تواصل الدول الغربية نفاقها السياسي وازدواجيتها المعهودة في اتخاذ القرارات وتبني المواقف تجاه قضايا وملفات مختلفة يأتي في مقدمتها ملف الإرهاب مقسمة هذه الآفة التي أجمع العالم على خطرها بين إرهاب حلال يتوافق مع سياستها ويصب في مصلحتها وإرهاب حرام يتعرض لمواطنيها ويهدد مصالحها.

فالدول الغربية درجت على القبول بالأعمال الإرهابية والامتناع عن إدانتها إذا كانت تتوافق مع اعتباراتها السياسية في حين لا تتردد في شن الحروب واحتلال الدول إذا كان تتعارض مع اعتباراتها وما يجري في سورية ومالي خير شاهد على ذلك لجهة وجود نفس الآفة العابرة للحدود التي أجمع العالم على ضرورة مكافحتها جماعيا عبر آلية دولية موحدة.

في مالي تعطي فرنسا لنفسها وبمظلة غربية الحق بالقفز فوق ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية من أجل محاربة إرهابيين من تنظيم القاعدة سيطروا على شمال البلاد بينما لا تكتفي بدعم هؤلاء في سورية فقط بل تحاول منع حتى الدولة السورية صاحبة السيادة وفق ميثاق الأمم المتحدة من ممارسة واجبها تجاه مواطنيها وحمايتهم من خطر الإرهاب العابر للحدود.

فالمجموعات المتطرفة التي أعلنت فرنسا مشاركتها في قتالهم على أراضي دولة مالي هم نسخة مشابهة لمجموعات المرتزقة الذين ينفذون أعمالا إرهابية وإجرامية غير معهودة على الأراضي السورية وينشرون الموت والدمار والذعر بين السوريين استنادا إلى فتاوى تكفيرية باستخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.

ورغم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إدراج جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على قائمة المنظمات الإرهابية في كانون الأول الماضي فإن الجماعة التي تشكل العمود الفقري لمجموعات الإرهاب في سورية لاتزال تحظى بالدعم الغربي ومنه الفرنسي والتركي أيضا وفي مختلف المجالات العسكريةوالتقنية واللوجستية.

فإرهابيو القاعدة في سورية ليسوا أقل تطرفا وتشددا من أولئك الذين أبادوا التراث الحضاري لشمال مالي ودمروا الأضرحة التاريخية فهم يعلنون يوميا عبر وسائل إعلام الغرب ذاته أنهم بكل صراحة أعداء الدولة المدنية الديمقراطية التي تزعم فرنسا كذبا المساعدة من أجل تحقيقها في سورية.

 

وآخر اعترافات هؤلاء الإرهابيين المرتزقة المستجلبين بتواطؤ غربي من مختلف أصقاع الأرض جاءت عبر وكالة رويترز عندما أعلنوا أنهم يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية سواء رضي باقي حملة السلاح من السوريين أم لم يرضوا.

وقال أحد الإرهابيين الأتراك الذي عرف نفسه باسم خطاب للوكالة إنه يقاتل من أجل إقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية وإن الديمقراطية والعلمانية مرفوضتان كليا.

وحذر الإرهابي التركي المنتمي إلى جماعة "جند الله" الإرهابية والذي قاتل في أفغانستان سابقا ونقل إلى سورية عبر تركيا حذر كل من يحاول الوقوف في سبيل ذلك من أنه سيواجه سلاحهم وسيعرض نفسه للقتل والتصفية.

إرهابي آخر من ليبيا يطلق على نفسه أبو أحمد الليبي أقر بأنه جاء إلى سورية قبل نحو ثمانية أشهر مع مجموعة مكونة من 15 إرهابيا ليبيا و40 إرهابيا سوريا دربهم في ليبيا لتنفيذ هجمات إرهابية في سورية.

وهذه الهجمات الإرهابية لم يكن من السهل تنفيذها دون توافر التمويل والدعم سواء في المال والسلاح والأشخاص والتغطية السياسية والإعلامية وطبعا من تتولى ذلك هي الدول الغربية والإقليمية التي تستمر بتوفير التسهيلات للمجموعات الإرهابية رغم حديثها عن الحل السياسي بشهادة إرهابي فلسطيني سوري يدعى سامي يوسف.

الإرهابي يوسف أقر عبر قناة سي إن إن الأمريكية بأن العديد من الإرهابيين من جنسيات ليبية وتونسية ومغربية ومصرية وخليجية وآسيوية وغيرها تدخل سورية لتنفيذ عمليات إرهابية ثم تغادر إلى قواعدها في تركيا على أساس أنهم لاجئون ما يؤكد أن المخيمات التي أعدت مسبقا ليست إلا قواعد عسكرية للتدريب والتسليح والتخطيط والإشراف.

ازدواجية غربية فاضحة في التعامل مع ملف الإرهاب بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية ويتسبب بكوارث على الأمن والسلم الدوليين تفرض الحاجة الملحة لمراجعة الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب ووضع تعريف واضح له تلتزم به الدول الغربية أولا لأن الإرهاب الذي يستهدف سورية هو نفسه الذي استهدف ومازال دولا أخرى بينها مالي وهو نفسه الذي تدعمه فرنسا وحلفاؤها في سورية وتحاربه في مالي.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-01-12
  • 8544
  • من الأرشيف

ملف الإرهاب يفضح نفاق الدول الغربية وازدواجيتها بين نبذه ومكافحته في مالي ومباركته ودعمه في سورية

تواصل الدول الغربية نفاقها السياسي وازدواجيتها المعهودة في اتخاذ القرارات وتبني المواقف تجاه قضايا وملفات مختلفة يأتي في مقدمتها ملف الإرهاب مقسمة هذه الآفة التي أجمع العالم على خطرها بين إرهاب حلال يتوافق مع سياستها ويصب في مصلحتها وإرهاب حرام يتعرض لمواطنيها ويهدد مصالحها. فالدول الغربية درجت على القبول بالأعمال الإرهابية والامتناع عن إدانتها إذا كانت تتوافق مع اعتباراتها السياسية في حين لا تتردد في شن الحروب واحتلال الدول إذا كان تتعارض مع اعتباراتها وما يجري في سورية ومالي خير شاهد على ذلك لجهة وجود نفس الآفة العابرة للحدود التي أجمع العالم على ضرورة مكافحتها جماعيا عبر آلية دولية موحدة. في مالي تعطي فرنسا لنفسها وبمظلة غربية الحق بالقفز فوق ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية من أجل محاربة إرهابيين من تنظيم القاعدة سيطروا على شمال البلاد بينما لا تكتفي بدعم هؤلاء في سورية فقط بل تحاول منع حتى الدولة السورية صاحبة السيادة وفق ميثاق الأمم المتحدة من ممارسة واجبها تجاه مواطنيها وحمايتهم من خطر الإرهاب العابر للحدود. فالمجموعات المتطرفة التي أعلنت فرنسا مشاركتها في قتالهم على أراضي دولة مالي هم نسخة مشابهة لمجموعات المرتزقة الذين ينفذون أعمالا إرهابية وإجرامية غير معهودة على الأراضي السورية وينشرون الموت والدمار والذعر بين السوريين استنادا إلى فتاوى تكفيرية باستخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة. ورغم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إدراج جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على قائمة المنظمات الإرهابية في كانون الأول الماضي فإن الجماعة التي تشكل العمود الفقري لمجموعات الإرهاب في سورية لاتزال تحظى بالدعم الغربي ومنه الفرنسي والتركي أيضا وفي مختلف المجالات العسكريةوالتقنية واللوجستية. فإرهابيو القاعدة في سورية ليسوا أقل تطرفا وتشددا من أولئك الذين أبادوا التراث الحضاري لشمال مالي ودمروا الأضرحة التاريخية فهم يعلنون يوميا عبر وسائل إعلام الغرب ذاته أنهم بكل صراحة أعداء الدولة المدنية الديمقراطية التي تزعم فرنسا كذبا المساعدة من أجل تحقيقها في سورية.   وآخر اعترافات هؤلاء الإرهابيين المرتزقة المستجلبين بتواطؤ غربي من مختلف أصقاع الأرض جاءت عبر وكالة رويترز عندما أعلنوا أنهم يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية سواء رضي باقي حملة السلاح من السوريين أم لم يرضوا. وقال أحد الإرهابيين الأتراك الذي عرف نفسه باسم خطاب للوكالة إنه يقاتل من أجل إقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية وإن الديمقراطية والعلمانية مرفوضتان كليا. وحذر الإرهابي التركي المنتمي إلى جماعة "جند الله" الإرهابية والذي قاتل في أفغانستان سابقا ونقل إلى سورية عبر تركيا حذر كل من يحاول الوقوف في سبيل ذلك من أنه سيواجه سلاحهم وسيعرض نفسه للقتل والتصفية. إرهابي آخر من ليبيا يطلق على نفسه أبو أحمد الليبي أقر بأنه جاء إلى سورية قبل نحو ثمانية أشهر مع مجموعة مكونة من 15 إرهابيا ليبيا و40 إرهابيا سوريا دربهم في ليبيا لتنفيذ هجمات إرهابية في سورية. وهذه الهجمات الإرهابية لم يكن من السهل تنفيذها دون توافر التمويل والدعم سواء في المال والسلاح والأشخاص والتغطية السياسية والإعلامية وطبعا من تتولى ذلك هي الدول الغربية والإقليمية التي تستمر بتوفير التسهيلات للمجموعات الإرهابية رغم حديثها عن الحل السياسي بشهادة إرهابي فلسطيني سوري يدعى سامي يوسف. الإرهابي يوسف أقر عبر قناة سي إن إن الأمريكية بأن العديد من الإرهابيين من جنسيات ليبية وتونسية ومغربية ومصرية وخليجية وآسيوية وغيرها تدخل سورية لتنفيذ عمليات إرهابية ثم تغادر إلى قواعدها في تركيا على أساس أنهم لاجئون ما يؤكد أن المخيمات التي أعدت مسبقا ليست إلا قواعد عسكرية للتدريب والتسليح والتخطيط والإشراف. ازدواجية غربية فاضحة في التعامل مع ملف الإرهاب بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية ويتسبب بكوارث على الأمن والسلم الدوليين تفرض الحاجة الملحة لمراجعة الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب ووضع تعريف واضح له تلتزم به الدول الغربية أولا لأن الإرهاب الذي يستهدف سورية هو نفسه الذي استهدف ومازال دولا أخرى بينها مالي وهو نفسه الذي تدعمه فرنسا وحلفاؤها في سورية وتحاربه في مالي.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة