الارهاب الدولي الذي تتعرض له دمشق سلوك عدواني خطير ينطوي على مغامرة اقليمية ودولية تآمرية تسعى الى رسم خارطة للمنطقة وفقا لمنظورها ..

وازاء ذلك فان من الاهمية بمكان القيام بمقاربة للمواقف والسياسات والتحركات الرامية الى تدويل الازمة السورية بكل الوسائل، تحقيقا للمآرب الاميركية ــ الاوروبية ــ الصهيونية في الشرق الاوسط.

فاللافت في هذا المضمار هو التواطؤ السافر لآل سعود وآل ثاني والعثمانيين الجدد مع المخطط الشيطاني الغربي ــ الاسرائيلي لمناهضة محور قوى المقاومة والممانعة، وتكالب هذا المعسكر على سورية بشكل ضار ابتغاء تمزيقها وتخريبها واسالة شلالات الدماء في ربوعها الوادعة. بيد ان الصمود الذي ابداه ابناء الشعب السوري حتى الان، قوّض معظم التحرکات الارهابية واعمال الجريمة المنظمة، الممولة سعوديا وقطريا، والمرسومة اسرائيليا واميركيا والمدعومة تركيا واردنيا، فيما تضطلع الدوائر المعروفة فی منظومة الامم المتحدة ومجلس الامن بدور ديماغوجي يجسد هو الآخر اهداف صانعي القرار في واشنطن وتل ابيب، بدليل عجز مبعوثيها وتلک عن ممارسة أي تحرك مؤثر يمكن ان يلفت اهتمام المجتمع الدولي على مستوى حقن الدماء البريئة في سورية.

واذا ما نظرنا للامر على هذا النحو، فذلك يعني اننا امام مشهد لاستراتيجية السيطرة التي تعكس علاقة "السيد الاميركي ــ الصهيوني" بالعبيد الخليجيين والعثمانيين والدوليين سواء بسواء.

فالظاهر ان هذه الجبهة العدوانية لم توفر للآن وسيلة من اجل استنزاف دمشق وشعب سورية الابي، لكن صمودهما الرائع اذهب عنهما رجس ابناء الشياطين واتباع الضلالة، ومجرمي الحرب الدوليين.

فقد اثبتت الايام استحالة ان نتصور ــ ولو للحظة واحدة ــ ان يستطيع المتعصبون والتكفيريون والقتلة واللصوص، التزام ديمقراطية يسوقها "آل سعود وآل ثاني" بحرية كاملة، دون ان يكونوا عميانا أو مخدوعين او مأجورين. وبما اننا كشعوب، نملك حاسة التمييز بين الاخيار والاشرار والعقلاء والجهلة، والاحرار والعبيد، والصلحاء والمجرمين، فان من السهولة بمكان بالنسبة لنا، تقدير الاخلاقي وغير الاخلاقي في كل ما يدور ويجري فوق الاراضي السورية الطيبة.

وفي هذا الصدد علينا ان نؤكد على هذه الحقيقة، وهي: ان اطروحة يُنظّر لها "حمد آل ثاني"، لايجاد تسوية للازمة السورية، هي من الزيف والنفاق واللاواقعية، بحيث انها لا تستحق مكانا سوى في سلة المهملات. فالرجل حوّل (قطر) الى محمية عسكرية وقاعدة استخبارية للغرب والصهيونية، كما ان علاقاته مع اسرائيل والاميركية، اشهر من نار على علم. وبالتالي فان كل هذه المؤهلات المشينة تسقط عنه اية شرعية للتفوه بشأن (المستقبل السوري) أو (الامن الاقليمي) او (المشروع الاسلامي) في الشرق الاوسط.

اذن اين يكمن الحل؟ للاجابة لا نتردد في القول : انه منوط بارادة الشعب السوري بمعارضته وموالاته، وما يجدونه ملائما لاخراج البلاد من هذه الفتنة السوداء وبناء دولة القانون والمؤسسات ، والعلاقات المتكافئة للجميع، على ارضية حب الوطن وحماية المواطن وصيانة الاستقلال والسيادة، بعيدا عن اية اجندات خارجية تضمر الشر والخراب والموت لسورية المقاومة ودورها النضالي المشرف في العالم العربي والاسلامي.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-09-27
  • 9373
  • من الأرشيف

سورية لن تخضع للارهاب الدولي

الارهاب الدولي الذي تتعرض له دمشق سلوك عدواني خطير ينطوي على مغامرة اقليمية ودولية تآمرية تسعى الى رسم خارطة للمنطقة وفقا لمنظورها .. وازاء ذلك فان من الاهمية بمكان القيام بمقاربة للمواقف والسياسات والتحركات الرامية الى تدويل الازمة السورية بكل الوسائل، تحقيقا للمآرب الاميركية ــ الاوروبية ــ الصهيونية في الشرق الاوسط. فاللافت في هذا المضمار هو التواطؤ السافر لآل سعود وآل ثاني والعثمانيين الجدد مع المخطط الشيطاني الغربي ــ الاسرائيلي لمناهضة محور قوى المقاومة والممانعة، وتكالب هذا المعسكر على سورية بشكل ضار ابتغاء تمزيقها وتخريبها واسالة شلالات الدماء في ربوعها الوادعة. بيد ان الصمود الذي ابداه ابناء الشعب السوري حتى الان، قوّض معظم التحرکات الارهابية واعمال الجريمة المنظمة، الممولة سعوديا وقطريا، والمرسومة اسرائيليا واميركيا والمدعومة تركيا واردنيا، فيما تضطلع الدوائر المعروفة فی منظومة الامم المتحدة ومجلس الامن بدور ديماغوجي يجسد هو الآخر اهداف صانعي القرار في واشنطن وتل ابيب، بدليل عجز مبعوثيها وتلک عن ممارسة أي تحرك مؤثر يمكن ان يلفت اهتمام المجتمع الدولي على مستوى حقن الدماء البريئة في سورية. واذا ما نظرنا للامر على هذا النحو، فذلك يعني اننا امام مشهد لاستراتيجية السيطرة التي تعكس علاقة "السيد الاميركي ــ الصهيوني" بالعبيد الخليجيين والعثمانيين والدوليين سواء بسواء. فالظاهر ان هذه الجبهة العدوانية لم توفر للآن وسيلة من اجل استنزاف دمشق وشعب سورية الابي، لكن صمودهما الرائع اذهب عنهما رجس ابناء الشياطين واتباع الضلالة، ومجرمي الحرب الدوليين. فقد اثبتت الايام استحالة ان نتصور ــ ولو للحظة واحدة ــ ان يستطيع المتعصبون والتكفيريون والقتلة واللصوص، التزام ديمقراطية يسوقها "آل سعود وآل ثاني" بحرية كاملة، دون ان يكونوا عميانا أو مخدوعين او مأجورين. وبما اننا كشعوب، نملك حاسة التمييز بين الاخيار والاشرار والعقلاء والجهلة، والاحرار والعبيد، والصلحاء والمجرمين، فان من السهولة بمكان بالنسبة لنا، تقدير الاخلاقي وغير الاخلاقي في كل ما يدور ويجري فوق الاراضي السورية الطيبة. وفي هذا الصدد علينا ان نؤكد على هذه الحقيقة، وهي: ان اطروحة يُنظّر لها "حمد آل ثاني"، لايجاد تسوية للازمة السورية، هي من الزيف والنفاق واللاواقعية، بحيث انها لا تستحق مكانا سوى في سلة المهملات. فالرجل حوّل (قطر) الى محمية عسكرية وقاعدة استخبارية للغرب والصهيونية، كما ان علاقاته مع اسرائيل والاميركية، اشهر من نار على علم. وبالتالي فان كل هذه المؤهلات المشينة تسقط عنه اية شرعية للتفوه بشأن (المستقبل السوري) أو (الامن الاقليمي) او (المشروع الاسلامي) في الشرق الاوسط. اذن اين يكمن الحل؟ للاجابة لا نتردد في القول : انه منوط بارادة الشعب السوري بمعارضته وموالاته، وما يجدونه ملائما لاخراج البلاد من هذه الفتنة السوداء وبناء دولة القانون والمؤسسات ، والعلاقات المتكافئة للجميع، على ارضية حب الوطن وحماية المواطن وصيانة الاستقلال والسيادة، بعيدا عن اية اجندات خارجية تضمر الشر والخراب والموت لسورية المقاومة ودورها النضالي المشرف في العالم العربي والاسلامي.  

المصدر : حميد حلمي زادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة