أكد مدير مركز يافا للدراسات والابحاث في القاهرة رفعت سيد أحمد ان تركيا تلعب دورا خطيرا لتفكيك سورية وضرب المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين خدمة للمشروع الاستعماري الغربي محذرا من الانسياق خلف تركيا بزعامة اردوغان لانها مع مصلحتها أولا و التي تتعارض غالبا مع الاستقلال والتنمية والثورة ومقاومة المشروع الصهيوني واسترداد فلسطين.

وأشار سيد أحمد في دراسة نشرتها صحيفة التحرير المصرية بعنوان "الوجه الاخر لتركيا التي يتغزل بها التيار الاسلامي" إلى ان تركيا تتآمر بشكل واضح على وحدة الأراضي السورية تحت مسمى وهمي اسمه دعم "الثورة" فضلا عن محاولاتها المستمرة لإحتواء حركة حماس وتحويلها إلى حركة سياسية فقط دون الجهاد المسلح خدمة لإسرائيل التي تربطها بها علاقات وطيدة مبينا ان أردوغان يستهدف في خطاباته الفارغة دغدغة مشاعر المصريين والعرب وخاصة فيما يتصل بالشأن السوري ويحكمه هدف رئيسي هو تفكيك سورية وضرب المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية وتحويل الأخيرة خصوصا إلى مجرد مشروع سياسي لا عسكري خدمة للغرب.

ورأى سيد أحمد ان الإسلام فى تركيا و تحديدا لدى أردوغان وحزبه يأتي "كأداة ووظيفة" وليس كعقيدة وان ما يؤمن به هو إسلام البزنس وليس إسلام المقاومة والثورة وأشار إلى ان التحالف الاستراتيجي بين تركيا وكل من إسرائيل والولايات المتحدة هو الحاكم لنظرية "حكام اسطنبول المتأسلمين" ولا يمكن لأحد أن يحلل السياسة الخارجية التركية بمعزل عن دورها في حلف شمال الأطلسي وهذا يضع دائما شكوكا على أي خطوة تركية إيجابية باتجاه الدول والقوى المعادية للمشروع الصهيوني أو المعارضة للسياسات الغربية في المنطقة مذكرا ان تركيا دولة تابعة بالكامل لواشنطن وفيها 26 قاعدة عسكرية أمريكية موجهة ضد المصالح العربية ولخدمة الحلف الأمريكي الإسرائيلي.

وأضاف ان تركيا تتعاون بقوة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مجال التصنيع العسكري حيث ينص الاتفاق العسكري مع إسرائيل بعد تجديده في عهد أردوغان على تبادل الطيارين ثماني مرات في السنة وهي تتيح للطيارين الإسرائيليين التحليق فوق الأراضي التركية الجبلية بهدف التدريب على أراض شبيهة بالأراضي الفلسطينية مشددا على ان هذا التعاون التركي الإسرائيلي يعنى وباختصار المشاركة المباشرة في قتل الفلسطينيين ودفن القضية الفلسطينية التي كان ينبغى أن يعتبرها إسلاميوا الثورات الجديدة بمثابة قطب الرحى لأن بها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

من جهة ثانية انتقد سيد أحمد القوى التي تقلد بشكل أعمى النموذج التركي وتسعى إلى تطبيقه مبينا ان من القضايا التي يجهلها إسلاميوا مصر وبعض مثقفيها وسياسييها عن تركيا هو تنامى مظاهر الاستبداد السياسي فيها رغم إدعاءات حزب العدالة والتنمية بالديمقراطية.

وفي هذا الصدد أشار إلى وجود 16 ألفا و800 شكوى أمام المحكمة الأوروبية في عام واحد ضد حكومة أردوغان لانتهاكها حقوق الانسان وممارسة التعذيب مع وجود ثلاثة آلاف معتقل سياسي في السجون التركية مؤكدا ان تركيا ليست بهذه النصاعة والصورة الديمقراطية والإشراق التي يقدمها الإعلام المصري الحاكم أو المتأسلم أو ما تروجه قطاعات واسعة من النخب.

وأضاف سيد أحمد.. يحدثنا التاريخ والواقع أن تركيا التي يحبها الإسلاميون في مصر والقرضاوي وجماعته بما فى ذلك التنظيم القطري الأمريكي المسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ربما أكثر من حبهم لبلدهم أو لوطنهم العربى ويتمنون إعادة إنتاج نموذجها في الحكم ويقلدونها تقليدا أعمى حتى على مستوى تسمية أحزابهم هي أول بلد في العالم يعترف بإسرائيل في 28 آذار عام 1949 وهي تحتفظ اليوم بعلاقات دافئة جدا معها.

ولفت سيد أحمد إلى ان تركيا كانت تاريخيا في "صف الأعداء" حيث انضمت إلى حلف بغداد المعادى لمصر عبد الناصر عام 1955 وأيدت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتدخل الأمريكي في لبنان ونشر قوتها على الحدود العراقية للتدخل من اجل إسقاط ثورة 14 تموز 1958 إضافة إلى تلويحها المستمر بقطع المياه أو تخفيض حصة سورية والعراق من المياه وإنشاء السدود والخزانات لإلحاق الضرر بالزراعة في هذين البلدين وانتهاكها المستمر لحرمة الأراضي العراقية منذ عام 1991 وحتى الآن بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وفي ختام دراسته حذر سيد أحمد من زيارة أردوغان المرتقبة لمصر وعلاقاته الدافئة الجديدة مع الإخوان والسلفيين مؤكدا انها يجب الا تنسي المصريين أنهم إزاء دولة تبحث عن مصالحها والمنفعة ولو مع الشيطان الإسرائيلي.

وبين ان دولة محصلتها الأخيرة تابعة لواشنطن ولحلف الأطلسي من غير المتوقع أن تكون مع الثورات العربية الحقيقية بل مع ثورات حلف الناتو التي تبحث عن النفط وتفكك المقاومة مشيرا إلى ان تركيا أردوغان ليست مع المصريين بالمطلق كما يتخيل العقل المريض لنفر من المسؤولين والنخب والإعلام بل هي مع مصلحتها أولا والتي غالبا ما ستتعارض مع مصالح المصريين في الاستقلال والتنمية والثورة ومقاومة المشروع الصهيوني واسترداد فلسطين.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-15
  • 6846
  • من الأرشيف

مدير مركز يافا للدراسات والابحاث: تركيا تتآمر بشكل واضح على وحدة الأراضي السورية

أكد مدير مركز يافا للدراسات والابحاث في القاهرة رفعت سيد أحمد ان تركيا تلعب دورا خطيرا لتفكيك سورية وضرب المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين خدمة للمشروع الاستعماري الغربي محذرا من الانسياق خلف تركيا بزعامة اردوغان لانها مع مصلحتها أولا و التي تتعارض غالبا مع الاستقلال والتنمية والثورة ومقاومة المشروع الصهيوني واسترداد فلسطين. وأشار سيد أحمد في دراسة نشرتها صحيفة التحرير المصرية بعنوان "الوجه الاخر لتركيا التي يتغزل بها التيار الاسلامي" إلى ان تركيا تتآمر بشكل واضح على وحدة الأراضي السورية تحت مسمى وهمي اسمه دعم "الثورة" فضلا عن محاولاتها المستمرة لإحتواء حركة حماس وتحويلها إلى حركة سياسية فقط دون الجهاد المسلح خدمة لإسرائيل التي تربطها بها علاقات وطيدة مبينا ان أردوغان يستهدف في خطاباته الفارغة دغدغة مشاعر المصريين والعرب وخاصة فيما يتصل بالشأن السوري ويحكمه هدف رئيسي هو تفكيك سورية وضرب المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية وتحويل الأخيرة خصوصا إلى مجرد مشروع سياسي لا عسكري خدمة للغرب. ورأى سيد أحمد ان الإسلام فى تركيا و تحديدا لدى أردوغان وحزبه يأتي "كأداة ووظيفة" وليس كعقيدة وان ما يؤمن به هو إسلام البزنس وليس إسلام المقاومة والثورة وأشار إلى ان التحالف الاستراتيجي بين تركيا وكل من إسرائيل والولايات المتحدة هو الحاكم لنظرية "حكام اسطنبول المتأسلمين" ولا يمكن لأحد أن يحلل السياسة الخارجية التركية بمعزل عن دورها في حلف شمال الأطلسي وهذا يضع دائما شكوكا على أي خطوة تركية إيجابية باتجاه الدول والقوى المعادية للمشروع الصهيوني أو المعارضة للسياسات الغربية في المنطقة مذكرا ان تركيا دولة تابعة بالكامل لواشنطن وفيها 26 قاعدة عسكرية أمريكية موجهة ضد المصالح العربية ولخدمة الحلف الأمريكي الإسرائيلي. وأضاف ان تركيا تتعاون بقوة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مجال التصنيع العسكري حيث ينص الاتفاق العسكري مع إسرائيل بعد تجديده في عهد أردوغان على تبادل الطيارين ثماني مرات في السنة وهي تتيح للطيارين الإسرائيليين التحليق فوق الأراضي التركية الجبلية بهدف التدريب على أراض شبيهة بالأراضي الفلسطينية مشددا على ان هذا التعاون التركي الإسرائيلي يعنى وباختصار المشاركة المباشرة في قتل الفلسطينيين ودفن القضية الفلسطينية التي كان ينبغى أن يعتبرها إسلاميوا الثورات الجديدة بمثابة قطب الرحى لأن بها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. من جهة ثانية انتقد سيد أحمد القوى التي تقلد بشكل أعمى النموذج التركي وتسعى إلى تطبيقه مبينا ان من القضايا التي يجهلها إسلاميوا مصر وبعض مثقفيها وسياسييها عن تركيا هو تنامى مظاهر الاستبداد السياسي فيها رغم إدعاءات حزب العدالة والتنمية بالديمقراطية. وفي هذا الصدد أشار إلى وجود 16 ألفا و800 شكوى أمام المحكمة الأوروبية في عام واحد ضد حكومة أردوغان لانتهاكها حقوق الانسان وممارسة التعذيب مع وجود ثلاثة آلاف معتقل سياسي في السجون التركية مؤكدا ان تركيا ليست بهذه النصاعة والصورة الديمقراطية والإشراق التي يقدمها الإعلام المصري الحاكم أو المتأسلم أو ما تروجه قطاعات واسعة من النخب. وأضاف سيد أحمد.. يحدثنا التاريخ والواقع أن تركيا التي يحبها الإسلاميون في مصر والقرضاوي وجماعته بما فى ذلك التنظيم القطري الأمريكي المسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ربما أكثر من حبهم لبلدهم أو لوطنهم العربى ويتمنون إعادة إنتاج نموذجها في الحكم ويقلدونها تقليدا أعمى حتى على مستوى تسمية أحزابهم هي أول بلد في العالم يعترف بإسرائيل في 28 آذار عام 1949 وهي تحتفظ اليوم بعلاقات دافئة جدا معها. ولفت سيد أحمد إلى ان تركيا كانت تاريخيا في "صف الأعداء" حيث انضمت إلى حلف بغداد المعادى لمصر عبد الناصر عام 1955 وأيدت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتدخل الأمريكي في لبنان ونشر قوتها على الحدود العراقية للتدخل من اجل إسقاط ثورة 14 تموز 1958 إضافة إلى تلويحها المستمر بقطع المياه أو تخفيض حصة سورية والعراق من المياه وإنشاء السدود والخزانات لإلحاق الضرر بالزراعة في هذين البلدين وانتهاكها المستمر لحرمة الأراضي العراقية منذ عام 1991 وحتى الآن بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني. وفي ختام دراسته حذر سيد أحمد من زيارة أردوغان المرتقبة لمصر وعلاقاته الدافئة الجديدة مع الإخوان والسلفيين مؤكدا انها يجب الا تنسي المصريين أنهم إزاء دولة تبحث عن مصالحها والمنفعة ولو مع الشيطان الإسرائيلي. وبين ان دولة محصلتها الأخيرة تابعة لواشنطن ولحلف الأطلسي من غير المتوقع أن تكون مع الثورات العربية الحقيقية بل مع ثورات حلف الناتو التي تبحث عن النفط وتفكك المقاومة مشيرا إلى ان تركيا أردوغان ليست مع المصريين بالمطلق كما يتخيل العقل المريض لنفر من المسؤولين والنخب والإعلام بل هي مع مصلحتها أولا والتي غالبا ما ستتعارض مع مصالح المصريين في الاستقلال والتنمية والثورة ومقاومة المشروع الصهيوني واسترداد فلسطين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة