دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يتوانوا في تطبيب جرحى الحرب على غزة في العام 2008، وآثروا إلا أن يشاركوا في الوقوف إلى جانب الجرحى في القطاع المقطوع عن العالم والمحروم أهله من أبسط الحقوق في التنقل واستلام المساعدات الطبية والغذائية وغيرها. فقد زار ثلاثة أطباء بحرينيين غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير للوقوف على أحوال الجرحى والمساهمة في علاجهم.
هذه الزيارة لم تتبناها وزارة الصحة البحرينية، كما لم تتبناها الجهات الرسمية أو الأهلية البحرينية، بالإضافة لرفض السفير البحريني في القاهرة الاجتماع بهم عندما زاروا السفارة ليعمل على تسهيل وصولهم للقطاع، ولكنها جاءت بمبادرة شخصية من هؤلاء الأطباء الثلاثة الذي قرروا القيام بواجبهم اتجاه الجرحى المقطوعين عن العالم.
الدكتور نبيل تمام، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، الذي كان يحاكم مع 27 من زملائه في المحاكم البحرينية بتهم متعددة، وصدر حكم المحكمة صبيحة النهار الذي توجه فيه إلى القاهرة بهدف الوصول إلى غزة، حكم بالحبس 3 أشهر أو كفالة إفراج 200 دينار لوقف التنفيذ، بتهمة الاشتراك في مسيرات غير مرخّص لها وانتهاك أحكام القانون.
الدكتور طه الدرازي، استشاري جراحة المخ والأعصاب الذي أحيل إلى التقاعد بعد توقيفه لعدة أشهر العام الماضي، بسبب مشاركته في التظاهرات المضادة للحكومة، كان من بين الأطباء الذي توجهوا للقطاع لعلاج الجرحى. كما شارك الدكتور عارف رجب ضمن هذه الزيارة التي استمرت عدة أيام.
وقال تمام لـ«السفير» إن قرار الذهاب إلى غزة كان «شخصيا، وتم التفكير فيه بشكل ذاتي مع بدء العدوان على غزة، فقد قمت بالاتصال بالأخوة الأطباء في غزة وبالتنسيق مع الأخوة الأطباء في القاهرة لأكون من بين الوفد الزائر».
للدكتور تمام تجربة سابقة في غزة إبان عدوان العام 2008، حيث شارك مع الدكتور علي العكري، الذي يقضي عقوبة السجن خمس سنوات الآن في السجون البحرينية بتهمة المشاركة في مسيرات والسعي لقلب نظام الحكم، والدكتور سمير الحداد في مهمة رسمية انطلقت من لجنة دعم غزة تحت مظلة جمعية الأطباء البحرينية لحضور اجتماع طارئ لاتحاد الأطباء العرب الذي عقد في العريش. كما شاركوا في الإعتصام عند معبر رفح من أجل دخول غزة لمدة سبعة أيام، بعدها دخلوا مع الطواقم الطبية المصرية إلى أن تم وقف إطلاق النار.
ويقول تمام «هذه المرة تختلف عن سابقتها، لأن زيارتنا في المرة السابقة كانت تحت مظلة جمعية الأطباء البحرينية والوضع الأمني سيئ، كما تعاون سفير البحرين في القاهرة آنذاك، وجمعت تبرعات بلغت ١٠ آلاف دينار (26 ألف دولار) في فترة وجيزة وقتها، أما هذه المرة فكان القرار شخصيا من الطواقم الطبية البحرينية، والوضع الأمني وتعامل السلطات الأمنية من الجانب المصري سهلا بالإضافة للجانب الفلسطيني، ولم نحصل على أية تسهيلات من سفارة البحرين في القاهرة، ولم نستطع جمع تبرعات كون الأمر قد يؤدي إلى تساؤل وملاحقة وزارة التنمية الاجتماعية».
في المرة السابقة شارك الدكتور العكري في زيارة الأطباء البحرينيين إلى غزة، فكيف يشعر زملاؤه اليوم وهم يزورون القطاع من دونه؟ أجاب نبيل تمام «أقول له فقط جسدك غاب عنا ولكن روحك وقلبك كان ملازما لنا طوال الرحلة، تذكرناك منذ اللحظة الأولى لاتخاذ القرار، ثم في القاهرة وعند المعبر وفي كل مكان ومستشفى زرناه، حتى زملائك وأصدقائك الفلسطينيين تذكروك بكل خير وتمنوا لك الفرج العاجل».
وأضاف تمام «كان الهدف من الزيارة هو تقديم العلاج للجرحى ومساندة الطواقم الطبية في عملهم، والتضامن معهم ومع الشعب الفلسطيني الصامد تحت الحصار، ولكن صادف دخولنا ٤٨ ساعة بعد إعلان الهدنة، حيث دخلنا مع القافلة الطبية التي دخلت بتنسيق من نقابة الصيادلة المصريين، وزرنا جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفيات».
وعما إذا كانوا سيقومون بزيارات جديدة للقطاع، قال تمام «حتما، وليس بالضرورة أن تكون وقت الحرب، فقد بدأنا مشروع التوأمة بين الطواقم الطبية في البحرين وغزة منذ الزيارة الماضية، وهو قائم على مشاريع مشتركة في ما يخص العلاقات وتوفير المعدات والتدريب العلمي والمهني المتبادل»، فيما أشار الدرازي إلى أن «التعاون بين البحرين وغزة ليس حكرا على وقت الحرب، ومن بينها مشروع التدريب الذي نطمح لتطويره في القريب العاجل، عبر زيارات لأطباء بحرينيين للقطاع، بسبب صعوبة مغادرة أطباء القطاع».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة