زعيم "الجبهة" كان من كوادر "الزرقاوي" ، وهي أصبحت رأس رمح المجموعات المسلحة في سوريا وقوتها الضاربة، و"الجيش الحر" يقاتل معها ويقاسمها عمليات السلب والنهب!؟

 وبالتفاصيل : قال تقرير بريطاني صدر للتو عن "مؤسسة كويليام " لمكافحة التطرف إن "جبهة النصرة" تضم أكثر من خمسة آلاف مقاتل على علاقة مباشرة بـ"دولة العراق الإسلامية" التي أعلنها فرع"القاعدة" في الأنبار قبل سنوات . وتوقع التقرير أن يتسبب وجود "الجبهة" بمشاكل أمنية خطيرة في سوريا، بما في ذلك الصدام المسلح بينها وبين المجموعات المسلحة الأخرى بعد سقوط النظام الحالي. وطبقا للتقرير الذي أعده كل "روزين بليك" و نعمان بن عثمان ، وهو أحد قيادات تنظيم "القاعدة" في أفغانستان سابقا ، وعضو مجلس شورى "الجماعة الليبية المقاتلة" التي قادت العمل المسلح ضد القذافي في ليبيا خلال التسعينيات، فإن "الجبهة" واحدة من الجماعات القليلة التي تقاتل في سوريا وفق " أسس أيديولوجية جهادية"، بينما بقية الجماعات تركز على التغيير السياسي للنظام . ورغم أن "جماعات الثوار كلها تشترك في الهدف الآني نفسه، وهو محاربة النظام، يبدو مرجحا أن خلافات خطيرة حول الأهداف بعيدة المدى ستظهر بين الجبهة وبقية الجماعات بعد السقوط المتوقع للنظام.

وبشأن جذور "جبهة النصرة"، التنظيمية والأيديولوجية، أكد تقرير المؤسسة البريطانية ما كانت "الحقيقة" كشفت عنه في تقرير نشرته بتاريخ 23 تشرين الثاني / نوفمبر 2011، أي قبل أن تعلن "الجبهة" عن نفسها وتنفذ أولى عملياتها بحوالي شهرين، وهو أنها مرتبطة بالخلايا التي أنشأها "أبو مصعب الزرقاوي" في العام 2000 في العراق وبقية دول المشرق العربي عندما انتقل من مدينة "هيرات" الأفغانية إلى العراق ، حيث تولى قيادة فرع"القاعدة". كما وأكد التقرير أن زعيم "الجبهة" أبو محمد الجولاني كان يعمل ضمن خلايا الزرقاوي في سوريا بهدف نقل مقاتلين إلى العراق لمحاربة الأميركيين ، لكنه فر إلى العراق حين بدأت المخابرات السوريية تضيق على "الجهاديين" في العام 2007 ، وقبل أن يعود إلى سوريا مجددا في العام 2011. ويعتقد التقرير أنه من الصعب تحدي قيادة "أبو محمد الجولاني" على رأس "الجبهة"، بالنظر للخبرة التي اكتسبها في العراق . كما أن غيابه الطويل عن سوريا ليس أمرا مهما، بالنظر لأن "الجبهة" ترفض من الناحية الأيديولوجية الاعتراف بالحدود التي تقسم "أرض المسلمين التي يريدون إقامة الخلافة عليها".

 

وطبقا للتقرير، فإن مقاتلي" دولة العراق الإسلامية" توصلوا إلى اتفاق جماعي مع انطلاقة "الاحتجاجات  السورية" لإرسال الجهاديين السوريين المقاتلين في العراق إلى سوريا ، فضلا عن الخبراء العراقيين في حرب العصابات. لكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الاتفاق يقضي بجعل "جبهة النصرة" كبانا مستقلا بذاته ("تنظيم القاعدة في بلاد الشام")، أو فرع لـ"دولة العراق الإسلامية". لكن مصادرنا ـ والكلام لم يزل للتقرير البريطاني ـ تشير إلى أن مقاتلي "جبهة النصرة" لا يزالون يتلقون التوجيه الاستراتيجي والأيديولوجي من "دولة العراق الإسلامية" ، ولا يزال يجري تطوير "الجبهة" من قبل "دولة العراق الإسلامية" التي تراقب عمل"الجبهة" وتشرف عليه. ومع الوقت ربما تلجأ "جبهة النصرة" إلى تعريف نفسها على أنها "تنظيم القاعدة في بلاد الشام".

وبشأن، أهدف "الجبهة"، قال التقرير إن لها خمسة أهداف أساسية هي :

ـ إنشاء جماعة تضم جميع الجهاديين الموجودين الآن وربطهم معا في كيان واحد متماسك؛

ـ تعزيز الوعي بـ"الطبيعة الإسلامية " للصراع الدائر؛

ـ بناء قدرة عسكرية للمجموعة ، وانتهاز الفرص لجمع من أمكنها من السلاح وتدريب المجندين:

ـ خلق ملاذات آمنة تحكمها "الجبهة"؛

ـ إعلان قيام "دولة الخلافة في بلاد الشام".

وفي إطار مقارنته بين "الجبهة" وما يسمى"الجيش السوري الحر"، قال التقرير إن "الجبهة" تضم عددا كبيرا من المخططين "من أصحاب المعرفة والخبرة والاحتراف"الذين يعرفون ما الذي يريدونه. وذلك بخلاف "الجيش الحر" الذي يضم مزيجا فوضوياً من المدنيين والعسكريين السابقين"، أي "المنشقين" عن الجيش السوري. كما أن استراتيجية "الجبهة" تقوم على الغرف من استراتيجيات تم اختبارها في الماضي بما في ذلك "التأثر ( تقنيا)بأفكار ماوية في شأن حرب العصابات، والحرب غير المتكافئة، وإنهاك العدو من خلال حرب استنزاف طويلة". هذا بالإضافة إلى أن"جبهة النصرة" تعرّف ما يجري في سوريا بأنه "قضية إسلامية "، وتدعم تصورها هذا بنصوص دينية، لاسيما الأحاديث النبوية التي يرد فيها ذكر الشام وأهميتها بالنسبة للمسلمين.

ويقول التقرير إن"الجبهة" تعلمت كما يبدو من "دروس العراق" ، لاسيما الحرص على استخدام اسم يوحي بأنه لا علاقة لها بـ"القاعدة".وهي ـ فضلا عن ذلك ـ تعتبر أن "الطريق الوحيدة لتحقيق النصر تكون من خلال الحاق هزيمة عسكرية بالنظام، ويتبعها استحداث حكومة إسلامية تطبق الشريعة. وهي لن تتنازل بشأن تحقيق هذا الهدف".

 

و بشأن استراتيجيتها العسكرية ، قال التقرير إنها تقوم تقوم على شن حرب استنزاف للجيش السوري وأجهزة النظام أساسها السيطرة على الأرياف حول المدن الكبرى، وهي استراتيجية "ماوية" معروفة، وشن حرب عصابات بطيئة داخل المدن الحضرية (زرع عبوات، تفجير مراكز عسكرية وأمنية، استخدام انتحاريين للتقليل من خسارة عدد كبير من المقاتلين في حال اللجوء إلى مواجهات ضخمة).

وعن البنية العسكرية للجماعة، قال التقرير إن "الجبهة" تضم قرابة خمسة آلاف مقاتل "رسمي" فضلا عن بضعة آلاف من "الجهاديين" الذين جري استقطابهم أو "المستقلين" الذين يقاتلون إلى جانبها( "كتائب أحرار الشام" ، "كتائب الغرباء"، كتائب الفجر" ، "لواء الفتح" في حلب ، "الطليعة الإسلامية المقاتلة" التابعة لجماعة الأخوان المسلمين في إدلب). وبحسب التقرير ، فإن "الجبهة" تنقسم إلى "خلايا" صغيرة تنشط في دمشق، لكن الأمر يختلف في حلب، حيث يتوزع مسلحوها على كتائب ومجموعات عسكرية منظمة. كما أن لها "مجلس شورى" محدود العدد لأسباب أمنية ، من بين أعضائه "المفتي العام" ، وهو شخص يستخدم كنية "أبو مصعب القحطاني" الذي يتردد أنه قد يكون سعودياً، في حين تقول مصادر أخرى أكثر دقة ( موقع"الحقيقة" 24 تشرين الثاني / نوفمبر 2011) إنه عراقي من الموصل يدعى"موسى ميسر". وهناك أدلة متضارية حول مدى نفوذ "المفتي العام". إلا أن الافت في الأمر هو أن هناك رجال دين يلعبون دورا هاما في القيادات "الإقليمية" للتنظيم ، إذ إن كل قيادي عسكري إقليمي لـ"الجبهة" يوجد بجواره "شيخ" يشرف على أعماله من منظور ديني وشرعي يسمى" الضابط الشرعي". وكان "الضابط الشرعي" للمنظمة في حلب ، الشيخ عمار ( أبو محمد الحلبي)، الذي كان شخصية مؤثرة جدا في حلب، وكان يؤم المصلين أيام الجمعة ويوصل رسالة "الجبهة" للرأي العام، قتل في حلب الشهر الماضي.

إضافة لذلك، أنشأت"الجبهة" أيضا محاكم شرعية مهمتها حل الخلافات والنزاعات بين أعضائها ، وتقرير مصير المخطوفين والأسرى لجهة إعدامهم أو حبسهم أو إطلاق سراحهم. وطبقا للتقرير، فإن هذه المحاكم مفتوحة أيضا للمدنيين السوريين من أجل الحصول على فتاوى تتعلق بأمورهم الشخصية . كما أن "الجيش الحر"، الذي أصبح تنظيما إسلميا أيضا ، اعتمد مؤخرا بنية "قانونية" مشابهة لجهة إنشاء محاكم شرعية!

زعيم "جبهة النصرة":

يحيل اسم "أبو محمد الجولاني" إلى مرتفعات الجولان السورية. وطبقا لمصادر"جهادية" ، فإن اسمه يعكس علاقة عائلته بالمنطقة غير المحتلة من الجولان. ورغم أنه لا تزال هناك شكوك بشأن هويته الحقيقية، و أن مصادر التقرير تشير إلى أنه يحافظ على ارتداء لثام يخفي وجهه حتى في الاجتماعات الرسمية لكوادر منظمته، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنه من عناصر الحركة "الجهادية" السورية التي قاتلت إلى جانب "أبو مصعب الزرقاوي" و"القاعدة" في العراق. وقال معدا التقرير إن لديهما معلومات حول الشخصية الحقيقية لـ"أبو محمد الجولاني" مصدرها أحد الصحفيين وضابط استخبارات، لكنهما لن يفرجا عنها إلا بعد استكمال تحقيقاتهما ( راجع تقرير"الحقيقة" المذكور).

وبعد أن يستعرض التقرير جوانب من التكتيكات الأمنية والإعلامية التي تلجأ إليها "جبهة النصرة"، ويؤكد على استحالة اختراقها من قبل أجهزة النظام ، لاسيما وأن معظم اتصالاتها تجري خارج الأراضي السورية، يشير إلى أن "الجبهة" تقيم علاقات تعاون عسكرية مع مختلف المجموعات الأخرى، بما في ذلك " الجيش الحر". ويضرب مثلا على ذلك الهجوم المشترك الذي شنه الطرفان و " عمليات النهب التي قاما بها معا في حلب، وتوزيع الغنائم والأسلاب بينمها وفقا لقواعد الشريعة الإسلامية الخاصة بغنائم الحرب"!!

ويشير التقرير أيضا إلى أن العديد من المجموعات الإسلامية المسلحة انضمت إلى "جبهة النصرة" وأصبحت تشكل معها هيكلا عسكريا متكاملا، مثل " تجمع أنصار الإسلام"(الذي شكلته ومولته المخابرات القطرية في دمشق الصيف الماضي) و "كتائب أحرار الشام" و"المجلس الثوري في دير الزور".

ورغم أن "الجبهة" لم تنفذ حتى الآن هجمات واسعة النطاق على مستوى البلاد على ما تعتقد أنه يتنافى والشريعة الإسلامية، فإنه من المعتقد أنها هي التي وقفت وراء الهجمات التي حصلت على محلات بيع الخمور في المناطق المسيحية والكردية.

 الحقيقة

  • فريق ماسة
  • 2013-01-15
  • 14185
  • من الأرشيف

مؤسسة "كويليام" البريطانية : خمسة آلاف مقاتل لـ"جبهة النصرة" يرتبطون بـ"دولة العراق الإسلامية"

زعيم "الجبهة" كان من كوادر "الزرقاوي" ، وهي أصبحت رأس رمح المجموعات المسلحة في سوريا وقوتها الضاربة، و"الجيش الحر" يقاتل معها ويقاسمها عمليات السلب والنهب!؟  وبالتفاصيل : قال تقرير بريطاني صدر للتو عن "مؤسسة كويليام " لمكافحة التطرف إن "جبهة النصرة" تضم أكثر من خمسة آلاف مقاتل على علاقة مباشرة بـ"دولة العراق الإسلامية" التي أعلنها فرع"القاعدة" في الأنبار قبل سنوات . وتوقع التقرير أن يتسبب وجود "الجبهة" بمشاكل أمنية خطيرة في سوريا، بما في ذلك الصدام المسلح بينها وبين المجموعات المسلحة الأخرى بعد سقوط النظام الحالي. وطبقا للتقرير الذي أعده كل "روزين بليك" و نعمان بن عثمان ، وهو أحد قيادات تنظيم "القاعدة" في أفغانستان سابقا ، وعضو مجلس شورى "الجماعة الليبية المقاتلة" التي قادت العمل المسلح ضد القذافي في ليبيا خلال التسعينيات، فإن "الجبهة" واحدة من الجماعات القليلة التي تقاتل في سوريا وفق " أسس أيديولوجية جهادية"، بينما بقية الجماعات تركز على التغيير السياسي للنظام . ورغم أن "جماعات الثوار كلها تشترك في الهدف الآني نفسه، وهو محاربة النظام، يبدو مرجحا أن خلافات خطيرة حول الأهداف بعيدة المدى ستظهر بين الجبهة وبقية الجماعات بعد السقوط المتوقع للنظام. وبشأن جذور "جبهة النصرة"، التنظيمية والأيديولوجية، أكد تقرير المؤسسة البريطانية ما كانت "الحقيقة" كشفت عنه في تقرير نشرته بتاريخ 23 تشرين الثاني / نوفمبر 2011، أي قبل أن تعلن "الجبهة" عن نفسها وتنفذ أولى عملياتها بحوالي شهرين، وهو أنها مرتبطة بالخلايا التي أنشأها "أبو مصعب الزرقاوي" في العام 2000 في العراق وبقية دول المشرق العربي عندما انتقل من مدينة "هيرات" الأفغانية إلى العراق ، حيث تولى قيادة فرع"القاعدة". كما وأكد التقرير أن زعيم "الجبهة" أبو محمد الجولاني كان يعمل ضمن خلايا الزرقاوي في سوريا بهدف نقل مقاتلين إلى العراق لمحاربة الأميركيين ، لكنه فر إلى العراق حين بدأت المخابرات السوريية تضيق على "الجهاديين" في العام 2007 ، وقبل أن يعود إلى سوريا مجددا في العام 2011. ويعتقد التقرير أنه من الصعب تحدي قيادة "أبو محمد الجولاني" على رأس "الجبهة"، بالنظر للخبرة التي اكتسبها في العراق . كما أن غيابه الطويل عن سوريا ليس أمرا مهما، بالنظر لأن "الجبهة" ترفض من الناحية الأيديولوجية الاعتراف بالحدود التي تقسم "أرض المسلمين التي يريدون إقامة الخلافة عليها".   وطبقا للتقرير، فإن مقاتلي" دولة العراق الإسلامية" توصلوا إلى اتفاق جماعي مع انطلاقة "الاحتجاجات  السورية" لإرسال الجهاديين السوريين المقاتلين في العراق إلى سوريا ، فضلا عن الخبراء العراقيين في حرب العصابات. لكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الاتفاق يقضي بجعل "جبهة النصرة" كبانا مستقلا بذاته ("تنظيم القاعدة في بلاد الشام")، أو فرع لـ"دولة العراق الإسلامية". لكن مصادرنا ـ والكلام لم يزل للتقرير البريطاني ـ تشير إلى أن مقاتلي "جبهة النصرة" لا يزالون يتلقون التوجيه الاستراتيجي والأيديولوجي من "دولة العراق الإسلامية" ، ولا يزال يجري تطوير "الجبهة" من قبل "دولة العراق الإسلامية" التي تراقب عمل"الجبهة" وتشرف عليه. ومع الوقت ربما تلجأ "جبهة النصرة" إلى تعريف نفسها على أنها "تنظيم القاعدة في بلاد الشام". وبشأن، أهدف "الجبهة"، قال التقرير إن لها خمسة أهداف أساسية هي : ـ إنشاء جماعة تضم جميع الجهاديين الموجودين الآن وربطهم معا في كيان واحد متماسك؛ ـ تعزيز الوعي بـ"الطبيعة الإسلامية " للصراع الدائر؛ ـ بناء قدرة عسكرية للمجموعة ، وانتهاز الفرص لجمع من أمكنها من السلاح وتدريب المجندين: ـ خلق ملاذات آمنة تحكمها "الجبهة"؛ ـ إعلان قيام "دولة الخلافة في بلاد الشام". وفي إطار مقارنته بين "الجبهة" وما يسمى"الجيش السوري الحر"، قال التقرير إن "الجبهة" تضم عددا كبيرا من المخططين "من أصحاب المعرفة والخبرة والاحتراف"الذين يعرفون ما الذي يريدونه. وذلك بخلاف "الجيش الحر" الذي يضم مزيجا فوضوياً من المدنيين والعسكريين السابقين"، أي "المنشقين" عن الجيش السوري. كما أن استراتيجية "الجبهة" تقوم على الغرف من استراتيجيات تم اختبارها في الماضي بما في ذلك "التأثر ( تقنيا)بأفكار ماوية في شأن حرب العصابات، والحرب غير المتكافئة، وإنهاك العدو من خلال حرب استنزاف طويلة". هذا بالإضافة إلى أن"جبهة النصرة" تعرّف ما يجري في سوريا بأنه "قضية إسلامية "، وتدعم تصورها هذا بنصوص دينية، لاسيما الأحاديث النبوية التي يرد فيها ذكر الشام وأهميتها بالنسبة للمسلمين. ويقول التقرير إن"الجبهة" تعلمت كما يبدو من "دروس العراق" ، لاسيما الحرص على استخدام اسم يوحي بأنه لا علاقة لها بـ"القاعدة".وهي ـ فضلا عن ذلك ـ تعتبر أن "الطريق الوحيدة لتحقيق النصر تكون من خلال الحاق هزيمة عسكرية بالنظام، ويتبعها استحداث حكومة إسلامية تطبق الشريعة. وهي لن تتنازل بشأن تحقيق هذا الهدف".   و بشأن استراتيجيتها العسكرية ، قال التقرير إنها تقوم تقوم على شن حرب استنزاف للجيش السوري وأجهزة النظام أساسها السيطرة على الأرياف حول المدن الكبرى، وهي استراتيجية "ماوية" معروفة، وشن حرب عصابات بطيئة داخل المدن الحضرية (زرع عبوات، تفجير مراكز عسكرية وأمنية، استخدام انتحاريين للتقليل من خسارة عدد كبير من المقاتلين في حال اللجوء إلى مواجهات ضخمة). وعن البنية العسكرية للجماعة، قال التقرير إن "الجبهة" تضم قرابة خمسة آلاف مقاتل "رسمي" فضلا عن بضعة آلاف من "الجهاديين" الذين جري استقطابهم أو "المستقلين" الذين يقاتلون إلى جانبها( "كتائب أحرار الشام" ، "كتائب الغرباء"، كتائب الفجر" ، "لواء الفتح" في حلب ، "الطليعة الإسلامية المقاتلة" التابعة لجماعة الأخوان المسلمين في إدلب). وبحسب التقرير ، فإن "الجبهة" تنقسم إلى "خلايا" صغيرة تنشط في دمشق، لكن الأمر يختلف في حلب، حيث يتوزع مسلحوها على كتائب ومجموعات عسكرية منظمة. كما أن لها "مجلس شورى" محدود العدد لأسباب أمنية ، من بين أعضائه "المفتي العام" ، وهو شخص يستخدم كنية "أبو مصعب القحطاني" الذي يتردد أنه قد يكون سعودياً، في حين تقول مصادر أخرى أكثر دقة ( موقع"الحقيقة" 24 تشرين الثاني / نوفمبر 2011) إنه عراقي من الموصل يدعى"موسى ميسر". وهناك أدلة متضارية حول مدى نفوذ "المفتي العام". إلا أن الافت في الأمر هو أن هناك رجال دين يلعبون دورا هاما في القيادات "الإقليمية" للتنظيم ، إذ إن كل قيادي عسكري إقليمي لـ"الجبهة" يوجد بجواره "شيخ" يشرف على أعماله من منظور ديني وشرعي يسمى" الضابط الشرعي". وكان "الضابط الشرعي" للمنظمة في حلب ، الشيخ عمار ( أبو محمد الحلبي)، الذي كان شخصية مؤثرة جدا في حلب، وكان يؤم المصلين أيام الجمعة ويوصل رسالة "الجبهة" للرأي العام، قتل في حلب الشهر الماضي. إضافة لذلك، أنشأت"الجبهة" أيضا محاكم شرعية مهمتها حل الخلافات والنزاعات بين أعضائها ، وتقرير مصير المخطوفين والأسرى لجهة إعدامهم أو حبسهم أو إطلاق سراحهم. وطبقا للتقرير، فإن هذه المحاكم مفتوحة أيضا للمدنيين السوريين من أجل الحصول على فتاوى تتعلق بأمورهم الشخصية . كما أن "الجيش الحر"، الذي أصبح تنظيما إسلميا أيضا ، اعتمد مؤخرا بنية "قانونية" مشابهة لجهة إنشاء محاكم شرعية! زعيم "جبهة النصرة": يحيل اسم "أبو محمد الجولاني" إلى مرتفعات الجولان السورية. وطبقا لمصادر"جهادية" ، فإن اسمه يعكس علاقة عائلته بالمنطقة غير المحتلة من الجولان. ورغم أنه لا تزال هناك شكوك بشأن هويته الحقيقية، و أن مصادر التقرير تشير إلى أنه يحافظ على ارتداء لثام يخفي وجهه حتى في الاجتماعات الرسمية لكوادر منظمته، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنه من عناصر الحركة "الجهادية" السورية التي قاتلت إلى جانب "أبو مصعب الزرقاوي" و"القاعدة" في العراق. وقال معدا التقرير إن لديهما معلومات حول الشخصية الحقيقية لـ"أبو محمد الجولاني" مصدرها أحد الصحفيين وضابط استخبارات، لكنهما لن يفرجا عنها إلا بعد استكمال تحقيقاتهما ( راجع تقرير"الحقيقة" المذكور). وبعد أن يستعرض التقرير جوانب من التكتيكات الأمنية والإعلامية التي تلجأ إليها "جبهة النصرة"، ويؤكد على استحالة اختراقها من قبل أجهزة النظام ، لاسيما وأن معظم اتصالاتها تجري خارج الأراضي السورية، يشير إلى أن "الجبهة" تقيم علاقات تعاون عسكرية مع مختلف المجموعات الأخرى، بما في ذلك " الجيش الحر". ويضرب مثلا على ذلك الهجوم المشترك الذي شنه الطرفان و " عمليات النهب التي قاما بها معا في حلب، وتوزيع الغنائم والأسلاب بينمها وفقا لقواعد الشريعة الإسلامية الخاصة بغنائم الحرب"!! ويشير التقرير أيضا إلى أن العديد من المجموعات الإسلامية المسلحة انضمت إلى "جبهة النصرة" وأصبحت تشكل معها هيكلا عسكريا متكاملا، مثل " تجمع أنصار الإسلام"(الذي شكلته ومولته المخابرات القطرية في دمشق الصيف الماضي) و "كتائب أحرار الشام" و"المجلس الثوري في دير الزور". ورغم أن "الجبهة" لم تنفذ حتى الآن هجمات واسعة النطاق على مستوى البلاد على ما تعتقد أنه يتنافى والشريعة الإسلامية، فإنه من المعتقد أنها هي التي وقفت وراء الهجمات التي حصلت على محلات بيع الخمور في المناطق المسيحية والكردية.  الحقيقة

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة