في دارة السفير الايراني في الفياضية، اجتمع سفير الصين وسفير روسيا الاتحادية وسفير ايران وسفير سوريا، واصدروا بياناً اعلنوا فيه وقوفهم مع نظام الرئيس الدكتور بشار الاسد، دولة ومؤسسات، وبالتالي، كنهج سياسي، حيث اعلنت هذه الدول عن تأييدها لسياسة سوريا، لان التأييد ليس شخصياً، بل هو تأييد سياسي لمواقف سوريا على المستوى العالمي، ولان هذه الدول عرفت قيمة سوريا، وتعرف قدرات سوريا، وتعرف شعب سوريا، ولذلك اتخذت روسيا الاتحادية والصين وايران هذا الموقف.

قبل أن ننتقل الى الداخل اللبناني، نسأل مثلا عن دولة قطر. في الاجتماع الذي عقد بين اميركا والاخوان المسلمين، تم الاتفاق على ان تقوم الولايات المتحدة بإنهاء عهود الرؤساء الذين دعمتهم، مقابل تسلّم الاخوان المسلمين السلطة، مع تعهّد بالتركيز على التثقيف الديني الاسلامي في الدول، دون مسّ اسرائيل بأي عمل عسكري، لا بل، فان المليار و600 مليون دولار التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر لبناء جيشها، تم الاتفاق على ان يتم دفع نصفها للعتاد العسكري، والنصف الآخر للعتاد التربوي. والمقصود بالتربوي التثقيف الديني.

ماذا تريد قطر ان تقول للعالم، عندما تدفع مليارات لإقامة دورة كرة القدم الدولية عندها، وهي دولة لا تملك فريقاً يستطيع الوصول الى بدايات كأس كرة القدم في العالم؟ ثم ما دور «الجزيرة»، المحطة التلفزيونية التي يصرف عليها امير قطر الملايين سوى اسقاط الانظمة الموالية لأميركا، والانتقال الى الاخوان المسلمين؟ وتتحمل قطر المصاريف المالية لتغيير هذه الانظمة الاميركية، كي يأتي الاخوان المسلمون مكانها برعاية أميركية.

والذي يريد أن يفهم أكثر، عليه ان يتذكر ان هيلاري كلينتون زارت المعتصمين ضد الرئيس حسني مبارك في ميدان التحرير وشجعتهم، فيما كان الرئيس حسني مبارك يعتبر نفسه انه يخاصم شعبه والاصوليين كي يرضي أميركا واسرائيل.

هذا بشأن دولة قطر، لكن موضوعنا الأساسي هو، بعد صدور بيان الدول الاربع، عن دعمهم لسوريا دولة وشعباً ورئيساً، وقيادة، فماذا ينتظر، على الأقل، اولئك الذين استفادوا 25 سنة من الوجود السوري في لبنان، وعندما خرجت سوريا وتوجهت سياراتها نحو ضهر البيدر، باتجاه سوريا، كانوا هم قد بدأوا بالتصريح أنهم دانوا التصرفات السورية في لبنان.

الحمد لله أنه تم اسقاطي 3 مرات من المخابرات السورية في الانتخابات النيابية، ولم أبنِ علاقتي مع سوريا على اساس شخصي، والحمد لله اني مُنعت ان اكون حاجباً في هذه الدولة، عندما تم اقتراحي لاحدى المديريات العامة، فتمت ممانعة سورية، رغم ان صحافيين مرّوا في «الديار»، ووصلوا الى الوزارة والى النيابة، وأنا لا أحسدهم، لأن قراري كان أن اصل دون أن اربح جميل المخابرات السورية او ان تأتيني النيابة شفقة او حسنة، او ان اكون اداة لدى احد.

ووقعت سوريا في أزمة عنيفة، وسالت الدماء في شوارعها وفي مدنها وقراها، وبدلا من ان ينتفض أهل النخوة في لبنان، وبدلا من ان ينتفض الذين خدمتهم سوريا، لم يتحرّكوا في زمن ميليس، فهذا كان وزيراً وقال انا لا استطيع ان اتدخل لاني كنت وزيرا مسؤولا، واخر قال لا نستطيع التحرك كي لا نخلق مشكلة سنية - شيعية، وهكذا دواليك. الى ان خاضت «الديار» أعنف معركة ضد ميليس، وأزاحته من لبنان، عندما تم تصويره على ظهر يخت، وفي حفلات بهرجة أموال، لا يجب ان تكون في حياة قاض نزيه.

اليوم نسأل الرؤساء الثلاثة، ألم يقف معكم الدكتور بشار الأسد في محنتكم، أو في مشاكلكم التي مررتم بها وساعدكم؟ ألم يكن الرئيس الدكتور بشار الأسد اليد التي تمتد في زمن الشدّة والصعوبات الى يدكم لرفعكم من غرق في بئر او تحت المياه وانتشالكم، وان تكونوا أسياداً في أهم مواقع الدولة؟ كلكم كنتم تصرحون عن وحدة المصير والمسار، ما لنا وللمسار، لنقول عن وحدة المصير، وأنا كرئيس تحرير جريدة، وأملك أرشيف صحيفتي، أنظر الى الوراء، وأرى كم كنتم متحمّسين لوحدة المسار والمصير، يوم كنتم وزراء ونواباً، أو كنتم تأخذون المشاريع والمقاولات، ولكن عندما انسحبت سوريا من لبنان، انسحبتم منها وتوجّهتم نحو القوي، فاعتبرتم منذ سنة 2005 ان الحلف الاطلسي سيأتي بين لحظة وثانية ويضرب سوريا.

يسقط النظام أو يبقى، هذه مسألة مطروحة وفق مقاييس القوى وموازينها، ولكن أين أنتم عندما تؤيد روسيا والصين سوريا، وانتم 22 دولة عربية تطردون سوريا من الجامعة العربية ؟

أي عار أكبر من أن يأتي سيد الكرملين الذي سكنه قياصرة روسيا، أو أن يأتي ممثل الصين صاحب حضارة 7 الاف سنة، والطاقة المالية الاولى في العالم، ليؤيد سوريا، وأنتم، نواباً ووزراء، تتباهون ليلا ونهاراً بالنأي بالنفس عن الازمة السورية.

للرئيس ميشال سليمان نقول، أنت تعرف أن الدكتور بشار الأسد هو الذي أيّدك لرئاسة الجمهورية، وأنا عندما اقولها يا فخامة الرئيس اقولها من منطق المعلومات، واذا أردت ان تعتبر كلامي كذباً، فأرجو أن تسمح لي بخمس دقائق لزيارتك، وأقول لك كل الوقائع، وأنا مسؤول أمام الرئيس الأسد وامامك عن هذا الكلام، من ان الرئيس بشار الاسد هو الذي جاء بك الى رئاسة الجمهورية.

أعود وأكرر، انا المسؤول عن هذا الكلام، بالتحديد وبالوقائع وذكر التفاصيل، ومن أكون أنا عندما أتحدّى بالحقيقة الرئيس الأسد والرئيس اللبناني، لان ما أعرفه هو اليقين وما سمعته، عندما يطلبون منّي الشهادة اللازمة، سواء الرئيس الاسد أم الرئيس سليمان.

فبالله، كيف تنأى بنفسك يا فخامة الرئيس عن حليفك بشار الاسد، وتصبح على الحياد؟ أما أنت يا دولة الرئيس نبيه بري، عن أي حياد تفتش، أو عن أي نأي بالنفس، ألم تنمُ حركة أمل في ظل العلاقة مع سوريا، ألا تعرف يا دولة الرئيس بري شخصاً اسمه اللواء محمد ناصيف (ابو وائل) وكل الجلسات التي كنت تعقدها معه، وتتلقّى الدعم في حركة أمل منه؟ ولربّما يأخذ عليه اللواء محمد ناصيف كشف الاسرار، لكن يا دولة الرئيس بري، أنت تعرف دعم سوريا لحركة أمل بالمال والسلاح والتدريب وايصال كل امكانيات الدعم لك لتكون على رأس حركة أمل، وخاصة عندما حصلت اشتباكات الضاحية، بين أمل وحزب الله، وأترك الباقي لك فأنت تعرف التفاصيل.

طبعاً الرئيس بري له تاريخ طويل في النضال والتحالف مع سوريا والان يعيش مأساة وحزناً على ما يحصل في سوريا بينما غيره يفكر في سقوط النظام في حين ان الرئيس نبيه بري قلبه وامكانياته كلها مع سوريا.

أما أنت يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي، فلقد بدأت عملك في الخليوي، ببيع بطاقات الخطوط بـ500 دولار، لفترة 3 سنوات، حتى كوّنتم رأس مال شركات الخليوي، ووصلت كل شركة الى 150 مليون دولار، واليوم الخط يُباع مجاناً، ووفق ما تصرف تدفع الفاتورة. فبالله عليك، لولا رضى غازي كنعان الذي تلقّى من الرئيس الراحل حافظ الاسد تعليمات لتسهيل كل شيء لشقيقك طه ميقاتي، ما كنتم حصلتم على رخصة الخليوي في لبنان، وكان مدخول الدولة من الخليوي 125 مليون دولار، بينما كان مدخول الخليوي 600 مليون دولار كنتم تتقاسمونها بين شركاتكم يا دولة الرئيس ميقاتي. اضافة الى التزام الخليوي في سوريا، وأنا لا أحسدك على أي قرش، بل أني احتقر المال، ولا قيمة للمال عندي، ولكن لولا سوريا، هل كان معك 5 مليارات دولار اليوم، لكي تأتي في زمن الشدّة التي يقع فيها الرئيس الاسد ونظام سوريا وجيش سوريا وشعب سوريا، وتقول انا على الحياد؟

عندما كنا في المدرسة الحربية يا حضرة الرؤساء، كنت أقود سيارة من قاعدة رياق باتجاه بيروت، ويأتي معي زميلان لي من طلاب المدرسة الحربية الجوية، وعلى الطريق، يصادف ان مزاج التلميذ الضابط الذي معي في السيارة عصبي، فيشتم سائقاً اخر، فيشتمه السائق ويطلب مني التوقف للاشتباك مع هذا الشخص، ومع اننا لا نقبل ان نشتم احداً ومع اننا لا نوافق على هذا الامر، كنا نتعارك لمجرد انه رفيقنا، ونتحمل ثمن خطئه لمجرد الزمالة والوقوف معاً، فأين انت يا دولة الرئيس، تنأى بنفسك، ودم بشار الاسد ينزف، بدل ان تضع ضمّادات له على الجراح؟

واما انت يا معالي الوزير نقولا فتوش، الذي اخذت رخصة ضهر البيدر للكسارات، ورخصة مغارة جعيتا، وشقيقك يتاجر بمئات الملايين باستيراد الحديد الى سوريا، مع ضباط سوريين، فهل تقف وتنأى بنفسك، فيما سوريا جريحة وتحتاج يداً تمتدّ اليها في الشدة، لتنتشلها وتساعدها، فاذا بكم تكونون في موقف النأي بالنفس؟!

25 سنة كنتم حلفاء سوريا، وكنتم في عروشكم الباطلة لان نفوسكم ضعيفة، ولكن عندما وقعت سوريا في الأزمة، لم تبادلوها، لا الجميل، ولا الخير، بل قررتم مبدأ لا يقرره الا عدو، هو النأي بالنفس، أي أنه اذا سقطت سوريا فليس لنا علاقة بالموضوع.

فهل لكم انتم مصلحة في أن يأتي الاصوليون والسلفيون والاخوان المسلمون الى الحكم في سوريا بديلاً للنظام الحالي؟ واذا كنتم تفضّلون ذلك، وأنا أقبل معكم هذا الامر، لكن على الصعيد الانساني والشرف وعزّة النفس، كيف تتخلّون عن شريك لكم ساعدكم 25 سنة، وعندما وقع قليلاً، ولم يسقط، أعلنتم النأي بالنفس، وان لا علاقة لكم بالصراع في سوريا. فكيف اذا سقط النظام، فماذا ستفعلون وتقولون؟

الان تنؤون بالنفس، وغداً اذا، لا سمح الله، سقط النظام، واحتاجكم الرئيس الاسد بأمر ما هو واعوانه فانكم لن تتعرفوا عليه. وستنكرون تاريخ كل افضاله عليكم.

عندما خاضت القوات اللبنانية والعماد ميشال عون حرب سنة 1989 وخرج المسيحيون المعادون لسوريا من المنطقة الشرقية نتيجة القصف، استقبلتهم سوريا والمناطق التي هي تحت سيطرتها في لبنان؟ وعندما حصلت حرب تموز وذهب الى سوريا 700 الف لبناني، هل نأت سوريا بنفسها وتركتهم في الشوارع ام قدمت لكم كل الاعانات؟

انا لا اريد ان اتحدث عن تفاصيل، فربّ قائل ان سوريا اساءت الى كثيرين من اللبنانيين، وأنا اقول إنني أحترم الرئيس سعد الحريري، لانه يعلن عداوته لسوريا، مع أن والده جاء الى رئاسة الحكومة عن طريق سوريا، ولكن احاسب سعد الحريري منذ ان زار دمشق وحتى الان وازيح من كرسي رئاسة الحكومة بطريقة غير لائقة، فأنا لا الومه ان كان ضد سوريا، وانا لا الوم الدكتور سمير جعجع، ولا ألوم، رحمه الله العميد ريمون اده اذا انتقد ولا ألوم العماد ميشال عون اذا انتقد، لان هؤلاء اضطهدتهم سوريا، وساعد في اضطهادهم بالفعل التقارير والنيات السيئة لاخصامهم اللبنانيين.

أقف اليوم في دولة هي دولتي اللبنانية، واقول انه لمن المعيب أن تكون سياسة النأي بالنفس هي سياسة يعتمدها الحكم، وهي النأي عن الشرف وعن عزّة النفس وعن الأخوّة وعن الشهامة، وعن التضحية، وعن ردّ الجميل للأخ الذي قدّم دماء لنا.

ان الذي لا يستطيع أن يقدم شيئا، على الاقل يستطيع التبرّع بربع ليتر من الدماء، وان غير القادر على المساعدة، على الاقل يمكنه الصلاة، ويمكنه الصمت، ويمكنه ان يفعل اموراً كثيرة من أجل سوريا. واقلّها إشعار السوريين الذين جاؤوا الى لبنان بالترحاب ومساعدتهم، بدلا من ان يتطلع الناس الى ارقام السيارات ويتشفّون بهم، وانا لا اقول عن كل اللبنانيين. بينما عندما كانت خطابات بيروت تتكلم عن «سعادين» سوريا، وعن الحيتان والأقزام وغيرها، كنت اصعد الى سوريا والجو محتدم جداً في ظل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي ظل محكمة ميليس، ولا نتعرض مرة واحدة ولم تتعرض اي سيارة لبنانية عليها رقم سيارة لبناني لأي حادث، بينما كم هو عدد القتلى الذين قُتلوا من السوريين في الشمال، كم هو عدد السوريين الذين قتلوا بعد 2005؟

ربّ قائل مرة اخرى، وسوريا قتلتنا وقصفتنا بالصواريخ والمدافع، وأنا اقول له معك حق، لم يكن يجب ان يحصل هذا الامر، لكن للقتال قتال، وللعبة الامم قواعد وأصول، وظلمتنا سوريا، ونحن ظلمناها، لكن الأهم هو ان الشعب اللبناني عاد الى دولته بفضل سوريا، ولو كان السوري سيىء النيّة، لما وافق على خطة ايصال عديد الجيش الى 60 ألف جندي، بل كان بامكانه بسهولة إبقاء الجيش اللبناني على عدد 25 او 20 الف جندي كيلا يستطيع القيام بأي واجب، بل ان السوري هو الذي ضغط كي تكون موازنة وزارة الدفاع على مستوى الـ60 الف جندي. حتى عندما قيل للسوري ان قوى الامن الداخلي هي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان جواب الضباط السوريين، نحن ابناء مؤسسة عسكرية ونثق دائما بالعسكر عندما يكونون في ثكناتهم ومهامهم، وفي عهد السوريين وصل عديد قوى الامن الداخلي الى 25 الف عنصر وهو اعلى رقم في تاريخ الامن الداخلي.

لو كانت سوريا لا تريد بلدا لكانت ازاحت الامن العام اللبناني في العبودية والمصنع والعريضة، وجعلته فارغاً وتصرفت كما تصرف صدام حسين في الكويت.

هل يستطيع احد ان ينكر انه عند انسحاب الجيش السوري من لبنان كان عديد الجيش اللبناني 60 الفاً، هل احد يستطيع ان ينكر ان عديد قوى الامن الداخلي كان 24 الفاً، هل يستطيع احد ان ينكر ان عديد الامن العام 6 الاف عنصر، هل يستطيع العماد جان قهوجي والعماد ميشال سليمان، ان ينكرا ان سوريا اعطتنا 100 دبابة من طراز ت 55 كي يكون لدينا سلاح مدرعات ؟

لعلني أنا اكذب، فلتصحّح وتسكتني بعبارة واحدة قيادة الجيش او العماد سليمان او سوريا. أنا اكتب بخط اسود على اوراق بيضاء، وأوقّع مقالتي على طول السطر، وما اقوله هو ما حصل وما رأيته في زماني، واستطيع قول هذا الكلام لاني بقيت حليفاً لسوريا رغم الأذى الشخصي ضدي، ولكن لا قيمة للامور الشخصية عندما نقاتل من اجل قضية. والعروض التي تقدمت بها اميركا واوروبا للرئيس الراحل حافظ الاسد، من اجل التوقيع على معاهدة سلام مع اسرائيل، كان الجواب الدائم عليها، لا استطيع ان اوقّع على التنازل عن أي شبر.

وهنا نقطة نشرحها هي ان حدود الامتداد البريطاني لفلسطين مع سوريا، جعل تلة الحمّى في فلسطين، اما الرئيس حافظ الاسد، فاعتبر الحدود هي خط 4 حزيران. ثم موقف الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد اننا لن نحل قضيتنا قبل حل المسألة الام وهي المشكلة الفلسطينية. ولو وافقت سوريا مثل مصر والاردن على عقد اتفاق مع اسرائيل، ونسيان الشعب الفلسطيني ونسيان مبدإ الممانعة، لكانت سوريا هي الدولة الاولى المعززة لدى الولايات المتحدة والغرب.

ربّ قائل، تتحدثون كل يوم عن الممانعة، ونحن نقول لكم، نعم للممانعة الحقيقية، فيوم كان التطبيع وفتح الحدود وزيارات بيريز لدول عربية، كان حزب الله ينسّق مع سوريا لبناء أكبر قاعدة صاروخية لساعة الصفر التي دقّت في 12 تموز 2006. كانت سوريا قد أعادت بناء الاحتياط المالي آنذاك واشترت اسلحة بـ4 مليارات، ولأول مرة تحصل سوريا من روسيا الاتحادية على صاروخ «شايخون» الاحدث تطوراً والذي يمنع أي بارجة من الاقتراب لمحاصرة الشواطىء السورية، على مسافة 300 كلم خط نار من موقعه على الشاطىء باتجاه البحر.

أخيراً، الحديث يطول ويطول، ولكن أخبرني والدي، رحمه الله، عن السياسة، أنه ابتعد عنها دائماً، وان السياسيين أصحاب مصالح. وما حصل معي وشاهدته في لبنان، هو أكثر مما شاهده المرحوم والدي، لاني رأيت حلفاء الامس في سوريا الذين صنعتهم، يقررون النأي بالنفس يوم سوريا جريحة تطلب نقطة دماء او موقفا معنويا، مع ان عزة نفس سوريا لا تطلب ذلك ولم يصدر في الاعلام السوري عبارة واحدة تعبر عن لوم المسؤولين لان لديهم عزة نفسهم. يفضلون ان يستشهدوا على ان يمدوا ايديهم للطلب، بينما العار علينا، نحن الذين رأينا الرئيس بشار الاسد في اكبر ازمة ورأينا الجيش النظامي يقع في اكبر مشكلة، ورأينا الشعب السوري يصاب بالويلات ولم نفعل شيئاً، ولم نقدم بيوتنا كي يسكنوا فيها، ولم نرسل ثيابا شتوية لاطفال حلب وحمص وحماة ودير الزور والمناطق الاخرى. اين الشعب اللبناني لا يهبّ ويجمع ويرسل مساعدات انسانية للشعب السوري، حتى خارج اطار الحكومة السورية ؟

ان الخداع هو احدى ألاعيب الذكاء الشريرة، والبعض يتباهى بأنه ذكيّ ولكن على قاعدة الشرّ، وأما الخداع الذي يمارسه السياسيون ومسؤولون كبار وفي كل الدولة بشأن العلاقة مع سوريا بعبارة النأي بالنفس، فهم ناكرو جميل وهم لا يستحقون اي مساعدة.

وعلى كل حال، الشعب السوري قوي، وسينتصر من أجل قضيته القومية، أما العار فهو لهؤلاء الذين عندما وقعت سوريا في أزمة تركوها وأداروا ظهورهم لها، وتركوها تنزف، وما سألوا عن دمائها، وهم ينتظرون ساعة موتها، عند قسم كبير لا سمح الله، ان يحصل هذا الامر، وسوريا ستنهض، لان شعبنا لديه طاقات جبّارة.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-15
  • 13166
  • من الأرشيف

تتفرجون على سورية جريحة بالنأي بالنفس

في دارة السفير الايراني في الفياضية، اجتمع سفير الصين وسفير روسيا الاتحادية وسفير ايران وسفير سوريا، واصدروا بياناً اعلنوا فيه وقوفهم مع نظام الرئيس الدكتور بشار الاسد، دولة ومؤسسات، وبالتالي، كنهج سياسي، حيث اعلنت هذه الدول عن تأييدها لسياسة سوريا، لان التأييد ليس شخصياً، بل هو تأييد سياسي لمواقف سوريا على المستوى العالمي، ولان هذه الدول عرفت قيمة سوريا، وتعرف قدرات سوريا، وتعرف شعب سوريا، ولذلك اتخذت روسيا الاتحادية والصين وايران هذا الموقف. قبل أن ننتقل الى الداخل اللبناني، نسأل مثلا عن دولة قطر. في الاجتماع الذي عقد بين اميركا والاخوان المسلمين، تم الاتفاق على ان تقوم الولايات المتحدة بإنهاء عهود الرؤساء الذين دعمتهم، مقابل تسلّم الاخوان المسلمين السلطة، مع تعهّد بالتركيز على التثقيف الديني الاسلامي في الدول، دون مسّ اسرائيل بأي عمل عسكري، لا بل، فان المليار و600 مليون دولار التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر لبناء جيشها، تم الاتفاق على ان يتم دفع نصفها للعتاد العسكري، والنصف الآخر للعتاد التربوي. والمقصود بالتربوي التثقيف الديني. ماذا تريد قطر ان تقول للعالم، عندما تدفع مليارات لإقامة دورة كرة القدم الدولية عندها، وهي دولة لا تملك فريقاً يستطيع الوصول الى بدايات كأس كرة القدم في العالم؟ ثم ما دور «الجزيرة»، المحطة التلفزيونية التي يصرف عليها امير قطر الملايين سوى اسقاط الانظمة الموالية لأميركا، والانتقال الى الاخوان المسلمين؟ وتتحمل قطر المصاريف المالية لتغيير هذه الانظمة الاميركية، كي يأتي الاخوان المسلمون مكانها برعاية أميركية. والذي يريد أن يفهم أكثر، عليه ان يتذكر ان هيلاري كلينتون زارت المعتصمين ضد الرئيس حسني مبارك في ميدان التحرير وشجعتهم، فيما كان الرئيس حسني مبارك يعتبر نفسه انه يخاصم شعبه والاصوليين كي يرضي أميركا واسرائيل. هذا بشأن دولة قطر، لكن موضوعنا الأساسي هو، بعد صدور بيان الدول الاربع، عن دعمهم لسوريا دولة وشعباً ورئيساً، وقيادة، فماذا ينتظر، على الأقل، اولئك الذين استفادوا 25 سنة من الوجود السوري في لبنان، وعندما خرجت سوريا وتوجهت سياراتها نحو ضهر البيدر، باتجاه سوريا، كانوا هم قد بدأوا بالتصريح أنهم دانوا التصرفات السورية في لبنان. الحمد لله أنه تم اسقاطي 3 مرات من المخابرات السورية في الانتخابات النيابية، ولم أبنِ علاقتي مع سوريا على اساس شخصي، والحمد لله اني مُنعت ان اكون حاجباً في هذه الدولة، عندما تم اقتراحي لاحدى المديريات العامة، فتمت ممانعة سورية، رغم ان صحافيين مرّوا في «الديار»، ووصلوا الى الوزارة والى النيابة، وأنا لا أحسدهم، لأن قراري كان أن اصل دون أن اربح جميل المخابرات السورية او ان تأتيني النيابة شفقة او حسنة، او ان اكون اداة لدى احد. ووقعت سوريا في أزمة عنيفة، وسالت الدماء في شوارعها وفي مدنها وقراها، وبدلا من ان ينتفض أهل النخوة في لبنان، وبدلا من ان ينتفض الذين خدمتهم سوريا، لم يتحرّكوا في زمن ميليس، فهذا كان وزيراً وقال انا لا استطيع ان اتدخل لاني كنت وزيرا مسؤولا، واخر قال لا نستطيع التحرك كي لا نخلق مشكلة سنية - شيعية، وهكذا دواليك. الى ان خاضت «الديار» أعنف معركة ضد ميليس، وأزاحته من لبنان، عندما تم تصويره على ظهر يخت، وفي حفلات بهرجة أموال، لا يجب ان تكون في حياة قاض نزيه. اليوم نسأل الرؤساء الثلاثة، ألم يقف معكم الدكتور بشار الأسد في محنتكم، أو في مشاكلكم التي مررتم بها وساعدكم؟ ألم يكن الرئيس الدكتور بشار الأسد اليد التي تمتد في زمن الشدّة والصعوبات الى يدكم لرفعكم من غرق في بئر او تحت المياه وانتشالكم، وان تكونوا أسياداً في أهم مواقع الدولة؟ كلكم كنتم تصرحون عن وحدة المصير والمسار، ما لنا وللمسار، لنقول عن وحدة المصير، وأنا كرئيس تحرير جريدة، وأملك أرشيف صحيفتي، أنظر الى الوراء، وأرى كم كنتم متحمّسين لوحدة المسار والمصير، يوم كنتم وزراء ونواباً، أو كنتم تأخذون المشاريع والمقاولات، ولكن عندما انسحبت سوريا من لبنان، انسحبتم منها وتوجّهتم نحو القوي، فاعتبرتم منذ سنة 2005 ان الحلف الاطلسي سيأتي بين لحظة وثانية ويضرب سوريا. يسقط النظام أو يبقى، هذه مسألة مطروحة وفق مقاييس القوى وموازينها، ولكن أين أنتم عندما تؤيد روسيا والصين سوريا، وانتم 22 دولة عربية تطردون سوريا من الجامعة العربية ؟ أي عار أكبر من أن يأتي سيد الكرملين الذي سكنه قياصرة روسيا، أو أن يأتي ممثل الصين صاحب حضارة 7 الاف سنة، والطاقة المالية الاولى في العالم، ليؤيد سوريا، وأنتم، نواباً ووزراء، تتباهون ليلا ونهاراً بالنأي بالنفس عن الازمة السورية. للرئيس ميشال سليمان نقول، أنت تعرف أن الدكتور بشار الأسد هو الذي أيّدك لرئاسة الجمهورية، وأنا عندما اقولها يا فخامة الرئيس اقولها من منطق المعلومات، واذا أردت ان تعتبر كلامي كذباً، فأرجو أن تسمح لي بخمس دقائق لزيارتك، وأقول لك كل الوقائع، وأنا مسؤول أمام الرئيس الأسد وامامك عن هذا الكلام، من ان الرئيس بشار الاسد هو الذي جاء بك الى رئاسة الجمهورية. أعود وأكرر، انا المسؤول عن هذا الكلام، بالتحديد وبالوقائع وذكر التفاصيل، ومن أكون أنا عندما أتحدّى بالحقيقة الرئيس الأسد والرئيس اللبناني، لان ما أعرفه هو اليقين وما سمعته، عندما يطلبون منّي الشهادة اللازمة، سواء الرئيس الاسد أم الرئيس سليمان. فبالله، كيف تنأى بنفسك يا فخامة الرئيس عن حليفك بشار الاسد، وتصبح على الحياد؟ أما أنت يا دولة الرئيس نبيه بري، عن أي حياد تفتش، أو عن أي نأي بالنفس، ألم تنمُ حركة أمل في ظل العلاقة مع سوريا، ألا تعرف يا دولة الرئيس بري شخصاً اسمه اللواء محمد ناصيف (ابو وائل) وكل الجلسات التي كنت تعقدها معه، وتتلقّى الدعم في حركة أمل منه؟ ولربّما يأخذ عليه اللواء محمد ناصيف كشف الاسرار، لكن يا دولة الرئيس بري، أنت تعرف دعم سوريا لحركة أمل بالمال والسلاح والتدريب وايصال كل امكانيات الدعم لك لتكون على رأس حركة أمل، وخاصة عندما حصلت اشتباكات الضاحية، بين أمل وحزب الله، وأترك الباقي لك فأنت تعرف التفاصيل. طبعاً الرئيس بري له تاريخ طويل في النضال والتحالف مع سوريا والان يعيش مأساة وحزناً على ما يحصل في سوريا بينما غيره يفكر في سقوط النظام في حين ان الرئيس نبيه بري قلبه وامكانياته كلها مع سوريا. أما أنت يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي، فلقد بدأت عملك في الخليوي، ببيع بطاقات الخطوط بـ500 دولار، لفترة 3 سنوات، حتى كوّنتم رأس مال شركات الخليوي، ووصلت كل شركة الى 150 مليون دولار، واليوم الخط يُباع مجاناً، ووفق ما تصرف تدفع الفاتورة. فبالله عليك، لولا رضى غازي كنعان الذي تلقّى من الرئيس الراحل حافظ الاسد تعليمات لتسهيل كل شيء لشقيقك طه ميقاتي، ما كنتم حصلتم على رخصة الخليوي في لبنان، وكان مدخول الدولة من الخليوي 125 مليون دولار، بينما كان مدخول الخليوي 600 مليون دولار كنتم تتقاسمونها بين شركاتكم يا دولة الرئيس ميقاتي. اضافة الى التزام الخليوي في سوريا، وأنا لا أحسدك على أي قرش، بل أني احتقر المال، ولا قيمة للمال عندي، ولكن لولا سوريا، هل كان معك 5 مليارات دولار اليوم، لكي تأتي في زمن الشدّة التي يقع فيها الرئيس الاسد ونظام سوريا وجيش سوريا وشعب سوريا، وتقول انا على الحياد؟ عندما كنا في المدرسة الحربية يا حضرة الرؤساء، كنت أقود سيارة من قاعدة رياق باتجاه بيروت، ويأتي معي زميلان لي من طلاب المدرسة الحربية الجوية، وعلى الطريق، يصادف ان مزاج التلميذ الضابط الذي معي في السيارة عصبي، فيشتم سائقاً اخر، فيشتمه السائق ويطلب مني التوقف للاشتباك مع هذا الشخص، ومع اننا لا نقبل ان نشتم احداً ومع اننا لا نوافق على هذا الامر، كنا نتعارك لمجرد انه رفيقنا، ونتحمل ثمن خطئه لمجرد الزمالة والوقوف معاً، فأين انت يا دولة الرئيس، تنأى بنفسك، ودم بشار الاسد ينزف، بدل ان تضع ضمّادات له على الجراح؟ واما انت يا معالي الوزير نقولا فتوش، الذي اخذت رخصة ضهر البيدر للكسارات، ورخصة مغارة جعيتا، وشقيقك يتاجر بمئات الملايين باستيراد الحديد الى سوريا، مع ضباط سوريين، فهل تقف وتنأى بنفسك، فيما سوريا جريحة وتحتاج يداً تمتدّ اليها في الشدة، لتنتشلها وتساعدها، فاذا بكم تكونون في موقف النأي بالنفس؟! 25 سنة كنتم حلفاء سوريا، وكنتم في عروشكم الباطلة لان نفوسكم ضعيفة، ولكن عندما وقعت سوريا في الأزمة، لم تبادلوها، لا الجميل، ولا الخير، بل قررتم مبدأ لا يقرره الا عدو، هو النأي بالنفس، أي أنه اذا سقطت سوريا فليس لنا علاقة بالموضوع. فهل لكم انتم مصلحة في أن يأتي الاصوليون والسلفيون والاخوان المسلمون الى الحكم في سوريا بديلاً للنظام الحالي؟ واذا كنتم تفضّلون ذلك، وأنا أقبل معكم هذا الامر، لكن على الصعيد الانساني والشرف وعزّة النفس، كيف تتخلّون عن شريك لكم ساعدكم 25 سنة، وعندما وقع قليلاً، ولم يسقط، أعلنتم النأي بالنفس، وان لا علاقة لكم بالصراع في سوريا. فكيف اذا سقط النظام، فماذا ستفعلون وتقولون؟ الان تنؤون بالنفس، وغداً اذا، لا سمح الله، سقط النظام، واحتاجكم الرئيس الاسد بأمر ما هو واعوانه فانكم لن تتعرفوا عليه. وستنكرون تاريخ كل افضاله عليكم. عندما خاضت القوات اللبنانية والعماد ميشال عون حرب سنة 1989 وخرج المسيحيون المعادون لسوريا من المنطقة الشرقية نتيجة القصف، استقبلتهم سوريا والمناطق التي هي تحت سيطرتها في لبنان؟ وعندما حصلت حرب تموز وذهب الى سوريا 700 الف لبناني، هل نأت سوريا بنفسها وتركتهم في الشوارع ام قدمت لكم كل الاعانات؟ انا لا اريد ان اتحدث عن تفاصيل، فربّ قائل ان سوريا اساءت الى كثيرين من اللبنانيين، وأنا اقول إنني أحترم الرئيس سعد الحريري، لانه يعلن عداوته لسوريا، مع أن والده جاء الى رئاسة الحكومة عن طريق سوريا، ولكن احاسب سعد الحريري منذ ان زار دمشق وحتى الان وازيح من كرسي رئاسة الحكومة بطريقة غير لائقة، فأنا لا الومه ان كان ضد سوريا، وانا لا الوم الدكتور سمير جعجع، ولا ألوم، رحمه الله العميد ريمون اده اذا انتقد ولا ألوم العماد ميشال عون اذا انتقد، لان هؤلاء اضطهدتهم سوريا، وساعد في اضطهادهم بالفعل التقارير والنيات السيئة لاخصامهم اللبنانيين. أقف اليوم في دولة هي دولتي اللبنانية، واقول انه لمن المعيب أن تكون سياسة النأي بالنفس هي سياسة يعتمدها الحكم، وهي النأي عن الشرف وعن عزّة النفس وعن الأخوّة وعن الشهامة، وعن التضحية، وعن ردّ الجميل للأخ الذي قدّم دماء لنا. ان الذي لا يستطيع أن يقدم شيئا، على الاقل يستطيع التبرّع بربع ليتر من الدماء، وان غير القادر على المساعدة، على الاقل يمكنه الصلاة، ويمكنه الصمت، ويمكنه ان يفعل اموراً كثيرة من أجل سوريا. واقلّها إشعار السوريين الذين جاؤوا الى لبنان بالترحاب ومساعدتهم، بدلا من ان يتطلع الناس الى ارقام السيارات ويتشفّون بهم، وانا لا اقول عن كل اللبنانيين. بينما عندما كانت خطابات بيروت تتكلم عن «سعادين» سوريا، وعن الحيتان والأقزام وغيرها، كنت اصعد الى سوريا والجو محتدم جداً في ظل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي ظل محكمة ميليس، ولا نتعرض مرة واحدة ولم تتعرض اي سيارة لبنانية عليها رقم سيارة لبناني لأي حادث، بينما كم هو عدد القتلى الذين قُتلوا من السوريين في الشمال، كم هو عدد السوريين الذين قتلوا بعد 2005؟ ربّ قائل مرة اخرى، وسوريا قتلتنا وقصفتنا بالصواريخ والمدافع، وأنا اقول له معك حق، لم يكن يجب ان يحصل هذا الامر، لكن للقتال قتال، وللعبة الامم قواعد وأصول، وظلمتنا سوريا، ونحن ظلمناها، لكن الأهم هو ان الشعب اللبناني عاد الى دولته بفضل سوريا، ولو كان السوري سيىء النيّة، لما وافق على خطة ايصال عديد الجيش الى 60 ألف جندي، بل كان بامكانه بسهولة إبقاء الجيش اللبناني على عدد 25 او 20 الف جندي كيلا يستطيع القيام بأي واجب، بل ان السوري هو الذي ضغط كي تكون موازنة وزارة الدفاع على مستوى الـ60 الف جندي. حتى عندما قيل للسوري ان قوى الامن الداخلي هي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان جواب الضباط السوريين، نحن ابناء مؤسسة عسكرية ونثق دائما بالعسكر عندما يكونون في ثكناتهم ومهامهم، وفي عهد السوريين وصل عديد قوى الامن الداخلي الى 25 الف عنصر وهو اعلى رقم في تاريخ الامن الداخلي. لو كانت سوريا لا تريد بلدا لكانت ازاحت الامن العام اللبناني في العبودية والمصنع والعريضة، وجعلته فارغاً وتصرفت كما تصرف صدام حسين في الكويت. هل يستطيع احد ان ينكر انه عند انسحاب الجيش السوري من لبنان كان عديد الجيش اللبناني 60 الفاً، هل احد يستطيع ان ينكر ان عديد قوى الامن الداخلي كان 24 الفاً، هل يستطيع احد ان ينكر ان عديد الامن العام 6 الاف عنصر، هل يستطيع العماد جان قهوجي والعماد ميشال سليمان، ان ينكرا ان سوريا اعطتنا 100 دبابة من طراز ت 55 كي يكون لدينا سلاح مدرعات ؟ لعلني أنا اكذب، فلتصحّح وتسكتني بعبارة واحدة قيادة الجيش او العماد سليمان او سوريا. أنا اكتب بخط اسود على اوراق بيضاء، وأوقّع مقالتي على طول السطر، وما اقوله هو ما حصل وما رأيته في زماني، واستطيع قول هذا الكلام لاني بقيت حليفاً لسوريا رغم الأذى الشخصي ضدي، ولكن لا قيمة للامور الشخصية عندما نقاتل من اجل قضية. والعروض التي تقدمت بها اميركا واوروبا للرئيس الراحل حافظ الاسد، من اجل التوقيع على معاهدة سلام مع اسرائيل، كان الجواب الدائم عليها، لا استطيع ان اوقّع على التنازل عن أي شبر. وهنا نقطة نشرحها هي ان حدود الامتداد البريطاني لفلسطين مع سوريا، جعل تلة الحمّى في فلسطين، اما الرئيس حافظ الاسد، فاعتبر الحدود هي خط 4 حزيران. ثم موقف الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد اننا لن نحل قضيتنا قبل حل المسألة الام وهي المشكلة الفلسطينية. ولو وافقت سوريا مثل مصر والاردن على عقد اتفاق مع اسرائيل، ونسيان الشعب الفلسطيني ونسيان مبدإ الممانعة، لكانت سوريا هي الدولة الاولى المعززة لدى الولايات المتحدة والغرب. ربّ قائل، تتحدثون كل يوم عن الممانعة، ونحن نقول لكم، نعم للممانعة الحقيقية، فيوم كان التطبيع وفتح الحدود وزيارات بيريز لدول عربية، كان حزب الله ينسّق مع سوريا لبناء أكبر قاعدة صاروخية لساعة الصفر التي دقّت في 12 تموز 2006. كانت سوريا قد أعادت بناء الاحتياط المالي آنذاك واشترت اسلحة بـ4 مليارات، ولأول مرة تحصل سوريا من روسيا الاتحادية على صاروخ «شايخون» الاحدث تطوراً والذي يمنع أي بارجة من الاقتراب لمحاصرة الشواطىء السورية، على مسافة 300 كلم خط نار من موقعه على الشاطىء باتجاه البحر. أخيراً، الحديث يطول ويطول، ولكن أخبرني والدي، رحمه الله، عن السياسة، أنه ابتعد عنها دائماً، وان السياسيين أصحاب مصالح. وما حصل معي وشاهدته في لبنان، هو أكثر مما شاهده المرحوم والدي، لاني رأيت حلفاء الامس في سوريا الذين صنعتهم، يقررون النأي بالنفس يوم سوريا جريحة تطلب نقطة دماء او موقفا معنويا، مع ان عزة نفس سوريا لا تطلب ذلك ولم يصدر في الاعلام السوري عبارة واحدة تعبر عن لوم المسؤولين لان لديهم عزة نفسهم. يفضلون ان يستشهدوا على ان يمدوا ايديهم للطلب، بينما العار علينا، نحن الذين رأينا الرئيس بشار الاسد في اكبر ازمة ورأينا الجيش النظامي يقع في اكبر مشكلة، ورأينا الشعب السوري يصاب بالويلات ولم نفعل شيئاً، ولم نقدم بيوتنا كي يسكنوا فيها، ولم نرسل ثيابا شتوية لاطفال حلب وحمص وحماة ودير الزور والمناطق الاخرى. اين الشعب اللبناني لا يهبّ ويجمع ويرسل مساعدات انسانية للشعب السوري، حتى خارج اطار الحكومة السورية ؟ ان الخداع هو احدى ألاعيب الذكاء الشريرة، والبعض يتباهى بأنه ذكيّ ولكن على قاعدة الشرّ، وأما الخداع الذي يمارسه السياسيون ومسؤولون كبار وفي كل الدولة بشأن العلاقة مع سوريا بعبارة النأي بالنفس، فهم ناكرو جميل وهم لا يستحقون اي مساعدة. وعلى كل حال، الشعب السوري قوي، وسينتصر من أجل قضيته القومية، أما العار فهو لهؤلاء الذين عندما وقعت سوريا في أزمة تركوها وأداروا ظهورهم لها، وتركوها تنزف، وما سألوا عن دمائها، وهم ينتظرون ساعة موتها، عند قسم كبير لا سمح الله، ان يحصل هذا الامر، وسوريا ستنهض، لان شعبنا لديه طاقات جبّارة.

المصدر : شارل ايوب \ الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة