أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما سلسلة من المواقف تجاه تركيا وقضايا المنطقة، في لقاء مطول مع صحيفة "ميللييت" التركية نشر أمس.

رفض أوباما أولاً الانتقادات بأن صواريخ الدرع الصاروخي نصبت للدفاع عن رادارات الدرع الصاروخي في ملاطية، وعن الأمن القومي الإسرائيلي، معتبراً أنها نشرت من أجل حماية تركيا والشعب التركي وهو مشروع "أطلسي" في الأساس، ويعكس تضامن الحلف مع دولة عضو فيه.

وأشاد أوباما برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، موضحاً انه "صديق ممتاز وشريك رائع في القضايا الدولية"، معتبراً أن التباين في الموقف من بعض القضايا بين البلدين أمر طبيعي يحصل بين كل الدول.

وعن الوضع في سوريا وإمكانية تدخل أميركا عسكرياً قال أوباما إن ما تشهده سوريا "مأساة كاملة"، مضيفاً إنه "معطى مرعب أن يواجه الرئيس السوري بشار الأسد والنظام في سوريا بالقتل الشعب السوري لمجرد انه يطالب بحقوقه، لذلك فقد الرئيس الأسد ونظامه كل مشروعيته وعلى الأسد أن يذهب". وأنكر انه لا يرى مأساة الشعب السوري، قائلاً إنه دعا الأسد في آب العام 2011 إلى الرحيل والسماح للشعب السوري أن يحدد مستقبله، واردوغان أشار في الفـترة ذاتـها للنقـطة نفسها. وأضاف "لقد سعينا معاً لعزل النظام السوري سياسياً ولفرض عقوبات اقتصادية عليه، ودعمنا مجلس المعارضة السـوري، ودعـونا لمعاقبة مرتكبي الجرائم. والولايات المتحدة قدمت مؤخراً مساعدة من 155 مليون دولار لمساعدة ضحايا العنف، ومجموع المساعدات الأميركية للشعب السوري بلغت 365 مليون دولار".

وأشاد أوباما بدور تركيا في استقبال اللاجئين السوريين. وقال إن "هذه المساعدة تظهر الصداقة العميقة بين الشعبين التركي والسوري، كما تظهر الدور القيادي لتركيا في المنطقة. ونحن ندرك الكلفة العالية لهذه المساعدة على تركيا، لذا نحن نقدم مساعدات إنسانية للاجئين". وأضاف "نحن ندرك أن الأيام المقبلة ستكون صعبة جداً على الشعب السوري والمنطقة، ونحن نعرف أن نظام الأسد يواصل ضعفه وخسارة الأراضي". وتابع أنه "مع استمرار انشقاق الجنود والخسائر تصبح المعارضة أقوى. إلا لا ينخدعنّ أحد. نهاية النظام السوري عاجلاً أو آجلاً آتية. وسيكون أمام الشعب السوري الفرصة لتقرير مصيره بنفسـه، وسنواصل مع تركيا والجماعة الدولية العمل من أجل هذا المستقبل".

واعتبر أوباما أن برنامج إيران النووي يشكل قلقاً للعالم ولجيرانها، ومنهم تركيا، بل يشكل أيضاً تهديداً. وقال إن "على قادة إيران أن يعرفوا ما يتوجب عليهم من مسؤوليات في اتجاه إقناع الجماعة الدولية بسلمية برنامجها النووي. نحن نريد حل المشكلة بالديبلوماسية وبطريقة سلمية. ولكن الشيء المحقق أن كلفة امتلاك إيران سلاحاً نووياً ستكون باهظة جداً، وستكون إيران خطراً شديداً على المنطقة وبلدانها، ومنهم تركيا". وأعلن أوباما دعمه لجهود حل المشكلة الكردية سلمياً بعد 30 عاماً على بدئها.

وذكرت الصحيفة إن أوباما رفض الردّ على أسئلة حول الوضع في شمال العراق والعلاقات التركية ـ الإسرائيلية و"الإبادة" الأرمنية ومواقف أردوغان حول الرغبة في الانضمام إلى منظمة "شانغهاي".

  • فريق ماسة
  • 2013-02-10
  • 7285
  • من الأرشيف

أوباما : أردوغـان شـريكنا الرائـع في القضايـا الدوليـة

أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما سلسلة من المواقف تجاه تركيا وقضايا المنطقة، في لقاء مطول مع صحيفة "ميللييت" التركية نشر أمس. رفض أوباما أولاً الانتقادات بأن صواريخ الدرع الصاروخي نصبت للدفاع عن رادارات الدرع الصاروخي في ملاطية، وعن الأمن القومي الإسرائيلي، معتبراً أنها نشرت من أجل حماية تركيا والشعب التركي وهو مشروع "أطلسي" في الأساس، ويعكس تضامن الحلف مع دولة عضو فيه. وأشاد أوباما برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، موضحاً انه "صديق ممتاز وشريك رائع في القضايا الدولية"، معتبراً أن التباين في الموقف من بعض القضايا بين البلدين أمر طبيعي يحصل بين كل الدول. وعن الوضع في سوريا وإمكانية تدخل أميركا عسكرياً قال أوباما إن ما تشهده سوريا "مأساة كاملة"، مضيفاً إنه "معطى مرعب أن يواجه الرئيس السوري بشار الأسد والنظام في سوريا بالقتل الشعب السوري لمجرد انه يطالب بحقوقه، لذلك فقد الرئيس الأسد ونظامه كل مشروعيته وعلى الأسد أن يذهب". وأنكر انه لا يرى مأساة الشعب السوري، قائلاً إنه دعا الأسد في آب العام 2011 إلى الرحيل والسماح للشعب السوري أن يحدد مستقبله، واردوغان أشار في الفـترة ذاتـها للنقـطة نفسها. وأضاف "لقد سعينا معاً لعزل النظام السوري سياسياً ولفرض عقوبات اقتصادية عليه، ودعمنا مجلس المعارضة السـوري، ودعـونا لمعاقبة مرتكبي الجرائم. والولايات المتحدة قدمت مؤخراً مساعدة من 155 مليون دولار لمساعدة ضحايا العنف، ومجموع المساعدات الأميركية للشعب السوري بلغت 365 مليون دولار". وأشاد أوباما بدور تركيا في استقبال اللاجئين السوريين. وقال إن "هذه المساعدة تظهر الصداقة العميقة بين الشعبين التركي والسوري، كما تظهر الدور القيادي لتركيا في المنطقة. ونحن ندرك الكلفة العالية لهذه المساعدة على تركيا، لذا نحن نقدم مساعدات إنسانية للاجئين". وأضاف "نحن ندرك أن الأيام المقبلة ستكون صعبة جداً على الشعب السوري والمنطقة، ونحن نعرف أن نظام الأسد يواصل ضعفه وخسارة الأراضي". وتابع أنه "مع استمرار انشقاق الجنود والخسائر تصبح المعارضة أقوى. إلا لا ينخدعنّ أحد. نهاية النظام السوري عاجلاً أو آجلاً آتية. وسيكون أمام الشعب السوري الفرصة لتقرير مصيره بنفسـه، وسنواصل مع تركيا والجماعة الدولية العمل من أجل هذا المستقبل". واعتبر أوباما أن برنامج إيران النووي يشكل قلقاً للعالم ولجيرانها، ومنهم تركيا، بل يشكل أيضاً تهديداً. وقال إن "على قادة إيران أن يعرفوا ما يتوجب عليهم من مسؤوليات في اتجاه إقناع الجماعة الدولية بسلمية برنامجها النووي. نحن نريد حل المشكلة بالديبلوماسية وبطريقة سلمية. ولكن الشيء المحقق أن كلفة امتلاك إيران سلاحاً نووياً ستكون باهظة جداً، وستكون إيران خطراً شديداً على المنطقة وبلدانها، ومنهم تركيا". وأعلن أوباما دعمه لجهود حل المشكلة الكردية سلمياً بعد 30 عاماً على بدئها. وذكرت الصحيفة إن أوباما رفض الردّ على أسئلة حول الوضع في شمال العراق والعلاقات التركية ـ الإسرائيلية و"الإبادة" الأرمنية ومواقف أردوغان حول الرغبة في الانضمام إلى منظمة "شانغهاي".

المصدر : السفير- محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة