في الوقت الذي يسقط فيه بين عشرات إلى مئات القتلى والجرحى من الشعب السوري جراء العمليات الانتحارية التي تنفذها المجموعات الإرهابية والتكفيرية والظلامية، وجراء عمليات الاستهداف والتفجير التي تقوم بها مجموعات المتمردين والمرتزقة، فإن هناك من لايزال مصرًّا على النظر إلى الأزمة السورية بعين واحدة، ويتخندق في خندق المؤيدين والداعمين لعنف تلك المجموعات.

فقد خرج أمس بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على الشعب السوري المكلوم من عنف تلك الجماعات وممارساتها الإجرامية بدعوة غريبة من قصر الأليزيه بعد أن تجشأ شبعًا من مائدة القصر في ضيافة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا فيها الحكومة السورية إلى إيقاف عمليات مطاردتها لتلك المجموعات المسلحة من جانب واحد.

وتأتي هذه الدعوة التي لا تدل إلا على عجز مطلقها متزامنة مع عمليتين انتحاريتين قامت بها مجموعة إرهابية تسمي نفسها "جبهة النصرة" إحدى أذرع تنظيم القاعدة راح ضحيتهما عشرات القتلى من الشعب السوري، وكذلك متزامنة مع وصول شحنات أسلحة جديدة إلى المجموعات المسلحة في مدينة حلب لقتل الشعب السوري.

إن الأمم المتحدة بهذه الدعوة تثبت سلبيتها المعهودة تجاه القضايا العادلة للشعوب وخاصة الشعوب العربية، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني ثم الشعب العراقي والليبي والسوري واليمني وإلى آخره من الشعوب العربية التي على قائمة الانتظار الغربية ليمر عليها قطار (الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان) الغربية، وخصوصًا ذات الطعم والنَّفَس الأميركي، فإذا كانت المنظمة الدولية أثناء فترة الحرب الباردة وصراع القطبين، يعلو سيف الفيتو الأميركي على رقاب الحقوق العادلة وقضايا السلم والأمن الدوليين لينزل عليها قاطعًا إياها، فإنها بعد انتهاء الحرب الباردة ورحيل الاتحاد السوفييتي وبقاء الولايات المتحدة تلاشى دورها فأصبح العالم بطة عرجاء، حيث تنسف القرارات الدولية والقضايا العادلة للشعوب نسفًا، بل إن المنظمة الدولية كان دورها مؤيدًا لمظاهر الظلم والاحتلال، وما الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاحتلال الأنجلو ـ أميركي للعراق منا ببعيد.

إن سورية باتت مرتعًا وموئلًا خصبًا لتنظيم القاعدة وبقية المجموعات المسلحة الإرهابية والتكفيرية والمرتزقة بفعل الدعم الغربي وتحديدًا الأميركي لها، وكذلك دول الجوار السوري ومد تلك المجموعات المسلحة بالمال والسلاح، وتقديم ما يلزمها من تدريب وتسهيل دخول إلى الداخل السوري لتحدث الفوضى وتقتل الشعب السوري، ولذلك فإن دعوة العاجز لبان كي مون مجانبة للصواب وغير موفقة، ولا تعبر عن حكمة رجل سياسة في قامة كي مون، من حيث أولًا مساواته لحكومة شرعية تكفل لها القوانين الذود عن أرض الوطن وتوفير الحماية لشعبها، وردع أي عدوان خارجي أيًّا كانت هوية من يقوم به، بمجموعات مسلحة إرهابية ومرتزقة ومتمردة، وثانيًا إذا كانت الحكومة السورية تملك زمام أمرها ولديها القرار السيادي والسياسي والأمني وباستطاعتها وقف مطاردة فلول الإرهابيين في لحظة واحدة، فمن لديه المقدرة على السيطرة على مجموعات منفلتة وغير منضبطة كل منها يقاتل لهدف يسعى إلى تحقيقه، ولذلك فإن النظرة المنحازة وغير المحايدة دائمًا ما تأتي بحلول عرجاء وتنم عن مدى العجز الذي يتملك صاحبها حتى لو كان صادقًا. في حين أن منطق الحل أن يتم وقف عمليات الإمداد بالسلاح والمال لتلك المجموعات المسلحة، والكف عن تدريبها وتشجيعها على القتل وعن تقديم التسهيلات لها للدخول إلى الأراضي السورية. لقد كان خيار المعارضة السورية المسلحة خاطئًا منذ البداية حين اعتقدت أن الحل يضمنه سلوك العنف ولغة القتل، مذعنة لمن تقاسمهم ولاءاتها لتخريب وطنها السوري وتفكيكه وتمزيقه وتشريد أهله، هذه هي الحقيقة التي يخاف قولها بان كي مون وغيره، ونشدد على غيره، لأنه لا يملك الشجاعة ليعترف بخطئه.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-09
  • 7018
  • من الأرشيف

الوطن العمانية : دعوة العاجز

في الوقت الذي يسقط فيه بين عشرات إلى مئات القتلى والجرحى من الشعب السوري جراء العمليات الانتحارية التي تنفذها المجموعات الإرهابية والتكفيرية والظلامية، وجراء عمليات الاستهداف والتفجير التي تقوم بها مجموعات المتمردين والمرتزقة، فإن هناك من لايزال مصرًّا على النظر إلى الأزمة السورية بعين واحدة، ويتخندق في خندق المؤيدين والداعمين لعنف تلك المجموعات. فقد خرج أمس بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على الشعب السوري المكلوم من عنف تلك الجماعات وممارساتها الإجرامية بدعوة غريبة من قصر الأليزيه بعد أن تجشأ شبعًا من مائدة القصر في ضيافة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا فيها الحكومة السورية إلى إيقاف عمليات مطاردتها لتلك المجموعات المسلحة من جانب واحد. وتأتي هذه الدعوة التي لا تدل إلا على عجز مطلقها متزامنة مع عمليتين انتحاريتين قامت بها مجموعة إرهابية تسمي نفسها "جبهة النصرة" إحدى أذرع تنظيم القاعدة راح ضحيتهما عشرات القتلى من الشعب السوري، وكذلك متزامنة مع وصول شحنات أسلحة جديدة إلى المجموعات المسلحة في مدينة حلب لقتل الشعب السوري. إن الأمم المتحدة بهذه الدعوة تثبت سلبيتها المعهودة تجاه القضايا العادلة للشعوب وخاصة الشعوب العربية، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني ثم الشعب العراقي والليبي والسوري واليمني وإلى آخره من الشعوب العربية التي على قائمة الانتظار الغربية ليمر عليها قطار (الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان) الغربية، وخصوصًا ذات الطعم والنَّفَس الأميركي، فإذا كانت المنظمة الدولية أثناء فترة الحرب الباردة وصراع القطبين، يعلو سيف الفيتو الأميركي على رقاب الحقوق العادلة وقضايا السلم والأمن الدوليين لينزل عليها قاطعًا إياها، فإنها بعد انتهاء الحرب الباردة ورحيل الاتحاد السوفييتي وبقاء الولايات المتحدة تلاشى دورها فأصبح العالم بطة عرجاء، حيث تنسف القرارات الدولية والقضايا العادلة للشعوب نسفًا، بل إن المنظمة الدولية كان دورها مؤيدًا لمظاهر الظلم والاحتلال، وما الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاحتلال الأنجلو ـ أميركي للعراق منا ببعيد. إن سورية باتت مرتعًا وموئلًا خصبًا لتنظيم القاعدة وبقية المجموعات المسلحة الإرهابية والتكفيرية والمرتزقة بفعل الدعم الغربي وتحديدًا الأميركي لها، وكذلك دول الجوار السوري ومد تلك المجموعات المسلحة بالمال والسلاح، وتقديم ما يلزمها من تدريب وتسهيل دخول إلى الداخل السوري لتحدث الفوضى وتقتل الشعب السوري، ولذلك فإن دعوة العاجز لبان كي مون مجانبة للصواب وغير موفقة، ولا تعبر عن حكمة رجل سياسة في قامة كي مون، من حيث أولًا مساواته لحكومة شرعية تكفل لها القوانين الذود عن أرض الوطن وتوفير الحماية لشعبها، وردع أي عدوان خارجي أيًّا كانت هوية من يقوم به، بمجموعات مسلحة إرهابية ومرتزقة ومتمردة، وثانيًا إذا كانت الحكومة السورية تملك زمام أمرها ولديها القرار السيادي والسياسي والأمني وباستطاعتها وقف مطاردة فلول الإرهابيين في لحظة واحدة، فمن لديه المقدرة على السيطرة على مجموعات منفلتة وغير منضبطة كل منها يقاتل لهدف يسعى إلى تحقيقه، ولذلك فإن النظرة المنحازة وغير المحايدة دائمًا ما تأتي بحلول عرجاء وتنم عن مدى العجز الذي يتملك صاحبها حتى لو كان صادقًا. في حين أن منطق الحل أن يتم وقف عمليات الإمداد بالسلاح والمال لتلك المجموعات المسلحة، والكف عن تدريبها وتشجيعها على القتل وعن تقديم التسهيلات لها للدخول إلى الأراضي السورية. لقد كان خيار المعارضة السورية المسلحة خاطئًا منذ البداية حين اعتقدت أن الحل يضمنه سلوك العنف ولغة القتل، مذعنة لمن تقاسمهم ولاءاتها لتخريب وطنها السوري وتفكيكه وتمزيقه وتشريد أهله، هذه هي الحقيقة التي يخاف قولها بان كي مون وغيره، ونشدد على غيره، لأنه لا يملك الشجاعة ليعترف بخطئه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة