ما يجري في أميركا اليوم قصة استخبارية بامتياز. فبعد فضيحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس، تشعبت القضية لتطال الاتهامات المزيد من «الرؤوس الكبيرة» في واشنطن التي ما زالت تعيش أجواء استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيساً لولاية ثانية.

وفي تطور مفاجئ في الفضيحة التي يعمل الكونغرس على محاولة كشف ملابساتها، كشف مسؤولون في «الأف بي آي» تورط القائد الحالي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان جون آلن بإرسال «رسائل غير لائقة» إلى جيل كيلي، وهي المرأة التي كانت خلف كشف فضيحة العلاقة الجنسية بين بترايوس، الذي قدم استقالته، وكاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل.

هذه المستجدات دفعت أوباما إلى تجميد قرار تعيين الجنرال آلن قائداً أعلى لقوات الحلف الأطلسي، بانتظار استكمال التحقيق في الفضيحة الجنسية التي بات يشكل طرفاً فيها، بعد أن وجد المحققون أكثر من 20 ألف صفحة من المراسلات البريدية بينه وبين كيلي التي تعمل كـ«مساعدة ارتباط» في قاعدة جوية في فلوريدا.

وهكذا قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور «بناء على طلب وزير الدفاع ليون بانيتا، فقد جمّد الرئيس تعيين الجنرال آلن في منصب القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي بانتظار نتائج التحقيق الذي يجريه المفتش العام لوزارة الدفاع في سلوك الجنرال».

وفيما لم تكن التهم الموجهة إلى آلن واضحة، رفض المسؤولون التعليق على ما إذا كان الجنرال متهما باستخدام بريده الالكتروني الخاص بعمله للتواصل مع كيلي أو ما إذا كشف أي معلومات سرية.

وكشف بانيتا أن آلن سيبقى في منصبه في كابول لكنه طلب من لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إرجاء أي تحرك بشأن تعيينه قائدا أعلى للحلف الأطلسي.

ورغم أن وزير الدفاع أشاد بعمل الجنرال في أفغانستان، مؤكدا أن قيادته كانت «أساسية» في تحقيق تقدم في الحرب على متمردي «طالبان»، طلب من لجنة مجلس الشيوخ الإسراع في تعيين الجنرال جوزف دانفورد خلفاً له.

وكانت كيلي، المقيمة في تامبا في فلوريدا مع زوجها وأولادها الثلاث وهي من أصول لبنانية من عائلة خوام بحسب مصادر أميركية، طلبت من «الأف بي أي» مطلع الصيف الماضي التحقيق في رسائل تهديدات كانت تتلقاها فتبين أنها صادرة عن برودويل.

وعثر المحققون عندها على رسائل الكترونية تحتوي على إيحاءات جنسية صريحة بين بترايوس وبرودويل، ما أكد وجود علاقة بينهما.

وفي هذا السياق، كشفت مجلة «نيوزويك» الأميركية فحوى بعض رسائل التهديد التي وجهتها برودويل لكيلي التي تقول إن لا علاقة لها ببترايوس وما بينهما مجرّد صداقة قديمة عمرها أكثر من خمس سنوات. وجاء في الرسائل تهديدات كـ«ابتعدي عن رجلي» و«من تظنين نفسك؟ تحومين حول القاعدة؟» .. وهنا تشير المجلة إلى أن كيلي لم تكن على علم بمن أرسل هذه الكلمات، مشيرة إلى أن ما من تهديدات قاسية أو إشارة إلى بترايوس بشكل مباشر، فلماذا قد تكون «الأف بي آي» انخرطت في هذا التحقيق بهذا الحجم قبل معرفة المتورطين؟

من جهة أخرى، قام أكثر من عشرة عملاء من مكتب «الأف بي آي»، أمس، بمداهمة منزل بولا، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وذكرت شبكة «سي بي أس» أن الشرطيين الفدراليين أخرجوا علبا من منزل برودويل في شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية والتقطوا صورا داخل المنزل. في وقت لفتت «وول ستريت جورنال» إلى بقاء المحققين حوالي الساعتين في منزل عشيقة بترايوس السابقة، حيث كانوا يبحثون عن ملفات قد تُصنّف سريّة موجودة في المنزل.

يُذكر أن موقع برودويل وزوجــها وابنيهما ما زال مجهولاً حتى الأن، في حين تقيــم كيلي في تامبا في فلوريدا حيث يوجد مقر القــيادة المركزية الأميركية التي كان يتولى بترايــوس رئاستها قبل تولي القيادة في أفغانســتان في العام 2010.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-11-13
  • 11161
  • من الأرشيف

فضيحة بترايوس تتشعب.. وآخرون متورطون: تجميـد قـرار تعيين آلـن قائداً أعلى لـ«الناتـو»

ما يجري في أميركا اليوم قصة استخبارية بامتياز. فبعد فضيحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس، تشعبت القضية لتطال الاتهامات المزيد من «الرؤوس الكبيرة» في واشنطن التي ما زالت تعيش أجواء استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيساً لولاية ثانية. وفي تطور مفاجئ في الفضيحة التي يعمل الكونغرس على محاولة كشف ملابساتها، كشف مسؤولون في «الأف بي آي» تورط القائد الحالي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان جون آلن بإرسال «رسائل غير لائقة» إلى جيل كيلي، وهي المرأة التي كانت خلف كشف فضيحة العلاقة الجنسية بين بترايوس، الذي قدم استقالته، وكاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل. هذه المستجدات دفعت أوباما إلى تجميد قرار تعيين الجنرال آلن قائداً أعلى لقوات الحلف الأطلسي، بانتظار استكمال التحقيق في الفضيحة الجنسية التي بات يشكل طرفاً فيها، بعد أن وجد المحققون أكثر من 20 ألف صفحة من المراسلات البريدية بينه وبين كيلي التي تعمل كـ«مساعدة ارتباط» في قاعدة جوية في فلوريدا. وهكذا قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور «بناء على طلب وزير الدفاع ليون بانيتا، فقد جمّد الرئيس تعيين الجنرال آلن في منصب القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي بانتظار نتائج التحقيق الذي يجريه المفتش العام لوزارة الدفاع في سلوك الجنرال». وفيما لم تكن التهم الموجهة إلى آلن واضحة، رفض المسؤولون التعليق على ما إذا كان الجنرال متهما باستخدام بريده الالكتروني الخاص بعمله للتواصل مع كيلي أو ما إذا كشف أي معلومات سرية. وكشف بانيتا أن آلن سيبقى في منصبه في كابول لكنه طلب من لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إرجاء أي تحرك بشأن تعيينه قائدا أعلى للحلف الأطلسي. ورغم أن وزير الدفاع أشاد بعمل الجنرال في أفغانستان، مؤكدا أن قيادته كانت «أساسية» في تحقيق تقدم في الحرب على متمردي «طالبان»، طلب من لجنة مجلس الشيوخ الإسراع في تعيين الجنرال جوزف دانفورد خلفاً له. وكانت كيلي، المقيمة في تامبا في فلوريدا مع زوجها وأولادها الثلاث وهي من أصول لبنانية من عائلة خوام بحسب مصادر أميركية، طلبت من «الأف بي أي» مطلع الصيف الماضي التحقيق في رسائل تهديدات كانت تتلقاها فتبين أنها صادرة عن برودويل. وعثر المحققون عندها على رسائل الكترونية تحتوي على إيحاءات جنسية صريحة بين بترايوس وبرودويل، ما أكد وجود علاقة بينهما. وفي هذا السياق، كشفت مجلة «نيوزويك» الأميركية فحوى بعض رسائل التهديد التي وجهتها برودويل لكيلي التي تقول إن لا علاقة لها ببترايوس وما بينهما مجرّد صداقة قديمة عمرها أكثر من خمس سنوات. وجاء في الرسائل تهديدات كـ«ابتعدي عن رجلي» و«من تظنين نفسك؟ تحومين حول القاعدة؟» .. وهنا تشير المجلة إلى أن كيلي لم تكن على علم بمن أرسل هذه الكلمات، مشيرة إلى أن ما من تهديدات قاسية أو إشارة إلى بترايوس بشكل مباشر، فلماذا قد تكون «الأف بي آي» انخرطت في هذا التحقيق بهذا الحجم قبل معرفة المتورطين؟ من جهة أخرى، قام أكثر من عشرة عملاء من مكتب «الأف بي آي»، أمس، بمداهمة منزل بولا، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية. وذكرت شبكة «سي بي أس» أن الشرطيين الفدراليين أخرجوا علبا من منزل برودويل في شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية والتقطوا صورا داخل المنزل. في وقت لفتت «وول ستريت جورنال» إلى بقاء المحققين حوالي الساعتين في منزل عشيقة بترايوس السابقة، حيث كانوا يبحثون عن ملفات قد تُصنّف سريّة موجودة في المنزل. يُذكر أن موقع برودويل وزوجــها وابنيهما ما زال مجهولاً حتى الأن، في حين تقيــم كيلي في تامبا في فلوريدا حيث يوجد مقر القــيادة المركزية الأميركية التي كان يتولى بترايــوس رئاستها قبل تولي القيادة في أفغانســتان في العام 2010.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة