يعيش الفريق اللبناني الذي راهن على سقوط سريع للنظام السوري حالة من الإرباك الشديد شأنه شأن الدول الأجنبية والعربية التي انخرطت في شن حربها الشرسة على سورية وشعبها بواسطة توريد السلاح والمسلحين الإرهابيين إليها.

ويبدو أن ما حصل في الأشهر والأسابيع الماضية على الأرض وفي المحافل الدولية قد شكل صدمة وخيبة أمل حقيقية لهذه الدول والأطراف، لا سيما بعد نجاح النظام السوري في استيعاب الحملة العسكرية والسياسية المنظمة التي تعرض ويتعرض لها، والبدء بالرد المعاكس على كل الصعد.
ويقول مصدر دبلوماسي بارز إن التقارير الأخيرة تؤكد أن بعض الدول العربية المشاركة في الحرب على سورية لا سيما السعودية وقطر في حالة من الإحباط الشديد، لأسباب عديدة لعل أبرزها فشل الرهانات على سقوط  الدولة السورية في غضون شهرين أو ثلاثة، ثم الفشل في استصدار قرارات دولية تغطي شن حرب مباشرة على سورية بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني.
ويضيف إن هذا الإحباط ينسحب أيضاً على واشنطن وحلفائها في الاتحاد الأوروبي، ملاحظاً أن الدول الأوروبية لم تكن في هذا الشأن سوى مجرد تابع للإدارة الأميركية.
أما تركيا، يضيف المصدر، فهي باتت في حيرة من أمرها بعد أن زجّت حكومة أردوغان نفسها في هذه الحرب سعياً وراء استعادة حلم الأمبراطورية العثمانية، لكنها لم تحصد بعد 18 شهراً من هذه الحرب سوى الفشل والخيبة، فعلى الصعيد الداخلي بات مؤكداً تقريباً أن حوالى سبعين في المئة من الشعب التركي هم ضد سياسة حكومتهم تجاه الأزمة السورية وضد التدخل في الشأن السوري.
أما على الصعيد الميداني، فقد أدى تصدير تركيا السلاح والمسلحين عبر الحدود الواسعة مع سورية لقتال الجيش السوري إلى نشوء جبهة معاكسة أخذت تتفاعل وتتسع أخيراً من خلال تعاظم عمليات حزب العمال الكردستاني وتنظيمات كردية أخرى ضد الجيش والقوى الأمنية التركية وبالتالي اهتزاز الأمن والاستقرار في العديد من المناطق التركية.
وفي الوقائع السياسية والدبلوماسية، يشير المصدر إلى جانب من خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز ومواقفه السابقة التي كشفت عن أزمة في العلاقة بين مصر وقطر في ضوء الانتقاد الذي وجهه مرسي لها من دون تسميتها، وتأكيده على السعي لاستعادة دور مصر في المنطقة كدولة كبرى، وهذا ما جعل أمير قطر ووزير خارجيته يعربان في بعض المجالس عن امتعاضهما الشديد من موقف مرسي.
ويقول المصدر الدبلوماسي البارز إنه يمكن تشبيه قطر بالضفدعة التي تحاول أن تلعب دور الفيل. ومنذ بدء ما يسمى الربيع العربي حاولت ممارسة دور الدول القادرة والفاعلة، مع العلم أن هناك قواعد وشروطاً يجب أن تتوفر بمثل هذه الدول منها: الموقع السياسي والجغرافي، حجم الدولة مساحة وعدداً، قوة استقطابها السياسي، قدراتها العسكرية، وقوتها المالية. ولا شك أن قطر تفتقد كل هذه الشروط ما عدا شرط المال.
أما السعودية فهي تدرك اليوم إنها باتت أمام طريق مسدود بعد الاندفاع الكامل في تمويل ودعم الحرب ضد سورية، لا بل تحاول التقليل من الخسائر التي لحقت وتلحق بها لا سيما أن هناك أكثر من استحقاق وخطر قد تواجههما في حال تفاقم الوضع في سورية وتوسع رقعة الأزمة لتطاول بلدان المنطقة.
وإلى جانب فشل واشنطن وأعوانها الأوروبيين في إسقاط النظام السوري بعد سنة ونصف السنة من بداية الحملة على سورية، فإن القلق المتزايد لديها ـ لدى واشنطن ـ هو في تحول التمساح الصغير الذي حضنته وربته إلى تمساح كبير مفترس بات يصعب التحكم به، والمقصود تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي لم يعد مجرد مجموعات مبعثرة في المنطقة، بل تحول إلى معسكرات منتشرة من أفريقيا إلى الباكستان وما بينهما، وتكفي الإشارة إلى التقارير الأخيرة التي تؤكد تعاظم وجود هذه المعسكرات في شمال مالي وفي دول افريقية عديدة من بينها ليبيا وتونس، مروراً باليمن ثم سورية التي يتم تصدير المجموعات الإرهابية المسلحة ومنهم عناصر «القاعدة» إليها، بهدف تغذية المجموعات الإرهابية الداخلية ضد النظام والشعب السوريين.
ويقول المصدر الدبلوماسي أيضاً إن مبعث قلق واشنطن وحلفائها أيضاً هو التطورات الميدانية الأخيرة في سورية التي تتلخص بقدرة الجيش السوري والقوى الأمنية النظامية على إفشال خطة إسقاط حلب لتحويلها إلى منطقة نفوذ ثابت للمعارضة، ونجاح الجيش أيضاً في دحر المجموعات الإرهابية في مناطق واسعة في ريف دمشق وإعادة الهدوء إلى العاصمة، وإلحاق ضربات قاصمة بالمعارضة في عدد من المناطق الأخرى. 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-09-21
  • 10382
  • من الأرشيف

إحباط للدوحة والرياض ..واشنطن مصدومة ..وتركيا تحصد نتيجة توريد المسلحين إلى سورية

يعيش الفريق اللبناني الذي راهن على سقوط سريع للنظام السوري حالة من الإرباك الشديد شأنه شأن الدول الأجنبية والعربية التي انخرطت في شن حربها الشرسة على سورية وشعبها بواسطة توريد السلاح والمسلحين الإرهابيين إليها. ويبدو أن ما حصل في الأشهر والأسابيع الماضية على الأرض وفي المحافل الدولية قد شكل صدمة وخيبة أمل حقيقية لهذه الدول والأطراف، لا سيما بعد نجاح النظام السوري في استيعاب الحملة العسكرية والسياسية المنظمة التي تعرض ويتعرض لها، والبدء بالرد المعاكس على كل الصعد. ويقول مصدر دبلوماسي بارز إن التقارير الأخيرة تؤكد أن بعض الدول العربية المشاركة في الحرب على سورية لا سيما السعودية وقطر في حالة من الإحباط الشديد، لأسباب عديدة لعل أبرزها فشل الرهانات على سقوط  الدولة السورية في غضون شهرين أو ثلاثة، ثم الفشل في استصدار قرارات دولية تغطي شن حرب مباشرة على سورية بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني. ويضيف إن هذا الإحباط ينسحب أيضاً على واشنطن وحلفائها في الاتحاد الأوروبي، ملاحظاً أن الدول الأوروبية لم تكن في هذا الشأن سوى مجرد تابع للإدارة الأميركية. أما تركيا، يضيف المصدر، فهي باتت في حيرة من أمرها بعد أن زجّت حكومة أردوغان نفسها في هذه الحرب سعياً وراء استعادة حلم الأمبراطورية العثمانية، لكنها لم تحصد بعد 18 شهراً من هذه الحرب سوى الفشل والخيبة، فعلى الصعيد الداخلي بات مؤكداً تقريباً أن حوالى سبعين في المئة من الشعب التركي هم ضد سياسة حكومتهم تجاه الأزمة السورية وضد التدخل في الشأن السوري. أما على الصعيد الميداني، فقد أدى تصدير تركيا السلاح والمسلحين عبر الحدود الواسعة مع سورية لقتال الجيش السوري إلى نشوء جبهة معاكسة أخذت تتفاعل وتتسع أخيراً من خلال تعاظم عمليات حزب العمال الكردستاني وتنظيمات كردية أخرى ضد الجيش والقوى الأمنية التركية وبالتالي اهتزاز الأمن والاستقرار في العديد من المناطق التركية. وفي الوقائع السياسية والدبلوماسية، يشير المصدر إلى جانب من خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز ومواقفه السابقة التي كشفت عن أزمة في العلاقة بين مصر وقطر في ضوء الانتقاد الذي وجهه مرسي لها من دون تسميتها، وتأكيده على السعي لاستعادة دور مصر في المنطقة كدولة كبرى، وهذا ما جعل أمير قطر ووزير خارجيته يعربان في بعض المجالس عن امتعاضهما الشديد من موقف مرسي. ويقول المصدر الدبلوماسي البارز إنه يمكن تشبيه قطر بالضفدعة التي تحاول أن تلعب دور الفيل. ومنذ بدء ما يسمى الربيع العربي حاولت ممارسة دور الدول القادرة والفاعلة، مع العلم أن هناك قواعد وشروطاً يجب أن تتوفر بمثل هذه الدول منها: الموقع السياسي والجغرافي، حجم الدولة مساحة وعدداً، قوة استقطابها السياسي، قدراتها العسكرية، وقوتها المالية. ولا شك أن قطر تفتقد كل هذه الشروط ما عدا شرط المال. أما السعودية فهي تدرك اليوم إنها باتت أمام طريق مسدود بعد الاندفاع الكامل في تمويل ودعم الحرب ضد سورية، لا بل تحاول التقليل من الخسائر التي لحقت وتلحق بها لا سيما أن هناك أكثر من استحقاق وخطر قد تواجههما في حال تفاقم الوضع في سورية وتوسع رقعة الأزمة لتطاول بلدان المنطقة. وإلى جانب فشل واشنطن وأعوانها الأوروبيين في إسقاط النظام السوري بعد سنة ونصف السنة من بداية الحملة على سورية، فإن القلق المتزايد لديها ـ لدى واشنطن ـ هو في تحول التمساح الصغير الذي حضنته وربته إلى تمساح كبير مفترس بات يصعب التحكم به، والمقصود تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي لم يعد مجرد مجموعات مبعثرة في المنطقة، بل تحول إلى معسكرات منتشرة من أفريقيا إلى الباكستان وما بينهما، وتكفي الإشارة إلى التقارير الأخيرة التي تؤكد تعاظم وجود هذه المعسكرات في شمال مالي وفي دول افريقية عديدة من بينها ليبيا وتونس، مروراً باليمن ثم سورية التي يتم تصدير المجموعات الإرهابية المسلحة ومنهم عناصر «القاعدة» إليها، بهدف تغذية المجموعات الإرهابية الداخلية ضد النظام والشعب السوريين. ويقول المصدر الدبلوماسي أيضاً إن مبعث قلق واشنطن وحلفائها أيضاً هو التطورات الميدانية الأخيرة في سورية التي تتلخص بقدرة الجيش السوري والقوى الأمنية النظامية على إفشال خطة إسقاط حلب لتحويلها إلى منطقة نفوذ ثابت للمعارضة، ونجاح الجيش أيضاً في دحر المجموعات الإرهابية في مناطق واسعة في ريف دمشق وإعادة الهدوء إلى العاصمة، وإلحاق ضربات قاصمة بالمعارضة في عدد من المناطق الأخرى.   

المصدر : محمد ابراهيم - البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة