دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا ندري ما اذا كان الاخضر الابراهيمي قد قرأ عبارة المستشار النمساوي الشهير كليمنت ميترنيخ « لا تستطيع وانت قطعة من الجليد ان تلعب مع النار». ثمة من يصف الديبلوماسي المخضرم بأنه قطعة من الجليد وبأنه يلعب مع نيران كثيرة دون ان…يذوب!
لكنه يذوب حقاً، حتى الآن لا افكار خلاقة، بل نظريات تلو نظريات، فيما السلاح يتدفق، والرجال يتدفقون، كما ان طائرات الميغ وجدت لها مهمة مثالية، ان تدمر كل مكان تشتبه به. كان برنارد راسل يقول « لا مكان للملائكة في الحرب، كلهم أبالسة». اذاً، وكما تلاحظون، يطير الابراهيمي فوق الازمة، ولا يلامسها، كما لو ان الازمة في امكنة اخرى، في بلاد اخرى. حقاً انها هناك…
يسخر احد المعارضين قائلاً «هذه ديبلوماسية ابن بطوطة. ها ان صاحبنا يدور حول الكرة الارضية على ظهر حمار…». من البداية ادرك الاخضر الابراهيمي انه امام مهمة مستحيلة. لا يستطيع ان يقلد ببسمارك او كيسنجر لانه آت من الظل، لا من البنتاغون ولا من سنفونيات ريتشارد فاغنر. لكنه، بالتأكيد، يستطيع ان يقلد ابن بطوطة…
ضحك الكثيرون. البعض بمرارة والبعض باستهزاء، عندما اقترح المبعوث الدولي والعربي(العربي؟؟) هدنة الاضحى. ولعله سمع قهقهات الموتى ايضاً. لا احد كان يملك تفسيراً لذلك الاقتراح سوى انه يحد، في ايام العيد فقط، من عدد الضحايا.
البعض هلل له وراح يراقب. كان الاقتراح مهزلة بكل معنى الكلمة. «جبهة النصرة» ادت صلاة العيد بسيارة مفخخة. غريب امر هؤلاء الاسلاميين الذين لا يتقنون سوى قتل المدنيين، دون ان يفرقوا بين المسلم والمسيحي ... المهم ان يقتلوا لكي يصحو المسلمون من موتهم…بالموت.
الهدنة بدأت كوميدياً وانتهت تراجيدياً، كما لو انه الابراهيمي يريد القول انه ليس بوسعه ان يفعل اكثر مما فعل ريثما تتبلور ظروف ما في الحلبة الدولية. حتى ذلك الحين، الديبلوماسي العتيق، وصاحب الخبرة، والذي قيل لنا انه مفتون بشخصية زوربا الاغريقي، يرقص في العراء: مع الزمن ام مع اللا زمن؟
ماذا في حقيبته الآن؟ قال لنا احد الذين التقاهم انه يأتي بحقيبة فارغة ويذهب بحقيبة فارغة، وهو الذي يعرف جيداً ان مجلس الامن الدولي الذي إما ان يكون وحيد القرن او لا يكون والذي عجز عن المقاربة الفاعلة للملف السوري، عهد اليه بمهة محددة جداً، اي ان يكون حارس الازمة، فلا حل في الوقت الحاضر، وعلى السوريين ان يدمروا بعضهم البعض، وان يقتلوا بعضهم البعض لكي يكتمل كلياً مشهد البلقنة، ودون ان يدري ما اذا كان هذا المشهد سيكتمل قبل ان تتحول سوريا الى ركام وقبل ان يتحول السوريون الى ركام…
ولكن ألا يقال ان ابن بطوطة القديم كان يدور حول الكرة الارضية، اما ابن بطوطة الحديث فيدور حول المريخ. قيل له في موسكو ان الاصوليين من جنوب القوقاز (الشيشان وداغستان…) انتقلوا لـ «الجهاد» في سوريا، كذلك فعل اصوليو آسيا الوسطى الذين تجمعوا في جبال طاجكستان. وفي بكين، قيل له ان الاصوليين الايغور في اقليم سينكيانغ، تركستان الشرقية سابقاً، لبوا، بدورهم، الدعوة الى الجهاد وانتقلوا برعاية تركية(كريمة) الى ريف ادلب، وقيل الى ريف حلب، لتحرير سوريا من الاحتلال الصيني كما هي منطقتهم الغنية بالنفـط والتي الحقت بالامبراطورية الصينية..
الخوف من ان سوريا بدأت تسقط تدريجاً من يد السوريين..يوماً بعد يوم تصبح الجماعات الاصولية الوافدة من كل حدب وصوب، اقوى على الارض. والغريب ان وحدة مكافحة الارهاب في وزارة الخزانة الاميركية التي تتعقب كل دولار يذهب الى «حزب الله» على سبيل المثال تغض الطرف عن التجاوزات الهائلة لمصارف تركية وغير تركية تدفع يوميا بملايين الدولارات الى الشبكات المستوردة والتي لم يقل لها احد في يوم من الايام ان « النظام الاسرائيلي» اشد عتواً من النظام السوري وينبغي الجهاد لا لاجتثاثه، كما يحصل حالياً بالنسبة الى الدولة السورية ، بل لارهاقه على الاكثر…
الابراهيمي يفكر. تشغله كثيرا عبارة كوفي عنان حول « الابداع الديبلوماسي»، كما لو انه لا يدري، او انه يدري فعلاً، الا مكان للابداع هنـــا. لعبة الاممــ، وهي لعبة المصالح ( والغرائز) تحدد مسار الازمة، اما مهمـته فهي ان يدفع بالكاميرا بعيدا، ولبعض الوقت، عن الاهوال التي يرتكبها اهل النظام كما اهل المعارضة..
لكن المبعوث الدولي والعربي يفكر. حمل الى موسكو وبكين اقتراحا يقول بأن يعلن الرئيس بشار الاسد عزوفه عن ترشيح نفسه لولاية ثالثة في عام 2014. ومن هنا يبدأ المشوار الابداعي نحو الحل، كما لو ان الازمة ما زالت تتمحور حول بقاء الرئيس السوري او رحيله. للازمة وجهها الآخر الآن: بقاء سوريا ام رحيلها…
حتما لا يملك الابراهيمي شخصية زوربا. ألا تشبه الديبلوماسية احياناً الرقص في الدم ومع الدم؟
لا ندري ما اذا كان الاخضر الابراهيمي قد قرأ عبارة المستشار النمساوي الشهير كليمنت ميترنيخ « لا تستطيع وانت قطعة من الجليد ان تلعب مع النار». ثمة من يصف الديبلوماسي المخضرم بأنه قطعة من الجليد وبأنه يلعب مع نيران كثيرة دون ان…يذوب!
لكنه يذوب حقاً، حتى الآن لا افكار خلاقة، بل نظريات تلو نظريات، فيما السلاح يتدفق، والرجال يتدفقون، كما ان طائرات الميغ وجدت لها مهمة مثالية، ان تدمر كل مكان تشتبه به. كان برنارد راسل يقول « لا مكان للملائكة في الحرب، كلهم أبالسة». اذاً، وكما تلاحظون، يطير الابراهيمي فوق الازمة، ولا يلامسها، كما لو ان الازمة في امكنة اخرى، في بلاد اخرى. حقاً انها هناك…
يسخر احد المعارضين قائلاً «هذه ديبلوماسية ابن بطوطة. ها ان صاحبنا يدور حول الكرة الارضية على ظهر حمار…». من البداية ادرك الاخضر الابراهيمي انه امام مهمة مستحيلة. لا يستطيع ان يقلد ببسمارك او كيسنجر لانه آت من الظل، لا من البنتاغون ولا من سنفونيات ريتشارد فاغنر. لكنه، بالتأكيد، يستطيع ان يقلد ابن بطوطة…
ضحك الكثيرون. البعض بمرارة والبعض باستهزاء، عندما اقترح المبعوث الدولي والعربي(العربي؟؟) هدنة الاضحى. ولعله سمع قهقهات الموتى ايضاً. لا احد كان يملك تفسيراً لذلك الاقتراح سوى انه يحد، في ايام العيد فقط، من عدد الضحايا.
البعض هلل له وراح يراقب. كان الاقتراح مهزلة بكل معنى الكلمة. «جبهة النصرة» ادت صلاة العيد بسيارة مفخخة. غريب امر هؤلاء الاسلاميين الذين لا يتقنون سوى قتل المدنيين، دون ان يفرقوا بين المسلم والمسيحي ... المهم ان يقتلوا لكي يصحو المسلمون من موتهم…بالموت.
الهدنة بدأت كوميدياً وانتهت تراجيدياً، كما لو انه الابراهيمي يريد القول انه ليس بوسعه ان يفعل اكثر مما فعل ريثما تتبلور ظروف ما في الحلبة الدولية. حتى ذلك الحين، الديبلوماسي العتيق، وصاحب الخبرة، والذي قيل لنا انه مفتون بشخصية زوربا الاغريقي، يرقص في العراء: مع الزمن ام مع اللا زمن؟
ماذا في حقيبته الآن؟ قال لنا احد الذين التقاهم انه يأتي بحقيبة فارغة ويذهب بحقيبة فارغة، وهو الذي يعرف جيداً ان مجلس الامن الدولي الذي إما ان يكون وحيد القرن او لا يكون والذي عجز عن المقاربة الفاعلة للملف السوري، عهد اليه بمهة محددة جداً، اي ان يكون حارس الازمة، فلا حل في الوقت الحاضر، وعلى السوريين ان يدمروا بعضهم البعض، وان يقتلوا بعضهم البعض لكي يكتمل كلياً مشهد البلقنة، ودون ان يدري ما اذا كان هذا المشهد سيكتمل قبل ان تتحول سوريا الى ركام وقبل ان يتحول السوريون الى ركام…
ولكن ألا يقال ان ابن بطوطة القديم كان يدور حول الكرة الارضية، اما ابن بطوطة الحديث فيدور حول المريخ. قيل له في موسكو ان الاصوليين من جنوب القوقاز (الشيشان وداغستان…) انتقلوا لـ «الجهاد» في سوريا، كذلك فعل اصوليو آسيا الوسطى الذين تجمعوا في جبال طاجكستان. وفي بكين، قيل له ان الاصوليين الايغور في اقليم سينكيانغ، تركستان الشرقية سابقاً، لبوا، بدورهم، الدعوة الى الجهاد وانتقلوا برعاية تركية(كريمة) الى ريف ادلب، وقيل الى ريف حلب، لتحرير سوريا من الاحتلال الصيني كما هي منطقتهم الغنية بالنفـط والتي الحقت بالامبراطورية الصينية..
الخوف من ان سوريا بدأت تسقط تدريجاً من يد السوريين..يوماً بعد يوم تصبح الجماعات الاصولية الوافدة من كل حدب وصوب، اقوى على الارض. والغريب ان وحدة مكافحة الارهاب في وزارة الخزانة الاميركية التي تتعقب كل دولار يذهب الى «حزب الله» على سبيل المثال تغض الطرف عن التجاوزات الهائلة لمصارف تركية وغير تركية تدفع يوميا بملايين الدولارات الى الشبكات المستوردة والتي لم يقل لها احد في يوم من الايام ان « النظام الاسرائيلي» اشد عتواً من النظام السوري وينبغي الجهاد لا لاجتثاثه، كما يحصل حالياً بالنسبة الى الدولة السورية ، بل لارهاقه على الاكثر…
الابراهيمي يفكر. تشغله كثيرا عبارة كوفي عنان حول « الابداع الديبلوماسي»، كما لو انه لا يدري، او انه يدري فعلاً، الا مكان للابداع هنـــا. لعبة الاممــ، وهي لعبة المصالح ( والغرائز) تحدد مسار الازمة، اما مهمـته فهي ان يدفع بالكاميرا بعيدا، ولبعض الوقت، عن الاهوال التي يرتكبها اهل النظام كما اهل المعارضة..
لكن المبعوث الدولي والعربي يفكر. حمل الى موسكو وبكين اقتراحا يقول بأن يعلن الرئيس بشار الاسد عزوفه عن ترشيح نفسه لولاية ثالثة في عام 2014. ومن هنا يبدأ المشوار الابداعي نحو الحل، كما لو ان الازمة ما زالت تتمحور حول بقاء الرئيس السوري او رحيله. للازمة وجهها الآخر الآن: بقاء سوريا ام رحيلها…
حتما لا يملك الابراهيمي شخصية زوربا. ألا تشبه الديبلوماسية احياناً الرقص في الدم ومع الدم؟
المصدر :
نبيه برجي\ الديار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة