الدخول إلى جرمانا مستحيل، الحواجز مغلقة والعناصر متأهبة والغضب عارم والسير مزدحم والعويل يصل إلى عنان السماء، وحدها الإستعانة بالمعارف في الهلال الأحمر من النافذين تفتح أمامي الطريق على متن أول سيارة اسعاف تمر في المنطقة. أدخل إلى البلدة من جهة جسر الكباس الأكثر ازدحاما وامر على الحاجز المغلق فيفتحه أمامنا عويل المنبه وشكل الإسعاف المميز، وأدخل البلدة متوجهاً إلى منطقة التفجير، الدخان ينبعث من بعيد، رائحة الموت تمر بجانبي محمولة على سيارات الإسعاف وفي سيارات الأجرة وفي السيارات الخاصة.
من بعيد ترى أنه لا مجال للعبور إلا مشياً إلى مكان التفجير ...أصبحوا أربعة حتى الآن ، أربعة تفجيرات في وقت الذروة في ساحة مدنية يجتمع فيها الناس صباحاً للتوجه إلى أعمالهم وتنتظرهم فيها فانات النقل الخاص وباصات النقل العام وسيارات الأجرة. وقرب الساحة أيضاً مدرستان تكتظان بآلاف التلامذة من أطفال وفتيان. هنا لا وجود لمراكز القوى الأمنية التي تحمي مداخل البلدة ولا تتجول داخلها فهي بلدة ليس فيها أي أثر لجماعات المعارضة فخليط سكانها الطائفي المتعدد الإنتماءات أبعدها عن انتشار الوهابية وعن التأثيرات الطائفية الصادرة عن تحريض الفضائيات الممولة خليجياً وأصم سمع سكانها عن تحريض الشيوخ الطائفيين من مساجد سلمتها لهم الدولة وموّل جميعاتهم بعلم الدولة أصدقائها من الأثرياء والنصابين والمنافقين الذين أكلوا لحم النظام ثم جعلوا أموالهم وقت الحاجة في خدمة شيوخ الفتنة والإرهاب. هنا في جرمانا الذئب والحمل يعيشان سوياً، فلا اختلاف السني مع العلوي ومع الشيعي ومع الدرزي و المسيحي له وجود ولا تعدد المذاهب له تأثير سلبي، هنا يعرف كل سوري وسورية أنهم وأنهن يحتاجون لبعضهم بعضاً وإلا أصبحت بيوتهم منازلاً في إمارة أبي قتادة الأفغاني أو هم وأبنائهم رعايا في دولة أبي جنادة الألباني الإسلامية. هنا يريد أهل جرمانا من سنةٍ ودروز ومسيحيين وعلويين يريدون أن يبقوا سوريين ولكن جماعات تأتمر بأمر معاذ الخطيب وسهير الأتاسي ورياض سيف أبت إلا أن تُذيق سوريو جرمانا طعم الحرية الأمريكي. هنا يعرفون روبرت فورد سفير عزرائيل ومساعده لا كسفير لأميركا. هنا يرون خالد مشعل لا كمقاوم وإنما كمزور للتاريخ حيث يحول مقاومي غزة إلى داعمين لقتلة من حموا المقاومة ومن سلحوها ومن قدموا لها المأوى. هنا في جرمانا صباح الأربعاء في الثامن والعشرين من نوفمبر – ت 2 2012 حدثت مجزرة نفذها ثلاثة بكل تصميم مسبق وبنية الإجرام والمنفذون هم رياض سيف ، سهير الأتاسي والشيخ معاذ الخطيب الحسني الفرنساوي الأمريكي. هنا مئات الأطفال سقطوا قتلى وجرحى في أربع تفجيرات وقع الأول الساعة السابعة تقريباً في ساحة الرئيس قرب محل الشاورما والثاني وقع بعد خمس دقائق عند الكازية وبعد أن تجمع آلاف المواطنين لمساعدة مئات من ضحايا التفجير الاول انفجرات سيارة يقودها حيوان انتحاري أراد أن يذهب للقاء ما قيل له أنهن حوريات في الجنة ولكنه أخذ من سورية حوريات الأرض من أطفال جرمانا ومن طفلاتها.
بعدها تجمع المواطنين لإنقاذ ضحايا التفجيريين ووصلت سيارات الإسعاف فوقع التفجيرين الثالث والرابع بفارق ثلاثة دقائق بينهما قرب منطقة مطعم السنابل الذي يعتبر مدخلاً إلى الساحة ويدعى كورنيش القربات وكان الشارع مزدحماً بالسيارات التي تحمل الهاربين من التفجيرات الأولى ومزدحماً بالمارة والعابرين.
تحدث المواطنون معنا وكأنهم يتحدثون عن يوم القيام، تسألهم عما حدث فترى في عيونهم استغرابا للسؤال:
" لم يبقى طفل حي في الشارع ، لعنهم الله ...اختاروا ساعة الذروة لتفجير المواطنين، هل هذه ثورة أم عملية إبادة لأطفالنا " تسأل امرأة ملوثة بالدماء وتبحث بين الأشلاء عن أطفالها الأربعة الذين خرجوا مشياً من منزلهم في شارع التربة إلى المدرسة قرب الساحة ...هرج ومرج...نتبع المرأة في بحثها تدخل إلى المدرسة وتجد أنها فارغة ، معظم التلامذة تركوا صفوفهم وعادوا إلى منازلهم . كانت المرأة من هول الصدمة قد بحثت بين الجثث وبين الجرحى عن أبنائها، قلبها دليلها تقول،" ما إن حصل الإنفجار حتى أحسست أني أنا من مات فخرجت لأبحث عنهم ".
نكمل البحث عن خبر في زمن البحث عن الأشلاء ، الكل متفق، الكل يعرف القاتل :
" هذه هي الشموع التي كانت تحملها سهير الأتاسي في ساحة باب توما، خدعونا بالسلمية وأنتهينا قتلى الحرية التي نادوا بها " يقول مواطن مفجوع دون أن يكون ممن خسروا أحدا.
يقول : أبنائي في المنزل ، " لم يخرجوا اليوم بسبب سماعي لصوت اشتباك في جهة حاجز اول المدينة" . لماذا يبكي ويلطم؟ يقول : " كلهم ابنائي ، هم السابقون ونحن اللاحقون، إن لم نقاتلهم سيقتلوننا جميعاً، إنهم مجرمون إما أن نقتلهم أو سيقتلون أبنائنا، لم نفعل لهم شيء ومع ذلك يقتلون اطفالنا" طلبنا ان لا نتورط لا معهم ولا ضدهم لكنهم مصرون على ان كل من هو ليس في صفهم يستحق القتل " ...
رفع يديه السماء واخذ يولول كالنساء " الله لا يوفقك يا اوباما ، لا لا يعطيكي العافية يا سهير الاتاسي، الله يفرجيك يوم بولادك يا رياض سيف ، الله يلعنك ويلعن المشايخ اللي متلك يا معاذ الخطيب"
معلومات عربي برس من ساحة الرئيس تقول :
ان الاجرام والنوايا التي يكنها القتلة للسوريين دفعتهم لافتعال اشتباك قرب الحاجز – المخرج الثاني من جرمانا لجهة الاوتستراد، اشتباك لم يستمر سوى لدقائك كان الهدف منه جعل الساحة معبرا اجباريا للخارجين الى مدارسهم واعمالهم وحينها وقعت الانفجارات المصممة بطريقة لا يمكن ان تنم سوى عن حقد اسود شيطاني ضد الابرياء والعزل.
يتحدثون هنا عن اعتقال الاهالي لثلاثة شباك نزلوا من مبنى مجاور وصعدوا في سيارتهم وحاولوا الخروج من موقف السيارات التابع لاحدى المباني المطلة على الساحة وهي تقريبا البناية الوحيدة التي لها موقف. فتقدمت اللجان الشعبية وطلبت من ركاب السيارة الثلاثة هوياتهم وتقول المصادر ان ، ان احد المواطنين اتصل باللجان الشعبية ليقول ان شبانا ثلاثة دخلوا شقة في مبناه مع ان صاحب المبنى مسافر منذ سنتين، و تسائل المواطن باتصاله مع اللجان الشعبية عن علاقة الشبان الثلاثة بالانفجارات التي وقع اولها بعد دقائق من دخولهم الشقة في مبناه .
اللجان الشعبية كانت بانتظارهم امام المبنى فاعتقلتهم بسماعدة الشاهد لحظة محاولتهم الصعود في سيارتهم .
هل سنرى هؤلاء القتلة على شاشات التلفزيون ام ان الحفاظ على السلم الاهلي سيمنع السلطات من كشف هوياتهم؟
  • فريق ماسة
  • 2012-11-27
  • 10742
  • من الأرشيف

مجزرة رهيبة في جرمانا....ومصدر أهلي يقول : مجموعات تابعة لمعاذ الخطيب ولسهير الأتاسي ولرياض سيف نفذت التفجيرات

  الدخول إلى جرمانا مستحيل، الحواجز مغلقة والعناصر متأهبة والغضب عارم والسير مزدحم والعويل يصل إلى عنان السماء، وحدها الإستعانة بالمعارف في الهلال الأحمر من النافذين تفتح أمامي الطريق على متن أول سيارة اسعاف تمر في المنطقة. أدخل إلى البلدة من جهة جسر الكباس الأكثر ازدحاما وامر على الحاجز المغلق فيفتحه أمامنا عويل المنبه وشكل الإسعاف المميز، وأدخل البلدة متوجهاً إلى منطقة التفجير، الدخان ينبعث من بعيد، رائحة الموت تمر بجانبي محمولة على سيارات الإسعاف وفي سيارات الأجرة وفي السيارات الخاصة. من بعيد ترى أنه لا مجال للعبور إلا مشياً إلى مكان التفجير ...أصبحوا أربعة حتى الآن ، أربعة تفجيرات في وقت الذروة في ساحة مدنية يجتمع فيها الناس صباحاً للتوجه إلى أعمالهم وتنتظرهم فيها فانات النقل الخاص وباصات النقل العام وسيارات الأجرة. وقرب الساحة أيضاً مدرستان تكتظان بآلاف التلامذة من أطفال وفتيان. هنا لا وجود لمراكز القوى الأمنية التي تحمي مداخل البلدة ولا تتجول داخلها فهي بلدة ليس فيها أي أثر لجماعات المعارضة فخليط سكانها الطائفي المتعدد الإنتماءات أبعدها عن انتشار الوهابية وعن التأثيرات الطائفية الصادرة عن تحريض الفضائيات الممولة خليجياً وأصم سمع سكانها عن تحريض الشيوخ الطائفيين من مساجد سلمتها لهم الدولة وموّل جميعاتهم بعلم الدولة أصدقائها من الأثرياء والنصابين والمنافقين الذين أكلوا لحم النظام ثم جعلوا أموالهم وقت الحاجة في خدمة شيوخ الفتنة والإرهاب. هنا في جرمانا الذئب والحمل يعيشان سوياً، فلا اختلاف السني مع العلوي ومع الشيعي ومع الدرزي و المسيحي له وجود ولا تعدد المذاهب له تأثير سلبي، هنا يعرف كل سوري وسورية أنهم وأنهن يحتاجون لبعضهم بعضاً وإلا أصبحت بيوتهم منازلاً في إمارة أبي قتادة الأفغاني أو هم وأبنائهم رعايا في دولة أبي جنادة الألباني الإسلامية. هنا يريد أهل جرمانا من سنةٍ ودروز ومسيحيين وعلويين يريدون أن يبقوا سوريين ولكن جماعات تأتمر بأمر معاذ الخطيب وسهير الأتاسي ورياض سيف أبت إلا أن تُذيق سوريو جرمانا طعم الحرية الأمريكي. هنا يعرفون روبرت فورد سفير عزرائيل ومساعده لا كسفير لأميركا. هنا يرون خالد مشعل لا كمقاوم وإنما كمزور للتاريخ حيث يحول مقاومي غزة إلى داعمين لقتلة من حموا المقاومة ومن سلحوها ومن قدموا لها المأوى. هنا في جرمانا صباح الأربعاء في الثامن والعشرين من نوفمبر – ت 2 2012 حدثت مجزرة نفذها ثلاثة بكل تصميم مسبق وبنية الإجرام والمنفذون هم رياض سيف ، سهير الأتاسي والشيخ معاذ الخطيب الحسني الفرنساوي الأمريكي. هنا مئات الأطفال سقطوا قتلى وجرحى في أربع تفجيرات وقع الأول الساعة السابعة تقريباً في ساحة الرئيس قرب محل الشاورما والثاني وقع بعد خمس دقائق عند الكازية وبعد أن تجمع آلاف المواطنين لمساعدة مئات من ضحايا التفجير الاول انفجرات سيارة يقودها حيوان انتحاري أراد أن يذهب للقاء ما قيل له أنهن حوريات في الجنة ولكنه أخذ من سورية حوريات الأرض من أطفال جرمانا ومن طفلاتها. بعدها تجمع المواطنين لإنقاذ ضحايا التفجيريين ووصلت سيارات الإسعاف فوقع التفجيرين الثالث والرابع بفارق ثلاثة دقائق بينهما قرب منطقة مطعم السنابل الذي يعتبر مدخلاً إلى الساحة ويدعى كورنيش القربات وكان الشارع مزدحماً بالسيارات التي تحمل الهاربين من التفجيرات الأولى ومزدحماً بالمارة والعابرين. تحدث المواطنون معنا وكأنهم يتحدثون عن يوم القيام، تسألهم عما حدث فترى في عيونهم استغرابا للسؤال: " لم يبقى طفل حي في الشارع ، لعنهم الله ...اختاروا ساعة الذروة لتفجير المواطنين، هل هذه ثورة أم عملية إبادة لأطفالنا " تسأل امرأة ملوثة بالدماء وتبحث بين الأشلاء عن أطفالها الأربعة الذين خرجوا مشياً من منزلهم في شارع التربة إلى المدرسة قرب الساحة ...هرج ومرج...نتبع المرأة في بحثها تدخل إلى المدرسة وتجد أنها فارغة ، معظم التلامذة تركوا صفوفهم وعادوا إلى منازلهم . كانت المرأة من هول الصدمة قد بحثت بين الجثث وبين الجرحى عن أبنائها، قلبها دليلها تقول،" ما إن حصل الإنفجار حتى أحسست أني أنا من مات فخرجت لأبحث عنهم ". نكمل البحث عن خبر في زمن البحث عن الأشلاء ، الكل متفق، الكل يعرف القاتل : " هذه هي الشموع التي كانت تحملها سهير الأتاسي في ساحة باب توما، خدعونا بالسلمية وأنتهينا قتلى الحرية التي نادوا بها " يقول مواطن مفجوع دون أن يكون ممن خسروا أحدا. يقول : أبنائي في المنزل ، " لم يخرجوا اليوم بسبب سماعي لصوت اشتباك في جهة حاجز اول المدينة" . لماذا يبكي ويلطم؟ يقول : " كلهم ابنائي ، هم السابقون ونحن اللاحقون، إن لم نقاتلهم سيقتلوننا جميعاً، إنهم مجرمون إما أن نقتلهم أو سيقتلون أبنائنا، لم نفعل لهم شيء ومع ذلك يقتلون اطفالنا" طلبنا ان لا نتورط لا معهم ولا ضدهم لكنهم مصرون على ان كل من هو ليس في صفهم يستحق القتل " ... رفع يديه السماء واخذ يولول كالنساء " الله لا يوفقك يا اوباما ، لا لا يعطيكي العافية يا سهير الاتاسي، الله يفرجيك يوم بولادك يا رياض سيف ، الله يلعنك ويلعن المشايخ اللي متلك يا معاذ الخطيب" معلومات عربي برس من ساحة الرئيس تقول : ان الاجرام والنوايا التي يكنها القتلة للسوريين دفعتهم لافتعال اشتباك قرب الحاجز – المخرج الثاني من جرمانا لجهة الاوتستراد، اشتباك لم يستمر سوى لدقائك كان الهدف منه جعل الساحة معبرا اجباريا للخارجين الى مدارسهم واعمالهم وحينها وقعت الانفجارات المصممة بطريقة لا يمكن ان تنم سوى عن حقد اسود شيطاني ضد الابرياء والعزل. يتحدثون هنا عن اعتقال الاهالي لثلاثة شباك نزلوا من مبنى مجاور وصعدوا في سيارتهم وحاولوا الخروج من موقف السيارات التابع لاحدى المباني المطلة على الساحة وهي تقريبا البناية الوحيدة التي لها موقف. فتقدمت اللجان الشعبية وطلبت من ركاب السيارة الثلاثة هوياتهم وتقول المصادر ان ، ان احد المواطنين اتصل باللجان الشعبية ليقول ان شبانا ثلاثة دخلوا شقة في مبناه مع ان صاحب المبنى مسافر منذ سنتين، و تسائل المواطن باتصاله مع اللجان الشعبية عن علاقة الشبان الثلاثة بالانفجارات التي وقع اولها بعد دقائق من دخولهم الشقة في مبناه . اللجان الشعبية كانت بانتظارهم امام المبنى فاعتقلتهم بسماعدة الشاهد لحظة محاولتهم الصعود في سيارتهم . هل سنرى هؤلاء القتلة على شاشات التلفزيون ام ان الحفاظ على السلم الاهلي سيمنع السلطات من كشف هوياتهم؟

المصدر : خضر سعيد - عربي برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة