الهجوم الإسرائيلي يتفاعل في كل الاتجاهات: إسرائيل تعتبره تحذيرا من نقل أسلحة إستراتيجية لحزب الله وموسكو تطلب ضبط النفس وواشنطن تتبنى الرواية الإسرائيلية عن ضرب قافلة،طلباً لتحجيم الرد،و الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن احتمال فتح الجبهة الشمالية وموقع دبكا التمويهي الإسرائيلي ذكر قبل فترة أن سورية وحزب الله يستعدان لحرب مع إسرائيل.واضح أننا إزاء متغير جديد في المعادلة السورية -الإقليمية -الدولية، لا يمكن التكهن بمساره ولا باحتمالاته كلها. ولا يجوز أن نقدر دائما أن أعمالا كهذه تكون دائما محسوبة بدقة لا متناهية، فهي قد تكون أخطاءً مدمرة لمن قام بها.

واضح أن في إسرائيل تخبطا تدركه من خلال المتابعة للصحافة الإسرائيلية التي تتحرز من تأكيد خبر القصف و من الرواية السورية تماشيا مع الموقف الرسمي الإسرائيلي. لكن اللافت هو تقديرات يوسي يهوشع في صحيفة يدعوت أحرانوت والتي يرى فيها إن العملية هي بسبب تجاوز سورية للخط الأحمر في تسليح المقاومة قائلا:" لدى سورية منظومات دفاع جوي من طراز "اف إي 17"، وصواريخ قادرة على إصابة طائرات حربية، وطائرات منخفضة الطيران أيضا. والمنظومة من الصعب جدا تحديد موقعها وهي قد تعرض للخطر جدا طائرات سلاح الجو إذا اضطرت إلى العمل في لبنان على مواجهة منظومة صواريخ حزب الله إن حصل عليها من سورية

إن حزب الله معني جدا بالحصول أيضا على صواريخ سكاد بعيدة المدى التي طورتها سوريا. ويستطيع نصر الله إذا ملك هذه الصواريخ (ولسورية بضع مئات منها) أن ينصبها بعيدا في شمال البقاع اللبناني وان يجعل من الصعب جدا بسبب ذلك على سلاح الجو أن يصل إليها بسرعة وبغتة للقضاء عليها. إن هذه الصواريخ القادرة على حمل طن تقريبا من المواد المتفجرة والتي إصابتها دقيقة جدا، تستطيع أن تهدد أكثر مساحة دولة إسرائيل وان تعرض للخطر أهدافا عسكرية ومدنية على حد سواء.

هناك منظومة سلاح أخرى تقلق إسرائيل وهي صواريخ البحر من طراز "يحونط"، التي اشترتها سوريا من روسيا قبل نحو من سنة. وهذه الصواريخ معدة في الأصل للإطلاق من سفن صواريخ لكن يمكن إطلاقها أيضا من الساحل ويبلغ مداها إلى 300 كم وهو ما يعني أنها إذا نُصبت على ساحل صور أو بيروت فإنها تستطيع إن تشل تماما ميناءي إسرائيل في حيفا وأسدود، وقد تعرض للخطر أيضا طوافات التنقيب عن الغاز."

واضح أننا أمام حالة جديدة وتختلف عن أي هجوم إسرائيلي سابق.

بعض التحليلات تذهب إلى أن الغارة محاولة اختبار للمنظومة الدفاعية الجديدة المضادة للطائرات بانتسير ولكن لم تستخدمها سورية لأنها منظومات حرب وليست منظومات معارك.

وهنالك من يرى الغارة رداً على موسكو في استعراضها العسكري أمام الشواطئ السورية.

وبعض المواقع ترى أن تفجيرا كبيرا في السفارة الأميركية بأنقرة.لكن وسائل الإعلام عتمت نسبيا على هذا الخبر، ولكن توقيته يوحي بأنه رد فعل أولي من محور المقاومة. (حسب موقع هاني).

بتقديرنا لا تجب الاستهانة بالغارة الإسرائيلية ويجب النظر إليها بمقياس غير تقليدي لأن الأوضاع استثنائية دولياً(من حيث الصراع على تشكيل منظومة دولية) وإقليميا ومحلياً,ونذكر أن حدثا صغيرا كمقتل دوق النمسا قد أشعل الحرب العالمية الأولى لأن التعامل والتحليل لهكذا حدث قد تم التعامل معه بقراءات تقليدية وحسابات استقرائية لم تراعِ سقوط سلم المئة عام 1813-1914. ولهذا نحذر كل الحذر من تحليلات تبسيطية وقراءات تقليدية ومن مستتبعاتها.فهكذا أحداث يجب التعامل معها بعقل لا نمطي طالما أن الأحداث الدولية لا نمطية وعلى أعتاب تحولات كبرى هي نقطة انعطاف في التاريخ الإنساني.
  • فريق ماسة
  • 2013-01-31
  • 9905
  • من الأرشيف

ماذا بعد استهداف الطائرات الإسرائيلية لمركز البحوث العلمية / بقلم د.عماد فوزي الشعيبي

الهجوم الإسرائيلي يتفاعل في كل الاتجاهات: إسرائيل تعتبره تحذيرا من نقل أسلحة إستراتيجية لحزب الله وموسكو تطلب ضبط النفس وواشنطن تتبنى الرواية الإسرائيلية عن ضرب قافلة،طلباً لتحجيم الرد،و الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن احتمال فتح الجبهة الشمالية وموقع دبكا التمويهي الإسرائيلي ذكر قبل فترة أن سورية وحزب الله يستعدان لحرب مع إسرائيل.واضح أننا إزاء متغير جديد في المعادلة السورية -الإقليمية -الدولية، لا يمكن التكهن بمساره ولا باحتمالاته كلها. ولا يجوز أن نقدر دائما أن أعمالا كهذه تكون دائما محسوبة بدقة لا متناهية، فهي قد تكون أخطاءً مدمرة لمن قام بها. واضح أن في إسرائيل تخبطا تدركه من خلال المتابعة للصحافة الإسرائيلية التي تتحرز من تأكيد خبر القصف و من الرواية السورية تماشيا مع الموقف الرسمي الإسرائيلي. لكن اللافت هو تقديرات يوسي يهوشع في صحيفة يدعوت أحرانوت والتي يرى فيها إن العملية هي بسبب تجاوز سورية للخط الأحمر في تسليح المقاومة قائلا:" لدى سورية منظومات دفاع جوي من طراز "اف إي 17"، وصواريخ قادرة على إصابة طائرات حربية، وطائرات منخفضة الطيران أيضا. والمنظومة من الصعب جدا تحديد موقعها وهي قد تعرض للخطر جدا طائرات سلاح الجو إذا اضطرت إلى العمل في لبنان على مواجهة منظومة صواريخ حزب الله إن حصل عليها من سورية إن حزب الله معني جدا بالحصول أيضا على صواريخ سكاد بعيدة المدى التي طورتها سوريا. ويستطيع نصر الله إذا ملك هذه الصواريخ (ولسورية بضع مئات منها) أن ينصبها بعيدا في شمال البقاع اللبناني وان يجعل من الصعب جدا بسبب ذلك على سلاح الجو أن يصل إليها بسرعة وبغتة للقضاء عليها. إن هذه الصواريخ القادرة على حمل طن تقريبا من المواد المتفجرة والتي إصابتها دقيقة جدا، تستطيع أن تهدد أكثر مساحة دولة إسرائيل وان تعرض للخطر أهدافا عسكرية ومدنية على حد سواء. هناك منظومة سلاح أخرى تقلق إسرائيل وهي صواريخ البحر من طراز "يحونط"، التي اشترتها سوريا من روسيا قبل نحو من سنة. وهذه الصواريخ معدة في الأصل للإطلاق من سفن صواريخ لكن يمكن إطلاقها أيضا من الساحل ويبلغ مداها إلى 300 كم وهو ما يعني أنها إذا نُصبت على ساحل صور أو بيروت فإنها تستطيع إن تشل تماما ميناءي إسرائيل في حيفا وأسدود، وقد تعرض للخطر أيضا طوافات التنقيب عن الغاز." واضح أننا أمام حالة جديدة وتختلف عن أي هجوم إسرائيلي سابق. بعض التحليلات تذهب إلى أن الغارة محاولة اختبار للمنظومة الدفاعية الجديدة المضادة للطائرات بانتسير ولكن لم تستخدمها سورية لأنها منظومات حرب وليست منظومات معارك. وهنالك من يرى الغارة رداً على موسكو في استعراضها العسكري أمام الشواطئ السورية. وبعض المواقع ترى أن تفجيرا كبيرا في السفارة الأميركية بأنقرة.لكن وسائل الإعلام عتمت نسبيا على هذا الخبر، ولكن توقيته يوحي بأنه رد فعل أولي من محور المقاومة. (حسب موقع هاني). بتقديرنا لا تجب الاستهانة بالغارة الإسرائيلية ويجب النظر إليها بمقياس غير تقليدي لأن الأوضاع استثنائية دولياً(من حيث الصراع على تشكيل منظومة دولية) وإقليميا ومحلياً,ونذكر أن حدثا صغيرا كمقتل دوق النمسا قد أشعل الحرب العالمية الأولى لأن التعامل والتحليل لهكذا حدث قد تم التعامل معه بقراءات تقليدية وحسابات استقرائية لم تراعِ سقوط سلم المئة عام 1813-1914. ولهذا نحذر كل الحذر من تحليلات تبسيطية وقراءات تقليدية ومن مستتبعاتها.فهكذا أحداث يجب التعامل معها بعقل لا نمطي طالما أن الأحداث الدولية لا نمطية وعلى أعتاب تحولات كبرى هي نقطة انعطاف في التاريخ الإنساني.

المصدر : الماسة السورية/ الدكتور عماد فوزي الشعيبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة