في دردشة خاصة مع زعيم خليجي معتق في السياسة كما في الاجتماع ابلغني بالضرس القاطع بان لا احد باستطاعته اسقاط نظام الرئيس الاسد وان كل ما تسمعونه في الاعلام من تصريحات من الدول الكبرى لم يعد سوى " تصريحات علاقات عامة " حسب تعبيره !

واضاف الزعيم الخليجي الذي تربطه علاقات طيبة مع طيف اقليمي ودولي واسع قائلا: " لكن ذلك لا يعني ان الحرب على سوريا في طريقها الى الانتهاء قريبا ذلك لاننا نعيش للاسف الشديد في عصر الفتن والحرائق المذهبية المتنقلة وان من واجب كل واحد منا ان يحمل طفاية حريق معه حيثما حل او ارتحل " والا فالخراب الشامل قادم بقوة و لن يوفر احدا و لن يبقي ولن يذر !

واخيرا فقد اكبرت في هذا المسؤول الخليجي الكبير حرصه الشديد على ما سماه ضرورة رأب الصدع مع " جارة العرب الكبرى " كما سمى ايران مطالبا اياها والدولة التي ينتمي اليها وكل من يحرص على واجب وأد الفتن المتنقلة " ان يرسموا سويا استراتيجية الخروج من هذا النفق المظلم " كما افاد صديقنا المسؤول الخليجي العزيز لاعتقاده بان كل ما يجري من سفك دماء على الارض السورية واضطرابات متنقلة في العالم العربي انما هدفها الانتقام من ثقافة المقاومة ومقارعة الاملاءات الاجنبية وحماية امن اسرائيل !

في هذه الاثناء وللاسف الشديد كان ثمة من هو منهمك في النفخ في تلك الفتنة العمياء من خلال التهويل بما سماه بالنوايا غير المعلومة و الاهداف غير الشفافة للمشروع النووي الايراني مطالبا ادارة اوباما بالامتناع عن التفاوض مع طهران و اشتراط استمرار تفاوض مجموعة الخمسة زائد واحد معها " بضم مجموعة دول مجلس التعاون الست الى اطار تلك المفاوضات ضمانا لحقوق العرب التي يمكن ان تتعرض للخطر " لو ان المفاوضات حصلت في غيابها كما صرح مسؤول استخباراتي خليجي سابق معروف بتوجسه وتوجس بلاده الدائم من كل شئ له علاقة بايران !

بين هاتين النظرتين المتضادتين يعيش الراي العام العربي والاسلامي على صفيح ساخن من التشويش والتهويل والتضليل والزيف والخداع حول نوايا ايران وحلفائها في محور المقاومة تجاه المنطقة !

منهم من يتهمها بان لديها نوايا توسعية تجاه جيرانها !

ومنهم من يتهمها بانها تريد تشييع كل اهل السنة وابتلاع الوطن العربي  !

ومنهم من يتهمها بانها تريد العبور على جثث كل الانظمة العربية بذريعة الفاع عن القضية الفلسطينية !

ومنهم من يتهمها بانها وراء كل ما جرى ويجري من حراك وثورات في الوطن العربي ويحذر من اخذ مصر وتونس وليبيا الى انظمة اسلامية على شاكلة ايران واعادة البحرين الى السيادة الايرانية وتجزئة اليمن و اللعب بالامن السعودي وابتلاع العراق !

و دائما وابدا يبقى الاتهام الجاهز والمعلب بان ذلك كله انما يتم بالتواطؤ مع الامريكيين والاسرائيليين وبالتالي يحذر مما يسميه ب. " التحالف الصفوي الامريكي الصهيوني " كما ورد في تعليق شهير للنائب الكويتي السابق الدكتور عبدالله النفيسي ! !

انه كلام يشفق المرء على مروجيه او المعتقدين به عن غير وعي اما الذين يعتقدون به او المروجين له عن سابق قصد واصرار فهم يقومون بخدمة مجانية للعدو الصهيوني بامتياز !

والا كيف يجمع هؤلاء بين الشر المطلق والعدو الاساسي والوحيد للامة وهو العدو الصهيوني وبين ايران الجمهورية الاسلامية والتي لم ير منها العرب والمسلمين لاسيما دول مجلس التعاون ولبنان وفلسطين والعراق الا الخير والحرص على امن المنطقة واستقرارها حتى على حساب الامن القومي الايراني في احيان كثيرة ؟!

ولمن لم يشهد محطات العلاقات الايرانية العربية عن قرب ننقل له تلغرافيا اهم محطاتها:

اولا : عندما اغلقت ايران فور انتصار ثورتها سفارة اسرائيل وحولتها الى سفارة فلسطين الم يكن زعماء العرب ما عدا سوريا ودولة الرئيس الحص في مزايدة علنية في بغداد حول دعم كامب ديفيد ويرفضون التخلي عن الرئيس انور السادات ؟!

ثانيا : عندما شن نظام صدام حسين حربه على الجمهورية الاسلامية لمدة ثمان سنوات عجاف الم يقل له قادة اكثر العرب بانهم سيعوضون له الدبابة بدبابتين والطائرة بطائرتين والحجر بحجرين ومرة اخرى عدا سوريا ولبنان ؟!

ثالثا : عندما غزا صدام حسين الكويت الم تكن ايران اول من اصدر بيانا ادان فيه الغزو وبنصف ساعة قبل دولة الرئيس سليم الحص مع طلب خاص من الدكتور علي اكبر ولايتي وزير خارجية الادارة الايرانية وقتها من احد سفراء الكويت ليقول له ماذا تريد بلادكم من عبارات يتضمنها بيانها ومن ثم الاسراع في اطفاء حرائق آبار نفط الكويت الشقيقة دون منة ىولكن الا يكتب هذا في سجل اعمال الترفع والخير وهي التي كان لديها اكثر من سبب لاستغلال الموقف للتشفي او استغلال الفرص للانتقام والعياذ بالله ؟!

رابعا : هل نسي هؤلاء والعالم كله انه ورغم الجراح النازفة في اجسام عشرات الالاف من الايرانيين المحترقة جلودهم واكبادهم بالكيمياوي الصدامي فانهم يوم رأوا العالم كله و من بينهم ابناء جلدة العراقيين يتركون العراق وحيدا لقمة سائغة للذئب الامريكي الغازي كان اقتراح القادة الايرانيين للازمة الذهاب لطاولة حوار بين المعارضة والحكم العراقي بضمانات دول الجوار ومصر والدول الخمسة الدائمة العضوية وهو ما عرض رسميا على الامين العام للامم المتحدة وقتها السيد كوفي عنان والذي رد على الايرانيين بعد مداولات مكثفة بان اكثرية القادة العرب وفي مقدمهم مصر حسني مبارك وزعماء خليجيين كبار قد رفضوه !

خامسا : اخيرا وليس آخرا فليقل لنا هؤلاء الذين يتهمون ايران اليوم بكل هذه التهم اين كانوا يوم دفعت ايران مئات الشهداء والجرحى والمعوقين على طريق تقوية مناعة المقاومين في لبنان وفلسطين ومن كل الفصائل والطوائف والاطياف دون تمييز ودون حدود ؟!

الم يصفوا المقاومين اللبنانيين بالمغامرين ويتركوا غزة لقمة سائغة للذئاب الصهيونية تنهش لحم ابنائها ؟!

اما الحديث عن التدخل الايراني والتشييع وتهديد الامن القومي العربي او القطري في هذا البلد او ذاك فاذا كان القصد منه ان ايران تواسي المظلومين في الوطن العربي وتشيع بينهم فقه المقاومة وتقف معهم بلا حدود في مواجهتهم لعدوهم وعدو المسلمين الاول والاخير اي العدو الصهيوني فهذا مفخرة للقادة الايرانيين لا ينكروه

واما اذا كان اعلام ايران هو المتهم بانه لا ينفك ينقل مظالم شعوب المنطقة التي تتعرض لحرب ممنهجة من قبل بعض حكامها فهنا يجب ان نقول كما قال شاعر ايران الكبير سعدي الشيرازي وهو ما ذكرت به رجل الاستخبارات العربي المشهور جدا وهو يهول من التدخل الايراني بانك هنا تجعلني استحضر ذلك البيت الشهير لذلك الشاعر :

اذا ما عكست المرآة قبح وجهك. صلح وجهك لا تكسر المرآة.

ولما كانت الامثال تضرب ولا تقاس فعلينا القول هنا بان المشكلة تكمن

في الواقع في الصورة الاصلية البشعة والقبيحة التي تتركها آثار تعذيب رجال المخابرات للمواطنين وليس في المرآة العاكسة لتلك الاثار !

ورغم كل ما تقدم نقول ان ايران الثورة والاسلام ورغم كل ما قيل ويقال عنها فانها ستظل الى جانب اخوتها واحبتها العرب من بلدان الجوار حاملة طفاية حريق تطفئ فيها كل اشكال الفتن وبوصلة حراكها و مساعيها ستظل نحو فلسطين والقدس ولن تحيد عن ذلك لان ذلك جزءا لا يتجزء من عقيدتها الدينية والدفاعية التي ستدافع عنها وتقدم الغالي والنفيس من اجل تنفيذها ولو اجتمع العالم كله ضدها ولو بلغ ما بلغ !

  • فريق ماسة
  • 2013-02-17
  • 7643
  • من الأرشيف

اطفائية عربية ايرانية أو الخراب الشامل !

في دردشة خاصة مع زعيم خليجي معتق في السياسة كما في الاجتماع ابلغني بالضرس القاطع بان لا احد باستطاعته اسقاط نظام الرئيس الاسد وان كل ما تسمعونه في الاعلام من تصريحات من الدول الكبرى لم يعد سوى " تصريحات علاقات عامة " حسب تعبيره ! واضاف الزعيم الخليجي الذي تربطه علاقات طيبة مع طيف اقليمي ودولي واسع قائلا: " لكن ذلك لا يعني ان الحرب على سوريا في طريقها الى الانتهاء قريبا ذلك لاننا نعيش للاسف الشديد في عصر الفتن والحرائق المذهبية المتنقلة وان من واجب كل واحد منا ان يحمل طفاية حريق معه حيثما حل او ارتحل " والا فالخراب الشامل قادم بقوة و لن يوفر احدا و لن يبقي ولن يذر ! واخيرا فقد اكبرت في هذا المسؤول الخليجي الكبير حرصه الشديد على ما سماه ضرورة رأب الصدع مع " جارة العرب الكبرى " كما سمى ايران مطالبا اياها والدولة التي ينتمي اليها وكل من يحرص على واجب وأد الفتن المتنقلة " ان يرسموا سويا استراتيجية الخروج من هذا النفق المظلم " كما افاد صديقنا المسؤول الخليجي العزيز لاعتقاده بان كل ما يجري من سفك دماء على الارض السورية واضطرابات متنقلة في العالم العربي انما هدفها الانتقام من ثقافة المقاومة ومقارعة الاملاءات الاجنبية وحماية امن اسرائيل ! في هذه الاثناء وللاسف الشديد كان ثمة من هو منهمك في النفخ في تلك الفتنة العمياء من خلال التهويل بما سماه بالنوايا غير المعلومة و الاهداف غير الشفافة للمشروع النووي الايراني مطالبا ادارة اوباما بالامتناع عن التفاوض مع طهران و اشتراط استمرار تفاوض مجموعة الخمسة زائد واحد معها " بضم مجموعة دول مجلس التعاون الست الى اطار تلك المفاوضات ضمانا لحقوق العرب التي يمكن ان تتعرض للخطر " لو ان المفاوضات حصلت في غيابها كما صرح مسؤول استخباراتي خليجي سابق معروف بتوجسه وتوجس بلاده الدائم من كل شئ له علاقة بايران ! بين هاتين النظرتين المتضادتين يعيش الراي العام العربي والاسلامي على صفيح ساخن من التشويش والتهويل والتضليل والزيف والخداع حول نوايا ايران وحلفائها في محور المقاومة تجاه المنطقة ! منهم من يتهمها بان لديها نوايا توسعية تجاه جيرانها ! ومنهم من يتهمها بانها تريد تشييع كل اهل السنة وابتلاع الوطن العربي  ! ومنهم من يتهمها بانها تريد العبور على جثث كل الانظمة العربية بذريعة الفاع عن القضية الفلسطينية ! ومنهم من يتهمها بانها وراء كل ما جرى ويجري من حراك وثورات في الوطن العربي ويحذر من اخذ مصر وتونس وليبيا الى انظمة اسلامية على شاكلة ايران واعادة البحرين الى السيادة الايرانية وتجزئة اليمن و اللعب بالامن السعودي وابتلاع العراق ! و دائما وابدا يبقى الاتهام الجاهز والمعلب بان ذلك كله انما يتم بالتواطؤ مع الامريكيين والاسرائيليين وبالتالي يحذر مما يسميه ب. " التحالف الصفوي الامريكي الصهيوني " كما ورد في تعليق شهير للنائب الكويتي السابق الدكتور عبدالله النفيسي ! ! انه كلام يشفق المرء على مروجيه او المعتقدين به عن غير وعي اما الذين يعتقدون به او المروجين له عن سابق قصد واصرار فهم يقومون بخدمة مجانية للعدو الصهيوني بامتياز ! والا كيف يجمع هؤلاء بين الشر المطلق والعدو الاساسي والوحيد للامة وهو العدو الصهيوني وبين ايران الجمهورية الاسلامية والتي لم ير منها العرب والمسلمين لاسيما دول مجلس التعاون ولبنان وفلسطين والعراق الا الخير والحرص على امن المنطقة واستقرارها حتى على حساب الامن القومي الايراني في احيان كثيرة ؟! ولمن لم يشهد محطات العلاقات الايرانية العربية عن قرب ننقل له تلغرافيا اهم محطاتها: اولا : عندما اغلقت ايران فور انتصار ثورتها سفارة اسرائيل وحولتها الى سفارة فلسطين الم يكن زعماء العرب ما عدا سوريا ودولة الرئيس الحص في مزايدة علنية في بغداد حول دعم كامب ديفيد ويرفضون التخلي عن الرئيس انور السادات ؟! ثانيا : عندما شن نظام صدام حسين حربه على الجمهورية الاسلامية لمدة ثمان سنوات عجاف الم يقل له قادة اكثر العرب بانهم سيعوضون له الدبابة بدبابتين والطائرة بطائرتين والحجر بحجرين ومرة اخرى عدا سوريا ولبنان ؟! ثالثا : عندما غزا صدام حسين الكويت الم تكن ايران اول من اصدر بيانا ادان فيه الغزو وبنصف ساعة قبل دولة الرئيس سليم الحص مع طلب خاص من الدكتور علي اكبر ولايتي وزير خارجية الادارة الايرانية وقتها من احد سفراء الكويت ليقول له ماذا تريد بلادكم من عبارات يتضمنها بيانها ومن ثم الاسراع في اطفاء حرائق آبار نفط الكويت الشقيقة دون منة ىولكن الا يكتب هذا في سجل اعمال الترفع والخير وهي التي كان لديها اكثر من سبب لاستغلال الموقف للتشفي او استغلال الفرص للانتقام والعياذ بالله ؟! رابعا : هل نسي هؤلاء والعالم كله انه ورغم الجراح النازفة في اجسام عشرات الالاف من الايرانيين المحترقة جلودهم واكبادهم بالكيمياوي الصدامي فانهم يوم رأوا العالم كله و من بينهم ابناء جلدة العراقيين يتركون العراق وحيدا لقمة سائغة للذئب الامريكي الغازي كان اقتراح القادة الايرانيين للازمة الذهاب لطاولة حوار بين المعارضة والحكم العراقي بضمانات دول الجوار ومصر والدول الخمسة الدائمة العضوية وهو ما عرض رسميا على الامين العام للامم المتحدة وقتها السيد كوفي عنان والذي رد على الايرانيين بعد مداولات مكثفة بان اكثرية القادة العرب وفي مقدمهم مصر حسني مبارك وزعماء خليجيين كبار قد رفضوه ! خامسا : اخيرا وليس آخرا فليقل لنا هؤلاء الذين يتهمون ايران اليوم بكل هذه التهم اين كانوا يوم دفعت ايران مئات الشهداء والجرحى والمعوقين على طريق تقوية مناعة المقاومين في لبنان وفلسطين ومن كل الفصائل والطوائف والاطياف دون تمييز ودون حدود ؟! الم يصفوا المقاومين اللبنانيين بالمغامرين ويتركوا غزة لقمة سائغة للذئاب الصهيونية تنهش لحم ابنائها ؟! اما الحديث عن التدخل الايراني والتشييع وتهديد الامن القومي العربي او القطري في هذا البلد او ذاك فاذا كان القصد منه ان ايران تواسي المظلومين في الوطن العربي وتشيع بينهم فقه المقاومة وتقف معهم بلا حدود في مواجهتهم لعدوهم وعدو المسلمين الاول والاخير اي العدو الصهيوني فهذا مفخرة للقادة الايرانيين لا ينكروه واما اذا كان اعلام ايران هو المتهم بانه لا ينفك ينقل مظالم شعوب المنطقة التي تتعرض لحرب ممنهجة من قبل بعض حكامها فهنا يجب ان نقول كما قال شاعر ايران الكبير سعدي الشيرازي وهو ما ذكرت به رجل الاستخبارات العربي المشهور جدا وهو يهول من التدخل الايراني بانك هنا تجعلني استحضر ذلك البيت الشهير لذلك الشاعر : اذا ما عكست المرآة قبح وجهك. صلح وجهك لا تكسر المرآة. ولما كانت الامثال تضرب ولا تقاس فعلينا القول هنا بان المشكلة تكمن في الواقع في الصورة الاصلية البشعة والقبيحة التي تتركها آثار تعذيب رجال المخابرات للمواطنين وليس في المرآة العاكسة لتلك الاثار ! ورغم كل ما تقدم نقول ان ايران الثورة والاسلام ورغم كل ما قيل ويقال عنها فانها ستظل الى جانب اخوتها واحبتها العرب من بلدان الجوار حاملة طفاية حريق تطفئ فيها كل اشكال الفتن وبوصلة حراكها و مساعيها ستظل نحو فلسطين والقدس ولن تحيد عن ذلك لان ذلك جزءا لا يتجزء من عقيدتها الدينية والدفاعية التي ستدافع عنها وتقدم الغالي والنفيس من اجل تنفيذها ولو اجتمع العالم كله ضدها ولو بلغ ما بلغ !

المصدر : محمد صادق الحسيني \ عربي برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة