دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اذا كان صحيحاً ما ذكره مراسل الـ «ب.ب.سي» ومحطة الـ «ب.ب.س» ايضاً عن ان التلفزيون السوري عرض مناظر مروعة للقتلى الذين تسللوا الى سوريا، فان وضع طرابلس قادم على مشكلة كبرى، وردّات فعل غاضبة، اكثر من الحدّ المعقول. وتظهر الصور ان القتلى مشوّهون، وانه سيتم يوم السبت تسليم الدفعة الاولى الى الامن العام اللبناني، في حين اصر اهالي القتلى على استلام القتلى كلهم دفعة واحدة.
وكانت اشتباكات اندلعت في طرابلس اثر مقتل مجموعة من 25 شاباً تسللوا الى سوريا، فذكر البعض في سوريا ان القتلى 14، اما مصير البقية، فالشيخ دقماق قال ان 3 منهم آمنين مع المسلحين، والبقية اسرى عند السلطة السورية.
لكن الاشتباكات اندلعت بين جبل محسن ومنطقة باب التبانة، والزاهرية والقبة والملولة ضد جبل محسن، انتقاما لمقتل الشبّان في سوريا. وقد قتل اكثر من 12 شخصاً، بينهم 2 صباح الجمعة، فأصبح عدد القتلى 12، والجرحى اكثر من 100.
ثم ساد الهدوء يوم الجمعة، حيث اغلق الجيش اللبناني كل مداخل المنطقة، الى محيط جبل محسن وباب التبانة، وانذر الاطراف بالتوقف عن اطلاق النار. وانسحب من خط الفصل الى تجميع قوة عسكرية كبرى، وابلغ الاطراف انه لن يتساهل بالامر.
وباتت مدينة طرابلس مدينة مقفلة، لا يتجوّل احد فيها، والحذر في كل المنطقة. وتحوّل خط السير من بيروت باتجاه عكار الى طريق يمر بزغرتا وينزل الى منطقة دير عمار. اما طرابلس فعاشت 3 ايام من الاشتباكات واطلاق القذائف الصاروخية، وكل انواع الاسلحة المتوسطة والخفيفة.
دعوة مجلس الدفاع الاعلى
هذا ودعا الرئيس نجيب ميقاتي بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وكونه نائب رئيس مجلس الدفاع الاعلى، دعا مجلس الدفاع الاعلى الى الاجتماع في القصر الجمهوري لبحث الوضع في طرابلس، لان الوضع اصبح خطيراً.
وعلمت «الديار» من مصادر موثوقة، ان الاشتباكات التي حصلت في جبل محسن، اشترك فيها عناصر مع الاصوليين والسلفيين، مع عناصر من الجيش السوري الحر، وان الذي تولى قيادة الجبهة ضد جبل محسن، ضابط برتبة لواء من الجيش السوري الحر، الذي انشقّ عن الجيش السوري النظامي.
كذلك لوحظ وجود مئات من عناصر الجيش السوري الحر، في مناطق باب التبانة والزاهرية والقبة والملولة، يقاتلون ضد جبل محسن.
وعلمت «الديار» بصورة خاصة بها، ان مجلس الدفاع الاعلى سيدرس وضع دخول الجيش السوري الحر على خط الاشتباكات مع جبل محسن، وكيفية معالجة هذا الموضوع، اضافة الى معالجة وضع العاصمة الثانية في لبنان طرابلس، لاعادة الاستقرار اليها وحفظ الامن، وسيكون امام مجلس الدفاع الاعلى ان يقرر خطوات عملية، ومنها:
1- اتفاق بالتراضي وسحب المسلحين ووضع الجيش بالفصل بين الفئتين، وهذا الحل هو ليس حلاً، بل نار تحت الرماد.
2- قيام الجيش اللبناني بسحب اسلحة المسلحين، وهو أمر لن يقبله المسلحون في جبل محسن، كذلك الاصوليون والسلفيون لن يسلموا اسلحتهم.
3- كيفية معالجة عناصر الجيش السوري الحر في الشمال، بعد انضمامه الى مسلحي باب التبانة والملولة، وهم من الطائفة السنية، في الاشتباك مع جبل محسن، وهو من الطائفة العلوية.
ووفق مصادر خاصة بـ «الديار»، فان سوريا ابلغت السلطة اللبنانية ان حماية الاقلية العلوية في طرابلس تقع على عاتقها وعاتق الجيش اللبناني. واذا حصل امر خطير للاقلية العلوية في جبل محسن في طرابلس، فان سوريا سيكون لها موقف خطير في هذا المجال.
على كل حال، طرابلس هدأت نسبياً بعد اتصال قيادة الجيش بالاطراف، والان ينتظر الجميع محطتان:
المحطة الاولى هي تسليم الجثث اليوم السبت، واذا كانت الجثث مشوّهة فستترك ردّات فعل عنيفة في طرابلس.
والمحطة الثانية اجتماع مجلس الدفاع الاعلى قبل ظهر يوم الاحد، والقرارات التي ستصدر عنه لمعالجة وضع طرابلس.
وضع الشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس
على صعيد مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، وكانت «الديار» اول من أثار الموضوع، فان وزير الداخلية العميد مروان شربل اتصل بالشعار في باريس، وتمنى عليه البقاء هناك، لان الوضع الامني لا يسمح بوجوده، ويعرّضه للخطر الشديد. ومن الافضل البقاء حالياً خارج طرابلس، لحين حلّ مشكلة المدينة، وتأمين الاستقرار فيها.
كذلك تلقى الشيخ مالك الشعار اتصالات من الرئيس سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، واتصالات كثيرة من اطراف عديدة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة