوره للمدينة بضيافة جبهة النصرة التي رعت الإتفاقية وهي الضامن لها فهذا ربما يمر في بند ما، لكن أن يكون الأب باولو في ضيافة جبهة النصرة التي تسيطر على المدينة حالياً  هنا تكمن الغرابة. هل جاء ليتفقد إرث عيسى المسيح المنهوب في رأس العين، وهل جاء ليرمم صورة مريم العذراء عليها السلام التي أحرقها المسلحون في الإشتباكات؟، أم جاء ليقول لهم نحن خارج اللعبة ونريد أن نكون صفاً واحداً ؟ هل انتدب نفسه ممثلاً عن المسيحيين في رأس العين وأين هو منهم وهل يعرف ماحصل لهم في الأشهر الثلاثة الماضية، وبما أن زيارته جاءت تحت عنوان السلم الأهلي والعيش المشترك ، كيف ترتبت الأمور وفوقها مليون اشارة استفهام .   أي متابع للشأن السوري يعرف ماذا تقول جبهة النصرة عن المسيحين والفيديوهات كثيرة، وحارات حمص اكبر شاهد على ماحصل لهم . ربما جاء الأب باولو ليعتذر باسم المسيحيين عن تهجيرهم من بيوتهم، وسرقتها ونهبها، وليبدأ بالدفاع عن المسيحيين في الحسكة المهددين من قبل المسلحين. عذراً أيها الأب الفاضل زيارتك مشبوهة وكلامك غير منطقي لكن حتى تمر الأيام ونعرف ماذا يخبئ في جعبته وكيف هي الارتباطات مع الجماعات السلفية والمجلس العسكري وائتلاف الدوحة  وكيف تدار الأمور في هذه البقعة الجميلة سابقاً من سورية ستتضح الصورة. وللعلم فإن الحواجز حتى تاريخ اليوم ٢٣ - ٢ - ٢٠١٣ أصبحت مشتركة بين القوات الكردية وجبهة النصرة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة