"إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لمساعدتها على إسقاط محور المقاومة الذي يتشكل من طهران ودمشق وحزب الله وهذا المشهد يدعو إلى التشاؤم بشكل كبير"،

هذا ما أكده الكاتب والصحفي البريطاني باتريك سيل، مبينا "أن إسرائيل كانت وما زالت تطمح على الدوام للسيطرة عسكريا على المنطقة برمتها".

وقال سيل في حديث تلفزيوني إنه "لا يمكن فصل ما يجري في سورية عن التطورات في المنطقة فالعراق يواجه خطر التمزق بينما تمارس كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضغطا كبيرا على إيران أما لبنان فهو على شفى بركان وإسرائيل على وشك انتخاب حكومة يمينية متطرفة وعنصرية تريد إنهاء أي احتمال لوجود حل الدولتين".

وحذر الكاتب البريطاني سيل من أنه "إذا استمر القتال الذي لا يظهر أي علامات لتوقفه في سورية فإن التوقعات ستكون متشائمة لأن سورية بلد عربي هام وهي تواجه احتمال التمزق والتقسيم" مؤكدا خطورة الوضع الذي تعيشه سورية والعالم العربي برمته.

وأكد مؤلف كتاب "الصراع على سورية" أن من يسمون بـ "الثوار" في سورية اعتمدوا في استراتيجيتهم منذ البداية على استجلاب التدخل الخارجي والحصول على المساعدات من الخارج وقال "إن هؤلاء أغواهم ما حصل للرئيس الليبي معمر القذافي فاعتقدوا أن الغرب سيسارع لإسقاط النظام ويتدخل من أجلهم في سورية لكنه خذلهم غير أنهم استفادوا من تدفق الأموال والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية حيث يعج جنوب تركيا بالضباط الغربيين الذين يدربون هؤلاء ويساعدونهم".

وأوضح سيل أنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة في سورية وعلى الطرفين الجلوس على الطاولة والاتفاق على وقف لإطلاق النار وأضاف "إن القوى الغربية أخطأت حين كانت تتحدث كلاميا فقط عن وقف إطلاق النار في الوقت الذي كانت فيه تسلح ما يسمى بـ "الثوار" ويجب ألا ننسى المثال الجزائري حيث قتل في الحرب الأهلية بالجزائر نحو 200 ألف شخص قبل أن تنتهي الأمور".

وقال الكاتب البريطاني سيل "إن الولايات المتحدة بدأت تفهم أن القوى التي تقاتل النظام في سورية هي مجموعات إسلامية متطرفة وقد أعلنت أن "جبهة النصرة" منظمة إرهابية وسيؤدي ذلك الإعلان إلى تفكير الولايات المتحدة مرتين في الحكمة من دعم هؤلاء".

وأضاف سيل "إن المهم هو أنه لا يجوز أن تنهار الدولة السورية ومؤسساتها ولنتذكر ما حدث في العراق عندما دخل الأمريكيون إليه حيث قاموا بتفكيك الجيش وجرموا حزب البعث وانهارت الدولة وبذلك وقعت حرب أهلية قتل فيها مئات الآلاف وتم تهجير الملايين" معربا عن اعتقاده بأن "الروس والأمريكيين سيصلون تدريجيا إلى فكرة أنه ليس من مصلحتهم السماح باستمرار هذا الصراع وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها".

ولفت الكاتب البريطاني سيل إلى أن روسيا تضغط فقط من أجل التفاوض على تسوية ولذلك فإن "الحديث عن التسوية ليس أمراً ساذجا أو مستحيلا لأنه عاجلا أم آجلا لن يكون هناك طريق آخر".

واستشهد سيل بما قاله وزير الخارجية النرويجي السابق جوهانس ستور من أن الحوار هو استراتيجية الشجعان وقال "إن كل الحروب تنتهي بالتسوية لذلك يجب أن يكون هناك تفاوض وعلى المتطرفين البقاء خارج المفاوضات".

  • فريق ماسة
  • 2013-01-06
  • 7180
  • من الأرشيف

باتريك سيل: "إسرائيل" تضغط على واشنطن لمساعدتها على إسقاط محور المقاومة والسيطرة على المنطقة

"إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لمساعدتها على إسقاط محور المقاومة الذي يتشكل من طهران ودمشق وحزب الله وهذا المشهد يدعو إلى التشاؤم بشكل كبير"، هذا ما أكده الكاتب والصحفي البريطاني باتريك سيل، مبينا "أن إسرائيل كانت وما زالت تطمح على الدوام للسيطرة عسكريا على المنطقة برمتها". وقال سيل في حديث تلفزيوني إنه "لا يمكن فصل ما يجري في سورية عن التطورات في المنطقة فالعراق يواجه خطر التمزق بينما تمارس كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضغطا كبيرا على إيران أما لبنان فهو على شفى بركان وإسرائيل على وشك انتخاب حكومة يمينية متطرفة وعنصرية تريد إنهاء أي احتمال لوجود حل الدولتين". وحذر الكاتب البريطاني سيل من أنه "إذا استمر القتال الذي لا يظهر أي علامات لتوقفه في سورية فإن التوقعات ستكون متشائمة لأن سورية بلد عربي هام وهي تواجه احتمال التمزق والتقسيم" مؤكدا خطورة الوضع الذي تعيشه سورية والعالم العربي برمته. وأكد مؤلف كتاب "الصراع على سورية" أن من يسمون بـ "الثوار" في سورية اعتمدوا في استراتيجيتهم منذ البداية على استجلاب التدخل الخارجي والحصول على المساعدات من الخارج وقال "إن هؤلاء أغواهم ما حصل للرئيس الليبي معمر القذافي فاعتقدوا أن الغرب سيسارع لإسقاط النظام ويتدخل من أجلهم في سورية لكنه خذلهم غير أنهم استفادوا من تدفق الأموال والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية حيث يعج جنوب تركيا بالضباط الغربيين الذين يدربون هؤلاء ويساعدونهم". وأوضح سيل أنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة في سورية وعلى الطرفين الجلوس على الطاولة والاتفاق على وقف لإطلاق النار وأضاف "إن القوى الغربية أخطأت حين كانت تتحدث كلاميا فقط عن وقف إطلاق النار في الوقت الذي كانت فيه تسلح ما يسمى بـ "الثوار" ويجب ألا ننسى المثال الجزائري حيث قتل في الحرب الأهلية بالجزائر نحو 200 ألف شخص قبل أن تنتهي الأمور". وقال الكاتب البريطاني سيل "إن الولايات المتحدة بدأت تفهم أن القوى التي تقاتل النظام في سورية هي مجموعات إسلامية متطرفة وقد أعلنت أن "جبهة النصرة" منظمة إرهابية وسيؤدي ذلك الإعلان إلى تفكير الولايات المتحدة مرتين في الحكمة من دعم هؤلاء". وأضاف سيل "إن المهم هو أنه لا يجوز أن تنهار الدولة السورية ومؤسساتها ولنتذكر ما حدث في العراق عندما دخل الأمريكيون إليه حيث قاموا بتفكيك الجيش وجرموا حزب البعث وانهارت الدولة وبذلك وقعت حرب أهلية قتل فيها مئات الآلاف وتم تهجير الملايين" معربا عن اعتقاده بأن "الروس والأمريكيين سيصلون تدريجيا إلى فكرة أنه ليس من مصلحتهم السماح باستمرار هذا الصراع وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها". ولفت الكاتب البريطاني سيل إلى أن روسيا تضغط فقط من أجل التفاوض على تسوية ولذلك فإن "الحديث عن التسوية ليس أمراً ساذجا أو مستحيلا لأنه عاجلا أم آجلا لن يكون هناك طريق آخر". واستشهد سيل بما قاله وزير الخارجية النرويجي السابق جوهانس ستور من أن الحوار هو استراتيجية الشجعان وقال "إن كل الحروب تنتهي بالتسوية لذلك يجب أن يكون هناك تفاوض وعلى المتطرفين البقاء خارج المفاوضات".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة