تواصل تدفق النازحين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق امس، فيما استمرت ملامح عملية عسكرية كبرى بالتشكل، مع مواصلة القوات السورية حشد الدبابات على مداخل المخيم، لكن لم يصدر قرار نهائي باقتحامه لإخراج المسلحين منه.

ونفت مصادر رسمية سورية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن يكون الطيران الحربي قد تحرك حتى مساء أمس، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لم تبدأ بعد، وأن التواجد العسكري على مداخل المخيم يهدف إلى منع «تمدد الإرهابيين إلى خارج المخيم نحو مناطق أخرى في المدينة».

ويبلغ عدد سكان المخيم 150 ألفا غالبيتهم العظمى من اللاجئين الفلسطينيين، ومن بينهم سوريون أيضا. وقد نزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين فلسطينيين ومسلحين.

وقد استمر تدفق النازحين من مخيم اليرموك لليوم الثاني على التوالي، فيما استمرت ملامح عملية عسكرية كبرى بالتشكل، وذلك بعد يومين من الاستعدادات التي اتسمت بتواجد آليات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات وناقلات جند، على مداخل المخيم، لا سيما في الدوار المؤدي إلى شارعي المخيم الرئيسيين، ولكن من دون أن تتلقى أية تعليمات بالدخول، وفقا لما نقلته مصادر ميدانية واسعة الاطلاع لـ«السفير».

ووفقا للمصادر عينها لم تتخذ القيادة العسكرية أي قرار بالتدخل في الصراع الدائر داخل المخيم بعد. استنادا إلى ذلك، تبقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة هي الفصيل الأساسي المقاتل داخل المخيم، والتي وفقا للمصادر ذاتها ما زالت تحتفظ بمقرها في منطقة الخالصة في نهاية «شارع 30».

وكتبت صحيفة «الوطن» السورية إن «الجيش يتهيأ لعملية عسكرية في مخيم اليرموك، وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا استعدادا لعملية عسكرية».

وشهد يوم أمس تبادلا لقذائف الهاون التي سقطت في عدة مناطق سكنية. كما فجر مسلحون مبنى بلدية المخيم وفقا لما تناقلته شبكات إخبارية معارضة، وهو ما نجم عنه دخان كثيف كان يمكن رؤيته من مختلف أنحاء دمشق صباح أمس. وقالت لاحقا مصادر محلية إنه كان الدخان الذي ظهر في فيديوهات متأخرة على أنه قصف طيران، ولكنه لم يكن سوى نتيجة تفجير مبنى البلدية، نافية في الوقت ذاته أن يكون الطيران الحربي أو أية وحدة من وحدات الجيش قد دخلت على خط الاشتباك.

وقال شهود عيان إن غالبية سكان مخيم اليرموك قد نزحوا في الساعات الأخيرة، باتجاه مناطق محيطة. وقامت وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) بتعليق النشاطات الدراسية لاستقبال اللاجئين المتدفقين، مع حمولتهم الخفيفة من أغراض شخصية. وشهدت مساجد المناطق المحيطة كالزاهرة والميدان ازدحاما كثيفا، في ساعات النهار.

وقال سكان من المخيم لـ«السفير» إن عمليات نهب وسرقة جرت للمباني وعيادات الأطباء والمراكز الطبية، كما للمنازل والمتاجر، وذلك في الوقت الذي انتشر قناصة المعارضة على أسطح الأبنية ومآذن الجوامع. ووفقا لمصادر فلسطينية، فإن القسم الأكثر ازدحاما من المخيم بات تحت سيطرة فصائل المعارضة، فيما يتواصل القتال في المناطق الأخرى.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن سكان في المخيم قولهم ان «المسلحين المدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري أحرزوا تقدما واضحا على الأرض داخل مخيم اليرموك». وقال احد السكان إن «مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون» داخل المخيم.

وذكرت وكالة «الاونروا»، في بيان، إن «السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيم اليرموك عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة عنيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات. وتفيد التقارير الموثوقة عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى تدمير ممتلكاتهم في اليرموك».

وأشارت «الاونروا» إلى «موجات كبيرة من النزوح في الوقت الذي يقوم فيه سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الأمان في الوقت الذي يستمر فيه النزاع المسلح». وذكرت إنها تقوم «حاليا بإيواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذا في الازدياد بتسارع». وتابعت إن «لاجئين فلسطينيين آخرين يفرون بعيدا خارج دمشق، وان «بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من ألفين». وتقدر «الاونروا» أن خمسين في المئة من سكان المخيم خرجوا منه بسبب الأحداث.

وعبرت «الأونروا» عن «القلق البالغ حيال سلامة لاجئي فلسطين في سوريا»، مناشدة «سائر الأطراف عدم اللجوء إلى الإجراءات التي تهدد أرواح المدنيين وممتلكاتهم».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-12-18
  • 10070
  • من الأرشيف

النــزوح يتــواصــل مــن مخـيـم الـيـرمـوك..بــوادر عملـيــة عسكـريــة ضخـمـة تتشـكــل

تواصل تدفق النازحين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق امس، فيما استمرت ملامح عملية عسكرية كبرى بالتشكل، مع مواصلة القوات السورية حشد الدبابات على مداخل المخيم، لكن لم يصدر قرار نهائي باقتحامه لإخراج المسلحين منه. ونفت مصادر رسمية سورية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن يكون الطيران الحربي قد تحرك حتى مساء أمس، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لم تبدأ بعد، وأن التواجد العسكري على مداخل المخيم يهدف إلى منع «تمدد الإرهابيين إلى خارج المخيم نحو مناطق أخرى في المدينة». ويبلغ عدد سكان المخيم 150 ألفا غالبيتهم العظمى من اللاجئين الفلسطينيين، ومن بينهم سوريون أيضا. وقد نزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين فلسطينيين ومسلحين. وقد استمر تدفق النازحين من مخيم اليرموك لليوم الثاني على التوالي، فيما استمرت ملامح عملية عسكرية كبرى بالتشكل، وذلك بعد يومين من الاستعدادات التي اتسمت بتواجد آليات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات وناقلات جند، على مداخل المخيم، لا سيما في الدوار المؤدي إلى شارعي المخيم الرئيسيين، ولكن من دون أن تتلقى أية تعليمات بالدخول، وفقا لما نقلته مصادر ميدانية واسعة الاطلاع لـ«السفير». ووفقا للمصادر عينها لم تتخذ القيادة العسكرية أي قرار بالتدخل في الصراع الدائر داخل المخيم بعد. استنادا إلى ذلك، تبقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة هي الفصيل الأساسي المقاتل داخل المخيم، والتي وفقا للمصادر ذاتها ما زالت تحتفظ بمقرها في منطقة الخالصة في نهاية «شارع 30». وكتبت صحيفة «الوطن» السورية إن «الجيش يتهيأ لعملية عسكرية في مخيم اليرموك، وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا استعدادا لعملية عسكرية». وشهد يوم أمس تبادلا لقذائف الهاون التي سقطت في عدة مناطق سكنية. كما فجر مسلحون مبنى بلدية المخيم وفقا لما تناقلته شبكات إخبارية معارضة، وهو ما نجم عنه دخان كثيف كان يمكن رؤيته من مختلف أنحاء دمشق صباح أمس. وقالت لاحقا مصادر محلية إنه كان الدخان الذي ظهر في فيديوهات متأخرة على أنه قصف طيران، ولكنه لم يكن سوى نتيجة تفجير مبنى البلدية، نافية في الوقت ذاته أن يكون الطيران الحربي أو أية وحدة من وحدات الجيش قد دخلت على خط الاشتباك. وقال شهود عيان إن غالبية سكان مخيم اليرموك قد نزحوا في الساعات الأخيرة، باتجاه مناطق محيطة. وقامت وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) بتعليق النشاطات الدراسية لاستقبال اللاجئين المتدفقين، مع حمولتهم الخفيفة من أغراض شخصية. وشهدت مساجد المناطق المحيطة كالزاهرة والميدان ازدحاما كثيفا، في ساعات النهار. وقال سكان من المخيم لـ«السفير» إن عمليات نهب وسرقة جرت للمباني وعيادات الأطباء والمراكز الطبية، كما للمنازل والمتاجر، وذلك في الوقت الذي انتشر قناصة المعارضة على أسطح الأبنية ومآذن الجوامع. ووفقا لمصادر فلسطينية، فإن القسم الأكثر ازدحاما من المخيم بات تحت سيطرة فصائل المعارضة، فيما يتواصل القتال في المناطق الأخرى. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن سكان في المخيم قولهم ان «المسلحين المدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري أحرزوا تقدما واضحا على الأرض داخل مخيم اليرموك». وقال احد السكان إن «مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون» داخل المخيم. وذكرت وكالة «الاونروا»، في بيان، إن «السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيم اليرموك عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة عنيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات. وتفيد التقارير الموثوقة عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى تدمير ممتلكاتهم في اليرموك». وأشارت «الاونروا» إلى «موجات كبيرة من النزوح في الوقت الذي يقوم فيه سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الأمان في الوقت الذي يستمر فيه النزاع المسلح». وذكرت إنها تقوم «حاليا بإيواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذا في الازدياد بتسارع». وتابعت إن «لاجئين فلسطينيين آخرين يفرون بعيدا خارج دمشق، وان «بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من ألفين». وتقدر «الاونروا» أن خمسين في المئة من سكان المخيم خرجوا منه بسبب الأحداث. وعبرت «الأونروا» عن «القلق البالغ حيال سلامة لاجئي فلسطين في سوريا»، مناشدة «سائر الأطراف عدم اللجوء إلى الإجراءات التي تهدد أرواح المدنيين وممتلكاتهم».  

المصدر : السفير /زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة