نشرت صحيفة “الديلي تلغراف” مقالا بعنوان “يجب الاحترس من اللعبة الكبيرة لتركيا، اشارت فيه الى انه “بالكاد يستطيع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يزعم بأنه طرف بريء عندما يتعلق الأمر بإذكاء نيران صراع يمكن أن يشعل حريقا في المنطقة برمتها. فعلى مرِّ أكثر من عام ظلت تركيا تلعب الدور القيادي في حملة ترمي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد”.

اضافت الصحيفة البريطانية “لقد عملت تركيا بشكل وثيق مع عدد من الدول الخليجية، كالسعودية وقطر، التي قطعت على نفسها التزاما بأسقاط الأسد"، إذ دأب الأتراك على التنسيق بشكل حذر على تقديم الدعم الدولي لقوى المعارضة السورية”.

وحذرت الصحيفة في ختام مقالها الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي “الناتو” من مغبة توريط أنفسهم في صراع “يساعد فقط بدفع المخطط الإسلامي للزعيم التركي أردوغان قدما إلى الأمام”.

هران تتهم إسرائيل وأميركا بالوقوف وراء القذائف التي سقطت على تركيا..والعثمانيون الجدد يواصلون التصعيد على الحدود -          

في سياق تصعيدها للتوتر على الحدود بين البلدين، أعلنت حكومة العدالة والتنمية التركية أمس أنها ردت على ما وصفته «قذيفة سورية» سقطت في لواء اسكندرونة السليب،

مستقوية على ما يبدو بالموقف الأميركي الداعم لها، وذلك في حين اتهمت إيران «جهات»، بينها أميركا وإسرائيل، بالوقوف وراء القذائف التي سقطت على الأراضي التركية من سورية.

وتقدمت سورية، على لسان وزير إعلامها عمران الزعبي، بتعازيها إلى أسر «الشهداء والشعب التركي»، في أعقاب حادث مماثل وقع في بلدة أقتش قعله على الحدود بين البلدين الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل خمسة أتراك، مؤكدةً أنها باشرت «التحقيق في مصادر النيران».

وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أمس أن قذيفة هاون سورية جديدة سقطت صباح أمس على قرية غوفيتشي في منطقة يايلاداغي التابعة لولاية هاتاي (الاسم التركي للواء إسكندرونة السليب) في جنوب شرق تركيا، مؤكدةً أن القذيفة أطلقت في سياق الاشتباكات بين الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة، في بلدة خربة الجوز بمحافظة إدلب، وأن القوات التركية المتمركزة على الحدود ردت بشكل «فوري» على موقع إطلاق القذيفة.

وأعاد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو التأكيد في تصريح لشبكة «تي آر تي» التركية أمس أن موافقة البرلمان على منح الحكومة حق شن العمليات العسكرية خارج الحدود التركية عند الضرورة، ليس إعلاناً للحرب، مشيراً إلى أن بلاده يجب أن تكون على أهبة الاستعداد لأي تطور قد يحدث في الصراع الدائر بسورية المجاورة.

وأكد داود أوغلو أن قرار البرلمان بالموافقة يدل على جدية النيات التركية، وقبل كل شيء، فيما يخص ضبط النفس.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «نحن نفهم أن الأتراك اتخذوا خطوات لضمان عدم انتهاك سورية لسيادتهم، ونحن نقف جنباً إلى جنب معهم فيما يتخذون من إجراءات».

وسئل إن كانت واشنطن تؤيد تفويض البرلمان التركي للحكومة بشن عمليات عسكرية خارج الحدود عند الضرورة، فأجاب: «نحن نرى أن الخطوات التي اتخذت مصممة لضمان وضع حد للأعمال العدوانية التي تنتهك سيادة تركيا، ونحن ندعمها ونعتقد أن تحركاتها مناسبة».

وفي طهران، أعرب حسين شيخ الإسلام مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني عن اعتقاد بلاده أن القذيفة التي أطلقت من سورية على الأراضي التركية الأربعاء الماضي، لم تكن من عمل الحكومة السورية، وإنما من عمل عناصر وجهات تريد توريط تركيا في حرب مع سورية، تخدم الجماعات المسلحة وتقطع طريق الحل السياسي للأزمة المفتعلة في هذا البلد.

وأوضح شيخ الإسلام، الذي عمل سابقاً سفيراً لبلاده في دمشق، أن طهران بإمكانها لعب دور مهم في احتواء الأزمة بين سورية وتركيا، وقد فعلت إلا أن هناك أطرافاً أميركية وصهيونية تحاول تأجيج الأوضاع بين الجانبين وعرقلة أي حل يسهم في تخفيف التوتر.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-06
  • 11545
  • من الأرشيف

التلغراف: يجب الاحتراس من اللعبة الكبيرة لتركيا ومخطط اردوغان الاسلامي

نشرت صحيفة “الديلي تلغراف” مقالا بعنوان “يجب الاحترس من اللعبة الكبيرة لتركيا”، اشارت فيه الى انه “بالكاد يستطيع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يزعم بأنه طرف بريء عندما يتعلق الأمر بإذكاء نيران صراع يمكن أن يشعل حريقا في المنطقة برمتها. فعلى مرِّ أكثر من عام ظلت تركيا تلعب الدور القيادي في حملة ترمي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد”. اضافت الصحيفة البريطانية “لقد عملت تركيا بشكل وثيق مع عدد من الدول الخليجية، كالسعودية وقطر، التي قطعت على نفسها التزاما بأسقاط الأسد"، إذ دأب الأتراك على التنسيق بشكل حذر على تقديم الدعم الدولي لقوى المعارضة السورية”. وحذرت الصحيفة في ختام مقالها الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي “الناتو” من مغبة توريط أنفسهم في صراع “يساعد فقط بدفع المخطط الإسلامي للزعيم التركي أردوغان قدما إلى الأمام”. هران تتهم إسرائيل وأميركا بالوقوف وراء القذائف التي سقطت على تركيا..والعثمانيون الجدد يواصلون التصعيد على الحدود -           في سياق تصعيدها للتوتر على الحدود بين البلدين، أعلنت حكومة العدالة والتنمية التركية أمس أنها ردت على ما وصفته «قذيفة سورية» سقطت في لواء اسكندرونة السليب، مستقوية على ما يبدو بالموقف الأميركي الداعم لها، وذلك في حين اتهمت إيران «جهات»، بينها أميركا وإسرائيل، بالوقوف وراء القذائف التي سقطت على الأراضي التركية من سورية. وتقدمت سورية، على لسان وزير إعلامها عمران الزعبي، بتعازيها إلى أسر «الشهداء والشعب التركي»، في أعقاب حادث مماثل وقع في بلدة أقتش قعله على الحدود بين البلدين الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل خمسة أتراك، مؤكدةً أنها باشرت «التحقيق في مصادر النيران». وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أمس أن قذيفة هاون سورية جديدة سقطت صباح أمس على قرية غوفيتشي في منطقة يايلاداغي التابعة لولاية هاتاي (الاسم التركي للواء إسكندرونة السليب) في جنوب شرق تركيا، مؤكدةً أن القذيفة أطلقت في سياق الاشتباكات بين الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة، في بلدة خربة الجوز بمحافظة إدلب، وأن القوات التركية المتمركزة على الحدود ردت بشكل «فوري» على موقع إطلاق القذيفة. وأعاد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو التأكيد في تصريح لشبكة «تي آر تي» التركية أمس أن موافقة البرلمان على منح الحكومة حق شن العمليات العسكرية خارج الحدود التركية عند الضرورة، ليس إعلاناً للحرب، مشيراً إلى أن بلاده يجب أن تكون على أهبة الاستعداد لأي تطور قد يحدث في الصراع الدائر بسورية المجاورة. وأكد داود أوغلو أن قرار البرلمان بالموافقة يدل على جدية النيات التركية، وقبل كل شيء، فيما يخص ضبط النفس. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «نحن نفهم أن الأتراك اتخذوا خطوات لضمان عدم انتهاك سورية لسيادتهم، ونحن نقف جنباً إلى جنب معهم فيما يتخذون من إجراءات». وسئل إن كانت واشنطن تؤيد تفويض البرلمان التركي للحكومة بشن عمليات عسكرية خارج الحدود عند الضرورة، فأجاب: «نحن نرى أن الخطوات التي اتخذت مصممة لضمان وضع حد للأعمال العدوانية التي تنتهك سيادة تركيا، ونحن ندعمها ونعتقد أن تحركاتها مناسبة». وفي طهران، أعرب حسين شيخ الإسلام مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني عن اعتقاد بلاده أن القذيفة التي أطلقت من سورية على الأراضي التركية الأربعاء الماضي، لم تكن من عمل الحكومة السورية، وإنما من عمل عناصر وجهات تريد توريط تركيا في حرب مع سورية، تخدم الجماعات المسلحة وتقطع طريق الحل السياسي للأزمة المفتعلة في هذا البلد. وأوضح شيخ الإسلام، الذي عمل سابقاً سفيراً لبلاده في دمشق، أن طهران بإمكانها لعب دور مهم في احتواء الأزمة بين سورية وتركيا، وقد فعلت إلا أن هناك أطرافاً أميركية وصهيونية تحاول تأجيج الأوضاع بين الجانبين وعرقلة أي حل يسهم في تخفيف التوتر.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة