أفادت مصادر سياسية لبنانية لوكالة أخبار الشرق الجديد نقلا عن زوار التقوا النائب وليد جنبلاط مؤخرا أن زعيم المختارة يبدي أمام المقربين يأسه من كل الرهانات التي كان مقتنعا بها بشان قرب تغيير النظام في سورية وإسقاط الرئيس بشار الأسد.

أوضحت المصادر أن جنبلاط يعتبر أن الضباط الذين التحقوا بما يسمى بالجيش الحر يبحثون عن الأموال وليس لدى أي منهم الاستعداد لحمل مسؤوليات قيادية في العمليات الجارية على الأرض وذكرت أن جنبلاط شخصيا سعى إلى إقناع ضباط سوريين قدموا إلى لبنان أو خطفوا على يد مجموعة الجيش الحر بالالتحاق بغرفة العمليات في تركيا ولكنه اصطدم بمطالبهم المالية الكبيرة وهو تحدث عن بعض الأسماء الذين قبضوا مبالغ ضخمة من قطر واختفوا كليا عن السمع.

أما في تقييم المواقف الدولية والإقليمية فقد ذكرت المصادر أن جنبلاط تبلغ رسميا من السفير الروسي في لبنان ومنذ أسابيع بأن قرار موسكو نهائي وحازم بالوقوف إلى جانب الرئيس بشار الأسد والرسالة التي تلقاها جنبلاط تقول على لسان القيادة الروسية بأن عهد إسقاط الأنظمة قد انتهى وان الرئيس الأسد هو رئيس الدولة السورية وهو سقف الحل السياسي للأزمة في سورية وان إسقاطه ممنوع حتى لو كلف حربا عالمية لان روسيا تعتبر أن الهجوم على سورية يمس بالأمن القومي الروسي.

أما بالنسبة للغرب ودول الخليج فيشكو جنبلاط مما يدعوه بالنفاق السياسي حول الوضع السوري وهو لا ينظر بجدية إلى المواقف الأميركية والأوروبية التي يرى أنها بدأت بالتكيف مع حقيقة بقاء الرئيس بشار الأسد ونظامه في سورية وحيث ينظر جنبلاط بريبة إلى الكلام الغربي المتزايد عن حجم وجود القاعدة وفصائل التكفير في سورية وقد أسر لبعض زواره بأنه لا يلمس حزما في الموقفين التركي والسعودي من الوضع السوري بسبب الحسابات التي تجريها أنقرة والرياض لمصالحهما الإقليمية المباشرة وبفعل الدور الإيراني والروسي والصيني المتعاظم في المنطقة وحيث يخشى السعوديون من التحول الجاري في موقف العراق ومن الاستنزاف الذي يتعرض له النفوذ السعودي في كل من اليمن والبحرين وبالتالي فالمملكة مشغولة بنفسها وهي مضطرة لتوزيع اهتماماتها وأولوياتها أما تركيا فهي مضطرة لتلافي الاصطدام بروسيا أو بإيران لاعتبارات إستراتجية و اقتصادية و هي بعد كل ما قامت به تفاوض لإخراج التراجع .

ويعتقد جنبلاط حسب المصادر بأن قطر لا تعمل شيئا إلا دفع الأموال وبأن الرهان على الوقت ليس في مصلحة التحالف الدولي والإقليمي الذي يخوض الحرب على سورية فمن الواضح أن الأتراك تراجعوا وان الناتو غير جاهز للتدخل في حين يبدو الجيش السوري متماسكا ويصعب التأثير على صلابته وقوته.

المصادر السياسية أكدت أن موقف زعيم المختارة الرافض للتعرض للحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي رغم حرصه الشديد على إبقاء الجسور ممدودة وبقوة مع الرئيس سعد الحريري بني على خلفية هذه الحسابات السياسية المرتبطة بالوضع السوري ويعتبر أن أي تفجير للوضع اللبناني هو بمثابة انتحار سياسي في ظل التوازنات الداخلية ومع التطورات المتلاحقة بشأن سورية والتي لا توحي بأي تغييرات من النوع الذي بشره به جيفري فيلتمان قبل سنة ونصف.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-25
  • 9843
  • من الأرشيف

السفير الروسي نقل إليه أن الأسد خط أحمر حتى لو كلف الأمر حرباً عالمية

أفادت مصادر سياسية لبنانية لوكالة أخبار الشرق الجديد نقلا عن زوار التقوا النائب وليد جنبلاط مؤخرا أن زعيم المختارة يبدي أمام المقربين يأسه من كل الرهانات التي كان مقتنعا بها بشان قرب تغيير النظام في سورية وإسقاط الرئيس بشار الأسد. أوضحت المصادر أن جنبلاط يعتبر أن الضباط الذين التحقوا بما يسمى بالجيش الحر يبحثون عن الأموال وليس لدى أي منهم الاستعداد لحمل مسؤوليات قيادية في العمليات الجارية على الأرض وذكرت أن جنبلاط شخصيا سعى إلى إقناع ضباط سوريين قدموا إلى لبنان أو خطفوا على يد مجموعة الجيش الحر بالالتحاق بغرفة العمليات في تركيا ولكنه اصطدم بمطالبهم المالية الكبيرة وهو تحدث عن بعض الأسماء الذين قبضوا مبالغ ضخمة من قطر واختفوا كليا عن السمع. أما في تقييم المواقف الدولية والإقليمية فقد ذكرت المصادر أن جنبلاط تبلغ رسميا من السفير الروسي في لبنان ومنذ أسابيع بأن قرار موسكو نهائي وحازم بالوقوف إلى جانب الرئيس بشار الأسد والرسالة التي تلقاها جنبلاط تقول على لسان القيادة الروسية بأن عهد إسقاط الأنظمة قد انتهى وان الرئيس الأسد هو رئيس الدولة السورية وهو سقف الحل السياسي للأزمة في سورية وان إسقاطه ممنوع حتى لو كلف حربا عالمية لان روسيا تعتبر أن الهجوم على سورية يمس بالأمن القومي الروسي. أما بالنسبة للغرب ودول الخليج فيشكو جنبلاط مما يدعوه بالنفاق السياسي حول الوضع السوري وهو لا ينظر بجدية إلى المواقف الأميركية والأوروبية التي يرى أنها بدأت بالتكيف مع حقيقة بقاء الرئيس بشار الأسد ونظامه في سورية وحيث ينظر جنبلاط بريبة إلى الكلام الغربي المتزايد عن حجم وجود القاعدة وفصائل التكفير في سورية وقد أسر لبعض زواره بأنه لا يلمس حزما في الموقفين التركي والسعودي من الوضع السوري بسبب الحسابات التي تجريها أنقرة والرياض لمصالحهما الإقليمية المباشرة وبفعل الدور الإيراني والروسي والصيني المتعاظم في المنطقة وحيث يخشى السعوديون من التحول الجاري في موقف العراق ومن الاستنزاف الذي يتعرض له النفوذ السعودي في كل من اليمن والبحرين وبالتالي فالمملكة مشغولة بنفسها وهي مضطرة لتوزيع اهتماماتها وأولوياتها أما تركيا فهي مضطرة لتلافي الاصطدام بروسيا أو بإيران لاعتبارات إستراتجية و اقتصادية و هي بعد كل ما قامت به تفاوض لإخراج التراجع . ويعتقد جنبلاط حسب المصادر بأن قطر لا تعمل شيئا إلا دفع الأموال وبأن الرهان على الوقت ليس في مصلحة التحالف الدولي والإقليمي الذي يخوض الحرب على سورية فمن الواضح أن الأتراك تراجعوا وان الناتو غير جاهز للتدخل في حين يبدو الجيش السوري متماسكا ويصعب التأثير على صلابته وقوته. المصادر السياسية أكدت أن موقف زعيم المختارة الرافض للتعرض للحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي رغم حرصه الشديد على إبقاء الجسور ممدودة وبقوة مع الرئيس سعد الحريري بني على خلفية هذه الحسابات السياسية المرتبطة بالوضع السوري ويعتبر أن أي تفجير للوضع اللبناني هو بمثابة انتحار سياسي في ظل التوازنات الداخلية ومع التطورات المتلاحقة بشأن سورية والتي لا توحي بأي تغييرات من النوع الذي بشره به جيفري فيلتمان قبل سنة ونصف.

المصدر : الماسة السورية/ التيار الوطني الحر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة