دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الباحث والكاتب الفرنسي فريدريك بيشون أن كلا من السعودية وقطر تستخدمان التحريض ضد سورية وإرسال السلاح والمسلحين إليها كوسيلة لمنع حدوث الاحتجاجات الشعبية التي ستزعزع استقرار الأنظمة فيهما وخاصة أنهما لا تملكان أي آلية ديمقراطية وحتى أي اهتمام في مجال حقوق الإنسان.
واعتبر بيشون أن تصدير الإرهاب من قبل هذه الدول هو وسيلة لضمان أنظمتها الداخلية مشيرا إلى أن التعتيم الإعلامي وآلية تعامل نظام الحكم في البحرين والأنظمة الخليجية تشكل المثال الصارخ على ما ستفعله هذه الدول في حال نشوب ثورة شعبية لديها حيث سيتم إرسال الدبابات وقمع المظاهرات.
ولفت بيشون أستاذ التاريخ المعاصر والمختص بالشأن السوري والأقليات في مقال نشره موقع (أتلنتيكو) الفرنسي إلى أن بلاده أساءت ولوقت طويل فهم نوايا المعارضة المسلحة السورية ومن يدعمها من الأنظمة العربية وعلى رأسها قطر لدرجة أنها جازفت بالسماح بتدفق ما يسمى (الجهاديين) إلى سورية ووضعتها تحت خطر التحول إلى نقطة جذب ولاحقا تصدير للإرهاب تشبه الحالة في افغانستان.
وأشار بيشون إلى أنه وبعد مرور عام ونصف العام على بداية الأحداث في سورية بات واضحا للعيان زيف كل الإدعاءات التي حاول العديد من الصحفيين والسياسيين تسويقها حول سلمية الحراك الجاري في سورية ووصف المجموعات الإرهابية المسلحة بأنها تتشكل من شبان عزل يواجهون بأيد عارية ويفتقرون إلى المعدات بشكل صارخ مع نفي كامل لتدفق أي من المعدات أو الأسلحة إليهم عبر الحدود التي يسهل اختراقها وذلك في الوقت الذي كانت فيه هذه المجموعات تتباهى في مقاطع تنشرها على موقع اليوتيوب بالوقوف إلى جانب معدات للجيش السوري تم الإعتداء عليها وتدميرها بأسلحة متطورة إضافة إلى ما أثبته تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية في كانون الثاني الماضي حول التسليح القوي للمجموعات الإرهابية المسلحة.
وأوضح الباحث الفرنسي إنه وبنفس الطريقة حاول الكثيرون التعمية على موضوع أشد خطورة حيث تعاطوا باحتقار وإنكار مع كل الذين حذروا منذ أكثر من عام ونصف العام من تسلل (الجهاديين) إلى سورية مؤكدا أن قطر هي من يقف وراء عمليات الإمدادات الضخمة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية حيث استعملت هذه الإمارة الصغيرة التي تشكل بلدا متعدد الجنسيات بحكم وراثي بعيدا عن الديمقراطية قناة الجزيرة لحشد الشارع العربي والإسلامي ضد سورية وعلى عدة مستويات وخاصة من خلال التغطية الإعلامية للصراع نفسه بما في ذلك الفبركات المزيفة والخطب النارية التي يطلقها (يوسف القرضاوي) وغيره من الدعاة الإسلاميين المتواجدين في الإستوديوهات المكيفة والذين جعلوا من محاربة سورية شعبا وقيادة (نوعا من اعمال التقوى).
واعتبر بيشون أن المزاودات اللفظية البشعة التي يتبناها وزيرالخارجية الفرنسي لوران فابيوس في هذه الأيام لن تدفع الفرنسيين إلى تصديق أن بلادهم لديها أي رؤية استراتيجية في القضية السورية وخصوصا أنها تابعت باستمرارية ملحوظة عبر التناوب السياسي سياستها السابقة في قضايا أخرى والتي من الصعب رؤية فوائدها للفرنسيين بشكل عام إلا اذا كانت تلك الفوائد هي استثمارات معفاة من الضرائب وعقود عمل للوزراء السابقين او للمسؤولين السياسيين مثل (دومينيك دو فيلبان) محامي قطر والذي دعا في منتصف آب إلى استخدام الخيار العسكري ضد سورية.
وشدد بيشون على أن فرنسا يجب أن تنتبه إلى أن تدفق المعدات والأسلحة الممولة بسخاء من قبل السعوديين والقطريين إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية يأتي ليؤكد ما تم الحديث عنه سابقا وهو خطر وقوع سورية بيد تنظيم القاعدة ليعيد تجربته مع الغرب وينتج (11) أيلول جديدا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة