احتضان دولي لمبادرة رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد معاذ الخطيب في ميونيخ، لم ينقضه سوى موقف تركي عبّر عنه وزير الخارجية احمد داود اوغلو "بأن الحوار بين النظام والمعارضة لن يأتي بحل".

رئيس "الائتلاف" السوري حمل إلى المدينة الألمانية اقتراحه الجريء إجراء مفاوضات مباشرة مع النظام السوري مشروطة، ليخطف الأضواء والاهتمام في الاجتماعات الأربعة السريعة التي أجراها على هامش المؤتمر الأمني مع وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران علي أكبر صالحي والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وبدا الاحتضان الدولي من خلال ترتيب الاجتماعات التي جرت الواحد تلو الآخر، التي كانت إنجازاً بحد ذاتها، خصوصاً مع الروسي والإيراني، من دون أن يكون مطلوباً منها تحقيق أي تقدم أو تحديد الأدوار التي يمكن أن يؤديها الروس أو الإيرانيون بشكل خاص، ولا الإطار الزمني والجغرافي لطاولة الحوار، وتنفيذ شروط الخطيب للذهاب نحو المفاوضات بإطلاق المعتقلين السياسيين وتمديد جوازات المغتربين السوريين.

 

وظهر إمام الجامع الأموي السابق، في تنقله في أروقة ميونيخ، متمتعاً بكتلة وازنة داخل "الائتلاف" للمضي قدماً في الدفاع، عما بدا في اللحظة الأولى "رأياً فايسبوكياً شخصياً"، كما اقترح بيان مضاد من "المجلس الوطني"، وتحويلها إلى مبادرة في طريقها إلى التبلور والظهور على ضوء الاجتماع الذي سيعقده "الائتلاف" في القاهرة اليوم لمعاينة حصيلة ميونيخ، وتقرير مستقبلها.

وكان الخطيب يكرر بعد كل اجتماع بأنه جاء "للبحث في إيجاد السبيل لإزاحة النظام بأقل قدر ممكن من إراقة الدماء والأرواح". وقال مصدر في "الائتلاف" إن "الإخوان المسلمين" حرصوا على إيفاد نائب مراقبهم العام السابق صدر الدين البيانوني إلى ميونيخ، ليكون قريباً من الخطيب ومطلعاً على المواقف التي سيعبر عنها. وكان البيانوني نفسه قد انتقد خطوة الخطيب واعتبرها مخالفة لميثاق "الائتلاف" الذي يحرّم أي تفاوض مع النظام السوري.

وتبين بشكل واضح وجود تنسيق إيراني - روسي للتعاطي مع "الصدمة الديبلوماسية" التي شكلها عرض الخطيب بالتفاوض مع النظام. وفي مجرى اللقاءات أظهر الخطيب مرونة غير مسبوقة بقبوله اقتراحاً من لافروف لمقابلة صالحي في ميونيخ، باعتبار إيران لاعباً أساسياً و"ترغب أن تكون جزءاً من الحل في سوريا، كما قال لاحقا صالحي.

وكان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قام بتسهيل اللقاء بين لافروف والخطيب، ونقل إلى الوزير الروسي رغبة الخطيب بلقائه. ولكن الإبراهيمي أخفق في إطالة أمد اللقاء بينه وبين لافروف أكثر من 10 دقائق جرت على انفراد، ولم يحقق الإبراهيمي الاختراق الذي راهن عليه في ميونيخ بجمع الخطيب وبايدن ولافروف إلى طاولة واحدة، لترسيخ صورة التسوية التي يبحث عنها، وتبني "وثيقة جنيف" مجدداً في ميونيخ وبحضور قطب المعارضة الأول وتكريسه طرفاً قادراً على التحدث باسمها "وشريكاً" لعملية التفاوض لسد ثغرة عابها على المعارضة، الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب الأوبرا الأخير.

وأسقط الاجتماع مع لافروف أول حاجز نفسي أمام المعارضة السورية، التي اعتبرت موسكو على الدوام جزءاً من المشكلة، وليس من الحل، بسبب دعمها المستمر لبقاء الأسد في منصبه. وخلال النصف ساعة التي جمعت لافروف بمعاذ الخطيب لم يذهب النقاش بعيداً، باستثناء إعادة تكرار معاذ الخطيب عرضه وقوله للافروف إنه يتفهم الموقف الروسي.

وقال مصدر روسي إن الخطيب لم يأت على قضية تنحي الأسد مع لافروف. وأعلن الوزير الروسي أنه وجه دعوة إلى رئيس "الائتلاف" لمواصلة المباحثات بينهما في موسكو من دون تحديد موعد.

ورحب لافروف بعرض الخطيب محاورة النظام السوري. وقال "إنها خطوة بالغة الأهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء أي حوار مع النظام. إن الواقعية تسود والأفكار تسلك الاتجاه الصحيح".

وقال الخطيب، بعد الاجتماع مع لافروف، "لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل".

وكان لافروف أعلن أمام مؤتمر ميونيخ أن مطالبة المعارضة والدول الغربية برحيل الأسد تعرقل أي تقدم باتجاه السلام في سوريا. واعتبر انه يمكن "إحراز تقدم" في حال التأمت "مجموعة العمل حول سوريا" مجدداً، في محاولة للتوصل إلى إجراءات انتقالية. وكرر رفض موسكو إدخال تعديلات على "اتفاق جنيف".

وشكل اللقاء الثاني اختباراً ثانياً لإرادة "الائتلاف" التفاوض مع النظام السوري في اللقاء الذي أجراه الخطيب مع اقرب حلفائه وزير الخارجية الإيراني لمدة 45 دقيقة.

وتحدث صالحي إلى الخطيب في إطار المبادرة الإيرانية، موضحاً استمرار تمسك طهران بالأسد، من خلال المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية، تعتقد طهران أن حظوظ الرئيس السوري بالفوز فيها كبير، و"لقد قررنا مواصلة الاتصالات". وقال صالحي إن "إيران مستعدة لكي تكون طرفاً في حل لأن ما يحصل في سوريا محبط. يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات"، مضيفاً "لقد قلت للخطيب اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي لكي يتمكن كل طرف من التأكد من أن العملية تجري بشكل مناسب".

وقال صالحي، الذي التقى الإبراهيمي، إن إعلان الخطيب عن استعداده لأجراء مفاوضات مع الحكومة السورية "تعد خطوة ايجابية نحو الأمام". وأكد صالحي أنه "ينبغي النظر إلى الوضع في سوريا من منظور عملي وواقعي، والعمل على إيجاد عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة السورية".

وشكل اللقاء صدمة في "الائتلاف" الذي وصفه كمال اللبواني لـ"السفير" في باريس بأنه "قطع لرأس الثورة، وبأنه قصم ظهرنا ويجب العودة إلى نقطة الانطلاق لبناء الثورة". وأضاف إن هذه اللقاءات، والعرض الذي تقدم به الخطيب، تتم بأمر أميركي.

تركيا

كما شكل اللقاء صدمة لأنقرة، ما يطرح السؤال عن حقيقة التنسيق القائم وحدود التوافق القائم بين الأتراك والأميركيين حول مستقبل التعاطي مع النظام السوري. وقال داود اوغلو إن "حواراً بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح إيجاد حل للنزاع في سوريا". وأضاف "يقول البعض إنه يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطئ. لا يمكن أن يكون ذلك حلا". وتساءل "لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الأسد، من يمكنه أن يضمن سلامة قادة المعارضة وأنهم سيتمكنون من الترشح؟"، معتبراً أنه سيكون على الأسد أولا "تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سوريا".

وأبدى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني إحباطه من عزوف المجتمع الدولي عن التدخل في الصراع السوري. وحمل "مجلس الأمن مسؤولية مباشرة عن استمرار مأساة الشعب السوري وآلاف الأرواح التي فقدت والدم الذي أريق وما زال يراق على يد قوات النظام".

وبعد ساعات قليلة من انقضاء لقاءات ميونيخ، يستعجل معاذ الخطيب حصد نتائج اختراقه الحاجز النفسي ومد اليد إلى لافروف وصالحي. فبنظر "الائتلاف" وأنصار إطلاق العملية السياسية تقع على عاتق موسكو من الآن فصاعداً مهمة إنقاذ الخطيب من المعترضين على مبادرته والمساعدة على تطويرها وتحصينها، مع طهران، إذا ما كانتا جادتين في تأييدها.

وسارع المتحدث باسم "الائتلاف" وليد البني إلى القول "نحن نعتقد أن على روسيا أن تنحاز إلى جانب المطالب العادلة للشعب السوري، وليس إلى جانب من يقتل الشعب السوري". واعتبر أن "المتأمل" من موسكو أن تضغط على حليفها. وأضاف إن "الحكومة الروسية عبرت عما كانت تعبر عنه دائماً إلا أنها قالت إنها منفتحة على حل يحقق طموحات الشعب السوري"، لافتاً إلى أن "ليس هناك اختراق في الموقف الروسي" الذي يعتبر أن المطالبة برحيل الأسد عائقاً.

أما بايدن فقال إنه حث الخطيب "على عزل العناصر المتطرفة داخل المعارضة والانفتاح على نطاق عريض من الطوائف داخل سوريا، بمن في ذلك العلويون والمسيحيون والأكراد".

وأقر بايدن ولافروف "بأن خلافات كبرى" لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا حول شروط وضع حد للنزاع، لكن البيت الأبيض شدد على "أهمية أن يعمل البلدان معاً لصالح السلام الدولي والأمن بما في ذلك في سوريا". وأعرب بايدن عن أمله في مزيد من الدعم الدولي للمعـــارضة في مواجـــهة الأسد الذي "لم يعد قادراً على قيادة الأمة". وقال "نعمل معاً، مع شـــركائنا، لكـــي تصبح (المعارضة السورية) اكثر وحدة وأكثر تضامناً".

 

  • فريق ماسة
  • 2013-02-03
  • 10728
  • من الأرشيف

الأزمـة السـوريـة والحـوار: اعتـراض تركـي! ماذا بعد كسر الجليد الروسي ـ الإيراني مع الخطيب؟

احتضان دولي لمبادرة رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد معاذ الخطيب في ميونيخ، لم ينقضه سوى موقف تركي عبّر عنه وزير الخارجية احمد داود اوغلو "بأن الحوار بين النظام والمعارضة لن يأتي بحل". رئيس "الائتلاف" السوري حمل إلى المدينة الألمانية اقتراحه الجريء إجراء مفاوضات مباشرة مع النظام السوري مشروطة، ليخطف الأضواء والاهتمام في الاجتماعات الأربعة السريعة التي أجراها على هامش المؤتمر الأمني مع وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران علي أكبر صالحي والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وبدا الاحتضان الدولي من خلال ترتيب الاجتماعات التي جرت الواحد تلو الآخر، التي كانت إنجازاً بحد ذاتها، خصوصاً مع الروسي والإيراني، من دون أن يكون مطلوباً منها تحقيق أي تقدم أو تحديد الأدوار التي يمكن أن يؤديها الروس أو الإيرانيون بشكل خاص، ولا الإطار الزمني والجغرافي لطاولة الحوار، وتنفيذ شروط الخطيب للذهاب نحو المفاوضات بإطلاق المعتقلين السياسيين وتمديد جوازات المغتربين السوريين.   وظهر إمام الجامع الأموي السابق، في تنقله في أروقة ميونيخ، متمتعاً بكتلة وازنة داخل "الائتلاف" للمضي قدماً في الدفاع، عما بدا في اللحظة الأولى "رأياً فايسبوكياً شخصياً"، كما اقترح بيان مضاد من "المجلس الوطني"، وتحويلها إلى مبادرة في طريقها إلى التبلور والظهور على ضوء الاجتماع الذي سيعقده "الائتلاف" في القاهرة اليوم لمعاينة حصيلة ميونيخ، وتقرير مستقبلها. وكان الخطيب يكرر بعد كل اجتماع بأنه جاء "للبحث في إيجاد السبيل لإزاحة النظام بأقل قدر ممكن من إراقة الدماء والأرواح". وقال مصدر في "الائتلاف" إن "الإخوان المسلمين" حرصوا على إيفاد نائب مراقبهم العام السابق صدر الدين البيانوني إلى ميونيخ، ليكون قريباً من الخطيب ومطلعاً على المواقف التي سيعبر عنها. وكان البيانوني نفسه قد انتقد خطوة الخطيب واعتبرها مخالفة لميثاق "الائتلاف" الذي يحرّم أي تفاوض مع النظام السوري. وتبين بشكل واضح وجود تنسيق إيراني - روسي للتعاطي مع "الصدمة الديبلوماسية" التي شكلها عرض الخطيب بالتفاوض مع النظام. وفي مجرى اللقاءات أظهر الخطيب مرونة غير مسبوقة بقبوله اقتراحاً من لافروف لمقابلة صالحي في ميونيخ، باعتبار إيران لاعباً أساسياً و"ترغب أن تكون جزءاً من الحل في سوريا، كما قال لاحقا صالحي. وكان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قام بتسهيل اللقاء بين لافروف والخطيب، ونقل إلى الوزير الروسي رغبة الخطيب بلقائه. ولكن الإبراهيمي أخفق في إطالة أمد اللقاء بينه وبين لافروف أكثر من 10 دقائق جرت على انفراد، ولم يحقق الإبراهيمي الاختراق الذي راهن عليه في ميونيخ بجمع الخطيب وبايدن ولافروف إلى طاولة واحدة، لترسيخ صورة التسوية التي يبحث عنها، وتبني "وثيقة جنيف" مجدداً في ميونيخ وبحضور قطب المعارضة الأول وتكريسه طرفاً قادراً على التحدث باسمها "وشريكاً" لعملية التفاوض لسد ثغرة عابها على المعارضة، الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب الأوبرا الأخير. وأسقط الاجتماع مع لافروف أول حاجز نفسي أمام المعارضة السورية، التي اعتبرت موسكو على الدوام جزءاً من المشكلة، وليس من الحل، بسبب دعمها المستمر لبقاء الأسد في منصبه. وخلال النصف ساعة التي جمعت لافروف بمعاذ الخطيب لم يذهب النقاش بعيداً، باستثناء إعادة تكرار معاذ الخطيب عرضه وقوله للافروف إنه يتفهم الموقف الروسي. وقال مصدر روسي إن الخطيب لم يأت على قضية تنحي الأسد مع لافروف. وأعلن الوزير الروسي أنه وجه دعوة إلى رئيس "الائتلاف" لمواصلة المباحثات بينهما في موسكو من دون تحديد موعد. ورحب لافروف بعرض الخطيب محاورة النظام السوري. وقال "إنها خطوة بالغة الأهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء أي حوار مع النظام. إن الواقعية تسود والأفكار تسلك الاتجاه الصحيح". وقال الخطيب، بعد الاجتماع مع لافروف، "لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل". وكان لافروف أعلن أمام مؤتمر ميونيخ أن مطالبة المعارضة والدول الغربية برحيل الأسد تعرقل أي تقدم باتجاه السلام في سوريا. واعتبر انه يمكن "إحراز تقدم" في حال التأمت "مجموعة العمل حول سوريا" مجدداً، في محاولة للتوصل إلى إجراءات انتقالية. وكرر رفض موسكو إدخال تعديلات على "اتفاق جنيف". وشكل اللقاء الثاني اختباراً ثانياً لإرادة "الائتلاف" التفاوض مع النظام السوري في اللقاء الذي أجراه الخطيب مع اقرب حلفائه وزير الخارجية الإيراني لمدة 45 دقيقة. وتحدث صالحي إلى الخطيب في إطار المبادرة الإيرانية، موضحاً استمرار تمسك طهران بالأسد، من خلال المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية، تعتقد طهران أن حظوظ الرئيس السوري بالفوز فيها كبير، و"لقد قررنا مواصلة الاتصالات". وقال صالحي إن "إيران مستعدة لكي تكون طرفاً في حل لأن ما يحصل في سوريا محبط. يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات"، مضيفاً "لقد قلت للخطيب اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي لكي يتمكن كل طرف من التأكد من أن العملية تجري بشكل مناسب". وقال صالحي، الذي التقى الإبراهيمي، إن إعلان الخطيب عن استعداده لأجراء مفاوضات مع الحكومة السورية "تعد خطوة ايجابية نحو الأمام". وأكد صالحي أنه "ينبغي النظر إلى الوضع في سوريا من منظور عملي وواقعي، والعمل على إيجاد عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة السورية". وشكل اللقاء صدمة في "الائتلاف" الذي وصفه كمال اللبواني لـ"السفير" في باريس بأنه "قطع لرأس الثورة، وبأنه قصم ظهرنا ويجب العودة إلى نقطة الانطلاق لبناء الثورة". وأضاف إن هذه اللقاءات، والعرض الذي تقدم به الخطيب، تتم بأمر أميركي. تركيا كما شكل اللقاء صدمة لأنقرة، ما يطرح السؤال عن حقيقة التنسيق القائم وحدود التوافق القائم بين الأتراك والأميركيين حول مستقبل التعاطي مع النظام السوري. وقال داود اوغلو إن "حواراً بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح إيجاد حل للنزاع في سوريا". وأضاف "يقول البعض إنه يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطئ. لا يمكن أن يكون ذلك حلا". وتساءل "لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الأسد، من يمكنه أن يضمن سلامة قادة المعارضة وأنهم سيتمكنون من الترشح؟"، معتبراً أنه سيكون على الأسد أولا "تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سوريا". وأبدى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني إحباطه من عزوف المجتمع الدولي عن التدخل في الصراع السوري. وحمل "مجلس الأمن مسؤولية مباشرة عن استمرار مأساة الشعب السوري وآلاف الأرواح التي فقدت والدم الذي أريق وما زال يراق على يد قوات النظام". وبعد ساعات قليلة من انقضاء لقاءات ميونيخ، يستعجل معاذ الخطيب حصد نتائج اختراقه الحاجز النفسي ومد اليد إلى لافروف وصالحي. فبنظر "الائتلاف" وأنصار إطلاق العملية السياسية تقع على عاتق موسكو من الآن فصاعداً مهمة إنقاذ الخطيب من المعترضين على مبادرته والمساعدة على تطويرها وتحصينها، مع طهران، إذا ما كانتا جادتين في تأييدها. وسارع المتحدث باسم "الائتلاف" وليد البني إلى القول "نحن نعتقد أن على روسيا أن تنحاز إلى جانب المطالب العادلة للشعب السوري، وليس إلى جانب من يقتل الشعب السوري". واعتبر أن "المتأمل" من موسكو أن تضغط على حليفها. وأضاف إن "الحكومة الروسية عبرت عما كانت تعبر عنه دائماً إلا أنها قالت إنها منفتحة على حل يحقق طموحات الشعب السوري"، لافتاً إلى أن "ليس هناك اختراق في الموقف الروسي" الذي يعتبر أن المطالبة برحيل الأسد عائقاً. أما بايدن فقال إنه حث الخطيب "على عزل العناصر المتطرفة داخل المعارضة والانفتاح على نطاق عريض من الطوائف داخل سوريا، بمن في ذلك العلويون والمسيحيون والأكراد". وأقر بايدن ولافروف "بأن خلافات كبرى" لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا حول شروط وضع حد للنزاع، لكن البيت الأبيض شدد على "أهمية أن يعمل البلدان معاً لصالح السلام الدولي والأمن بما في ذلك في سوريا". وأعرب بايدن عن أمله في مزيد من الدعم الدولي للمعـــارضة في مواجـــهة الأسد الذي "لم يعد قادراً على قيادة الأمة". وقال "نعمل معاً، مع شـــركائنا، لكـــي تصبح (المعارضة السورية) اكثر وحدة وأكثر تضامناً".  

المصدر : السفير - محمد بلوط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة