أكد بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الأول أنه يشعر بـ«طول معاناة الفلسطينيين»، مجدداً دعوته إلى الزعماء الدينيين إلى العمل لإرساء السلام في الشرق الأوسط.

ويواصل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية زيارته التاريخية إلى الأراضي المقدسة، التي بدأها مساء يوم الجمعة الماضي، بزيارة كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، قبل أن يجري لقاءات مع مسؤولين سياسيين وروحيين إسرائيليين وفلسطينيين، ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، فيما ينتظر أن يستكمل جولته بزيارة الناصرة وبحيرة طبريا.

وبعد جولته في القدس المحتلة، زار بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية، أمس الأول، كنيسة المهد في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة حيث التقى أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ووصل موكب البطريرك الى محيط كنيسة المهد، حيث كان في استقباله رجال دين من الطائفة الارثوذكسية، وقيادات فلسطينية أمنية وسياسية في المدينة. وأدى البطريرك والوفد المرافق الصلاة في كنسية المهد، فيما قرعت أجراس الكنيسة طوال مكوثه فيها.

وتحدث البطريرك الى الصحافيين قائلا إنه يشعر «بطول المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني»، مؤكداً أنه « يصلي من اجل ان يعم السلام في هذه المنطقة».

وقال كيريل «لم آت كبطريرك للكنيسة الارثوذكسية التي فيها ملايين الحجاج، ولكنني أيضاً كحاج عادي يود زيارة الأرض التي مشى عليها المسيح قبل ألفي عام».

وتوجه كيريل إلى عباس، خلال لقائهما الذي شهد تبادلاً للأوسمة، بالقول «أنا مقتنع بأن التزامكم الشخصي تجاه السلام والوصول الى تحقيقه هو موقف مرحب به، والناس الذين يعيشون هنا يعرفون معنى تجربة الحرب». أضاف «لذلك اشكركم على شجاعتكم على هذا الموقف، وهو موقف يؤيده معظم الذين يعيشون في الأراضي المقدسة، وبهذه الطريقة سيكون السلام متوافراً لكل الناس».

وقلد البطريرك الروسي الرئيس الفلسطيني وساماً خاصاً من صندوق وحدة الشعوب الارثوذكسية، فيما منح عباس كيريل قلادة بيت لحم الكبرى تقديراً منه لـ«دور البطريرك الروسي في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».

ووصف الرئيس الفلسطيني زيارة البطريرك الروسي بـ«التاريخية»، مشدداً على أهميتها الروحية ومعانيها السياسية «النابعة من دعم القيادة الروسية والشعب الروسي لتحقيق السلام العادل، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة».

وبالأمس، عقد البطريرك كيريل لقاءً مع بيريز، الذي قال إن إسرائيل «تسعى لضمان أمن الديانة المسيحية لكي يكون بإمكان الأرثوذكس أداء صلواتهم (في القدس المحتلة) كما تعودوا على ذلك»، مضيفاً: «سنفعل كل ما هو مطلوب لضمان الهدوء لهم».

كما التقى كيريل بالحاخامين الأكبرين لطائفتي اليهود الغربيين (الأشكناز) يونا ميتزغر، والشرقيين (السفارديم) شلومو عمار، وبحث معهما وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط.

وأعرب راعي الكنيسة الارثوذكسية الروسية، في لقاء مع الحاخام ميتزغر، عن قناعته بأن «المراكز الدينية لم تستنفد قدراتها في ما يتعلق بقضايا إحلال السلام»، مشدداً على ضرورة تكثيف المشاورات حول هذه القضايا».

وقال البطريرك إنه ينبغي على الزعماء الدينيين «الإسهام بقسطهم في تهدئة الأوضاع المتوترة جداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وأضاف إن الأحداث في هذه المنطقة تؤثر سلبياً على وضع الأقليات الدينية، مؤكداً أن الأقلية المسيحية بالذات تتعرض للعنف.

وفي لقاء مع الحاخام شلومو عمار، شدد البطريرك كيريل على «ضرورة الحفاظ على الأخلاقية التقليدية وحمايتها»، معتبراً أنه «في الوقت الذي يتخلى فيه الكثير من الناس عن تقاليدهم الدينية، اعتقد انه يتعين على من لا يزالون يتمسكون بهذه التقاليد بناء تعاون متين في ما بينهم»،

ولمناسبة زيارة كيريل إلى القدس، صدر في المدينة المحتلة كتاب ألفه راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعنوان «الحرية والمسؤولية: التناغم بين حقوق الإنسان وكرامته»، وهو مترجم من الروسية إلى العبرية.

والكتاب مجموعة من الأفكار حول الأسس الأخلاقية في حياة الإنسان، في المشاكل المطروحة في زمننا، بخاصة الحرية والمسؤولية.

إلى ذلك، أطلقت دار نشر «غاشاريم» الروسية الإسرائيلية، 500 نسخة من كتاب البطريرك، الذي أهدى النسختين الأوليين من هذا الكتاب لرجال دين يهود، علماً أن البطريرك كيريل يجيد اللغة العبرية، كما يقول مقربون منه.

ويجتاز البطريرك كيريل غداً نهر الأردن، حيث تعمد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، للتوجه الى الأردن حيث يلتقي الملك عبدالله الثاني.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-11
  • 7347
  • من الأرشيف

بطريرك روسيا في الأراضي المحتلة: أشعر بطول معاناة الفلسطينيين

أكد بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الأول أنه يشعر بـ«طول معاناة الفلسطينيين»، مجدداً دعوته إلى الزعماء الدينيين إلى العمل لإرساء السلام في الشرق الأوسط. ويواصل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية زيارته التاريخية إلى الأراضي المقدسة، التي بدأها مساء يوم الجمعة الماضي، بزيارة كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، قبل أن يجري لقاءات مع مسؤولين سياسيين وروحيين إسرائيليين وفلسطينيين، ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، فيما ينتظر أن يستكمل جولته بزيارة الناصرة وبحيرة طبريا. وبعد جولته في القدس المحتلة، زار بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية، أمس الأول، كنيسة المهد في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة حيث التقى أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووصل موكب البطريرك الى محيط كنيسة المهد، حيث كان في استقباله رجال دين من الطائفة الارثوذكسية، وقيادات فلسطينية أمنية وسياسية في المدينة. وأدى البطريرك والوفد المرافق الصلاة في كنسية المهد، فيما قرعت أجراس الكنيسة طوال مكوثه فيها. وتحدث البطريرك الى الصحافيين قائلا إنه يشعر «بطول المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني»، مؤكداً أنه « يصلي من اجل ان يعم السلام في هذه المنطقة». وقال كيريل «لم آت كبطريرك للكنيسة الارثوذكسية التي فيها ملايين الحجاج، ولكنني أيضاً كحاج عادي يود زيارة الأرض التي مشى عليها المسيح قبل ألفي عام». وتوجه كيريل إلى عباس، خلال لقائهما الذي شهد تبادلاً للأوسمة، بالقول «أنا مقتنع بأن التزامكم الشخصي تجاه السلام والوصول الى تحقيقه هو موقف مرحب به، والناس الذين يعيشون هنا يعرفون معنى تجربة الحرب». أضاف «لذلك اشكركم على شجاعتكم على هذا الموقف، وهو موقف يؤيده معظم الذين يعيشون في الأراضي المقدسة، وبهذه الطريقة سيكون السلام متوافراً لكل الناس». وقلد البطريرك الروسي الرئيس الفلسطيني وساماً خاصاً من صندوق وحدة الشعوب الارثوذكسية، فيما منح عباس كيريل قلادة بيت لحم الكبرى تقديراً منه لـ«دور البطريرك الروسي في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة». ووصف الرئيس الفلسطيني زيارة البطريرك الروسي بـ«التاريخية»، مشدداً على أهميتها الروحية ومعانيها السياسية «النابعة من دعم القيادة الروسية والشعب الروسي لتحقيق السلام العادل، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة». وبالأمس، عقد البطريرك كيريل لقاءً مع بيريز، الذي قال إن إسرائيل «تسعى لضمان أمن الديانة المسيحية لكي يكون بإمكان الأرثوذكس أداء صلواتهم (في القدس المحتلة) كما تعودوا على ذلك»، مضيفاً: «سنفعل كل ما هو مطلوب لضمان الهدوء لهم». كما التقى كيريل بالحاخامين الأكبرين لطائفتي اليهود الغربيين (الأشكناز) يونا ميتزغر، والشرقيين (السفارديم) شلومو عمار، وبحث معهما وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب راعي الكنيسة الارثوذكسية الروسية، في لقاء مع الحاخام ميتزغر، عن قناعته بأن «المراكز الدينية لم تستنفد قدراتها في ما يتعلق بقضايا إحلال السلام»، مشدداً على ضرورة تكثيف المشاورات حول هذه القضايا». وقال البطريرك إنه ينبغي على الزعماء الدينيين «الإسهام بقسطهم في تهدئة الأوضاع المتوترة جداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وأضاف إن الأحداث في هذه المنطقة تؤثر سلبياً على وضع الأقليات الدينية، مؤكداً أن الأقلية المسيحية بالذات تتعرض للعنف. وفي لقاء مع الحاخام شلومو عمار، شدد البطريرك كيريل على «ضرورة الحفاظ على الأخلاقية التقليدية وحمايتها»، معتبراً أنه «في الوقت الذي يتخلى فيه الكثير من الناس عن تقاليدهم الدينية، اعتقد انه يتعين على من لا يزالون يتمسكون بهذه التقاليد بناء تعاون متين في ما بينهم»، ولمناسبة زيارة كيريل إلى القدس، صدر في المدينة المحتلة كتاب ألفه راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعنوان «الحرية والمسؤولية: التناغم بين حقوق الإنسان وكرامته»، وهو مترجم من الروسية إلى العبرية. والكتاب مجموعة من الأفكار حول الأسس الأخلاقية في حياة الإنسان، في المشاكل المطروحة في زمننا، بخاصة الحرية والمسؤولية. إلى ذلك، أطلقت دار نشر «غاشاريم» الروسية الإسرائيلية، 500 نسخة من كتاب البطريرك، الذي أهدى النسختين الأوليين من هذا الكتاب لرجال دين يهود، علماً أن البطريرك كيريل يجيد اللغة العبرية، كما يقول مقربون منه. ويجتاز البطريرك كيريل غداً نهر الأردن، حيث تعمد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، للتوجه الى الأردن حيث يلتقي الملك عبدالله الثاني.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة