أطلق قائد الجيوش الأميركية في أوروبا مارك هيرتينغ تصريحات مهمة تقلب رأسا على عقب الرواية التركية عن إطلاق الجيش السوري قذيفة على مدينة أكجاكالي التركية الحدودية في الثالث من تشرين الأول الحالي، والتي أسفرت عن مقتل خمسة أتراك، وكادت تشعل حربا بين سورية وتركيا.

ففي مؤتمر نظم في جامعة هوبكنز في واشنطن حول مستقبل الوجود الأميركي في أوروبا، اعترف هيرتينغ بأن الولايات المتحدة لا تعرف مصدر القذيفة، متسائلا «هل هي من الجيش النظامي، أم من مجموعات المعارضة المسلحة لزج تركيا في الصراع، أم من عناصر من حزب العمال الكردستاني؟».

وقال هيرتينغ إن أيا من أعضاء حلف شمال الأطلسي لا يريد تدخلا عسكريا في سورية. ..

في هذا الوقت شن رئيس «حزب الحركة القومية» المتشدد دولت باهتشلي هجوما على سياسة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في سورية، مؤكدا أن الشعب السوري وحده له حق تقرير مستقبل بلاده. وقال ان «اردوغان ادخل تركيا في حزام من نار. الأخطاء في كل مكان والخسائر في كل مكان»، مضيفا ان على اردوغان أن يتخلى عن سياسات لا عودة عنها محملا إياه كل الخسائر التي تصيب أنقرة من جراء موقفها من الأزمة السورية.

في هذا الوقت، تحتفل تركيا اليوم بالذكرى الـ 89 لتأسيس الجمهورية وسط مناخ من التوتر فرضه حدثان: الأول منع الحكومة مسيرة كبيرة للعلمانيين في أنقرة بذريعة معلومات أمنية عن استغلالها للقيام بشغب وفوضى، وهو ما رفضته الجمعيات العلمانية الداعية ومتحدية بأنها ستنفذ المسيرة. والثاني إضراب عدد كبير من السجناء الأكراد عن الطعام منذ 46 يوما إلى أن تتحقق بعض المطالب الكردية، ومنها فك العزلة عن زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان المفروضة عليه منذ أكثر من سنة، حيث يمنع عليه مقابلة محاميه وأي شخص آخر وما رافق ذلك من احتجاجات شعبية حاشدة في مختلف المناطق الكردية، والتي وصفتها صحيفة «أوزغور غونديم» الكردية الصادرة باللغة التركية بـ«انتفاضة الأكراد».

وأوضح رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش أن الإضراب عن الطعام سيتواصل إلى أن تتحقق مطالب المضربين. وقال، في احتفال شعبي ضم عشرات الآلاف من الأكراد في مدينة باتمان شرقي البلاد، ان «الكلام انتهى»، ولا يمكن لوزير العدل أن يوقف الإضراب ويجب تلبية المطالب.

وأضاف ان «مفتاح الحل في ايمرالي (حيث يعتقل أوجلان) وعلى وزير العدل أن يكون شجاعا. هناك شعب كردي موجود قبالة الحكومة.هناك دولة كردية تتأسس في الشرق الأوسط». وحصر المطالب بفك العزلة عن أوجلان. وحذّر في كلمته «حزب العدالة والتنمية» من وفاة أي مضرب عن الطعام، قائلا «حينها ستكون نهاية حزب العدالة والتنمية».

وفي اسطنبول، تحدثت النائبة الكردية صباحات تونجيلي فقالت «لن يسمحوا بخروج أي تابوت من السجن. إما أن نذهب معهم إلى الحرية أو نذهب معهم إلى الموت». ودعت إلى السماح بالتعلم باللغة الكردية وإطلاق سراح أوجلان. وقالت «إذا كانت الحكومة تريد أن نعيش معا فعليها أن تضع عقدا حقوقيا جديدا، وان تتخلى عن سياسة الإنكار والدمج. لكن هذه الحكومة لا إرادة لديها في هذه الاتجاه».

  • فريق ماسة
  • 2012-10-28
  • 11167
  • من الأرشيف

في تصريحات تنسف الرواية التركية ..واشـنطن لا تعـرف مصـدر قذيفـة أكجاكـالي

أطلق قائد الجيوش الأميركية في أوروبا مارك هيرتينغ تصريحات مهمة تقلب رأسا على عقب الرواية التركية عن إطلاق الجيش السوري قذيفة على مدينة أكجاكالي التركية الحدودية في الثالث من تشرين الأول الحالي، والتي أسفرت عن مقتل خمسة أتراك، وكادت تشعل حربا بين سورية وتركيا. ففي مؤتمر نظم في جامعة هوبكنز في واشنطن حول مستقبل الوجود الأميركي في أوروبا، اعترف هيرتينغ بأن الولايات المتحدة لا تعرف مصدر القذيفة، متسائلا «هل هي من الجيش النظامي، أم من مجموعات المعارضة المسلحة لزج تركيا في الصراع، أم من عناصر من حزب العمال الكردستاني؟». وقال هيرتينغ إن أيا من أعضاء حلف شمال الأطلسي لا يريد تدخلا عسكريا في سورية. .. في هذا الوقت شن رئيس «حزب الحركة القومية» المتشدد دولت باهتشلي هجوما على سياسة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في سورية، مؤكدا أن الشعب السوري وحده له حق تقرير مستقبل بلاده. وقال ان «اردوغان ادخل تركيا في حزام من نار. الأخطاء في كل مكان والخسائر في كل مكان»، مضيفا ان على اردوغان أن يتخلى عن سياسات لا عودة عنها محملا إياه كل الخسائر التي تصيب أنقرة من جراء موقفها من الأزمة السورية. في هذا الوقت، تحتفل تركيا اليوم بالذكرى الـ 89 لتأسيس الجمهورية وسط مناخ من التوتر فرضه حدثان: الأول منع الحكومة مسيرة كبيرة للعلمانيين في أنقرة بذريعة معلومات أمنية عن استغلالها للقيام بشغب وفوضى، وهو ما رفضته الجمعيات العلمانية الداعية ومتحدية بأنها ستنفذ المسيرة. والثاني إضراب عدد كبير من السجناء الأكراد عن الطعام منذ 46 يوما إلى أن تتحقق بعض المطالب الكردية، ومنها فك العزلة عن زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان المفروضة عليه منذ أكثر من سنة، حيث يمنع عليه مقابلة محاميه وأي شخص آخر وما رافق ذلك من احتجاجات شعبية حاشدة في مختلف المناطق الكردية، والتي وصفتها صحيفة «أوزغور غونديم» الكردية الصادرة باللغة التركية بـ«انتفاضة الأكراد». وأوضح رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش أن الإضراب عن الطعام سيتواصل إلى أن تتحقق مطالب المضربين. وقال، في احتفال شعبي ضم عشرات الآلاف من الأكراد في مدينة باتمان شرقي البلاد، ان «الكلام انتهى»، ولا يمكن لوزير العدل أن يوقف الإضراب ويجب تلبية المطالب. وأضاف ان «مفتاح الحل في ايمرالي (حيث يعتقل أوجلان) وعلى وزير العدل أن يكون شجاعا. هناك شعب كردي موجود قبالة الحكومة.هناك دولة كردية تتأسس في الشرق الأوسط». وحصر المطالب بفك العزلة عن أوجلان. وحذّر في كلمته «حزب العدالة والتنمية» من وفاة أي مضرب عن الطعام، قائلا «حينها ستكون نهاية حزب العدالة والتنمية». وفي اسطنبول، تحدثت النائبة الكردية صباحات تونجيلي فقالت «لن يسمحوا بخروج أي تابوت من السجن. إما أن نذهب معهم إلى الحرية أو نذهب معهم إلى الموت». ودعت إلى السماح بالتعلم باللغة الكردية وإطلاق سراح أوجلان. وقالت «إذا كانت الحكومة تريد أن نعيش معا فعليها أن تضع عقدا حقوقيا جديدا، وان تتخلى عن سياسة الإنكار والدمج. لكن هذه الحكومة لا إرادة لديها في هذه الاتجاه».

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة