أعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، في حوار مع صحيفة «ميللييت» نشر أمس، أن انفجار معبر جيلفي غوزي قد يراد منه جر تركيا إلى سوريا،وقد يكون تحريضاً من النظام السوري، لكن كل الاحتمالات مطروحة حول المنفّذ والأهداف، فهناك معبر "لأهداف إنسانية"، والهجوم قد يكون لمصلحة أطراف متعددة ولا يمكن القطع منذ الآن بما حصل.

وقال إن «ما يحزننا أن كل الانتقادات وجهت إلى الحكومة ولي. الرئيس السوري ليس مسؤولا والإرهاب ليس مسؤولا، بل الحكومة التي فتحت مخيمات للاجئين. هل يعقل هذا؟». وأضاف «انه ليس مجرد حدث حصل على الحدود. انظر، بجانبنا حرب .... نحن نعمل على أن تؤثر الحرب علينا بحدها الأدنى. وفي الأيام المقبلة لن نكون حديقة ورد بلا أشواك، لكن معيار نجاح إدارة أي دولة هي أن تربّي الأزهار وسط الأشواك. كم من المشكلات منعنا في أسبوع واحد؟ كم من الليالي مرت من دون أن ننام فيها؟ لكننا سنواصل طريقنا بخطوات واثقة من دون أن نجرّ تركيا إلى الحرب».

واعتبر داود اوغلو أن «من أهداف من قاموا بالتفجير عند معبر جيلفي غوزي (المواجه لمعبر باب الهوى السوري) هو توريط تركيا في سوريا، ونحن سنقوم بما يتطلب لكي لا تنعكس هذه الأحداث على الداخل التركي». ..

وعرض داود اوغلو لدور تركيا في كل الملفات الإقليمية والدولية قائلا «إنها موجودة في كل الملفات أحيانا بصورة قوية وأحيانا بصورة أقل، لكن هل كان لباكستان وأفغانستان أن تتحادثا من دون تركيا؟ هل يمكن أن تبحث مشكلات فلسطين وجورجيا والبوسنة ومصر والعراق وسوريا وإيران وليبيا والربيع العربي من دون مشاركة تركيا؟ إن تركيا لاعب في البلقان والشرق الأوسط، وتركيا في الوقت ذاته عضو في الأطلسي ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وشريكة استراتيجية للاتحاد الأفريقي».

 

وقال داود اوغلو إن «المفاوضات مع (زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله) أوجلان مهمة، وفي وقت نهتم بأكراد العراق وسوريا، فكيف لا نهتم بأكرادنا؟ ولماذا كردستان العراق هي الأكثر تقدما في المنطقة؟ السبب مجاورتها لتركيا».

وأضاف ان «المنطقة تشهد إعادة بناء بعدما عجز البناء القديم عن الصمود. التاريخ اليوم يتمرد على الجغرافيا السياسية. الشعوب تنتفض رافضة الجدران بينها». وانتقد الكتّاب الذين يدافعون عن الديموقراطية وفي الوقت ذاته يدافعون عن" الديكتاتورية" في دمشق حسب تعبيره. وإذ قال بضرورة الحفاظ على الحدود السياسية لدول المنطقة اعتبر أنه «يجب تجاوزها، وتحقيق الارتباط على الصعيد الاقتصادي والثقافي. ولماذا الذي فعلته أوروبا في ما بينها لا يتكرر في مناطق أخرى؟ فضلا عن أن تجربة العيش المشترك والتاريخ المشترك هو هنا أكبر من أوروبا».

ورفض داود أوغلو القول إن هناك أزمة بين تركيا وأميركا حول سوريا وقال إن «أسس النظرة واحدة، لكن الخلاف على كيفية إدارة الأزمة»، مضيفا «انهم يقولون انه لا توجد جهة مخاطبة واحدة في المعارضة (السورية)، ولكنهم لا يتيحون لها العمل والتطور داخل الساحة السورية. لماذا لم يفعلوا ذلك في حالة مالي وفي العراق؟ هذا لا يمكن تفسيره بالنيات الحسنة».

وانتقد داود اوغلو رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، متهماً إياه بأنه فشل في سياساته على كل الأصعدة حيث لا يمكن القول إن هناك ديموقراطية في العراق.

  • فريق ماسة
  • 2013-02-13
  • 9198
  • من الأرشيف

مطالعة واسعة لداود أوغلو: تركيا لن تنجرّ إلى حرب مع سورية

أعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، في حوار مع صحيفة «ميللييت» نشر أمس، أن انفجار معبر جيلفي غوزي قد يراد منه جر تركيا إلى سوريا،وقد يكون تحريضاً من النظام السوري، لكن كل الاحتمالات مطروحة حول المنفّذ والأهداف، فهناك معبر "لأهداف إنسانية"، والهجوم قد يكون لمصلحة أطراف متعددة ولا يمكن القطع منذ الآن بما حصل. وقال إن «ما يحزننا أن كل الانتقادات وجهت إلى الحكومة ولي. الرئيس السوري ليس مسؤولا والإرهاب ليس مسؤولا، بل الحكومة التي فتحت مخيمات للاجئين. هل يعقل هذا؟». وأضاف «انه ليس مجرد حدث حصل على الحدود. انظر، بجانبنا حرب .... نحن نعمل على أن تؤثر الحرب علينا بحدها الأدنى. وفي الأيام المقبلة لن نكون حديقة ورد بلا أشواك، لكن معيار نجاح إدارة أي دولة هي أن تربّي الأزهار وسط الأشواك. كم من المشكلات منعنا في أسبوع واحد؟ كم من الليالي مرت من دون أن ننام فيها؟ لكننا سنواصل طريقنا بخطوات واثقة من دون أن نجرّ تركيا إلى الحرب». واعتبر داود اوغلو أن «من أهداف من قاموا بالتفجير عند معبر جيلفي غوزي (المواجه لمعبر باب الهوى السوري) هو توريط تركيا في سوريا، ونحن سنقوم بما يتطلب لكي لا تنعكس هذه الأحداث على الداخل التركي». .. وعرض داود اوغلو لدور تركيا في كل الملفات الإقليمية والدولية قائلا «إنها موجودة في كل الملفات أحيانا بصورة قوية وأحيانا بصورة أقل، لكن هل كان لباكستان وأفغانستان أن تتحادثا من دون تركيا؟ هل يمكن أن تبحث مشكلات فلسطين وجورجيا والبوسنة ومصر والعراق وسوريا وإيران وليبيا والربيع العربي من دون مشاركة تركيا؟ إن تركيا لاعب في البلقان والشرق الأوسط، وتركيا في الوقت ذاته عضو في الأطلسي ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وشريكة استراتيجية للاتحاد الأفريقي».   وقال داود اوغلو إن «المفاوضات مع (زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله) أوجلان مهمة، وفي وقت نهتم بأكراد العراق وسوريا، فكيف لا نهتم بأكرادنا؟ ولماذا كردستان العراق هي الأكثر تقدما في المنطقة؟ السبب مجاورتها لتركيا». وأضاف ان «المنطقة تشهد إعادة بناء بعدما عجز البناء القديم عن الصمود. التاريخ اليوم يتمرد على الجغرافيا السياسية. الشعوب تنتفض رافضة الجدران بينها». وانتقد الكتّاب الذين يدافعون عن الديموقراطية وفي الوقت ذاته يدافعون عن" الديكتاتورية" في دمشق حسب تعبيره. وإذ قال بضرورة الحفاظ على الحدود السياسية لدول المنطقة اعتبر أنه «يجب تجاوزها، وتحقيق الارتباط على الصعيد الاقتصادي والثقافي. ولماذا الذي فعلته أوروبا في ما بينها لا يتكرر في مناطق أخرى؟ فضلا عن أن تجربة العيش المشترك والتاريخ المشترك هو هنا أكبر من أوروبا». ورفض داود أوغلو القول إن هناك أزمة بين تركيا وأميركا حول سوريا وقال إن «أسس النظرة واحدة، لكن الخلاف على كيفية إدارة الأزمة»، مضيفا «انهم يقولون انه لا توجد جهة مخاطبة واحدة في المعارضة (السورية)، ولكنهم لا يتيحون لها العمل والتطور داخل الساحة السورية. لماذا لم يفعلوا ذلك في حالة مالي وفي العراق؟ هذا لا يمكن تفسيره بالنيات الحسنة». وانتقد داود اوغلو رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، متهماً إياه بأنه فشل في سياساته على كل الأصعدة حيث لا يمكن القول إن هناك ديموقراطية في العراق.

المصدر : السفير \محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة