دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يثن الهبوط القاسي للعملة الايرانية، الرئيس محمود أحمدي نجاد، عن المضي قدماً في الموقف «النووي» لطهران، عندما جزم بأن كلمة «التراجع» عن البرنامج النووي، غير موجودة في معجمه حاليّاً، مطمئناً إلى أن المصرف المركزي الإيراني يوفر ما يكفي من العملة الصعبة لتمويل واردات البلاد.
وقال وزير الصناعة الإيراني مهدي غضنفري إن الأجهزة الأمنية ستتصدى لأنشطة المضاربين الذين قال إنهم تسببوا في هبوط العملة لمستويات قياسية، موضحاً ان «الوسطاء في السوق أيضاً يدفعون باتجاه ارتفاع السعر لأن هذا سيكون مربحاً لهم ولا أحد يردعهم».
وقد هبط الريال أمس إلى أدنى مستوى له أمام الدولار، حيث بلغ سعر العملة الإيرانية 35 ألفا و500 ريال للدولار الواحد، بحسب موقع متخصص بأسعار الصرف، في حين أفاد صرافون أن التداولات في السوق تتراوح بين 35 ألفاً و500 ريال، و37 ألف ريال للدولار الواحد.
الى ذلك، اتهم نجاد، خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران أمس، الدول الغربية بشن حرب اقتصادية شاملة ضد إيران لإخضاعها، مؤكداً أن إيران لن تتراجع عن برنامجها النووي رغم الضغوط.
وقال نجاد إن «العدو فرض عقوبات على مبيعات النفط التي تشكل جزءاً كبيراً من العملات الصعبة في البلاد. كما فرض عقوبات على المبادلات المصرفية كي لا نتمكن من استعادة المال حتى لو بعنا نفطنا. إنها حرب خفية وثقيلة ونفسية على المستوى العالمي».
ولكنه طمأن إلى أن المصرف المركزي الإيراني يوفر ما يكفي من العملة الصعبة لتمويل واردات البلاد، قائلاً: «قدّم المصرف المركزي كل ما يلزم من العملة لهذه الواردات. ولدينا من العملة الصعبة ما يكفي حاجاتنا».
واشار نجاد إلى أن الحظر الغربي الأحادي أدى إلى خفض صادرات النفط، متوعداً أن حكومته ستعوض العجز الناتج عنه.
وعزا الرئيس الإيراني سبب عدم الاستقرار الحاصل في سوق العملة الصعبة إلى الحظر الخارجي المفروض على الشعب الإيراني، وهجمة إعلامية ونفسية من قبل أطراف في الداخل.
وأوضح نجاد أن أعداء الجمهورية الإسلامية يريدون الانتقام من الشعب الإيراني، معللاً قوله بأن «الحظر يؤدي إلى الضغط على الشعوب لا على الحكومات»، وأضاف إن «ما يجري حرب نفسية على إيران والعدو استبدلها بعد أن عجز عن تنفيذ حروبه الأخرى».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الضغوط الاقتصادية الخارجية ستؤثر على البرنامج النووي الإيراني وبالتالي تؤدي إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانب الإيراني والأميركي؛ استبعد الرئيس الإيراني عقد مثل هذه المفاوضات الثنائية في الفترة الراهنة.
واعتبر أن الاحترام المتبادل مبدأ أساسي لإجراء مفاوضات ثنائية، مؤكداً أن بلاده لن تركع أمام الضغوط الخارجية، لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعباً لن تتخلى عن مبادئها.
وقلّل نجاد من أهمية التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على طهران، معتبراً أن «الكيان الإسرائيلي مزيف وتهديداته لإيران خاوية، ومخطئ من يظن انه يستطيع المغامرة بشن عدوان على إيران»، معتبراً أن «إيران ليس بلداً تهزه بعض المفرقعات».
وعن المفاوضات مع مجموعة الـ« ٥+١» حول الملف النووي الإيراني، أكد نجاد أن طهران متمسكة بمبدأ الحوار ولكن بعيداً عن الغطرسة والضغوط. وقال: «إذا اعتقد البعض أنهم قادرون على الضغط على إيران، فإنهم مخطئون وعليهم تصحيح موقفهم. لسنا شعباً يتراجع في حقوقه النووية»، موضحاً أن أي دولة لم تبد أو تعلن استعدادها بتزويدنا بالوقود النووي بنسبة 20 في المئة، مشيراً إلى انه «متى ما وضعوا هذا الوقود تحت تصرفنا، فإننا سوف لن نكون بحاجة إلى إنتاجه».
ورأى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعالون أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بدأت تعطي مفعولها، ولكنها لم ترغم طهران بعد على ترك برنامجها النووي، مشدداً على الحاجة إلى «الاحتفاظ بالخيار العسكري».
وقال يعالون للإذاعة الإسرائيلية إن «العقوبات والضغوط المفروضة منذ عامين تقريباً على إيران فعالة، ولكن أجهزتها للطرد المركزي ما زالت تدور». وأضاف إنه «يوجد وقت للعقوبات والبرنامج النووي الإيراني يقترب أكثر فأكثر من الخط الأحمر».
وتابع يعالون «نعتقد انه يجب فرض عقوبات قاسية اقتصادية وسياسية وغيرها على إيران، والاحتفاظ بالخيار العسكري. لكن الحقيقة أن الدبلوماسية لا تعمل والعقوبات لا تأتي بالأثر المنشود بينما تواصل إيران برنامجها النووي».
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، قد أكد على «وجوب أن تسير إسرائيل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني»، مؤكداً أن «العزل الاقتصادي لإيران في غاية الأهمية».
إلى ذلك، أكد رئيس منظمة الأبحاث وجهاد الاكتفاء الذاتي للقوات البرية التابعة للجيش الإيراني سيد مسعود زواره آي، أن القوات الإيرانية حددت نقاط الضعف الموجودة في مروحيات «الاباتشي» الأميركية والمروحيات الإسرائيلية، مؤكدا أن هذه القوات على أهبة الاستعداد لردع أي اعتداء يستهدف البلاد ليلاً أو نهاراً.
وأشار زواره آي إلى انجازات البلاد في صناعة العربات العسكرية والقناصات، وقال إن هذه القناصات المصنعة محلياً قادرة على استهداف المروحيات، إضافة إلى قدرتها على تدمير الأهداف المدرعة والخنادق الخرسانية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة