اعتبر الصحافي الأميركي طوماس فريدمان في حوار مع صحيفة «ميللييت» التركية، أن سوريا ليست على أجندة الرئيس الأميركي باراك أوباما في ولايته الثانية، إذ ان الأخير سيتفرغ بالكامل للشأن الاقتصادي، وبالتالي على تركيا ألا تنتظر شيئاً من واشنطن بشأن سوريا.

وفي الحوار الذي نشرته الصحيفة أمس، قال فريدمان إن الولايات المتحدة «لن تقحم حتى طرف إصبعها في سوريا»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تدخل مرحلة تهتم فيها بنفسها ولكنها لن تنقطع تماماً عن العالم حيث يجب أن تثق بشركائها لحل المشكلات في الشرق الأوسط». وأضاف أن «الشعب الأميركي بات يدفع ضرائب أكثر لخدمات أقل، وهو سيزيد من تساؤلاته حول ماذا نفعل هناك، ويمكن لتركيا أن يكون لها دور مهم».

لكن فريدمان نعى سياسة «صفر مشكلات مع الجيران» التي أطقها سابقاً وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قائلاً إن هذه السياسة «تحولت إلى المشكلة الوحيدة مع الجيران»، ولكنها ليست مشكلة تركيا وحدها إذ حدثت تحولات سريعة جداً وغير منتظرة.

وحول ما إذا كانت تركيا قادرة على إدارة الأزمة في سوريا بطريقة مختلفة عن تلك التي اتبعتها حتى الآن، قال فريدمان إن الأزمة السورية لن تحل إلا بالحوار حتى لو سقط الرئيس السوري بشار الأسد، متسائلاً «إذا كانت تركيا قد تسرعت في اتخاذ مواقف مبكرة تجاه سوريا فأضعفت دورها الوسيط، أم أنها تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة وهي اليوم نادمة عليها؟».

وبالنسبة لفريدمان، فإن «الحل في سوريا كان يحتاج إلى وسيط يستطيع أن يتكلم في الوقت ذاته مع الرئيس السوري بشار الأسد وجماعة" الإخوان المسلمين" والمعارضة وروسيا»، موضحاً أن «تركيا كانت تستطيع القيام بذلك، لكن لا أدري إذا كانت لا تزال اليوم قادرة على فعله».

 

وخاطب فريدمان الأتراك قائلا إن «سوريا ليست حتى موجودة على خريطة الولايات المتحدة اليوم، ودمشق ليست سوى بلدة صغيرة خارج واشنطن، وبيت لحم بنسلفانيا أهم لنا من بيت لحم الضفة الغربية»، مضيفاً «لذا نرجوكم أن تديروا الأزمة في سوريا بدلا منا، قولوا ماذا تحتاجون ونحن نقوم به لكن لا تقحمونا، ولا تتكلوا علينا، لتتدبر تركيا أمرها وحدها في المنزل. يمكن أن نساعدكم لكن نرجوكم أن تحلوا المشكلة بدلاً منا».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-11-11
  • 8852
  • من الأرشيف

فريدمان: دمشق ليست على أجندة واشنطن السياسية.

اعتبر الصحافي الأميركي طوماس فريدمان في حوار مع صحيفة «ميللييت» التركية، أن سوريا ليست على أجندة الرئيس الأميركي باراك أوباما في ولايته الثانية، إذ ان الأخير سيتفرغ بالكامل للشأن الاقتصادي، وبالتالي على تركيا ألا تنتظر شيئاً من واشنطن بشأن سوريا. وفي الحوار الذي نشرته الصحيفة أمس، قال فريدمان إن الولايات المتحدة «لن تقحم حتى طرف إصبعها في سوريا»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تدخل مرحلة تهتم فيها بنفسها ولكنها لن تنقطع تماماً عن العالم حيث يجب أن تثق بشركائها لحل المشكلات في الشرق الأوسط». وأضاف أن «الشعب الأميركي بات يدفع ضرائب أكثر لخدمات أقل، وهو سيزيد من تساؤلاته حول ماذا نفعل هناك، ويمكن لتركيا أن يكون لها دور مهم». لكن فريدمان نعى سياسة «صفر مشكلات مع الجيران» التي أطقها سابقاً وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قائلاً إن هذه السياسة «تحولت إلى المشكلة الوحيدة مع الجيران»، ولكنها ليست مشكلة تركيا وحدها إذ حدثت تحولات سريعة جداً وغير منتظرة. وحول ما إذا كانت تركيا قادرة على إدارة الأزمة في سوريا بطريقة مختلفة عن تلك التي اتبعتها حتى الآن، قال فريدمان إن الأزمة السورية لن تحل إلا بالحوار حتى لو سقط الرئيس السوري بشار الأسد، متسائلاً «إذا كانت تركيا قد تسرعت في اتخاذ مواقف مبكرة تجاه سوريا فأضعفت دورها الوسيط، أم أنها تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة وهي اليوم نادمة عليها؟». وبالنسبة لفريدمان، فإن «الحل في سوريا كان يحتاج إلى وسيط يستطيع أن يتكلم في الوقت ذاته مع الرئيس السوري بشار الأسد وجماعة" الإخوان المسلمين" والمعارضة وروسيا»، موضحاً أن «تركيا كانت تستطيع القيام بذلك، لكن لا أدري إذا كانت لا تزال اليوم قادرة على فعله».   وخاطب فريدمان الأتراك قائلا إن «سوريا ليست حتى موجودة على خريطة الولايات المتحدة اليوم، ودمشق ليست سوى بلدة صغيرة خارج واشنطن، وبيت لحم بنسلفانيا أهم لنا من بيت لحم الضفة الغربية»، مضيفاً «لذا نرجوكم أن تديروا الأزمة في سوريا بدلا منا، قولوا ماذا تحتاجون ونحن نقوم به لكن لا تقحمونا، ولا تتكلوا علينا، لتتدبر تركيا أمرها وحدها في المنزل. يمكن أن نساعدكم لكن نرجوكم أن تحلوا المشكلة بدلاً منا».    

المصدر : محمد نور الدين\ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة