كشف المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت» الإسرائيلية، شمعون شيفر النقاب عن قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتفاوض مع  سورية  للتوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة سلام بين الدولتين. والمفاجئ في النبأ المنسوب إلى وثائق أميركية أن المفاوضات بدأت في نهاية العام 2010، وأن نتنياهو وافق على الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة. ومما لا ريب فيه أن نشر هذا النبأ قد يكون مرتبطاً بالإعلان عن انتخابات مبكرة من ناحية، والأزمة السورية من جهة ثانية، وقد يكون نوعاً من الثأر الأميركي من نتنياهو بسبب تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأشار شيفر إلى أن مفاوضات مكثفة قادت في مطلع العام 2011، مع بدء الأزمة السورية، إلى موافقة نتنياهو على الانسحاب التام من هضبة الجولان مقابل معاهدة سلام. وأوضح أنه بعد عامين ونصف العام من انتخاب نتنياهو رئيساً للحكومة، شرع ووزير دفاعه إيهود باراك في خريف العام 2010 في إجراء مفاوضات غير مباشرة مع سورية. وكان الوسيط في هذه المفاوضات، التي جرت بسرية نادرة حتى بعيداً عن أنظار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الديبلوماسي الأميركي فريد هوف، الذي كان ضابطا في سلاح المشاة، ويعتبر خبيراً في ترسيم الحدود والمسؤول الأول في إدارة أوباما عن الملف السوري اللبناني. وقد أنهى هوف قبل أيام مهام عمله في وزارة الخارجية الأميركية، وصاغ الرسائل والتفاهمات التي تم تبادلها بين إسرائيل وسورية وتفاصيل المفاوضات السرية.

وبحسب وثائق هوف التي تنشرها «يديعوت» فإن المفاوضات بين الطرفين استندت إلى موافقة على الانسحاب التام من هضبة الجولان وتسليمها إلى السيادة السورية، مقابل اتفاق سلام يتضمن تبادل سفراء. وقد فوجئ الأميركيون باستعداد نتنياهو لأن يعرض على السوريين أكثر من أسلافه، وأن يراهن على كل الصندوق، وأن ينسحب حتى خط «الرابع من حزيران» أي خط المياه على بحيرة طبرية.

وأدار رئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق رابين مفاوضات في العام 1995 مع الرئيس السوري حافظ الأسد وافق خلالها على العودة إلى خطوط حزيران العام 1967، ولكن الاتصالات لم تبلغ مرحلة الاتفاق. وبعدما تولى نتنياهو رئاسة الحكومة للمرة الأولى نشرت «وثيقة لاودر» التي بينت أن نتنياهو وافق، عبر مبعوثه الملياردير رون لاودر، على الانسحاب حتى خط التلال المطلة على بحيرة طبرية، لكن نتنياهو أنكر ذلك. وفي المفاوضات التي أجراها باراك كرئيس للحكومة في العام 2000 بحثت مسألة الانسحاب التي تبقي لإسرائيل سيطرة بعمق حوالي عشرة أمتار عن مياه بحيرة طبرية. ولكن المفاوضات في عهد إيهود أولمرت في العام 2008، لم تبلغ أبداً مرحلة البحث في الحدود.

واعتبر شيفر أن مغزى الأمر هو أن نتنياهو أدار في مطلع العام 2011 اتصالات أعرب خلالها عن استعداده لتقديم تنازلات جوهرية.

وبحسب مصادر أميركية، فإن نتنياهو وباراك وافقا على الانسحاب التام مقابل اتفاق سلام يتضمن تطلعاً إسرائيلياً، من دون التزام سوري، بقطع العلاقات الخاصة بين سورية وإيران. ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق على الجدول الزمني للانسحاب. فقد طالب السوريون بتنفيذ الاتفاق خلال عام ونصف العام إلى عامين فيما سعت إسرائيل لمدة أطول.

وتنقل «يديعوت» عن مسؤول أميركي قوله قبل أيام إن المفاوضات كانت جدية وبعيدة المدى، ويمكن الافتراض أنه لولا الحرب الأهلية السورية الدائرة لانتهت إلى اتفاق.

وأوضحت «يديعوت» أن المفاوضات مع سوريا أخفيت عن كبار الوزراء، وأن شركاء السر كانوا فضلاً عن نتنياهو وباراك، السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة الجنرال يوحنان لوكر، ومستشار الأمن القومي السابق عوزي أراد، والمستشار السياسي رون دريمر، ومبعوث نتنياهو الخاص المحامي اسحق مولخو، والسكرتير العسكري لوزير الدفاع مايك هرتسوغ. وتم الطلب من جميع هؤلاء التوقيع على وثيقة خاصة تلزمهم بالمحافظة على أسرار الاتصالات والمعلومات المتبادلة. وحسب الوثائق فإن المفاوضات جرت في المقر الرسمي لرئيس الحكومة في القدس، وبيته في كيساريا، ومكتب مولخو في تل أبيب، وليس في ديوان رئاسة الحكومة.

واطلع على المفاوضات من الجانب الأميركي الرئيس باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، والمبعوث دينيس روس والسفير في إسرائيل دان شابيرو. ومثل سوريا في المباحثات وزير الخارجية وليد معلم، ولكن الوسيط هوف التقى أيضا مع الرئيس الأسد.

ونشرت «يديعوت» رداً من رئاسة الحكومة الإسرائيلية يفيد بأن «الأمر يتعلق بواحدة من مبادرات كثيرة عرضت على إسرائيل في السنوات الأخيرة. وأن إسرائيل لم تقبل أبداً في أي مرحلة هذه المبادرة الأميركية. وهي قديمة وغير ذات صلة، ونشرت الآن لاعتبارات مغرضة».

  • فريق ماسة
  • 2012-10-12
  • 12182
  • من الأرشيف

وثائق أميركية: نتنياهو وافق على الانسحاب التام من هضبة الجولان

كشف المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت» الإسرائيلية، شمعون شيفر النقاب عن قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتفاوض مع  سورية  للتوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة سلام بين الدولتين. والمفاجئ في النبأ المنسوب إلى وثائق أميركية أن المفاوضات بدأت في نهاية العام 2010، وأن نتنياهو وافق على الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة. ومما لا ريب فيه أن نشر هذا النبأ قد يكون مرتبطاً بالإعلان عن انتخابات مبكرة من ناحية، والأزمة السورية من جهة ثانية، وقد يكون نوعاً من الثأر الأميركي من نتنياهو بسبب تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأشار شيفر إلى أن مفاوضات مكثفة قادت في مطلع العام 2011، مع بدء الأزمة السورية، إلى موافقة نتنياهو على الانسحاب التام من هضبة الجولان مقابل معاهدة سلام. وأوضح أنه بعد عامين ونصف العام من انتخاب نتنياهو رئيساً للحكومة، شرع ووزير دفاعه إيهود باراك في خريف العام 2010 في إجراء مفاوضات غير مباشرة مع سورية. وكان الوسيط في هذه المفاوضات، التي جرت بسرية نادرة حتى بعيداً عن أنظار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الديبلوماسي الأميركي فريد هوف، الذي كان ضابطا في سلاح المشاة، ويعتبر خبيراً في ترسيم الحدود والمسؤول الأول في إدارة أوباما عن الملف السوري اللبناني. وقد أنهى هوف قبل أيام مهام عمله في وزارة الخارجية الأميركية، وصاغ الرسائل والتفاهمات التي تم تبادلها بين إسرائيل وسورية وتفاصيل المفاوضات السرية. وبحسب وثائق هوف التي تنشرها «يديعوت» فإن المفاوضات بين الطرفين استندت إلى موافقة على الانسحاب التام من هضبة الجولان وتسليمها إلى السيادة السورية، مقابل اتفاق سلام يتضمن تبادل سفراء. وقد فوجئ الأميركيون باستعداد نتنياهو لأن يعرض على السوريين أكثر من أسلافه، وأن يراهن على كل الصندوق، وأن ينسحب حتى خط «الرابع من حزيران» أي خط المياه على بحيرة طبرية. وأدار رئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق رابين مفاوضات في العام 1995 مع الرئيس السوري حافظ الأسد وافق خلالها على العودة إلى خطوط حزيران العام 1967، ولكن الاتصالات لم تبلغ مرحلة الاتفاق. وبعدما تولى نتنياهو رئاسة الحكومة للمرة الأولى نشرت «وثيقة لاودر» التي بينت أن نتنياهو وافق، عبر مبعوثه الملياردير رون لاودر، على الانسحاب حتى خط التلال المطلة على بحيرة طبرية، لكن نتنياهو أنكر ذلك. وفي المفاوضات التي أجراها باراك كرئيس للحكومة في العام 2000 بحثت مسألة الانسحاب التي تبقي لإسرائيل سيطرة بعمق حوالي عشرة أمتار عن مياه بحيرة طبرية. ولكن المفاوضات في عهد إيهود أولمرت في العام 2008، لم تبلغ أبداً مرحلة البحث في الحدود. واعتبر شيفر أن مغزى الأمر هو أن نتنياهو أدار في مطلع العام 2011 اتصالات أعرب خلالها عن استعداده لتقديم تنازلات جوهرية. وبحسب مصادر أميركية، فإن نتنياهو وباراك وافقا على الانسحاب التام مقابل اتفاق سلام يتضمن تطلعاً إسرائيلياً، من دون التزام سوري، بقطع العلاقات الخاصة بين سورية وإيران. ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق على الجدول الزمني للانسحاب. فقد طالب السوريون بتنفيذ الاتفاق خلال عام ونصف العام إلى عامين فيما سعت إسرائيل لمدة أطول. وتنقل «يديعوت» عن مسؤول أميركي قوله قبل أيام إن المفاوضات كانت جدية وبعيدة المدى، ويمكن الافتراض أنه لولا الحرب الأهلية السورية الدائرة لانتهت إلى اتفاق. وأوضحت «يديعوت» أن المفاوضات مع سوريا أخفيت عن كبار الوزراء، وأن شركاء السر كانوا فضلاً عن نتنياهو وباراك، السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة الجنرال يوحنان لوكر، ومستشار الأمن القومي السابق عوزي أراد، والمستشار السياسي رون دريمر، ومبعوث نتنياهو الخاص المحامي اسحق مولخو، والسكرتير العسكري لوزير الدفاع مايك هرتسوغ. وتم الطلب من جميع هؤلاء التوقيع على وثيقة خاصة تلزمهم بالمحافظة على أسرار الاتصالات والمعلومات المتبادلة. وحسب الوثائق فإن المفاوضات جرت في المقر الرسمي لرئيس الحكومة في القدس، وبيته في كيساريا، ومكتب مولخو في تل أبيب، وليس في ديوان رئاسة الحكومة. واطلع على المفاوضات من الجانب الأميركي الرئيس باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، والمبعوث دينيس روس والسفير في إسرائيل دان شابيرو. ومثل سوريا في المباحثات وزير الخارجية وليد معلم، ولكن الوسيط هوف التقى أيضا مع الرئيس الأسد. ونشرت «يديعوت» رداً من رئاسة الحكومة الإسرائيلية يفيد بأن «الأمر يتعلق بواحدة من مبادرات كثيرة عرضت على إسرائيل في السنوات الأخيرة. وأن إسرائيل لم تقبل أبداً في أي مرحلة هذه المبادرة الأميركية. وهي قديمة وغير ذات صلة، ونشرت الآن لاعتبارات مغرضة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة