دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تواصل الأطراف الحزبية في إسرائيل سياسة عض الأصابع، انطلاقاً من رهان كل منها على أن الطرف المقابل سيصرخ أولاً، في اللحظات الأخيرة، ونتيجة ذلك لم ينجح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حتى الآن في تحقيقه هدفه من وراء ضم رئيسة حزب الحركة تسيبي ليفني، إلى الحكومة، بل رد الحلف الثنائي، لابيد - بينيت، بالتأكيد على وثوق التحالف بينهما والاستعداد للبقاء في المعارضة.
رغم ذلك، لا يزال نتنياهو يراهن على استقطاب حزب البيت اليهودي على خلفية أن حاخامات الصهيونية الدينية لن تسمح له بالتحالف مع الموسومين باليسار الإسرائيلي، أو الذهاب نحو انتخابات قد لا تكون مضمونة النتائج في المرحلة المقبلة.
في المقابل يشكل الوقت عامل ضاغط ــ في الحد الأدنى ــ على العديد من الأحزاب لأن إجراء عمليتين انتخابيتين خلال بضعة أشهر، قد لا يكون أمراً مقبولاً بالنسبة للجمهور الإسرائيلي.
في موازاة ذلك، تشكّل نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، عامل ضغط إضافي على نتنياهو، خاصة وأنها أظهرت تراجع حزب الليكود من 31 إلى 28 مقعداً، إلى جانب تراجع حزب العمل من 15 إلى 11 مقعداً، فيما سجل تقدم بارز لحزب «يش عتيد/ يوجد مستقبل» من 19 الى 24 مقعداً.
أما بقية الأحزاب فقد أظهرت نتائج الاستطلاعات تغييراً طفيفاً في عدد مقاعدها.
في هذه الأجواء، لا تزال خيارات نتنياهو، بعد ضم ليفني (6 مقاعد) وإمكانية ضم الأحزاب الحريدية (18 مقعداً)، ومع أو من دون كديما (مقعدان)، يحتاج في أقل الأحوال إلى ضم أحد الأحزاب الثلاثة الأساسية؛ إما حزب العمل أو البيت اليهودي، أو يوجد مستقبل. لكن التكتل القائم بين الحزبين الأخيرين، فضلا عن انضمام كديما اليهما، يحدد خيارات نتنياهو بين حكومة تضم الحريديم وحزب العمل، في حال نجاحه في استقطاب الأخير. أو ضم الثنائي لابيد وبينيت ومعهما موفاز، من دون الحريديم.
أمام هذا الواقع تتعدد التقديرات والتوصيات حول من يُرجّح إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حزب العمل، فيما ارتفعت الأصوات من داخل الليكود التي تدعو إلى استبدال التحالف مع الحريديم بتحالف لابيد ــ بينيت.
لكن نتنياهو لا يزال يواصل مساعيه لتفكيك التحالف بينهما، وعلى هذه الخلفية أصدر تعليماته لطاقم المفاوضات التابع لحزبه، بـ «فعل كل ما هو مطلوب» من أجل ضم البيت اليهودي إلى الحكومة المقبلة، تزامن ذلك مع آمال داخل «الليكود ــ بيتنا»، بفتح صفحة جديدة مع البيت اليهودي عبر مفاوضات ائتلافية جدية، في أعقاب أزمة الثقة التي تبلورت مع البيت اليهودي. ونتيجة ذلك عقد لقاء تفاوضي بين طاقم الليكود وطاقم البيت اليهودي، لكن بالرغم من أنه لم يؤد إلى اتفاق أو اختراق نوعي، إلا أن البيان الصادر عن الحزبين تحدث عن أجواء ايجابية سادت اللقاء، الذي تمحورت اغلب نقاشاته حول طرح الليكود عن تجنيد الحريديم في الجيش، كما تم التوافق على عقد لقاء ثان في الأسبوع المقبل.
وكرر طاقم البيت اليهودي موقف بينيت لجهة عدم قبوله بالاتفاق الذي تم توقيعه مع ليفني كما هو، خاصة وأنها توافق على مبدأ تقسيم القدس ومستعدة للتنازل عن مستوطنة اريئيل في الضفة الغربية.
الى ذلك، كان لافتاً جداً حديث رئيس إسرائيل بيتنا، افيغدور ليبرمان عن إمكانية تشكيل ائتلاف مع لابيد وبينيت، بمن دون الحريديم، واصفاً ذلك بأنه ائتلاف حكومي داخل الحكومة، خاصة وأن «الليكود ــ بيتنا» يملك 31 مقعداً، كما يملك تحالف لابيد وبينيت العدد نفسه، أي بمعنى يمكنهم أن يمرروا أي مبادرة أو مشروع قانون داخل الكنيست يطال الحريديم أو أي قضية أخرى.
وفي ضوء ذلك سيضطر نتنياهو لإجراء مفاوضات مع « حكومة بينيت ــ لابيد» داخل الحكومة الأوسع، من أجل تحقيق الأغلبية المطلوبة، لكن المشكلة أن هذه الحكومة ستتعرض لمعارك استنزاف داخلية طويلة تؤدي في نهاية المطاف إلى تقصير عمرها وإجراء انتخابات مبكرة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة