تعتبر الأقليات التركمانية في العراق وسوريا ولبنان من الأوراق التي تحاول تركيا دائما استخدامها في سياساتها الخارجية، ليس مع حزب العدالة والتنمية فقط بل في العقود السابقة.

وإذا كان وضع التركمان في العراق الأبرز في مراحل سابقة وارتباطه بالوضع في منطقة كركوك، فإن اندلاع الحرب في سوريا اظهر الورقة التركمانية التي انعكست في تشكيل كتائب خاصة بالتركمان وإطلاق تسميات عثمانية عليها.

وعقد تركمان سوريا مؤتمرا هو الأول لهم في اسطنبول أمس الأول، والتقوا رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بينما شارك رئيس البرلمان جميل تشيتشيك ووزير الخارجية احمد داود اوغلو في الاجتماع.

وافتتح المؤتمر مستشار رئيس الجمهورية ارشاد هرمزلي الذي تلا برقية الرئيس التركي عبد الله غول الذي اعتبر أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته منذ زمان.

وقال داود اوغلو ان «الأناضول كان دائما حاضنة للمهاجرين وسيبقى كذلك»، مضيفا ان «عدد اللاجئين السوريين في تركيا، داخل وخارج المعسكرات، يقارب المئتي ألف لاجئ». وتابع «إذا اضطر الأمر فلن نتردد في استضافة كل إخوتنا من سوريا».

وقال داود اوغلو ان «تركمان سوريا يشاركون في الحرب السورية بشرف، وسيأخذون مكانهم في سوريا المستقبل»، مضيفا انه «ينحني أمام الشعب السوري الذي يقدم الشهداء منذ عشرين شهرا»، معتبرا أن «تركيا لا تقوم بأي حسابات استراتيجية عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب»، مشددا على انه ليس من حق أي دولة أن تقيم حساباتها على ظهر الشعب السوري.

ويرى فكرت بيلا، في صحيفة «ميللييت»، أن تركمان سوريا قد تعرضوا للتهجير نتيجة الاشتباكات وغالبيتهم لجأت إلى تركيا. ويقول ان ضمانة عودة التركمان إلى مناطقهم، وحماية وجودهم، تتطلبان أن يكون لهم كلمة في مستقبل سوريا.

ويركّز الباحث التركي جميل ايبيك على أن تاريخ الوجود التركماني في سوريا سابق على انتقالهم إلى الأناضول. ولا يشبه تاريخ التركمان في البلقان الذين حضروا بفضل التوسع العثماني هناك.

ولمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتأسيسه، شن رئيس وقف «جيم» عز الدين دوغان هجوما شاملا على سياسات رئيــس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تجاه العلويين، قائلا ان «مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يضم أميركا وإسرائيل وتركيا، لن يثني العلويين عن إسماع صوتهم».

وأضاف ان «العلويين لا يزالون يعيشون في تركيا كمواطنين من الدرجة الثانية». وانتقد تخصيص ستة مليارات دولار كميزانية لرئاسة الشؤون الدينية التي لا تخدم سوى أتباع المذهب السني. ولقيت البرقية التي وجهها زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو القسم الأكبر من التصفيق.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-16
  • 11412
  • من الأرشيف

تركمان سورية يعقدون مؤتمرهم الأول في اسطنبول

تعتبر الأقليات التركمانية في العراق وسوريا ولبنان من الأوراق التي تحاول تركيا دائما استخدامها في سياساتها الخارجية، ليس مع حزب العدالة والتنمية فقط بل في العقود السابقة. وإذا كان وضع التركمان في العراق الأبرز في مراحل سابقة وارتباطه بالوضع في منطقة كركوك، فإن اندلاع الحرب في سوريا اظهر الورقة التركمانية التي انعكست في تشكيل كتائب خاصة بالتركمان وإطلاق تسميات عثمانية عليها. وعقد تركمان سوريا مؤتمرا هو الأول لهم في اسطنبول أمس الأول، والتقوا رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بينما شارك رئيس البرلمان جميل تشيتشيك ووزير الخارجية احمد داود اوغلو في الاجتماع. وافتتح المؤتمر مستشار رئيس الجمهورية ارشاد هرمزلي الذي تلا برقية الرئيس التركي عبد الله غول الذي اعتبر أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته منذ زمان. وقال داود اوغلو ان «الأناضول كان دائما حاضنة للمهاجرين وسيبقى كذلك»، مضيفا ان «عدد اللاجئين السوريين في تركيا، داخل وخارج المعسكرات، يقارب المئتي ألف لاجئ». وتابع «إذا اضطر الأمر فلن نتردد في استضافة كل إخوتنا من سوريا». وقال داود اوغلو ان «تركمان سوريا يشاركون في الحرب السورية بشرف، وسيأخذون مكانهم في سوريا المستقبل»، مضيفا انه «ينحني أمام الشعب السوري الذي يقدم الشهداء منذ عشرين شهرا»، معتبرا أن «تركيا لا تقوم بأي حسابات استراتيجية عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب»، مشددا على انه ليس من حق أي دولة أن تقيم حساباتها على ظهر الشعب السوري. ويرى فكرت بيلا، في صحيفة «ميللييت»، أن تركمان سوريا قد تعرضوا للتهجير نتيجة الاشتباكات وغالبيتهم لجأت إلى تركيا. ويقول ان ضمانة عودة التركمان إلى مناطقهم، وحماية وجودهم، تتطلبان أن يكون لهم كلمة في مستقبل سوريا. ويركّز الباحث التركي جميل ايبيك على أن تاريخ الوجود التركماني في سوريا سابق على انتقالهم إلى الأناضول. ولا يشبه تاريخ التركمان في البلقان الذين حضروا بفضل التوسع العثماني هناك. ولمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتأسيسه، شن رئيس وقف «جيم» عز الدين دوغان هجوما شاملا على سياسات رئيــس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تجاه العلويين، قائلا ان «مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يضم أميركا وإسرائيل وتركيا، لن يثني العلويين عن إسماع صوتهم». وأضاف ان «العلويين لا يزالون يعيشون في تركيا كمواطنين من الدرجة الثانية». وانتقد تخصيص ستة مليارات دولار كميزانية لرئاسة الشؤون الدينية التي لا تخدم سوى أتباع المذهب السني. ولقيت البرقية التي وجهها زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو القسم الأكبر من التصفيق.

المصدر : محمد نور الدين\ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة