دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدأ الحوار مع «رئيس تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من الرؤية الاستراتيجية للدفاع وينتهي بالانتخاب والتمديد لرئيس الجمهورية. ويحدد فيه أول خطرين، اسرائيل واحتمال وضع لبنان في الربيع العربي، ملمحاً إلى أن نظام الرئيس بشار الاسد سيسجل انتصاراً، مستبعداً أي ضربة عسكرية
■ كيف قرأت ورقة الرئيس ميشال سليمان الاستراتيجية الدفاعية؟
ورقة عمل رئيس الجمهورية تقنية، ما عدا فقرة واحدة، التي تحدد اطار العلاقة بين القوات المسلحة والمقاومة، وفي الواقع، الفكرة صحيحة مئة في المئة. لأن الجيش اللبناني لا يمكن ان يكون له في اي حال من الاحوال القدرة على مواجهة اي فريق في المحيط. لذا يجب وجود تكامل بين العمل العسكري والمقاومة. فالجيش حارس الحدود وهو القوة الضاربة الوحيدة الداخلية في الحالات العادية التي تقاوم الارهاب وتدعم قوى الامن في مكافحة الجريمة. اما اذا تعرض لبنان لأي عدوان، فإن الجيش لن يستطيع الدفاع والثبات في القتال نسبة الى موازيين القوى المتوافرة، وخصوصاً اسرائيل، هنا يبدأ عمل المقاومة لتحرير الأرض. رئيس الجمهورية اعطى اطارا عاما وأنا أقدم فكرتي.
■ رفضت قوى 14 آذار هذه الورقة لأنها تعترف بحزب الله كمؤسسة أمنية؟
دور المقاومة ليس امنيا. بل في حال حدوث خطر امني، ولم يتمكن الجيش من المقاومة وانكفأ، حينها تكون المقاومة الاسلوب الوحيد الذي يستطيع مواجهة جيش نظامي، لأنها خلايا متدربة على قتال العصابات.
■ أليس مستغرباً أن يقبل جنرال وقائد سابق للجيش وجود مؤسسة امنية رديفة؟
القصة ليست عواطف، او عنفواناً شخصياً، بل قصة تكامل للدفاع عن الوطن. المقاومة فريق اساسي للدفاع عن لبنان. في كل بلاد العالم تُستخدم الميليشيا كمساعد، كما حصل في فرنسا عند التحرير. دور الاجهزة الامنية ضبط الأمن، كما حصل في اثناء دهم الضاحية وملاحقة المهربين وسقوط الضحايا. هل هناك ضمانة لسحب الاحتلال، أعطونا ضمانة عام 1978 بقرارات دولية ولم يجرِ الانسحاب الا عام 2000 تحت ضغط المقاومة.
■ إذا أرادت ايران استخدام حزب الله للرد على اسرائيل للدفاع عن مصالحها، فلن يكون ذلك بمثابة حرب ضد الاحتلال؟
تقول اسرائيل إن مناوراتها على الحدود الشمالية ضد حزب الله وسوريا وايران، وبحربها ضد ايران تقصد الثلاثة معا. انا لا اعرف اذا كان في نيتها ذلك ام لا، لكن هل يستطيع احد ان يؤكد العكس؟ اذا كانت اسرائيل ترى ان الثلاثة جبهة واحدة، فمصلحتها ان تضرب ايران ثم سوريا ومن ثم حزب الله، أي بالتقسيط. لاننا اذا أردنا التخطيط للدفاع عن لبنان وأزلنا هذا الاحتمال نكون «حميرا». لأن أي انسان يفهم في العسكر والدفاع عن بلد يضع كل الاحتمالات. نحن لا نعرف حدود العمل العسكري الاسرائيلي اذا بدأ بايران. لا اقول إنه يجب ان يكون لبنان منصة، بل اريد ان اسلم الدفاع لـ«تيار المستقبل»، وليأتِ ضابط منهم ويقول انا اعرف نيات اسرائيل وهذا الخطر غير موجود، وليقل لي ما هي مستنداته. عند قراءة قصة الاخطار يجب ان يكون العمل محترفا، ويحدد كل شيء، حينها تقرر الحكومة، اذا كانت تريد ذلك ام لا.
■ إيران لم تنتظر الحكومة، بل قالت إن الحزب سيشارك في أي عمل ضدها؟
هذا تصريح سياسي.
■ أليس له تبعات سياسية؟
لا، ليعترضوا عليه. أنا والحزب متفقان على أن السلاح هو للدفاع عن الارض اللبنانية. هذا الاتفاق مكتوب.
■ وإذا خُرق الاتفاق وجرى الدفاع عن المصالح الإيرانية لا اللبنانية، كما تقول قوى 14 آذار؟
هذا موضوع آخر. أولاً هذا اعطاء نيات لحزب لبناني يدافع عن الخارج. ألا يدافعون هم عمن يدعمونهم في سوريا، وعن السعودية وتركيا. كلنا متفقون على أن المخاطر الاسرائيلية تشمل الارض والمياه وتوطين الفلسطينيين. نحن نعيش في بلد كله مخاطر، وسياسة النأي بأنفسنا لم نستطع أن نطبقها. طردوني من لبنان 15 عاماً بسبب سوريا، وحين خرجت سوريا يريدون أن يهاجموها ويهاجموني. وهم يتهمونني بأنني أتذرع بمار مارون حتى أذهب وأقابل الرئيس بشار الأسد. ومن يذهب الى السعودية والكويت، فعلى أي ضريح وفي أي كنيسة يصلي؟ وهذا التحالف مع الإخوان وجيش التحرير لماذا لم أسمع من الذين يحملون سيف النصارى بأنهم اعترضوا على ما حدث في طرابلس من تمزيق صور البابا على هذا النحو. وما هو المرتجى من الربيع العربي، الذي أعدّه جهنماً عربية، لأنني لا أؤمن بأي دم لتغيير الأنظمة. حتى البلد غير المتمرس بالديموقراطية لا يستطيع ان يأخذها دفعة واحدة، قبل ان يسمح بالتظاهر، يجب أن يتعلم التظاهر. لا أن يأكل الطعام في المطعم ومن ثم يحرقه. التظاهر ليس عملاً همجياً، بل حضاري.
النظام سيربح في سوريا
■ أُُخذ عليك أنك تسرعت وقلت إن الأمور انتهت في سوريا، وما هي رؤيتك اليوم لها، وهل لا يزال النظام قادراً على الاستمرار ؟
لقد اجتزأوا الحديث يومها. أنا حددت الثلاثاء لسبب يتعلق بموقف الجامعة العربية، كانت هناك مبادرة عربية رفضتها المعارضة السورية والأميركيون، وبدلاً من أن تتخذ الدول العربية موقفاً ضد المعارضة، لحقوا القرار الأميركي. أما بالنسبة الى اليوم، فأريد أن اسأل هل انهارت سياسة النظام الخارجية، او المحاكم او الادارة. هناك خلل امني، لكن ادارة الدولة مستمرة. اذا طلبت الدول الغربية من سفرائها المغادرة، فهذا لا يعني ان سوريا انهارت، بل هي محاصرة.
■ كيف تنتهي اذاً الحرب في سوريا، بضربة عسكرية غربية؟
ثمة استحالة للضربة العسكرية. لأنه في أول جلسة لمجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على سوريا، كان الفيتو المزدوج الصيني الروسي مرفقاً بإنذار للغرب بأن الضربات العسكرية انتهت في ليبيا. ولا توجد طاقة أوروبية للحرب في ظل الاوضاع الاقتصادية الحالية. ولا يركّب أحد في رأسه ان اميركا قادرة على كل شيء. هناك قوى عظمى صارت في المواجهة اقوى، وهذا ما يعيد المنطقة الى نظام عالمي جديد. الوضع السوري سينتهي بحوار سياسي، او بهزيمة لأحد الأطراف، ولا اعتقد ان ذلك سيكون من جهة النظام، بل لجهة المعارضة. رغم أن هناك من يجمع الأفغان والقاعدة ويرسلهم الى سوريا، لكن اين الشعب السوري من اللعبة؟
الحوار للصورة والاستقرار مفروض
■ ما هو جدوى استمرار طاولة الحوار؟
الصورة حتى الآن.
■ هل هي كافية للاستقرار؟
_ استقرار الداخل مفروض. هناك عدم توازن قوى في الداخل، لأن من يستطيع أن يقوم بالمشكلة، لا يريد أن يقوم بها، ومن يريد أن يقوم بالمشكلة غير قادر. عدم توازن القوى فرض نوعاً من الاستقرار.
■ والرضى الدولي على الحكومة كضامن للاستقرار؟
لو لم يرد اللبنانيون الحكومة لكانت قد طارت.
■ لكن قوى 14 آذار تريد إسقاط هذه الحكومة؟
يريدون أن يؤلّفوا حكومة وحدة وطنية ضامنة أيضاً للاستقرار ضمن هدفهم، لكنهم لا يخاطرون بالفراغ.
■ هل تعتقد ان قوى 14 آذار اذا نجحت في الانتخابات فستؤلّف حكومة توافق وطني أم حكومة صافية لها؟
هذا حلمها، لكن لا اعرف اذا كان ذلك سيتحقق أم لا؟
موسم الانتخابات
■ تزور جزين اليوم، فهل تفتح موسم الانتخابات مبكراً؟
أنا وعدت بهذه الزيارات، وهذه مناطق لم أزرها سابقا. ولو كان الوضع في عكار يسمح لكنت قد ذهبت. لا يزال الوقت مبكراً على الانتخابات، ووضعي في جزين سليم لا يحتاج الى استنهاض، عندنا ثلاثة نواب، ولدينا اكثرية ساحقة في جزين.
■ هل ستُجرى الانتخابات؟
- هذا استحقاق دستوري يجب أن يتم، والخطر يبدأ بعدم إجراء الانتخابات النيابية.
■ لكن من له مصلحة في تطييرها؟
- 14 آذار . نحن اتفقنا مع جزء من المسيحيين على مشروعين، اللقاء الأرثوذكسي والنسبية، وهم يريدون 15 دائرة، فقلنا لهم تكرموا.
■ إذا تعدل مشروع النسبية الى خمس عشرة دائرة، فهل توافق القوات؟
_ نحن نريد أن نكشف النيات لأنهم يضحكون على الناس، وهنا أريد أن اعرف الهدف المشترك من لقاءاتهم مع حزب التحرير. مشروع اللقاء الأرثوذكسي هو طرح القوات والكتائب، نحن طرحنا النسبية بأي شكل من الأشكال، وانا قلت إنني مع لبنان دائرة واحدة. أنا استقدمت اصدقائي على القانون الذي طرحته، على اساس انهم يجلبون أصدقاءهم على القانون الذي يطرحونه. وأنا سأنسلخ عن حلفائي اذا تمكنوا أن يجلبوا أصدقاءهم على «الارثوذكسي»، لكنهم يريدون مشروعاً يقصونه على القياس.
هناك خطر إذا لم يقر قانون جديد، ومدد للمجلس النيابي، حيث يعني ذلك نقضاً للدوحة، والاتفاق في بكركي، والجريمة ستلبس القوات والكتائب مهما حدث.
■ هل هناك خشية من بقاء قانون 1960، لأن جنبلاط هو بيضة القبان، والفريقان يحتاجان الى أصوات كتلته؟
ليس عندي بيضة قبان، بل يجب أن تكون هناك أكثرية تصلح الوضع. لا يجوز أن يوقف نائب او اثنان قانون النسبية. قلنا في الدوحة إن قانون 1960 لمرة واحدة.
■ هل بدأت الإعداد للمعركة الانتخابية، نسمع عن أشخاص يقولون إنهم مرشحو الجنرال عون؟
لم أبدأ الإعداد، «بعد بكير». ولا أحد اسمه اليوم مرشح الجنرال، ولا أحد يقول إنه مرشحي، بل يمكن أن يقول إنه ملتزم خط الجنرال، ويعرف أنني سأختار من لديه الالتزام وأرجحية الربح. هناك نواب حاليون، ومنهم من يترشح، وهناك مرشحون جدد. هناك شروط لكل من هم في خطي السياسي، لتعيينهم، ليس بالضرورة أن يعين النائب اليوم مرشحاً للانتخاب مرة جديدة، قبل الامتحان الانتخابي، هناك اختبار على الرأي العام، من يريد ومن لا يريد. الالتزام الحاصل بُرهن على مدى أعوام، ومن كان حليفاً او محبذا هناك إعادة اعتبار له، وهناك عقد معنوي بيننا وبينه. قد يسجلون على النواب أي شيء، كأن يقول أحد إنهم لم يلتزموا بالوعود التي قطعوها، أو إن احداً منهم لم يسجل عليه أي فضيحة. هناك عدالة في اختيار النواب، وفي اختيار الوزراء، وهناك حصة للتيار وحصة للمحبذين.
■ أين حصة المتمولين في لوائح عون؟
(ضاحكاً) كل الذين معي معهم مليارات. في العالم، المناصرون يجمعون الأموال للمرشح حتى يدافع عن حقوقهم. في لبنان المرشح يدفع الأموال للناس من اجل أن يطيح حقوقهم ويبيع قضاياهم، ويستفيد من الخزينة، أو بواسطة المشاريع والعقود. ومن هذا الفساد يجدد ولايته.
أرفض التمديد لسليمان!
■ إذا لم تُجرَ الانتخابات ومُدّد للمجلس النيابي، فهل ذلك ينسحب على رئيس الجمهورية ويمدد له؟
ليس بالضرورة. مررنا بحقبة السبعينيات والثمانينيات، ومدد للمجلس ولم يمدد لرئيس الجمهورية.
■ وإذا طرح انتخاب الرئيس لا التمديد له؟
قمنا بتجربة المرة الماضية مع الرئيس اميل لحود ولم تكن ناجحة. أنا ضد التمديد له او اعادة الانتخاب. لا يجوز أن يلعب احد بهذا الاستحقاق. من اجلي كتب أن قائد الجيش يجب أن يستقيل قبل سنتين حتى يترشح، لكن مر ثلاثة رؤساء من دون احترام الدستور، واذا اراد الثالث أن يقوم بذلك، فليغيروا الدستور. انا ضد اي تمديد، مهما كان، من العسكري الصغير الى الكبير.
■ حتى لقائد الجيش؟
لماذا أمدد، حتى يحصل التمديد يجب أن يكون استثنائياً. واذا حدث امر استنثائي نمدد، وإلا فحين تنتهي الدورة الطبيعية تكون قد انتهت.
المصدر :
الاخبار/هيام القصيفي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة