دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتقلت الأزمة الدموية في سورية إلى مرحلة الحل السلمي، بعد أن وصلت الأمور إلى الحائط المسدود، بفعل العجز العسكري عن الحسم في الميدان،
وبعدما أيقنت أطراف المواجهة أن الفاتورة الباهظة على كل المستويات باتت لا تُحتمل،
وعلى وجه الخصوص الحالة الإنسانية الكارثية قتلاً وتهجيراً ودماراً، والتي لها تداعيات قد لا تُمحى لأزمنة قادمة، حيث استباح المسلحون الآتون من كل حدب وصوب كل شيء.
أمام هذا الوضع المتفجر، خرج نور خافت ينبئ بحل ما في قادم الأيام، حيث يمكن القول إن بداية النهاية لهذه الأزمة اقتربت، وانتقلت إلى التوافق ثم الاتفاق.
ويعتقد متابعون للملفات الكبرى في المنطقة، أن هناك قوساً واضحاً وواقعاً جديداً بدآ يتشكلان بعد حال التخبط والأزمات التي أدت إلى هتك النسيج السياسي والجيوسياسي، معتبراً أن كلام أوباما أنه لم يعد بمقدوره حكم العالم والقيام باجتياحات عسكرية، فضلاً عن تصاعد النفوذ الروسي، أدى ذلك إلى الحديث عن مسار مختلف للأمور، وبات لجم التورط الكبير لعدد من الدول في الملف السوري أمراً ضرورياً وملحّاً للغاية لإجبارها على التراجع، حتى ولو اعتبرت هذه الدول أن تراجعها هو إهانة شخصية، لكن لا مفرّ من القيام بهذه الخطوة، مؤكداً أن كلام معاذ الخطيب حول التفاوض مع النظام السوري يُعدّ مؤشراً واضحاً فرضته الوقائع السياسية والعسكرية، والمحنة الصعبة التي تعيشها المعارضات المشتته والدول الراعية للقتال في سورية.
ويشير المراقبون إلى أن قطر والسعودية ستتبلغان بعد قمة "سان بطرسبرغ" بين أوباما وبوتين، أن دورهما انتهى، وكذلك الحال مع تركيا، لإقفال حدودها أمام تدفق السلاح والمسلحين، وإذا ما حصلت هذه الخطوة الكبيرة، فإن الأزمة في سورية يمكن أن تُحَلّ بنسبة 90%، وهذه العملية قادمة لا محالة، بحسب المراقبين.
من جهته، يؤكد مصدر مراقب عن كثب للوضع في سورية، أن فكرة التسوية جاءت بعد قناعة كل الأطرف بأن لا حل عسكرياً، وبالتالي الذهاب إلى الحل السياسي بمنطق التسويات، رغم اعتقاده أن المعارك قد لا تنتهي سريعاً.
ويشير المصدر إلى حراك إيراني - روسي عالي المستوى والمحتوى أدى إلى بلوغ الحل مرحلة متقدمة، مع الحاجة إلى إنضاج أكثر من مسعى في هذا الاتجاه، لكن، وبحسب سياسي مخضرم، فإن المفاوضات الأميركية - الروسية لم تتوقف لحظة واحدة، لا بل إنها قطعت شوطاً كبيراً. وبحسب الإخراج، فإن اتفاقاً بدأ يتبلور وسيُعلن من الجامعة العربية عبر نبيل العربي بعد أقل من شهر، بصيغة مبادرة تطرح بنودها على القيادة السورية، وتناقَش مع عواصم القرار، وأهم هذه البنود إعلان تاريخ محدد لوقف إطلاق نار، يعقبه في وقت ليس ببعيد تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم انتخابات برلمانية، فانتخابات رئاسية وتعديلات دستورية، وغيرها..
هذا المسار حصل على تغطية وموافقة غربية، وعلى رأسها فرنسا المتحمّسة، لا بل المستعجلة، خصوصاً بعد أحداث مالي، لكن ما هي الخطوات المقبلة؟
يعدّد سياسي، مقرب من دوائر خليجية، خطوات الحل قائلاً: أولاً، تجفيف المال القطري والسعودي الرسمييْن، باستثناء بعض الجمعيات "الوهابية"، ثم الضغط باتجاه تركيا لإقفال الحدود، ومن شأن هذه الخطوات أن تترك آثاراً سلبية مباشرة على عدد من المسؤولين الأتراك والخليجيين المتورطين بالدم السوري، وقد تطيح بمراكزهم.
أما في الميدان العسكري، فإن قوات الجيش السوري تستعد لمرحلة مقبلة من المعارك، وتحقيق إنجازات كبيرة ضد آلاف المسلحين من "القاعدة" و"جبهة النصرة"، حتى سيقال للرئيس بشار الأسد بعد فترة، إن قيمة كل رصاصة صرفتها في هذه المعركة ستُدفع لك، وستكون دول غربية مسرورة لدفع هذه الفاتورة، و"على قلبهم كالعسل"، وستعود دمشق محطة رئيسية لعدد كبير من مسؤولي دول العالم، لأن سورية دولة قوية لها وزنها وثقلها في المنطقة، ولا يمكن لأي شكل من الأشكال كسرها وهزيمتها
المصدر :
الثبات \بهاء النابلسي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة