دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
خبر الأمس في القاهرة هو أن رئيس المخابرات العسكرية القطري أحمد بن ناصر بن جاسم وصل إلى العاصمة المصرية في زيارة سرية للمرة الثانية في أقل من سبعة أشهر.
ومثلما حدث في شهر أيار من العام الماضي، فإن ما كشف عن زيارة أمس هو سجلات الزائرين لمطار القاهرة، خاصة أن أحمد بن ناصر قد دخل البلاد بجواز سفر ديبلوماسي من الطريق العادي للركاب، ومن دون المرور باستراحة كبار الزوار وفقا للبروتوكول المتبع في الزيارات الرسمية.
زيارة مدير المخابرات العسكرية القطري الجديدة، لم تختلف عن زيارته الأولى، إذ استهدفت أيضا لقاء عدد من قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، قالت بعض المصادر أن على رأسها المرشد العام محمد بديع، وأن أجندة اللقاء سيكون في أولوياتها مناقشة سبل علاج أزمة سجن 11 من أعضاء الإخوان في الإمارات، ومحاكمتهم بتهمة قلب نظام الحكم، بالإضافة إلى مناقشة بعض الملفات الأمنية بالتوازي مع الحديث عن زيارة أخرى غير معلنة قام بها قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم عباسي لمصر قبل أيام.
وإذا كانت الزيارة الأولى لرئيس الاستخبارات العسكرية القطرية إلى مصر قد تسببت في أزمة مكتومة بين الاستخبارات العسكرية المصرية التي كان يرأسها حينها وزير الدفاع الحالي الفريق أول عبد الفتاح السيسي ونظيره القطري، لكون زيارة الأخير قد تمت دون إعلام الجهات المصرية المختصة، فإن اللافت في الزيارة الجديدة أنها جاءت بعد أقل من 24 ساعة من قيام رئيس الاستخبارات العسكرية المصرية الحالي اللواء أركان حرب محمود حجازي بزيارة إلى الخرطوم لبحث عدد من الملفات الأمنية.
المشهد هو على النحو الآتي: رئيس الاستخبارات العسكرية القطري في زيارة إلى مصر، بينما نظيره المصري في زيارة إلى السودان... فلمن جاء أحمد بن ناصر إذاً؟
ثمة حديث عن أن زيارات متكررة لرئيس جهاز الاستخبارات القطري إلى القاهرة، هي ليست بغرض التواصل مع القيادات «الإخوانية» فحسب، وإنما أيضا لمتابعة استثمارات خاصة به، وأشهرها مجمع سينمائي ترفيهي شهير يطل على كورنيش القاهرة في منطقة المنيل ـ وهي بالصدفة المنطقة التي تضم مقراً رئيسياً لـ«حزب الحرية والعدالة» الذراع السياسي لـ«الإخوان المسلمين» ـ بالإضافة إلى استثمارات أخرى تملكها شركات قطرية كبرى يشارك في أسهمها عدد من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر.
وسواء كانت الزيارة اقتصادية أو للتواصل مع قيادات في «الإخوان»، فإن دلالتها لا تخفى على المتابع لتطور العلاقات القطرية ـ الإخوانية، فهي تأتي بعد أقل من 48 ساعة من زيارة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم إلى مصر، ولقائه الرئيس محمد مرسي، ورئيس الوزراء هشام قنديل، وهي الزيارة التي حاول فيها الشيخ حمد أن يرد على الاتهامات الخاصة بنية الإمارة الخليجية الصغيرة الاستحواذ على قناة السويس والتأثير على القرار السياسي والاقتصادي للدولة المصرية.
كما تأتي الزيارة في وقت يرصد فيه كثيرون الدعم القطري المتزايد للرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان»، سواء عبر تقديم أموال سائلة وصلت إلى أربعة مليارت دولار كوديعة، أو دعم إعلامي عبر فضائية «الجزيرة».
وعلى هذا الأساس، يبدو ان الشيخ احمد بن ناصر سيحمل على عاتقه ملف التعاون والدعم الأمني لجماعة لا يزال المعـارضون يتهـمونها بأنها تضم ميليشيات شبه مسلحة، وهو ما تعزز حين اعترف أحد قادتها وزير الشباب الحالي أسامة ياسين بأن لديها فرقة ردع تسمى «الفرقة 95»، قامت بتأمين ميدان التحرير من أعلى أسطح المباني المحــيطة به في أيام الثورة، وهو اعتراف طالبت جهــات حقــوقية الاستناد إليه في تحقيقات الجهات القضائية في ما يتعلق بقضية قتل الثوار المعروفة إعلاميا بـ«موقعة الجمل».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة