دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد إشعال الساحة السورية، واستنزاف الجيش السوري، ومحاولة تعطيل الدور المقاوم لسورية، وانحياز بعض حركات المقاومة الفلسطينية لصالح مشروع ما يسمى "الربيع العربي"، والتحالف مع قطر و"الإسلاميين الجدد"،
الذين التزموا باتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدات الصلح مع "إسرائيل"، حتى وصلوا إلى دعوة اليهود الذين هاجروا من مصر للعودة إليها والتعويض عليهم، بقيت المقاومة في لبنان في ميدان المواجهة العملانية ضد "إسرائيل" على طول جبهة دول الطوق (لبنان وسورية والأردن ومصر)، لذا فإن مصادرة "الثورات العربية" من قبل الأميركيين وحلفائهم الأتراك والعرب الخليجيين لم يحقق أهدافه الكاملة لحماية أمن "إسرائيل" والقضاء على مشروع المقاومة، وإن استطاع تحقيق بعض النجاح على مستوى استنزاف سورية وتحييد حركة "حماس"، وتقييد العمل المقاوم في فلسطين المحتلة، إلا أن الجبهة اللبنانية والأساسية التي تقلق وتهدد "إسرائيل" ما زالت موجودة، ولم تتأثر حتى الآن بما يجري في سورية، وإن جعلها أكثر حذراً وأربكها بعض الحلفاء الذين حركتهم العصبية المذهبية والإغراءات "المستقبلية" في السلطة المقبلة، على أشلاء الدولة الفلسطينية الموهومة أو "الكونفدرالية" الفلسطينية - الأردنية كـ"بربارة" للوطن البديل.
بعد هزيمة "إسرائيل" في عدوان 2006، قررت الانتقام والثأر من المقاومة في لبنان، والداعمين لها في سورية وإيران، وما زالت تجهّز نفسها بالمناورات ودراسة الثغرات واستخلاص العبر وحشد القوى، لكنها عاجزة حتى الآن عن حسم الحرب الجديدة، فاتجهت مع الأميركيين لاستخدام طوابير التكفيريين، بعد نجاح استخدامهم بعنوان "المارينز التكفيري" بديلاً عن المارينز الأميركي في أفغانستان والعراق وسورية، عبر "جبهة النصرة" وألوية "القاعدة" وأخواتها، لذا بدأوا بتحضيرالساحة اللبنانية لاستقبال كتائب التكفيريين، مع حضانة داخلية، على أن يتم تجميع بعض القوى الفلسطينية والسورية واللبنانية في تجمّع تكفيري جديد تغطيه "جبهة النصرة في بلاد الشام"، من أولى مهامه:
1- محاولة ضرب المقاومة في لبنان، واستنزافها، في سيناريو متكرر للحرب الأهلية في لبنان عام 1975.
2- استدراج المخيمات الفلسطينية للقتال، كما حدث في مخيم اليرموك جنوبي سورية.
3- تأطير النازحين السوريين مع العمال المقيمين، في كتائب "الجيش السوري الحر"، للانتقام من المقاومة، بعد اتهامها بالقتال مع النظام في سورية.
4- المناداة بشعار "رفع الحرمان عن أهل" السُّنة "والجماعة"، واسترداد "الكرامة" بتمويل قطري، لتضليل البسطاء بأن الهدف حماية "أهل السُّنة"، وذلك لإذكاء الفتنة المذهبية.
5- قيام "إسرائيل"، عبر عملائها، ببعض الاغتيالات بين صفوف الأطراف المتصارعة، وتفجير السيارات المفخخة، لإثارة الغرائز المذهبية والطائفية.
وبعد إنهاك الساحة اللبنانية، كما حدث عام 1975، والتي انتهت باجتياح عام 1982 وطرد المقاومة الفلسطينية من لبنان، وتوقيع اتفاقية أوسلو، وبداية انتهاء المقاومة الفلسطينية، ستعيد "إسرائيل" التجربة من جديد، وتقوم بغزو لبنان، بعد إنهاك المقاومة، للتخلص نهائياً من بقية المقاومة العربية والإسلامية، ويتم بعدها نقل المارينز التكفيري إلى إيران وروسيا.
إرهاصات الحرب "الإسرائيلية" على لبنان بواسطة التكفيريين الذين بدأت جحافلهم بالوصول والانتشار، والغطاء السياسي من بعض الأغبياء والتابعين للمشروع الأميركي، تم تأمينهم، وحادثة عرسال مثال على ذلك، بعدما بقي الجيش يتيماً ومتهماً، وحركة "الأسير" النقالة في باصاته، والتي لن تهدأ، ويمكن لمن يحرّكه أو يستخدمه أن يجعله بديلاً عن "بوسطة عين الرمانة" لإشعال الفتنة.
يتلهى المسؤولون بالزاوج المدني وديمقراطية الانتخابات وسلسلة الرتب والرواتب، ويغمضون أعينهم عن الخطر الحقيقي الذي لن يُبقي أخضر ولا يابساً.
ذلك هو المشروع "الإسرائيلي" - الأميركي الجديد.. فهل ينجح؟
الجواب: سيفشل بإذن الله كما فشلت المشاريع السابقة، وستنتصر المقاومة وأهلها، وعلى العقلاء في لبنان، خصوصاً السُّنة والشيعة، أن يبادروا لتحصين ساحتهم، فـ"إسرائيل" ليست حريصة على السُّنة ولا على الشيعة، والدليل أن أهل فلسطين كلهم من المسلمين السُّنة، وهم أول من ذُبحوا وطُردوا واحتُلت أرضهم، وما زالوا يُقتلون، لكن التكفيريين الذين يحملون لواء أهل السُّنة زوراً لم يقتلوا "إسرائيلياً" حتى الآن، ولم يوجهوا صاروخاً أو طلقة رصاص، لأنهم صنيعة المخابرات الأميركية وأخواتها من المخابرات العربية.
الفتنة قادمة، والانفجار على الأبواب، فإما أن نقع فيهما جميعاً وندفع الثمن من الدمار والتهجير وضياع القضية، أو نبادر للوحدة والعقل والحوار، لإنقاذ لبنان وفلسطين وسورية.. فهل من يسمع ويعقل؟
المصدر :
د. نسيب حطيط\الثبات
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة