إزاء ما يكشفه أحد كبار المستشارين العاملين في منظمة الأمم المتحدة حول قرار الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس السابق جورج بوش بإشعال العالمين العربي والإسلامي وتغيير خريطته الجيوسياسية وبالتالي تصفية ما يصنفه الغرب في خانة الإرهاب الأصولي والسلفي والتكفيري، تربط مصادر مطلعة بين مجمل الأحداث العسكرية والتطورات السياسية الحاصلة في سورية وتعتبر أنّ ما تشهده ساحتها هو صراع موصوف بين واشنطن وموسكو، ومن خلالهما بين دول الخليج العربي المتمثل بالمملكة العربية السعودية وقطر ومجموعة دول التعاون الإسلامي من جهة، وإيران من جهة ثانية بعد  أن تحوّلت سوريا من لاعب فاعل وأساسي في المنطقة إلى ساحة لتلقي الحدث دون المبادرة إلى صنعه كما في العقود الثلاثة الماضية.

من هذا المنطلق، تعتبر المصادر أنّ ما تشهده الساحة السورية على الصعيد الميداني منذ أشهر يصب في خانة الأهداف الأميركية الاستراتيجية وأبرزها تصفية الارهاب الأصولي على أرض عربية، مع ملاحظة أنّ الأمور بدأت تسلك اتجاهات مغايرة عنوانها تصفية قادة جبهة النصرة وعناصرها وكل ما يمت إليها بصلة منذ أن أدرجت الادارة الاميركية الجبهة المذكورة على لائحة المنظمات الارهابية، مع ما يعنيه ذلك من تحليل لأي إجراء عسكري أو سياسي يساعد على تصفيتها.

ويعزّز ما تشهده العاصمة السورية وريفها من أعمال عسكرية هذا التوجه خصوصا أنّ زوار العاصمة السورية يؤكدون أنّ أداء الجيش السوري تحول في الأسابيع القليلة الماضية من حالة الدفاع عن العاصمة مع ما تعنيه من رمزية للنظام  إلى واقع الهجمات الارتدادية والعمليات النوعية التي غالبا ما تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الاصابات بين صفوف المسلحين وبالتالي دفعهم إلى الخطوط الخلفية مع ما يعنيه ذلك من هزائم معنوية تساعد على شرذمة هؤلاء وحشرهم في زاوية ضيقة لا يمكن الخروج منها إلا بخسائر كارثية ليس فقط على هذه المجموعات، بل على داعميها ومموليها في الوقت ذاته.

وفي هذا السياق، يؤكد هؤلاء أنّ المعارك الدائرة على تخوم العاصمة السورية وحول ساحة العباسيين تحديدا وعلى امتداد ريفها أدت إلى ما يشبه النتائج الكارثية على المسلحين لا سيما بعد أن دخلت عناصر جديدة إلى أرض المعركة أقلّ ما يقال فيها أنها نتيجة التنسيق الكامل بين القيادة العسكرية السورية والهيئات الاستشارية الروسية العاملة بموازاة القوات المسلحة، بحيث تلاحظ المصادر أنّ الطريقة التي تدار بها معركة إسقاط مشروع إخضاع النظام من خلال إخضاع العاصمة السياسية والرمزية للدولة السورية ونظامها البعثي هي ذاتها التي أديرت بها معركة الشيشان، مع ملاحظة ثانية وهي أنّ الاستراتيجية التي يتبعها الجيش السوري ليست سوى نسخة منقحة عن المناورات الروسية والايرانية وما يشكل بينهما من قواسم مشتركة، وكلّ ذلك عشية الكلام التصاعدي عن صفقة أميركية روسية إيرانية محورها سورية وخلفياتها أبعد من ذلك بكثير لتصل إلى حدود تكريس النظام العالمي الجديد الذي بدأت معالمه تلوح في الأفق الدولي مع ما يعنيه ذلك من إمكانيات كبيرة لاعادة رسم المشهد العربي انطلاقا من تعميم الدور الايراني الروسي على حساب المنظومة العربية الخليجية من جهة والتركية الاسلامية من جهة ثانية بحيث يصح الاعتبار أنّ معالم المرحلة ستقوم على توازنات دقيقة للغاية من المرجح ان تتكرس في لقاء بوتين اوياما المقرر منتصف الشهر الجاري.

  • فريق ماسة
  • 2013-02-07
  • 18460
  • من الأرشيف

ما هي العوامل التي أدّت إلى التغيير الجذري في أداء الجيش السوري؟

إزاء ما يكشفه أحد كبار المستشارين العاملين في منظمة الأمم المتحدة حول قرار الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس السابق جورج بوش بإشعال العالمين العربي والإسلامي وتغيير خريطته الجيوسياسية وبالتالي تصفية ما يصنفه الغرب في خانة الإرهاب الأصولي والسلفي والتكفيري، تربط مصادر مطلعة بين مجمل الأحداث العسكرية والتطورات السياسية الحاصلة في سورية وتعتبر أنّ ما تشهده ساحتها هو صراع موصوف بين واشنطن وموسكو، ومن خلالهما بين دول الخليج العربي المتمثل بالمملكة العربية السعودية وقطر ومجموعة دول التعاون الإسلامي من جهة، وإيران من جهة ثانية بعد  أن تحوّلت سوريا من لاعب فاعل وأساسي في المنطقة إلى ساحة لتلقي الحدث دون المبادرة إلى صنعه كما في العقود الثلاثة الماضية. من هذا المنطلق، تعتبر المصادر أنّ ما تشهده الساحة السورية على الصعيد الميداني منذ أشهر يصب في خانة الأهداف الأميركية الاستراتيجية وأبرزها تصفية الارهاب الأصولي على أرض عربية، مع ملاحظة أنّ الأمور بدأت تسلك اتجاهات مغايرة عنوانها تصفية قادة جبهة النصرة وعناصرها وكل ما يمت إليها بصلة منذ أن أدرجت الادارة الاميركية الجبهة المذكورة على لائحة المنظمات الارهابية، مع ما يعنيه ذلك من تحليل لأي إجراء عسكري أو سياسي يساعد على تصفيتها. ويعزّز ما تشهده العاصمة السورية وريفها من أعمال عسكرية هذا التوجه خصوصا أنّ زوار العاصمة السورية يؤكدون أنّ أداء الجيش السوري تحول في الأسابيع القليلة الماضية من حالة الدفاع عن العاصمة مع ما تعنيه من رمزية للنظام  إلى واقع الهجمات الارتدادية والعمليات النوعية التي غالبا ما تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الاصابات بين صفوف المسلحين وبالتالي دفعهم إلى الخطوط الخلفية مع ما يعنيه ذلك من هزائم معنوية تساعد على شرذمة هؤلاء وحشرهم في زاوية ضيقة لا يمكن الخروج منها إلا بخسائر كارثية ليس فقط على هذه المجموعات، بل على داعميها ومموليها في الوقت ذاته. وفي هذا السياق، يؤكد هؤلاء أنّ المعارك الدائرة على تخوم العاصمة السورية وحول ساحة العباسيين تحديدا وعلى امتداد ريفها أدت إلى ما يشبه النتائج الكارثية على المسلحين لا سيما بعد أن دخلت عناصر جديدة إلى أرض المعركة أقلّ ما يقال فيها أنها نتيجة التنسيق الكامل بين القيادة العسكرية السورية والهيئات الاستشارية الروسية العاملة بموازاة القوات المسلحة، بحيث تلاحظ المصادر أنّ الطريقة التي تدار بها معركة إسقاط مشروع إخضاع النظام من خلال إخضاع العاصمة السياسية والرمزية للدولة السورية ونظامها البعثي هي ذاتها التي أديرت بها معركة الشيشان، مع ملاحظة ثانية وهي أنّ الاستراتيجية التي يتبعها الجيش السوري ليست سوى نسخة منقحة عن المناورات الروسية والايرانية وما يشكل بينهما من قواسم مشتركة، وكلّ ذلك عشية الكلام التصاعدي عن صفقة أميركية روسية إيرانية محورها سورية وخلفياتها أبعد من ذلك بكثير لتصل إلى حدود تكريس النظام العالمي الجديد الذي بدأت معالمه تلوح في الأفق الدولي مع ما يعنيه ذلك من إمكانيات كبيرة لاعادة رسم المشهد العربي انطلاقا من تعميم الدور الايراني الروسي على حساب المنظومة العربية الخليجية من جهة والتركية الاسلامية من جهة ثانية بحيث يصح الاعتبار أنّ معالم المرحلة ستقوم على توازنات دقيقة للغاية من المرجح ان تتكرس في لقاء بوتين اوياما المقرر منتصف الشهر الجاري.

المصدر : النشرة / أنطوان الحايك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة