دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وزير الدفاع الألماني يدافع عن تزويد الرياض بدبابات "ليوبارد2 إيه7"، والمعارضة تندد بدعم "السلفيين الذي يحرقون السفارات الغربية".
دافع وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير بشدّة عن بيع دبّابات "ليوبارد2 إيه7" ذات الكفاءة القتالية العالية إلى المملكة العربية السعودية بعد صمت رسمي تام وجدال سياسي محموم وسط المُعارضة بشأن تصديرها إلى ما قالت إنها "دولة دكتاتورية تنتهك حقوق الإنسان" وواقعة في منطقة توتّر، وهو ما تمنعه المعايير القانونية الألمانية شديدة الصّرامة.
وقال توماس دي ميزير، المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، أن "وضع حقوق الإنسان لا يلعب الدور الحاسم في توقيع صفقات الأسلحة" وأنه لا يرى "أي تناقض بين وضع حقوق الإنسان في السعودية وصفقة الدبابات الألمانية" إلى هذا البلد.
وأُشار دي ميزير في برنامج حواري في المحطة التلفزيونية الألمانية الحكومية الثانية ZDF إلى أن "السعودية تلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة". وقال إنه سيتم مناقشة هذا الموضوع في "مجلس الأمن القومي الاتحادي" الذي يضم المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس دار المستشارية ووزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية والعدل والاقتصاد، والذي لا يتم نشر مناقشاته وقراراته.
وكانت التقارير الإعلامية تحدّثت في الأشهر القليلة الماضية عن رغبة السعودية شراء ما بين 600 و800 دبّابة، قدّرتها بنحو عشرة مليارات يورو. كما أن مجلة "شبيغل" الألمانية كشفت عن قيام عدد من ضُبّاط الجيش الألماني منذ بداية يونيو/حزيران بمُساعدة الشّركة المصنّعة، "كراوس- مافاي فيجمان"، على تجربة دبّابات من نفس الطّراز في الصّحراء السعودية.
وشنّت المُعارضة الألمانية ـ مُمثّلة بحزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي ـ وصُحف ألمانية حملة للتّنديد بالصفقة المزعومة، ودعت منظمة ''باكس كريستي'' الكاثوليكية مُؤخّرا إلى مُظاهرات احتجاج في المدن الألمانية للحيلولة دون تصدير دبّابات إلى السعودية وكذلك إلى قطر ـ التي تريد شراء 200 دبّابة من نفس الطراز، بحسب أسبوعية "دير شبيغل" ـ وإندونيسيا.
"هذا هو النّفاق بعينه"
ونشرت صحيفة زايت (zeit) الألمانية الجمعة تقريرا عن البرنامج الحواري في المحطة التلفزيونية الحكومية ركّزت فيه على ما سمّته بـ"انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية".
أشار تقرير الصحيفة إلى أن الشريعة الإسلامية هي القانون في السعودية وأن تقارير منظمة العفو الدولية تشير إلى أن مُعارضي النظام يتعرّضون للاعتقال لفترات طويلة وللتعذيب إلى أن يُوقّعوا على التّخلّي عن العمل في المُعارضة. وتحدّثت الصحيفة عن النساء اللواتي تحتجن في السعودية إلى مُوافقة ولي أمر ذكر عندما ترغبن بالسفر أو بالعمل أو الدراسة بالخارج أو الزواج.
وأثار التقرير الكثير من تعليقات القرّاء ـ وصلت حتى الآن الى 67 تعليقا ـ وكانت بمُجملها مُنتقدة للحكومة الألمانية التي اتهمها بعضهم بـ"النّفاق".
تساءل أحدهم "أليس الواقع هو أن السعودية تتسبب في عدم استقرار سوريا عن طريق إرسال المُرتزقة والمال؟ كيف يقوم المرء في أوروبا بشتم السلفيين وفي الوقت ذاته يدعمهم ويُزوّيدهم بالأسلحة؟".
وتساءل آخر "ما هذه الحكومة التي تحوّلت إلى لوبي اقتصادي بائس؟ يبدو أن الحكومة تؤمن بأن 'الأخلاق' هي من الأشياء التي يمكن شراؤها. عندما تختار بعض الدول من بين التي تنتهك حقوق الإنسان لتزويدها بالأسلحة، ألا يعني ذلك الانحياز إلى أحد الأطراف؟. إنّه النّفاق بعينه".
وقال ثالث "الشيء الوحيد الذي تساهم الدبابات في استقراره هو النظام السعودي الذي قد يستخدمها لقمع المعارضة والمتظاهرين. إن هذه السياسة التي تكمن في تسليح ودعم المتشددين السلفيين الذين يقومون فيما بعد بحرق السفارات، هي قصيرة النظر".
الكابوس السّلفي
وكان البرنامج الحواري يحمل عنوان "الكراهية ضد الغرب ـ ما هي الحرب على الإرهاب؟" ـ وجاء عقب ردود الفعل العنيفة التي أثارها فيلم "براءة المسلمين" في بعض البلدان العربية والإسلامية والتي أودت بحياة السفير الأميركي في ليبيا، كريستوفر سيتفنز، خلال هجوم على مقر قنصلية بلاده في بنغازي.
وحفلت الصحف في البلدان الغربية بالمقالات التي عبّرت بعضها عن "القلق" الذي انتاب مُواطنيهم. فتحدثت لوموند الفرنسية عن دبلوماسية الاتحاد الأوروبي 'القلقة' بشأن أمن مختلف بعثاتها في العالم، ولكنها لا تعيد النظر في الدعم الذي تقدمه إلى بلدان 'الربيع العربي'.
وتحدث يان بريمر، رئيس Eurasia Group ومؤلف كتاب Every Nation for Itself: Winners and Losers in a G-Zero World)، لصحيفة نيويورك تايمز، مُذكّرا بأن الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان قد حذّر الولايات المتحدة كثيرا خلال سنوات عديدة وقبل الإطاحة به أن "بديل نظامه الاستبدادي سيكون تدفق المتطرفين عبر الجدار".
وخلص بريمر إلى القول "والآن هناك طوفان من الصور الفوتوغرافية التي تأتي عبر وكالات الأنباء وتحمل بالضبط هذا الكابوس الذي انتشر في تونس وليبيا واليمن وغيرها ... والذي يحمل المزيد من الشرّ".
ميدل ايست اون لاين
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة