تكاد تلتقي التفاصيل التي أوردتها الصحافة التركية أمس على كيفية حصول انفجار السيارة عند البوابة الجمركية في منطقة «جيلفي غوزي» بين تركيا وسوريا. لكن التحليلات تباينت وراء الأهداف المحتملة من وراء الانفجار.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمام كتلة «حزب العدالة والتنمية» في البرلمان، ان «سيارة مفخخة» كانت سبب الانفجار القوي الذي وقع على المعبر. وأضاف ان حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 14 قتيلا. وشدد على أن تركيا «ستتخذ من دون تردد الإجراءات اللازمة حين تتضح ملابسات هذا الاعتداء بالكامل».

وذكرت صحيفة «حرييت» أن السيارة جاءت من الجانب السوري الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، وقبل أن تصل إلى نقطة الجمارك التركية، توقفت في الموقف الموجود قبله مباشرة، ونزل منها ثلاثة أشخاص، اثنان منهم عادا أدراجهما إلى الجهة السورية، فيما الثالث عاد إلى السيارة للحظات ليتفقد شيئا ما، وسرعان ما اتجه إلى الجانب التركي، ويُظن أنه داخل الأراضي التركية. وبعد 15 إلى 20 دقيقة حصل الانفجار الذي يرجح أن يكون عبر ساعة توقيت داخل السيارة، فيما لم تحدد كاميرات المراقبة ماذا كان يفعل الأشخاص الثلاثة في السيارة.

وعرضت الصحيفة للاحتمالات قائلة إن السيارة المنفجرة ربما كانت تستهدف وفداً سورياً معارضاً عبَر قبل 10 دقائق إلى سوريا، بعدما اجتمع مع مسؤولين أتراك، ومن بين أعضائه رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب ولؤي صافي وآخرون.

وتشير الصحيفة إلى احتمال آخر وهو استهداف اجتماع في المكان نفسه تقريبا بين مسؤولين عسكريين أتراك ومسؤولين من «الجيش السوري الحر»، لكن صحيفة «وطن» تقول إن تأخر وصول عناصر «الجيش الحر» ومن ثم حصول الانفجـار حال دون عقد الاجتـماع. وهناك احتمال أن يكون استهدف مجموعة من قادة «الجيش الحر» فقط.

وأشارت صحيفة «راديكال» إلى أن الهدف من الانفجار هو تعطيل المعبر الحدودي كممر أساسي للإمدادات التركية للمعارضة، سواء الإنسانية منها أو العسكرية.

وذكرت صحيفة «زمان» أن عددا كبيرا من السيارات التركية قد استأجرها من محافظات مرسين وغازي عينتاب وأضنة أشخاص يحملون هويات مزوّرة، وكانوا يدخلون بها إلى سوريا حيث كانت توضع عليها لوحات سورية، وعندما تدخل إلى تركيا يعاد وضع اللوحة التركية عليها.

وأضافت الصحيفة أن المرجح أن سيارتين، واحدة حمراء وأخرى رمادية، دخلتا من الجانب السوري وقد انفجرت إحداهما أو الاثنتان معا. وأشارت إلى أن مصادر في المعارضة السورية قالت لها إن بين أعضاء وفد المعارضة الذي كان سيمر عبد الباسط سيدا وجورج صبرا وفاروق طيفور وأحمد رمضان وجمال الورد وغيرهم.

وقال الخبير في شؤون الأمن والسياسة الخارجية حسن سليم أوزيرتيم للصحيفة إن احتمال وقوف «حزب العمال الكردستاني» وراء الانفجار كبير، بسبب رغبته في التخلص من عبد الباسط سيدا الموالي لتركيا، والذي يلحق الأذى بالحزب، مضيفا ان التفجير يشبه تفجير السيارة في غازي عينتاب قبل أشهر. وقال خبير آخر إن البعض لا يريد الاستقرار على الحدود، ويريد جر تركيا إلى الأزمة السورية.

وربط بعض المحللين بين الانفجار ومحاولات سوريا وروسيا الضغط على تركيا، غير أن الكاتب في «راديكال» فهيم طاش تكين طرح أسئلة حول مدى ارتباط الانفجار بتحول تركيا إلى مصنع للأسلحة والعبوات التي تستخدمها المعارضة السورية وسيطرة المعارضة على معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، من دون الجزم بما إذا كانت السيارة جاءت من سوريا أم لا، خصوصا أنها انفجرت مباشرة على بعد أربعين مترا فقط من البوابة التركية.

وذكرت صحيفة «بركون» المناوئة للحكومة أن تركيا تحولت إلى مصنع للعبوات التي ترسل إلى سوريا لتفجيرها ضد القوات النظامية والجماعات المؤيدة للنظام.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-02-12
  • 9007
  • من الأرشيف

انفجار معبر «جيلفي غوزي» التركي: تبايـن الوقـائع والدوافـع والأهداف

تكاد تلتقي التفاصيل التي أوردتها الصحافة التركية أمس على كيفية حصول انفجار السيارة عند البوابة الجمركية في منطقة «جيلفي غوزي» بين تركيا وسوريا. لكن التحليلات تباينت وراء الأهداف المحتملة من وراء الانفجار. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمام كتلة «حزب العدالة والتنمية» في البرلمان، ان «سيارة مفخخة» كانت سبب الانفجار القوي الذي وقع على المعبر. وأضاف ان حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 14 قتيلا. وشدد على أن تركيا «ستتخذ من دون تردد الإجراءات اللازمة حين تتضح ملابسات هذا الاعتداء بالكامل». وذكرت صحيفة «حرييت» أن السيارة جاءت من الجانب السوري الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، وقبل أن تصل إلى نقطة الجمارك التركية، توقفت في الموقف الموجود قبله مباشرة، ونزل منها ثلاثة أشخاص، اثنان منهم عادا أدراجهما إلى الجهة السورية، فيما الثالث عاد إلى السيارة للحظات ليتفقد شيئا ما، وسرعان ما اتجه إلى الجانب التركي، ويُظن أنه داخل الأراضي التركية. وبعد 15 إلى 20 دقيقة حصل الانفجار الذي يرجح أن يكون عبر ساعة توقيت داخل السيارة، فيما لم تحدد كاميرات المراقبة ماذا كان يفعل الأشخاص الثلاثة في السيارة. وعرضت الصحيفة للاحتمالات قائلة إن السيارة المنفجرة ربما كانت تستهدف وفداً سورياً معارضاً عبَر قبل 10 دقائق إلى سوريا، بعدما اجتمع مع مسؤولين أتراك، ومن بين أعضائه رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب ولؤي صافي وآخرون. وتشير الصحيفة إلى احتمال آخر وهو استهداف اجتماع في المكان نفسه تقريبا بين مسؤولين عسكريين أتراك ومسؤولين من «الجيش السوري الحر»، لكن صحيفة «وطن» تقول إن تأخر وصول عناصر «الجيش الحر» ومن ثم حصول الانفجـار حال دون عقد الاجتـماع. وهناك احتمال أن يكون استهدف مجموعة من قادة «الجيش الحر» فقط. وأشارت صحيفة «راديكال» إلى أن الهدف من الانفجار هو تعطيل المعبر الحدودي كممر أساسي للإمدادات التركية للمعارضة، سواء الإنسانية منها أو العسكرية. وذكرت صحيفة «زمان» أن عددا كبيرا من السيارات التركية قد استأجرها من محافظات مرسين وغازي عينتاب وأضنة أشخاص يحملون هويات مزوّرة، وكانوا يدخلون بها إلى سوريا حيث كانت توضع عليها لوحات سورية، وعندما تدخل إلى تركيا يعاد وضع اللوحة التركية عليها. وأضافت الصحيفة أن المرجح أن سيارتين، واحدة حمراء وأخرى رمادية، دخلتا من الجانب السوري وقد انفجرت إحداهما أو الاثنتان معا. وأشارت إلى أن مصادر في المعارضة السورية قالت لها إن بين أعضاء وفد المعارضة الذي كان سيمر عبد الباسط سيدا وجورج صبرا وفاروق طيفور وأحمد رمضان وجمال الورد وغيرهم. وقال الخبير في شؤون الأمن والسياسة الخارجية حسن سليم أوزيرتيم للصحيفة إن احتمال وقوف «حزب العمال الكردستاني» وراء الانفجار كبير، بسبب رغبته في التخلص من عبد الباسط سيدا الموالي لتركيا، والذي يلحق الأذى بالحزب، مضيفا ان التفجير يشبه تفجير السيارة في غازي عينتاب قبل أشهر. وقال خبير آخر إن البعض لا يريد الاستقرار على الحدود، ويريد جر تركيا إلى الأزمة السورية. وربط بعض المحللين بين الانفجار ومحاولات سوريا وروسيا الضغط على تركيا، غير أن الكاتب في «راديكال» فهيم طاش تكين طرح أسئلة حول مدى ارتباط الانفجار بتحول تركيا إلى مصنع للأسلحة والعبوات التي تستخدمها المعارضة السورية وسيطرة المعارضة على معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، من دون الجزم بما إذا كانت السيارة جاءت من سوريا أم لا، خصوصا أنها انفجرت مباشرة على بعد أربعين مترا فقط من البوابة التركية. وذكرت صحيفة «بركون» المناوئة للحكومة أن تركيا تحولت إلى مصنع للعبوات التي ترسل إلى سوريا لتفجيرها ضد القوات النظامية والجماعات المؤيدة للنظام.  

المصدر : السفير\ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة