كشفت "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية، المتخصصة في الشؤون الاستراتيجية، التي تستقي معلوماتها من مصادر استخباراتية غربية، أن الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي خلف في 19 تموز الأمير مقرن بن عبد العزيز على رأس جهاز المخابرات العامة السعودية، يترأس اجتماعاً في أنقرة مع رئيس المخابرات التركية؛ هاكان فيدان، بهدف التنسيق بين الجهازين لدعم "الجيش الحر".

 

وأشارت المعلومات إلى أن مصادر واسعة الاطلاع قالت إن ضُباط مخابرات سعوديين وأتراكاً يُرابطون بالفعل في قاعدة "أضنة" التركية، قريبة من الحدود السورية، حيث يجري تدريب قوات تابعة لـ"الجيش السوري الحر" والإشراف عليها.

 

فالملك عبد الله بن عبد العزيز عيّن بندر بن سلطان رئيساً لجهاز المخابرات في إطار رؤية تستهدف توسيع نطاق نشاط المخابرات السعودية في المنطقة، وأن الهدفيْن اللذين سيعمل بندر على تحقيقهما، هما الإسراع بسقوط النظام السوري ، وموازنة الاتجاه التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط، فإن دور بندر هو مُحاولة التفاوض للتوصل إلى "حل وسط" مع موسكو؛ آخر عاصمة تؤيد دمشق، بالإضافة إلى طهران، لعله بهذا التفاوض يثني السلطات في موسكو عن دعم الرئيس السوري ونظامه.

 

فالأمير بندر الذي كان مهندس التقارب بين الرياض وموسكو في 2007، مُقرب من نيكولاي باتروشيف؛ مُدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي، الذي أصبح في 2008 أميناً لمجلس الأمن الروسي اﻟﺘﺎبع للكرملين، وهو منصب جعله مُكلفاً بتنسيق سياسة الحكومة في الشأن السوري، وتربط الأمير بندر علاقة مُتميزة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى به خلال زيارة رسمية إلى موسكو في أيلول 2008.

 

يجري التنسيق للحملات التي يقوم بها جهاز المخابرات السعودية مع الولايات المتحدة، فالأمير بندر على صلة شخصية بقيادات المخابرات الأميركية، لأنه كان سفيراً في واشنطن لمدة 22 عاماً، حتى سنة 2005.

 

وبحسب "إنتلجنس أونلاين"، فإن مُهمة بندر هي "بث النشاط من جديد في جهاز المخابرات، من خلال تعيين عاملين جُدد، بما في ذلك غير السعوديين، وتحسين المستوى المهني بين العاملين الموجودين بالفعل"، وأكدت النشرة الاستخباراتية أن بندر كان قد "ساعد، قبل تعيينه في منصبه، على تنظيم رحلة العميد السوري مناف طلاس وأسرته للسعودية بعد فراره من سورية عبر باريس، بمساعدة جهاز الأمن الخارجي الفرنسي".

 

وأضافت "إنتلجنس أونلاين" أن "ميادين الحرب الأخرى بالنسبة إلى بندر هي البحرين والعراق والقطيف، الواقعة في المنطقة الشرقية السعودية، وأي مكان آخر في المنطقة تحاول فيه إيران تمديد نفوذها ..".

 

يُذكر أن الأمير بندر؛ مهندس العلاقات السعودية - الأميركية، كان وسيطاً في أزمات متعددة، منها أزمة "لوكربي" بين ليبيا والغرب، والحرب الأهلية اللبنانية، كما ورد اسمه في صفقة أسلحة مع بريطانيا.

 

طبعاً يبدو أنه من الواضح أن بندر بدأ في تنفيذ المطلوب منه، وبدأ في رسم خطته التي بسببها تم تعيينه رئيساً للاستخبارات، فالرجل لديه الكثير والكثير، وقد يتضح المقصد من تعيينه قريباً، وربما غيابه كان بسبب رحلة مكوكية سرية سيكشف عنها فيما بعد.

 

 الثبات

  • فريق ماسة
  • 2012-11-14
  • 11859
  • من الأرشيف

بندر بن سلطان.. مهندس "الفكر العربي" الجديد

كشفت "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية، المتخصصة في الشؤون الاستراتيجية، التي تستقي معلوماتها من مصادر استخباراتية غربية، أن الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي خلف في 19 تموز الأمير مقرن بن عبد العزيز على رأس جهاز المخابرات العامة السعودية، يترأس اجتماعاً في أنقرة مع رئيس المخابرات التركية؛ هاكان فيدان، بهدف التنسيق بين الجهازين لدعم "الجيش الحر".   وأشارت المعلومات إلى أن مصادر واسعة الاطلاع قالت إن ضُباط مخابرات سعوديين وأتراكاً يُرابطون بالفعل في قاعدة "أضنة" التركية، قريبة من الحدود السورية، حيث يجري تدريب قوات تابعة لـ"الجيش السوري الحر" والإشراف عليها.   فالملك عبد الله بن عبد العزيز عيّن بندر بن سلطان رئيساً لجهاز المخابرات في إطار رؤية تستهدف توسيع نطاق نشاط المخابرات السعودية في المنطقة، وأن الهدفيْن اللذين سيعمل بندر على تحقيقهما، هما الإسراع بسقوط النظام السوري ، وموازنة الاتجاه التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط، فإن دور بندر هو مُحاولة التفاوض للتوصل إلى "حل وسط" مع موسكو؛ آخر عاصمة تؤيد دمشق، بالإضافة إلى طهران، لعله بهذا التفاوض يثني السلطات في موسكو عن دعم الرئيس السوري ونظامه.   فالأمير بندر الذي كان مهندس التقارب بين الرياض وموسكو في 2007، مُقرب من نيكولاي باتروشيف؛ مُدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي، الذي أصبح في 2008 أميناً لمجلس الأمن الروسي اﻟﺘﺎبع للكرملين، وهو منصب جعله مُكلفاً بتنسيق سياسة الحكومة في الشأن السوري، وتربط الأمير بندر علاقة مُتميزة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى به خلال زيارة رسمية إلى موسكو في أيلول 2008.   يجري التنسيق للحملات التي يقوم بها جهاز المخابرات السعودية مع الولايات المتحدة، فالأمير بندر على صلة شخصية بقيادات المخابرات الأميركية، لأنه كان سفيراً في واشنطن لمدة 22 عاماً، حتى سنة 2005.   وبحسب "إنتلجنس أونلاين"، فإن مُهمة بندر هي "بث النشاط من جديد في جهاز المخابرات، من خلال تعيين عاملين جُدد، بما في ذلك غير السعوديين، وتحسين المستوى المهني بين العاملين الموجودين بالفعل"، وأكدت النشرة الاستخباراتية أن بندر كان قد "ساعد، قبل تعيينه في منصبه، على تنظيم رحلة العميد السوري مناف طلاس وأسرته للسعودية بعد فراره من سورية عبر باريس، بمساعدة جهاز الأمن الخارجي الفرنسي".   وأضافت "إنتلجنس أونلاين" أن "ميادين الحرب الأخرى بالنسبة إلى بندر هي البحرين والعراق والقطيف، الواقعة في المنطقة الشرقية السعودية، وأي مكان آخر في المنطقة تحاول فيه إيران تمديد نفوذها ..".   يُذكر أن الأمير بندر؛ مهندس العلاقات السعودية - الأميركية، كان وسيطاً في أزمات متعددة، منها أزمة "لوكربي" بين ليبيا والغرب، والحرب الأهلية اللبنانية، كما ورد اسمه في صفقة أسلحة مع بريطانيا.   طبعاً يبدو أنه من الواضح أن بندر بدأ في تنفيذ المطلوب منه، وبدأ في رسم خطته التي بسببها تم تعيينه رئيساً للاستخبارات، فالرجل لديه الكثير والكثير، وقد يتضح المقصد من تعيينه قريباً، وربما غيابه كان بسبب رحلة مكوكية سرية سيكشف عنها فيما بعد.    الثبات

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة