دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو أن العمليات المسلحة للمجموعات المقاتلة في سوريا حازت على الضوء الأخضر التركي لمهاجمة المناطق الكردية وتنفيذ الحلم الأردوغاني بالسيطرة عليها، فقد شهدت منطقة رأس العين على الحدود السورية ـ التركية، توتراً ميدانياً، أثار مخاوف من احتمال تجدد المعارك التي دارت رحاها هناك في تشرين الثاني الماضي بين فصائل من المعارضة المسلحة «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» من جهة، وبين المقاتلين الأكراد من جهة ثانية.
مصادر كردية أبلغت «السفير» أن اشتباكات متقطعة وقعت أمس بين «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة، وبين كتائب مسلحة كانت قد دخلت محيط رأس العين عبر الأراضي التركية، فيما عمدت بعض الفصائل المسلحة إلى مهاجمة أحد الحواجز التابعة للأكراد على طريق الحسكة.
وفي اتصال مع «السفير»، أكد المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية خبات ابراهيم أن «مقاتلي الجيش السوري الحر أطلقوا النار باتجاه مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب»، مشدداً على أن المقاتلين الأكراد «التزموا السيطرة على النفس» بانتظار تقييم الموقف بشأن أهداف هذا التحرك.
وأضاف أن المسلحين حاولوا دخول رأس العين عبر محور حي المحطة، لكن المقاتلين الأكراد نجحوا في ردعهم.
وأوضح ابراهيم أن الهجوم تم انطلاقاً من الأراضي التركية، مشيراً إلى أن الفصائل التي قامت بالهجوم هي «كتيبة أحفاد الرسول» و«لواء المشعل»، وهي مجموعات مسلحة يصفها المتحدث الكردي بأنها «سلفية في الظاهر... وأداة تركية في الباطن».
ووضع ابراهيم هذا الهجوم في إطار «محاولة خلق فتنة» في المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد، محذراً من أنه قد يكون «استفزازاً لجر الأكراد إلى فتنة» او «مقدمة لعملية أوسع نطاقاً».
وبالرغم من أن التوقعات الكردية من الجانب الكردي ترجّح السيناريو الأول، إلا أن ما تردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمسلحي المعارضة، خلال الأيام الماضية، يوحي بأن «الجيش الحر» تحضر لعملية واسعة في رأس العين، وذلك بالنظر إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه البلدة الحدودية مع تركيا.
وتنبع الأهمية الإستراتيجية لرأس العين (واسمها الكردي سري كانيه) في موقعها الجغرافي. وعدا كونها معبراً حدودياً حساساً، فإن المعارضة المسلحة تنظر إليها على أنها نقطة ارتكاز مهمة في إطار المعارك الدائرة في حلب.
وتبعد المدينة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 80 ألف نسمة، والتي تشكل فسيفساء سكانية متنوعة، حيث يقطنها خليط من العرب والسريان والأكراد والأرمن والشيشان والتركمان والماردلية، مسافة 85 كيلومتراً عن مدينة الحسكة، و90 كيلومتراً عن مدينة القامشلي.
وثمة رغبة دائمة لدى مسلحي المعارضة («الجيش الحر» والفصائل السلفية) في السيطرة على رأس العين بهدف تحقيق اختراق حقيقي للشريط الكردي الممتد من عفرين غرباً وإلى ديريك (في أقصى الشرق) عند تقاطع مثلث الحدود العراقية ـ السورية ـ التركية.
وفي هذا الإطار، يقول إبراهيم إن «الأهمية الإستراتيجية لرأس العين تكمن في أنها بوابة المنطقة الشمالية الشرقية، والمعبر الوحيد الذي يمكن أن تستخدمه تركيا كخط تموين للجيش الحر، كما أنها نقطة ارتكاز مهمة لفرض السيطرة على الحسكة ودير الزور والرقة».
وبانتظار أن تتضح الصورة، خلال الساعات المقبلة، يؤكد المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» أن الأكراد سيقاتلون لمنع أي محاولة للسيطرة على رأس العين، مشدداً على أنهم «مستعدون عدداً وعتاداً لذلك».
وتقول مصادر كردية لـ«السفير» إن «تركيا لن تقف ساكتة أمام سيطرة وحدات حماية الشعب على المناطق ذات الغالبية الكردية، ومعها بعض الجماعات التكفيرية»، وتشير المصادر إلى ان مسلحي المعارضة «يرغبون في التمدد في المنطقة الكردية وتحويلها الى ساحة حرب وقتال، وأيضاً للسيطرة على المناطق النفطية».
وفي بُعد آخر للصراع، تشير المصادر الكردية إلى أن «تركيا تعمد حالياً إلى التصعيد ضد الأكراد، فهي تهاجم جبال قنديل وتحرك حلفاءها في سوريا، وذلك لكي تصبح في وضع تفاوضي جيّد».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة