أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إكمال الدين إحسان اوغلي، أن ما حصل في المنطقة ليس ربيعا، مستبعدا حصول صدام مذهبي في سوريا، لكنه حذر من أن تقسيمها سيفتح الباب أمام «جهنم» تتنقل بين الدول.

وقال اوغلي، في حوار مع صحيفة «حرييت» التركية نشر امس، إن «الربيع العربي كان شبيها بالمشروطية الثانية في تركيا في العام 1908 حيث كان المهم إسقاط السلطان عبد الحميد الثاني مهما كان الثمن، وما جرى بعد ذلك معلوم. اجتمعت القوى القومية والإسلامية والاتنية المختلفة على إسقاط عبد الحميد من دون خطة لاحقة، ووسط انقسامات كبيرة. وبعد ذلك بدأ الصدام في ما بينها».

وأضاف «هذا ما حصل مثلا في مصر. المهم كان إسقاط حسني مبارك ومن قبله (الرئيس التونسي) زين العابدين بن علي، فيما لم تكن هناك برامج ولا زعامات. اليوم مصر وتونس تعيشان قلاقل كبيرة. بل حتى تم التداول في مصر بإمكانية القيام بانقلاب عسكري. ربما يمكن الحديث عن ربيع عربي لكن بعد مرور ولايتين من البرلمان».

واعتبر أن «ما حدث ليس ربيعا بل خريف الدكتاتوريين». وقال إن «الجولة الأولى جاءت لصالح الإسلاميين لأنهم كانوا الأكثر تنظيما من الآخرين».

ورفض إحسان اوغلي «الخلط بين الدين والسياسة وعدم استخدام احدهما لمصالح الآخر، وإلا كانت كارثة». وقال «ليس من فتنة شيعية ـ سنية على مستوى البنية التحتية، بل أناس موجودون في الزعامة يريدون توظيفها. أسوأ شيء أن تتمأسس البنية الطائفية. الفرنسيون رسّخوا في لبنان ما كان قائما في عهد العثمانيين، والأميركيون فعلوا الأمر ذاته في العراق. وهذا ظلم كبير». وتابع إن «التطرف لا قاعدة واسعة له في العالم الإسلامي، والناس في تونس ومصر وليبيا ثاروا من أجل الحرية والكرامة والخبز، ولم يرفعوا شعارات ضد إسرائيل وأميركا والغرب».

وقال إحسان اوغلي «لا خطر من صدام مذهبي في سوريا، فالنظام كما المعارضة معهما أطياف مذهبية متعددة»، مستبعدا «نشوء تقسيم في سوريا، لأنه سيفتح على جهنم تنتقل إلى كل الدول في المنطقة».

ودعم مبادرة رئيس ائتلاف الدوحة  احمد معاذ الخطيب «من اجل وقف العنف والبدء بحوار سلمي لحل الأزمة، ويجب الضغط على كل الأطراف لقبول الحوار لأنه لا مخرج سواه. ويجب الاعتراف بفرصة أخرى للأخضر الإبراهيمي، واستئناف البحث من حيث وصل إليه».

ورأى إحسان اوغلي «خطرا في محاولة الحركات الراديكالية الإسلامية ملء الفراغ في حالة الفوضى الراهنة»، معتبرا انه «أمر غير مقبول والأكثر تأسفا أنهم يقومون بذلك باسم الدين. في حين أن ما يقومون به غير مشروع، وإذا وافقت على ما يقومون به فإنك تقدم لهم السلاح الأكبر».

من جهته، وصف فاتح اربكان، ابن الزعيم الراحل نجم الدين اربكان، ما يجري في الشرق الأوسط على انه تنفيذ لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ بتقسيم العراق ومن ثم السودان. وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، معتبرا انه سيجلب إلى تركيا الكارثة مع مجموع الدين الذي وصل إلى 550 مليار دولار. وقال إن نشر الدرع الصاروخي وصواريخ «الباتريوت» يهدف إلى إدخال تركيا في حروب مع جيرانها المسلمين في سوريا والعراق وإيران. وأضاف  «كما أسسوا بالأمس قوة المطرقة للعراق ينصبون اليوم الباتريوت للدول الجارة خدمة للمخططات الصهيونية»
  • فريق ماسة
  • 2013-02-11
  • 10127
  • من الأرشيف

إحسان أوغلي: تقسيم سورية يعني جهنم ...هذا ليس ربيعاً

أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إكمال الدين إحسان اوغلي، أن ما حصل في المنطقة ليس ربيعا، مستبعدا حصول صدام مذهبي في سوريا، لكنه حذر من أن تقسيمها سيفتح الباب أمام «جهنم» تتنقل بين الدول. وقال اوغلي، في حوار مع صحيفة «حرييت» التركية نشر امس، إن «الربيع العربي كان شبيها بالمشروطية الثانية في تركيا في العام 1908 حيث كان المهم إسقاط السلطان عبد الحميد الثاني مهما كان الثمن، وما جرى بعد ذلك معلوم. اجتمعت القوى القومية والإسلامية والاتنية المختلفة على إسقاط عبد الحميد من دون خطة لاحقة، ووسط انقسامات كبيرة. وبعد ذلك بدأ الصدام في ما بينها». وأضاف «هذا ما حصل مثلا في مصر. المهم كان إسقاط حسني مبارك ومن قبله (الرئيس التونسي) زين العابدين بن علي، فيما لم تكن هناك برامج ولا زعامات. اليوم مصر وتونس تعيشان قلاقل كبيرة. بل حتى تم التداول في مصر بإمكانية القيام بانقلاب عسكري. ربما يمكن الحديث عن ربيع عربي لكن بعد مرور ولايتين من البرلمان». واعتبر أن «ما حدث ليس ربيعا بل خريف الدكتاتوريين». وقال إن «الجولة الأولى جاءت لصالح الإسلاميين لأنهم كانوا الأكثر تنظيما من الآخرين». ورفض إحسان اوغلي «الخلط بين الدين والسياسة وعدم استخدام احدهما لمصالح الآخر، وإلا كانت كارثة». وقال «ليس من فتنة شيعية ـ سنية على مستوى البنية التحتية، بل أناس موجودون في الزعامة يريدون توظيفها. أسوأ شيء أن تتمأسس البنية الطائفية. الفرنسيون رسّخوا في لبنان ما كان قائما في عهد العثمانيين، والأميركيون فعلوا الأمر ذاته في العراق. وهذا ظلم كبير». وتابع إن «التطرف لا قاعدة واسعة له في العالم الإسلامي، والناس في تونس ومصر وليبيا ثاروا من أجل الحرية والكرامة والخبز، ولم يرفعوا شعارات ضد إسرائيل وأميركا والغرب». وقال إحسان اوغلي «لا خطر من صدام مذهبي في سوريا، فالنظام كما المعارضة معهما أطياف مذهبية متعددة»، مستبعدا «نشوء تقسيم في سوريا، لأنه سيفتح على جهنم تنتقل إلى كل الدول في المنطقة». ودعم مبادرة رئيس ائتلاف الدوحة  احمد معاذ الخطيب «من اجل وقف العنف والبدء بحوار سلمي لحل الأزمة، ويجب الضغط على كل الأطراف لقبول الحوار لأنه لا مخرج سواه. ويجب الاعتراف بفرصة أخرى للأخضر الإبراهيمي، واستئناف البحث من حيث وصل إليه». ورأى إحسان اوغلي «خطرا في محاولة الحركات الراديكالية الإسلامية ملء الفراغ في حالة الفوضى الراهنة»، معتبرا انه «أمر غير مقبول والأكثر تأسفا أنهم يقومون بذلك باسم الدين. في حين أن ما يقومون به غير مشروع، وإذا وافقت على ما يقومون به فإنك تقدم لهم السلاح الأكبر». من جهته، وصف فاتح اربكان، ابن الزعيم الراحل نجم الدين اربكان، ما يجري في الشرق الأوسط على انه تنفيذ لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ بتقسيم العراق ومن ثم السودان. وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، معتبرا انه سيجلب إلى تركيا الكارثة مع مجموع الدين الذي وصل إلى 550 مليار دولار. وقال إن نشر الدرع الصاروخي وصواريخ «الباتريوت» يهدف إلى إدخال تركيا في حروب مع جيرانها المسلمين في سوريا والعراق وإيران. وأضاف  «كما أسسوا بالأمس قوة المطرقة للعراق ينصبون اليوم الباتريوت للدول الجارة خدمة للمخططات الصهيونية»

المصدر : السفير \ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة