بعد مضي عشرين شهراً بالتمام والكمال على المؤامرة الواسعة والمتعددة الرؤوس والأهداف والفصول على سورية، يبدو المأزق مهيمناً على كل التحالف الرجعي - العربي والاستعماري العالمي بقيادة أميركا، خصوصاً أنه يستعمل الآن كل أوراقه للنيل من سورية وصمودها وخيارها المقاوم والممانع.

بعد هذه المدة، يبدو أن كل الحلف المعادي لسورية محشوراً بشر أعماله، ولهذا يعيد بشكل أو بآخر استحضار كل التجربة الماضية منذ العام 2000، لرميها في المعركة دفعة واحدة، والتي تجلت في أشكال مختلفة أبرزها:

- تجديد دور مشيخة قطر كمقاول لـ"الثورات العربية" لدى أميركا والعواصم الغربية والإقليمية، بصفتها ناقلة غاز كبرى، قادرة على صرف مليارات الدولارات بلا رقيب ولا حسيب، ولهذا كانت مقاولتها الأخيرة بتوحيد المعارضات السورية، وهو مطلب أميركي واضح عبّرت عنه ناظرة الخارجية الأميركية حتى 20 كانون الثاني المقبل؛ هيلاري كلينتون، من خلال نزع القيادة من مجلس اسطنبول ودمجه في إطار أوسع.

وفي هذا المجال، كان واضحاً أن توقيت هذا المؤتمر مدروس، لتأتي نتائجه مع ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأنه لو فاز ميت رومني لكان مضمون البيان الختامي مختلفاً وأكثر عدوانية.

لكن، ما هو واضح، فإن الحلف الشيطاني كما أشرنا، يضع الآن كل الأوراق دفعة واحدة، فالبيان الختامي لمؤتمر المعارضات في الدوحة أعلن العزم على تفكيك الأجهزة الأمنية بعد سقوط النظام السوري، وهذا ما يذكّر بالتجربة الأميركية بعد احتلال العراق في نيسان 2003، حينما اتخذ الحاكم العسكري الأميركي الأول بول برايمر قراره بتفكيك الأجهزة الأمنية والجيش العراقي، وتسريح كل عناصرهما، فكانت النتيجة الفظيعة التي ما تزال شاهدة الآن في التطورات العراقية.

واستحضر هذا الحلف العدواني التجربة الليبية عام 2011، حينما نجحت المعارضات الليبية بإخراج بنغازي والغرب الليبي من سيطرة الدولة بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب على ليبيا، ويومها نجحت المعارضات الليبية في تشكيل إطار سلّمت له كل المجموعات المسلحة بالطاعة، خصوصاً بعد نجاح المقاول القطري في شراء الذمم والضمائر والإعلام، فكان قرار مجلس الأمن الدولي بتشكيل منطقة الحظر الجوي، التي شكلت غطاء للتدخل الأطلسي الواسع والمدمر، إضافة إلى تحييد الدولتين المجاورتين لليبيا، وهما تونس ومصر، اللتان كانت في أشكال مختلفة داعمة لمعارضات بنغازي.

في الواقع، ثمة وضوح لدى القوى الأطلسية أن قوة الدولة الوطنية السورية مختلفة عما كان الوضع عليه في ليبيا، وقد اعترف كثير من مسؤولي الحلف الأطلسي بذلك، وأن بإمكان دمشق أن توقع خسائر فادحة في الحلف الجهنمي، إضافة إلى خطورة أن يتدرج النزاع في المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، تطال العمق التركي، والخليج، وربما بعض أوروبا أيضاً، وهو ما لا يمكن أن يتحمله الغرب، خصوصاً أن تركيا تبدو اليوم منهوكة في مشاكلها الداخلية؛ أمنياً وسياسياً واقتصادياً، في ظل اتساع المعارضة لنهج حكومة أردوغان، وتوسع التمرد والمقاومة المسلحة التي يقودها حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى أن تركيا في ظل نهج أردوغان - أوغلو تبدو للمرة الأولى مهدَّدة بانقسام مذهبي خطير، بفعل التدخل في الأزمة السورية، في وقت يبدو أن حكومة أردوغان تقود تركيا نحو اختناق اقتصادي، بفعل توتر علاقاتها مع دول الجوار، كروسيا وإيران والعراق.. ما يعني أن السياسة الأميركية تجاه تركيا ومأزقها ستكون أمام خيارين كلاهما مر:

الأول: اضطرابات واسعة تقوض تركيا، وهو ما لا تريده واشنطن لحليفتها الأطلسية.

الثاني: تغيير سياسة تركيا تجاه سورية، لتتوافق مع التوجه الروسي - الإيراني، وبالتالي الانسحاب من حلف العدوان على سورية، وهنا السؤال: هل يتحمل أردوغان - أوغلو ذلك، أم أن البديل بدأ البحث فيه؟ في كل الحالات، فقد لاحظنا في مؤتمر الدوحة أن الصوت التركي كان خافتاً لا بل معدوماً.

لكن أين السعودية من كل هذه التطورات، وهي التي كانت في الصفوف الخلفية في مؤتمر المقاول القطري للمعارضات السورية؟

لقد شكلت السعودية على الدوام العمود الفقري لخطط الهيمنة الغربية، والأميركية تحديداً، لكنها بعد الضربات نتيجة الفشل في العراق، ثم في سورية، واهتزاز دورها ومكانتها في اليمن، في وقت بدأت تظهر أعراض الشيخوخة على المملكة الوهابية، بدأت الارتدادت الداخلية، حيث تزداد من جهة التحركات الشعبية المطالبة بالإصلاحات والعدالة الاجتماعية، ومن جهة أخرى، بدأ هذا النزاع يرتد خلافات داخل الأسرة الحاكمة التي تتنازع أجنحتها على المغانم وصراع الأجيال فيها، وكل يريد دوره في غنيمة السلطة.

في غضون ذلك، يبدو الغرب مرتبكاً ومشوشاً أمام التطورات وصمود الدولة الوطنية السورية، التي توقع المزيد من الخسائر في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة، خصوصاً بعد التورط المباشر في دعم الجماعات التكفيرية والإرهابية من القاعدة وأضرابها، والمتعددة الجنسيات، والتي حشدها بندر بن سلطان بالتعاون مع المخابرات الأميركية والغربية والتركية في سورية، في محاولة لاجترار تجربة الثمانينات من القرن الماضي في أفغانستان، لكن يبدو أن السحر بدأ ينقلب على الساحر، حيث تبيّن في الأسبوعين الأخيرين أن الكثير من هذه العناصر قد عادت إلى مواطنها الأصلية، بعد أن أوقعت بها القوات المسلحة السورية خسائر كبرى، وبالتالي، ستكون الكثير من العواصم العربية والغربية أمام أعمال دموية خطيرة لم تكن واردة في الحسبان.

ربما هنا كان أمام الأميركي والغربي والمقاول القطري والمتعهد السعودي، المتمثل ببندر بن سلطان، استعمال آخر الأوراق، وهي الورقة "الإسرائيلية"، من خلال تحريك المجموعات الإرهابية في محافظة درعا وفي القنيطرة، لإيجاد المبرر لتدخل "إسرائيلي" يصرف نظر الدولة الوطنية السورية عما يجري في الشمال بالقرب من الحدود التركية، وفي الغرب بالقرب من الحدود الشمالية اللبنانية، فيسجلون نصراً ما، وهو ما عرفته الدولة الوطنية السورية جيداً، فكالت ضربات موجعة للمجموعات الإرهابية المسلحة، بحيث قُتل في يوم واحد في مطلع هذا الأسبوع أكثر من 200 مسلح في حمص وحدها، بينهم قادة ميدانيون من لبنان والسعودية وباكستان والشيشان..

بيد أن السؤال يبقى: هل تمكّن المقاول القطري من توحيد المعارضات السورية في الدوحة؟

من الواضح أنه في كل التطورات التي مرّت على الأزمة السورية، كان هناك عجز عن فرض اعتراف واسع بمجلس اسطنبول الذي استهلك دوره، خصوصاً بعد صرخة كلينتون بذلك، فكان مؤتمر الدوحة الذي عصفت فيه الخلافات، ولم يستطع أن يلجمها سوى الأموال القطرية التي وُزعت بـ"الهبل" على المؤتمرين، حتى تمكنوا بعد طول لقاءات ومشادات وخلافات من التوصل إلى الإعلان عن ائتلاف بدل وحدة سياسية وعسكرية، زُعِّم عليها معاذ الخطيب، الذي وعده حمد بن جاسم على مسمع ومرأى من الجميع بأنه سيصطحبه معه إلى إخوانه العرب في القاهرة، ليعرّفه عليهم، وليضعهم بأجواء ما جرى.

الإعلان عن الائتلاف بدل الوحدة كان ببساطة لعدم وداع هيلاري كلينتون وهي تقضي أيامها الأخيرة في وزارة الخارجية، بالاعتراف بفشل خطتها، التي تهدف من وراء دعوتها التي قادها فورد - سيف، السيطرة على المجموعات المتطرفة وتجريدها من السلاح، وببساطة أيضاً، لا المعارضات قادرة ولا هي تريد الوحدة، لأن أرصدة بعض "المتنفذين" الكبار تزداد تضخماً مع مرور الأيام، ولا كلينتون ستبقى في مركزها..

ثمة حقيقة أرادها هؤلاء، وهي الحرب النفسية على الشعب السوري، لصرف الانتباه عن الانتصارات المذهلة التي يحققها الجيش العربي السوري، والتي تجسدت بضرب وإفشال مشروع السيطرة على دمشق، وتوجهه للحسم النهائي في إدلب وحمص وحلب..

تابعوا جيداً بعض الحركات الجانبية على هامش التطورات السورية، فماذا يريد أحمد الأسير من صيدا؟ وماذا يريدون من التهديدات التي توجه لحلفاء المقاومة في الشمال وطرابلس؟ لا تنسوا المخطوفين اللبنانيين على الحدود السورية – التركية، فأين أصبح عقاب صقر..؟

ثمة من لا يريد أن ينتبه اللبنانيون للتطورات السورية وانتصارات الدولة الوطنية، وثمة من يريد أن يوسّع الفتنة إلى أوسع نطاق.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-11-14
  • 4207
  • من الأرشيف

هل تمكّن المقاول القطري من توحيد المعارضات السورية في الدوحة؟

  بعد مضي عشرين شهراً بالتمام والكمال على المؤامرة الواسعة والمتعددة الرؤوس والأهداف والفصول على سورية، يبدو المأزق مهيمناً على كل التحالف الرجعي - العربي والاستعماري العالمي بقيادة أميركا، خصوصاً أنه يستعمل الآن كل أوراقه للنيل من سورية وصمودها وخيارها المقاوم والممانع. بعد هذه المدة، يبدو أن كل الحلف المعادي لسورية محشوراً بشر أعماله، ولهذا يعيد بشكل أو بآخر استحضار كل التجربة الماضية منذ العام 2000، لرميها في المعركة دفعة واحدة، والتي تجلت في أشكال مختلفة أبرزها: - تجديد دور مشيخة قطر كمقاول لـ"الثورات العربية" لدى أميركا والعواصم الغربية والإقليمية، بصفتها ناقلة غاز كبرى، قادرة على صرف مليارات الدولارات بلا رقيب ولا حسيب، ولهذا كانت مقاولتها الأخيرة بتوحيد المعارضات السورية، وهو مطلب أميركي واضح عبّرت عنه ناظرة الخارجية الأميركية حتى 20 كانون الثاني المقبل؛ هيلاري كلينتون، من خلال نزع القيادة من مجلس اسطنبول ودمجه في إطار أوسع. وفي هذا المجال، كان واضحاً أن توقيت هذا المؤتمر مدروس، لتأتي نتائجه مع ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأنه لو فاز ميت رومني لكان مضمون البيان الختامي مختلفاً وأكثر عدوانية. لكن، ما هو واضح، فإن الحلف الشيطاني كما أشرنا، يضع الآن كل الأوراق دفعة واحدة، فالبيان الختامي لمؤتمر المعارضات في الدوحة أعلن العزم على تفكيك الأجهزة الأمنية بعد سقوط النظام السوري، وهذا ما يذكّر بالتجربة الأميركية بعد احتلال العراق في نيسان 2003، حينما اتخذ الحاكم العسكري الأميركي الأول بول برايمر قراره بتفكيك الأجهزة الأمنية والجيش العراقي، وتسريح كل عناصرهما، فكانت النتيجة الفظيعة التي ما تزال شاهدة الآن في التطورات العراقية. واستحضر هذا الحلف العدواني التجربة الليبية عام 2011، حينما نجحت المعارضات الليبية بإخراج بنغازي والغرب الليبي من سيطرة الدولة بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب على ليبيا، ويومها نجحت المعارضات الليبية في تشكيل إطار سلّمت له كل المجموعات المسلحة بالطاعة، خصوصاً بعد نجاح المقاول القطري في شراء الذمم والضمائر والإعلام، فكان قرار مجلس الأمن الدولي بتشكيل منطقة الحظر الجوي، التي شكلت غطاء للتدخل الأطلسي الواسع والمدمر، إضافة إلى تحييد الدولتين المجاورتين لليبيا، وهما تونس ومصر، اللتان كانت في أشكال مختلفة داعمة لمعارضات بنغازي. في الواقع، ثمة وضوح لدى القوى الأطلسية أن قوة الدولة الوطنية السورية مختلفة عما كان الوضع عليه في ليبيا، وقد اعترف كثير من مسؤولي الحلف الأطلسي بذلك، وأن بإمكان دمشق أن توقع خسائر فادحة في الحلف الجهنمي، إضافة إلى خطورة أن يتدرج النزاع في المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، تطال العمق التركي، والخليج، وربما بعض أوروبا أيضاً، وهو ما لا يمكن أن يتحمله الغرب، خصوصاً أن تركيا تبدو اليوم منهوكة في مشاكلها الداخلية؛ أمنياً وسياسياً واقتصادياً، في ظل اتساع المعارضة لنهج حكومة أردوغان، وتوسع التمرد والمقاومة المسلحة التي يقودها حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى أن تركيا في ظل نهج أردوغان - أوغلو تبدو للمرة الأولى مهدَّدة بانقسام مذهبي خطير، بفعل التدخل في الأزمة السورية، في وقت يبدو أن حكومة أردوغان تقود تركيا نحو اختناق اقتصادي، بفعل توتر علاقاتها مع دول الجوار، كروسيا وإيران والعراق.. ما يعني أن السياسة الأميركية تجاه تركيا ومأزقها ستكون أمام خيارين كلاهما مر: الأول: اضطرابات واسعة تقوض تركيا، وهو ما لا تريده واشنطن لحليفتها الأطلسية. الثاني: تغيير سياسة تركيا تجاه سورية، لتتوافق مع التوجه الروسي - الإيراني، وبالتالي الانسحاب من حلف العدوان على سورية، وهنا السؤال: هل يتحمل أردوغان - أوغلو ذلك، أم أن البديل بدأ البحث فيه؟ في كل الحالات، فقد لاحظنا في مؤتمر الدوحة أن الصوت التركي كان خافتاً لا بل معدوماً. لكن أين السعودية من كل هذه التطورات، وهي التي كانت في الصفوف الخلفية في مؤتمر المقاول القطري للمعارضات السورية؟ لقد شكلت السعودية على الدوام العمود الفقري لخطط الهيمنة الغربية، والأميركية تحديداً، لكنها بعد الضربات نتيجة الفشل في العراق، ثم في سورية، واهتزاز دورها ومكانتها في اليمن، في وقت بدأت تظهر أعراض الشيخوخة على المملكة الوهابية، بدأت الارتدادت الداخلية، حيث تزداد من جهة التحركات الشعبية المطالبة بالإصلاحات والعدالة الاجتماعية، ومن جهة أخرى، بدأ هذا النزاع يرتد خلافات داخل الأسرة الحاكمة التي تتنازع أجنحتها على المغانم وصراع الأجيال فيها، وكل يريد دوره في غنيمة السلطة. في غضون ذلك، يبدو الغرب مرتبكاً ومشوشاً أمام التطورات وصمود الدولة الوطنية السورية، التي توقع المزيد من الخسائر في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة، خصوصاً بعد التورط المباشر في دعم الجماعات التكفيرية والإرهابية من القاعدة وأضرابها، والمتعددة الجنسيات، والتي حشدها بندر بن سلطان بالتعاون مع المخابرات الأميركية والغربية والتركية في سورية، في محاولة لاجترار تجربة الثمانينات من القرن الماضي في أفغانستان، لكن يبدو أن السحر بدأ ينقلب على الساحر، حيث تبيّن في الأسبوعين الأخيرين أن الكثير من هذه العناصر قد عادت إلى مواطنها الأصلية، بعد أن أوقعت بها القوات المسلحة السورية خسائر كبرى، وبالتالي، ستكون الكثير من العواصم العربية والغربية أمام أعمال دموية خطيرة لم تكن واردة في الحسبان. ربما هنا كان أمام الأميركي والغربي والمقاول القطري والمتعهد السعودي، المتمثل ببندر بن سلطان، استعمال آخر الأوراق، وهي الورقة "الإسرائيلية"، من خلال تحريك المجموعات الإرهابية في محافظة درعا وفي القنيطرة، لإيجاد المبرر لتدخل "إسرائيلي" يصرف نظر الدولة الوطنية السورية عما يجري في الشمال بالقرب من الحدود التركية، وفي الغرب بالقرب من الحدود الشمالية اللبنانية، فيسجلون نصراً ما، وهو ما عرفته الدولة الوطنية السورية جيداً، فكالت ضربات موجعة للمجموعات الإرهابية المسلحة، بحيث قُتل في يوم واحد في مطلع هذا الأسبوع أكثر من 200 مسلح في حمص وحدها، بينهم قادة ميدانيون من لبنان والسعودية وباكستان والشيشان.. بيد أن السؤال يبقى: هل تمكّن المقاول القطري من توحيد المعارضات السورية في الدوحة؟ من الواضح أنه في كل التطورات التي مرّت على الأزمة السورية، كان هناك عجز عن فرض اعتراف واسع بمجلس اسطنبول الذي استهلك دوره، خصوصاً بعد صرخة كلينتون بذلك، فكان مؤتمر الدوحة الذي عصفت فيه الخلافات، ولم يستطع أن يلجمها سوى الأموال القطرية التي وُزعت بـ"الهبل" على المؤتمرين، حتى تمكنوا بعد طول لقاءات ومشادات وخلافات من التوصل إلى الإعلان عن ائتلاف بدل وحدة سياسية وعسكرية، زُعِّم عليها معاذ الخطيب، الذي وعده حمد بن جاسم على مسمع ومرأى من الجميع بأنه سيصطحبه معه إلى إخوانه العرب في القاهرة، ليعرّفه عليهم، وليضعهم بأجواء ما جرى. الإعلان عن الائتلاف بدل الوحدة كان ببساطة لعدم وداع هيلاري كلينتون وهي تقضي أيامها الأخيرة في وزارة الخارجية، بالاعتراف بفشل خطتها، التي تهدف من وراء دعوتها التي قادها فورد - سيف، السيطرة على المجموعات المتطرفة وتجريدها من السلاح، وببساطة أيضاً، لا المعارضات قادرة ولا هي تريد الوحدة، لأن أرصدة بعض "المتنفذين" الكبار تزداد تضخماً مع مرور الأيام، ولا كلينتون ستبقى في مركزها.. ثمة حقيقة أرادها هؤلاء، وهي الحرب النفسية على الشعب السوري، لصرف الانتباه عن الانتصارات المذهلة التي يحققها الجيش العربي السوري، والتي تجسدت بضرب وإفشال مشروع السيطرة على دمشق، وتوجهه للحسم النهائي في إدلب وحمص وحلب.. تابعوا جيداً بعض الحركات الجانبية على هامش التطورات السورية، فماذا يريد أحمد الأسير من صيدا؟ وماذا يريدون من التهديدات التي توجه لحلفاء المقاومة في الشمال وطرابلس؟ لا تنسوا المخطوفين اللبنانيين على الحدود السورية – التركية، فأين أصبح عقاب صقر..؟ ثمة من لا يريد أن ينتبه اللبنانيون للتطورات السورية وانتصارات الدولة الوطنية، وثمة من يريد أن يوسّع الفتنة إلى أوسع نطاق.  

المصدر : أحمد زين الدين\ الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة