دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المجتمع الدولي إلى انتهاج الحكمة والعقلانية لحل الأزمة في سورية بعد أن أصبح واضحا أن هناك تهريبا للسلاح والمسلحين من الخارج إلى سورية و إن غالبية هؤلاء المسلحين ليسوا من السوريين أصلا.

ولفت صالحي في تصريح لقناة (العالم) الإخبارية إلى أن ما يجري في سورية ليس له اي صلة بمطالب مشروعة للشعب السوري وتحول الأمر إلى أزمة دولية معتبرا أن استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة للمضادات الجوية والدبابات والمدافع الثقيلة يعني أنه توجد في سورية حرب حقيقية.

و أكد صالحي ضرورة وقف تهريب الأسلحة والمسلحين الأجانب والتكاتف من أجل حل الأزمة في سورية.

و انتقد وزير الخارجية الإيراني بعض الدول الإقليمية لعدم تمتعها بالأفق المناسب والوعي لخطورة المرحلة محذرا من تبعات الحرب على سورية وتداعياتها في إشعال الفتنة والتقسيم الذي سيطول الجميع.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تواصل الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين الأتراك لكن لم يتم التمكن من تسوية الخلافات بين الجانبين بعد فيما يتعلق بالأزمة في سورية معربا عن استعداد إيران للتوصل إلى حلول تضمن حقوق الشعب السوري وسيادة سورية وعدم التدخل الخارجي فيها.

وأكد أن سورية تعتبر عضوا مهما في حركة عدم الانحياز و من الطبيعي أن تقوم الحركة بالعمل على إخراجها من أزمتها عبر اتخاذ التدابير اللازمة لافتا إلى تقديم دول عديدة مقترحات ومناقشات مستفيضة لحل الأزمة في سورية.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن عدة نقاط مهمة خرجت بها قمة طهران لدول حركة عدم الانحياز ومنها ما يتعلق بالأزمة في سورية.

و حول محاولات بعض الدول المضي بمشروع ما يسمى فرض حظر جوي ومناطق آمنة في سورية وما إلى ذلك قال وزير الخارجية الإيراني إن هذا الامر لم يجد آذانا صاغية ولن يصل إلى أي غاية وأشار إلى أن سورية أكدت رفضها لذلك جملة وتفصيلا وتعتبر ذلك اعتداء على سيادتها.

ودعا صالحي إلى تشجيع المعارضة على الحوار مع الحكومة السورية وتسوية مشكلتهم فيما بينهم مبديا الاستعداد للقيام بدور يسهل ذلك ولا يجيز التدخل وفرض الاملاءات الذي يمكن أن يمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية.

وشدد صالحي على استحالة أن يتم تغيير الأنظمة بالعنف المسلح والتخريب داعيا إلى وجوب أن تجلس دول المنطقة مع بعضها وتبحث بشكل جدي إيجاد حل للأزمة في سورية بحكمة ومنطق ونوايا حسنة.

وتطرق صالحي إلى موقف إيران حيال ما يجري في البحرين مجددا مطالبتها الحكومة البحرينية بان تستجيب لرغبات الشعب البحريني فيما يتعلق بالحريات والمواطنة وما إلى ذلك واستعداد إيران لبذل الجهود اللازمة للمساعدة في تحقيق ذلك وإخراج البحرين من أزمتها دون أي تدخل في شؤون البحرين أو أي دولة أخرى لافتا إلى أن تعميق العلاقات بين إيران ودول الخليج يسهم باستتباب الأمن و الاستقرار في المنطقة.

من جهة ثانية وصف صالحي قمة طهران لحركة عدم الانحياز بأنها مثمرة ومثلت فشلا ذريعا للغرب وأدواته الإعلامية والدبلوماسية في محاولتها فرض عزلة على إيران وإفشال القمة أو التقليل من مستوى الحضور فيها.

وقال صالحي إن قمة عدم الانحياز في طهران كانت متميزة على مستوى الحضور والقضايا التي تم طرحها لأول مرة من قبل المشاركين ووزراء الخارجية ورؤساء الدول.

وأضاف إن ضجيجا إعلاميا وسياسيا غربيا سبق القمة في محاولة لمنع انعقادها أو التقليل من مستوى التمثيل بها لكنهم عجزوا عن ذلك مشيرا إلى أن الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع أكدوا له تعرض بلدانهم لضغوط دبلوماسية كبيرة من الغرب لمنعهم من المشاركة أو خفض مستوى التمثيل.

و ندد صالحي بالحرب الدبلوماسية الغربية على إيران واعتبرها تمثل سلوكا غير لائق وغير محترم من دول تدعي أنها دول عظمى مؤكدا أن عهد شراء الأصوات والترغيب والترهيب في العلاقات الدولية قد ولى.

و فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال صالحي إن القضية الفلسطينية ليست خاصة بالعرب بل هي قضية الأمة الإسلامية ودول العالم وتأتي في إطار الصراع بين الحق والباطل والظالم والمظلوم وكان هناك اهتمام كبير بهذه القضية في المؤتمر.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة فلسطين بمشاركة 15 عضوا وبرئاسة إيران في نيويورك من قبل حيث قدم وزير الخارجية الفلسطيني تقريرا مفصلا عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد كيان الاحتلال مشيرا الى ان ايران ستقوم بنشر هذا التقرير قريبا.

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور والمتأزم في العالم كان من الأمور التي اهتمت بها القمة حيث أشار إليه بيان القمة بالإضافة إلى تأكيد دول الحركة ضرورة رفض و مواجهة العقوبات الأحادية التي يتم فرضها من قبل الغرب على أي دولة عضو في الحركة.

وأكد صالحي أن قمة طهران كانت متميزة من حيث ما تضمنه بيانها الذي تناول الكثير من القضايا معتبرا أن بيان طهران كان استثنائيا ومختلفا عن بيانات القمم السابقة للحركة حيث تمت الموافقة عليه بالإجماع ودون تحفظ.

نائب إيراني: مبادرة إيران لحل الأزمة في سورية ترتكز على منع التدخل الخارجي ووقف تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة

من جانبه أكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني النائب جواد جهانغير زاده أن مبادرة بلاده لحل الأزمة في سورية ترتكز على منع التدخل الخارجي ووقف تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة مشددا على ضرورة الحوار بين الحكومة والمعارضة.

وقال جهانغير زاده في تصريح لقناة (العالم) أمس "إن المقترح الذي تقدمت به إيران لحل الأزمة في سورية يرتكز بالدرجة الأولى على منع التدخل الأجنبي الذي يؤجج هذه الأزمة وكذلك التوقف الفوري لأعمال العنف ووقف إرسال الأسلحة إلى المجموعات المعارضة والإرهابية التي تدفقت من الحدود المجاورة" لافتا إلى أن المقترح الإيراني يتبنى البنود الستة الواردة في خطة المبعوث الأممي السابق غلى سورية كوفي عنان.

وأوضح النائب الإيراني أن المبادرة تتطرق أيضا إلى حل الأزمة وفق الأسس السلمية والتركيز على مطالب الشعب السوري وتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية والمعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار مشيرا إلى أن خطة عنان لا تزال قادرة على حل الأزمة في إطار يتضمن باقي المقترحات والإسراع في الحل.

  • فريق ماسة
  • 2012-09-03
  • 8614
  • من الأرشيف

صالحي: وقف تهريب الأسلحة والمسلحين الأجانب إلى سورية واعتماد الحكمة والعقلانية بحل الأزمة

دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المجتمع الدولي إلى انتهاج الحكمة والعقلانية لحل الأزمة في سورية بعد أن أصبح واضحا أن هناك تهريبا للسلاح والمسلحين من الخارج إلى سورية و إن غالبية هؤلاء المسلحين ليسوا من السوريين أصلا. ولفت صالحي في تصريح لقناة (العالم) الإخبارية إلى أن ما يجري في سورية ليس له اي صلة بمطالب مشروعة للشعب السوري وتحول الأمر إلى أزمة دولية معتبرا أن استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة للمضادات الجوية والدبابات والمدافع الثقيلة يعني أنه توجد في سورية حرب حقيقية. و أكد صالحي ضرورة وقف تهريب الأسلحة والمسلحين الأجانب والتكاتف من أجل حل الأزمة في سورية. و انتقد وزير الخارجية الإيراني بعض الدول الإقليمية لعدم تمتعها بالأفق المناسب والوعي لخطورة المرحلة محذرا من تبعات الحرب على سورية وتداعياتها في إشعال الفتنة والتقسيم الذي سيطول الجميع. وقال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تواصل الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين الأتراك لكن لم يتم التمكن من تسوية الخلافات بين الجانبين بعد فيما يتعلق بالأزمة في سورية معربا عن استعداد إيران للتوصل إلى حلول تضمن حقوق الشعب السوري وسيادة سورية وعدم التدخل الخارجي فيها. وأكد أن سورية تعتبر عضوا مهما في حركة عدم الانحياز و من الطبيعي أن تقوم الحركة بالعمل على إخراجها من أزمتها عبر اتخاذ التدابير اللازمة لافتا إلى تقديم دول عديدة مقترحات ومناقشات مستفيضة لحل الأزمة في سورية. وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن عدة نقاط مهمة خرجت بها قمة طهران لدول حركة عدم الانحياز ومنها ما يتعلق بالأزمة في سورية. و حول محاولات بعض الدول المضي بمشروع ما يسمى فرض حظر جوي ومناطق آمنة في سورية وما إلى ذلك قال وزير الخارجية الإيراني إن هذا الامر لم يجد آذانا صاغية ولن يصل إلى أي غاية وأشار إلى أن سورية أكدت رفضها لذلك جملة وتفصيلا وتعتبر ذلك اعتداء على سيادتها. ودعا صالحي إلى تشجيع المعارضة على الحوار مع الحكومة السورية وتسوية مشكلتهم فيما بينهم مبديا الاستعداد للقيام بدور يسهل ذلك ولا يجيز التدخل وفرض الاملاءات الذي يمكن أن يمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية. وشدد صالحي على استحالة أن يتم تغيير الأنظمة بالعنف المسلح والتخريب داعيا إلى وجوب أن تجلس دول المنطقة مع بعضها وتبحث بشكل جدي إيجاد حل للأزمة في سورية بحكمة ومنطق ونوايا حسنة. وتطرق صالحي إلى موقف إيران حيال ما يجري في البحرين مجددا مطالبتها الحكومة البحرينية بان تستجيب لرغبات الشعب البحريني فيما يتعلق بالحريات والمواطنة وما إلى ذلك واستعداد إيران لبذل الجهود اللازمة للمساعدة في تحقيق ذلك وإخراج البحرين من أزمتها دون أي تدخل في شؤون البحرين أو أي دولة أخرى لافتا إلى أن تعميق العلاقات بين إيران ودول الخليج يسهم باستتباب الأمن و الاستقرار في المنطقة. من جهة ثانية وصف صالحي قمة طهران لحركة عدم الانحياز بأنها مثمرة ومثلت فشلا ذريعا للغرب وأدواته الإعلامية والدبلوماسية في محاولتها فرض عزلة على إيران وإفشال القمة أو التقليل من مستوى الحضور فيها. وقال صالحي إن قمة عدم الانحياز في طهران كانت متميزة على مستوى الحضور والقضايا التي تم طرحها لأول مرة من قبل المشاركين ووزراء الخارجية ورؤساء الدول. وأضاف إن ضجيجا إعلاميا وسياسيا غربيا سبق القمة في محاولة لمنع انعقادها أو التقليل من مستوى التمثيل بها لكنهم عجزوا عن ذلك مشيرا إلى أن الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع أكدوا له تعرض بلدانهم لضغوط دبلوماسية كبيرة من الغرب لمنعهم من المشاركة أو خفض مستوى التمثيل. و ندد صالحي بالحرب الدبلوماسية الغربية على إيران واعتبرها تمثل سلوكا غير لائق وغير محترم من دول تدعي أنها دول عظمى مؤكدا أن عهد شراء الأصوات والترغيب والترهيب في العلاقات الدولية قد ولى. و فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال صالحي إن القضية الفلسطينية ليست خاصة بالعرب بل هي قضية الأمة الإسلامية ودول العالم وتأتي في إطار الصراع بين الحق والباطل والظالم والمظلوم وكان هناك اهتمام كبير بهذه القضية في المؤتمر. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة فلسطين بمشاركة 15 عضوا وبرئاسة إيران في نيويورك من قبل حيث قدم وزير الخارجية الفلسطيني تقريرا مفصلا عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد كيان الاحتلال مشيرا الى ان ايران ستقوم بنشر هذا التقرير قريبا. وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور والمتأزم في العالم كان من الأمور التي اهتمت بها القمة حيث أشار إليه بيان القمة بالإضافة إلى تأكيد دول الحركة ضرورة رفض و مواجهة العقوبات الأحادية التي يتم فرضها من قبل الغرب على أي دولة عضو في الحركة. وأكد صالحي أن قمة طهران كانت متميزة من حيث ما تضمنه بيانها الذي تناول الكثير من القضايا معتبرا أن بيان طهران كان استثنائيا ومختلفا عن بيانات القمم السابقة للحركة حيث تمت الموافقة عليه بالإجماع ودون تحفظ. نائب إيراني: مبادرة إيران لحل الأزمة في سورية ترتكز على منع التدخل الخارجي ووقف تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة من جانبه أكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني النائب جواد جهانغير زاده أن مبادرة بلاده لحل الأزمة في سورية ترتكز على منع التدخل الخارجي ووقف تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة مشددا على ضرورة الحوار بين الحكومة والمعارضة. وقال جهانغير زاده في تصريح لقناة (العالم) أمس "إن المقترح الذي تقدمت به إيران لحل الأزمة في سورية يرتكز بالدرجة الأولى على منع التدخل الأجنبي الذي يؤجج هذه الأزمة وكذلك التوقف الفوري لأعمال العنف ووقف إرسال الأسلحة إلى المجموعات المعارضة والإرهابية التي تدفقت من الحدود المجاورة" لافتا إلى أن المقترح الإيراني يتبنى البنود الستة الواردة في خطة المبعوث الأممي السابق غلى سورية كوفي عنان. وأوضح النائب الإيراني أن المبادرة تتطرق أيضا إلى حل الأزمة وفق الأسس السلمية والتركيز على مطالب الشعب السوري وتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية والمعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار مشيرا إلى أن خطة عنان لا تزال قادرة على حل الأزمة في إطار يتضمن باقي المقترحات والإسراع في الحل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة