أكره التحدث للمحطات الإذاعية وأفضل شاشات الفضائيات لسبب وجيه فعبر الإستماع لا تستطيع المسارعة لتقبيل أو إحتضان متحدث أعجبك ولا تملك إلا المساندة اللفظية وعبر الهواء.

خالجني هذا الشعور وأنا أستمع لرسالة إذاعية مختصرة محطة أخبار البلد - على لسان القيادي في الأخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة ردا على مداخلة لي تحدثت فيها عن تيار (أردنة) التنظيم.

الشيخ عضايلة سارع للرد قائلا: الإقليمية والعنصرية (كفر) .. هكذا تربينا في الأخوان المسلمين.

وددت فعلا تقبيل الشيخ مراد - لو رحب بالفكرة أصلا - فعبارة من هذا النوع تظهر الأسباب التي تدفعنا لإحترام مشايخ الأخوان دائما وتظهر أسباب تقدير الناس لهم وتعلقهم بخطابهم.

وهي عبارة (موقف) تؤكد على ما كنا نقوله دوما في التحليل السياسي فالأخوان المسلمون وفي الحالة الأردنية حصريا لا زالوا فعلا الحصن الأخير الذي يتجاوز حسابات الجغرافيا والديموغرافيا ويكرس الوحدة الوطنية خلافا للمنطق البائس الذي يلعب بأوراق الإنقسام والفرقة في المجتمع الواحد لتحقيق أهداف صغيرة أكثر بؤسا.

 

مواطنة أم توطين؟

 

تتطور الصراحة في عمان عندما يتعلق الأمر بمناقشة تفصيلات الوحدة الوطنية وهذا ما فعلته محطة فضائية رؤيا الخاصة التي أطلقت كاميرتها ومايكروفونها بين الناس في الشارع للتحدث عن مخاوفهم في مسألة الأصل والمنبت وكذبة الوطن البديل والتوطين وملف سحب الجنسيات.

الناس تحدثوا عبر شاشة رؤيا بالتفاصيل وبدا واضحا أن المجتمع (أنضج) منا جميعا في هذا الإتجاه وبصورة محددة أكثر وعيا من بعض الذين يعتبرون مجرد ذكر مفردة (مواطنة) تمهيد للتوطين فقدر الأردني حسب هؤلاء أن يعلق أبدا في زاوية الخوف من المستقبل ويسمح لقوى الفساد في السلطة وخارجها بإستثمار مخاوف نصف الشعب من النصف الأخر تحت هواجس سيناريوهات عملية السلام والتسوية النهائية.

ما أظهره البرنامج الذي بثته رؤيا بسيط وواضح ومباشر: نستطيع التحدث بصراحة في قضايانا بدون حصول إشكالات فالإنقسامات (غول) صنعته السلطة لكي تضمن تفريق الناس وإستحكامها وما يهدد الإستقرار الأهلي هو تجنب المكاشفة وعدم التحدث بالملفات المسكوت عنها وليس العكس.

وجهة نظر واعية جدا للمسألة سمعتها على هامش جلسة مع بعض الحراكيين الشباب تحاول تجنب منح مراكز قوى تحترف في النظام تسويق الإنقسام بين المواطنين ذخيرة حية يمكن إستثمارها لصالح الفساد والإستبداد.

وقف أحد الشباب يقول: على المكون الفلسطيني في الأردن أن يقف معنا في الدعوة إلى (دسترة) حق العودة مقابل وقوف بقية المكونات معه في العمل على دسترة المواطنة ... أعجبني الكلام بالتأكيد لأنها الطريقة الوحيدة المنتجة التي تجمع كل الأطراف في المجتمع في مواجهة ثلاثية ملعونة تتمثل في المشروع الصهيوني والإستبداد والفساد.

بعيدا عن التنظير والحراك والجلسة إياها أنا شخصيا أصوت بنعم كبيرة لدسترة حق العودة.

 

روسيا اليوم

 

في الموقع الإلكتروني لفضائية (روسيا اليوم) زاوية عمودية مخصصة لمتابعة أخبار البلدان التي تعاني من أزمات.

تستقر الكثير من البلدان العربية بزاوية الأسماء مثل السعودية واليمن والجزائر ومصر وتونس.

حتى الأسبوع الماضي فقط كان الأردن جالسا بوقار في عمود الأزمات لكن بقدرة قادر تحرك الخبر الأردني عن الزاوية على هامش الزيارة التي قام بها الملك عبدلله الثاني لموسكو حيث التقى بوتين وطرد الأخير المترجم ووضعا رأسيهما معا في حديث خاص وثنائي حجب حتى عن كبار المسؤولين في العاصمتين.

يعني ذلك أن محطة روسيا اليوم منحت الأردن إمتيازا حظيت به سوريا الصديقة ... هل يعني ذلك شيئا؟

قبل ذلك وعلى شاشة نفس الفضائية ظهر الرئيس بوتين كالقيصر تماما وهو يستقبل الوفد الأردني قبل إطلاقه العنان لإيماءات من عينيه غادر بعدها الجميع قاعة الإجتماع ليبقى القيصر وضيفه ... تقديري شخصيا أن نتحدث قليلا بالروسي في عمان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

 

حوار الكبار

 

لا يعني ذلك الإمتناع عن التحدث بالملف (الخليجي) فالسياسي المخضرم طاهر المصري وعبر برنامج (حوار مع كبار) في التلفزيون الرسمي ألمح إلى ان الأشقاء في دول الخليج يمتنعون عن تقديم المساعدة للأردن بسبب ملاحظات تشكلت حول طرق ألإنفاق مؤشرا ضمنيا على المبالغات التي غرقت فيها الصحافة المحلية تحت عنوان مكافحة الفساد.

طبعا المصري لم يقل للرأي العام أنه تحدث مباشرة مع زعماء وشخصيات مهمة في النادي الخليجي محاولا الإستفسار عن سبب تجاهل الأردن في بند المساعدات الإقتصادية والمالية حتى وصل الأمر لحد الوقوف على محطة روسيا والخوض معها في مساحات دعم الإستثمار في المملكة.

الأهم يبلغني أحد الخبراء بأن (مناكفات) من كل الأوزان تتعرض لها الحكومة الأردنية وهي تستفسر عن غياب مساعدات الأشقاء وأسباب حجبها .

مثلا هيئات الإغاثة السعودية تصر على تقديم المساعدة للاجئين السوريين مباشرة وليس عبر المؤسسات الأردنية وبعض (الخصومات) على فاتورة النفط الوارد من السعودية ترسل أولا ثم تخصم ثم ترسل في سلسلة إجراءات بيروقراطية لا مبرر لها وتنطوي على مبالغة.

عمليا لم يعد من الممكن ظهور العاهل السعودي على شاشة فضائية بلاده الثانية وهو يصرح (الأردن بؤبؤ العين) كما كان يحصل قبل سنوات فصاحبنا خادم الحرمين الشريفين أطال ألله في عمره ترك ملف الأردن برمته لبعض الأمراء الشباب الذين يرفعون شعار (الرفع قبل الدفع).

هؤلاء لا يؤمنون بكلاسيكيات التضامن العربي والأخوة بين الأشقاء ولا يلتفتون لملاحظات المصري أو زميله رئيس الوزراء عبدلله النسورالذي ألغى قانونا لم يكن مكتوبا في البلاد عندما قال يوما: لولا الأردن لدفع بعض الأشقاء نصف ميزانيتهم النفطية لشراء منظومة صواريخ تحمي حدودهم من إسرائيل والإرهاب.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-02-24
  • 4260
  • من الأرشيف

مناكفات سعودية للأردن وشعار (الرفع قبل الدفع)..ولهذه الأسباب نحب الأخوان المسلمين

أكره التحدث للمحطات الإذاعية وأفضل شاشات الفضائيات لسبب وجيه فعبر الإستماع لا تستطيع المسارعة لتقبيل أو إحتضان متحدث أعجبك ولا تملك إلا المساندة اللفظية وعبر الهواء. خالجني هذا الشعور وأنا أستمع لرسالة إذاعية مختصرة محطة أخبار البلد - على لسان القيادي في الأخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة ردا على مداخلة لي تحدثت فيها عن تيار (أردنة) التنظيم. الشيخ عضايلة سارع للرد قائلا: الإقليمية والعنصرية (كفر) .. هكذا تربينا في الأخوان المسلمين. وددت فعلا تقبيل الشيخ مراد - لو رحب بالفكرة أصلا - فعبارة من هذا النوع تظهر الأسباب التي تدفعنا لإحترام مشايخ الأخوان دائما وتظهر أسباب تقدير الناس لهم وتعلقهم بخطابهم. وهي عبارة (موقف) تؤكد على ما كنا نقوله دوما في التحليل السياسي فالأخوان المسلمون وفي الحالة الأردنية حصريا لا زالوا فعلا الحصن الأخير الذي يتجاوز حسابات الجغرافيا والديموغرافيا ويكرس الوحدة الوطنية خلافا للمنطق البائس الذي يلعب بأوراق الإنقسام والفرقة في المجتمع الواحد لتحقيق أهداف صغيرة أكثر بؤسا.   مواطنة أم توطين؟   تتطور الصراحة في عمان عندما يتعلق الأمر بمناقشة تفصيلات الوحدة الوطنية وهذا ما فعلته محطة فضائية رؤيا الخاصة التي أطلقت كاميرتها ومايكروفونها بين الناس في الشارع للتحدث عن مخاوفهم في مسألة الأصل والمنبت وكذبة الوطن البديل والتوطين وملف سحب الجنسيات. الناس تحدثوا عبر شاشة رؤيا بالتفاصيل وبدا واضحا أن المجتمع (أنضج) منا جميعا في هذا الإتجاه وبصورة محددة أكثر وعيا من بعض الذين يعتبرون مجرد ذكر مفردة (مواطنة) تمهيد للتوطين فقدر الأردني حسب هؤلاء أن يعلق أبدا في زاوية الخوف من المستقبل ويسمح لقوى الفساد في السلطة وخارجها بإستثمار مخاوف نصف الشعب من النصف الأخر تحت هواجس سيناريوهات عملية السلام والتسوية النهائية. ما أظهره البرنامج الذي بثته رؤيا بسيط وواضح ومباشر: نستطيع التحدث بصراحة في قضايانا بدون حصول إشكالات فالإنقسامات (غول) صنعته السلطة لكي تضمن تفريق الناس وإستحكامها وما يهدد الإستقرار الأهلي هو تجنب المكاشفة وعدم التحدث بالملفات المسكوت عنها وليس العكس. وجهة نظر واعية جدا للمسألة سمعتها على هامش جلسة مع بعض الحراكيين الشباب تحاول تجنب منح مراكز قوى تحترف في النظام تسويق الإنقسام بين المواطنين ذخيرة حية يمكن إستثمارها لصالح الفساد والإستبداد. وقف أحد الشباب يقول: على المكون الفلسطيني في الأردن أن يقف معنا في الدعوة إلى (دسترة) حق العودة مقابل وقوف بقية المكونات معه في العمل على دسترة المواطنة ... أعجبني الكلام بالتأكيد لأنها الطريقة الوحيدة المنتجة التي تجمع كل الأطراف في المجتمع في مواجهة ثلاثية ملعونة تتمثل في المشروع الصهيوني والإستبداد والفساد. بعيدا عن التنظير والحراك والجلسة إياها أنا شخصيا أصوت بنعم كبيرة لدسترة حق العودة.   روسيا اليوم   في الموقع الإلكتروني لفضائية (روسيا اليوم) زاوية عمودية مخصصة لمتابعة أخبار البلدان التي تعاني من أزمات. تستقر الكثير من البلدان العربية بزاوية الأسماء مثل السعودية واليمن والجزائر ومصر وتونس. حتى الأسبوع الماضي فقط كان الأردن جالسا بوقار في عمود الأزمات لكن بقدرة قادر تحرك الخبر الأردني عن الزاوية على هامش الزيارة التي قام بها الملك عبدلله الثاني لموسكو حيث التقى بوتين وطرد الأخير المترجم ووضعا رأسيهما معا في حديث خاص وثنائي حجب حتى عن كبار المسؤولين في العاصمتين. يعني ذلك أن محطة روسيا اليوم منحت الأردن إمتيازا حظيت به سوريا الصديقة ... هل يعني ذلك شيئا؟ قبل ذلك وعلى شاشة نفس الفضائية ظهر الرئيس بوتين كالقيصر تماما وهو يستقبل الوفد الأردني قبل إطلاقه العنان لإيماءات من عينيه غادر بعدها الجميع قاعة الإجتماع ليبقى القيصر وضيفه ... تقديري شخصيا أن نتحدث قليلا بالروسي في عمان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.   حوار الكبار   لا يعني ذلك الإمتناع عن التحدث بالملف (الخليجي) فالسياسي المخضرم طاهر المصري وعبر برنامج (حوار مع كبار) في التلفزيون الرسمي ألمح إلى ان الأشقاء في دول الخليج يمتنعون عن تقديم المساعدة للأردن بسبب ملاحظات تشكلت حول طرق ألإنفاق مؤشرا ضمنيا على المبالغات التي غرقت فيها الصحافة المحلية تحت عنوان مكافحة الفساد. طبعا المصري لم يقل للرأي العام أنه تحدث مباشرة مع زعماء وشخصيات مهمة في النادي الخليجي محاولا الإستفسار عن سبب تجاهل الأردن في بند المساعدات الإقتصادية والمالية حتى وصل الأمر لحد الوقوف على محطة روسيا والخوض معها في مساحات دعم الإستثمار في المملكة. الأهم يبلغني أحد الخبراء بأن (مناكفات) من كل الأوزان تتعرض لها الحكومة الأردنية وهي تستفسر عن غياب مساعدات الأشقاء وأسباب حجبها . مثلا هيئات الإغاثة السعودية تصر على تقديم المساعدة للاجئين السوريين مباشرة وليس عبر المؤسسات الأردنية وبعض (الخصومات) على فاتورة النفط الوارد من السعودية ترسل أولا ثم تخصم ثم ترسل في سلسلة إجراءات بيروقراطية لا مبرر لها وتنطوي على مبالغة. عمليا لم يعد من الممكن ظهور العاهل السعودي على شاشة فضائية بلاده الثانية وهو يصرح (الأردن بؤبؤ العين) كما كان يحصل قبل سنوات فصاحبنا خادم الحرمين الشريفين أطال ألله في عمره ترك ملف الأردن برمته لبعض الأمراء الشباب الذين يرفعون شعار (الرفع قبل الدفع). هؤلاء لا يؤمنون بكلاسيكيات التضامن العربي والأخوة بين الأشقاء ولا يلتفتون لملاحظات المصري أو زميله رئيس الوزراء عبدلله النسورالذي ألغى قانونا لم يكن مكتوبا في البلاد عندما قال يوما: لولا الأردن لدفع بعض الأشقاء نصف ميزانيتهم النفطية لشراء منظومة صواريخ تحمي حدودهم من إسرائيل والإرهاب.    

المصدر : القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة